(صدفة)

51 7 3
                                    

الفصل الثاني
(صدفه)
كان عمار جالسا علي هاتفه النقال إلي أن استوقفته رساله من صديقه عمر يبلغه فيها ان يتصل به
عمر وهو صديق عمار المفضل منذ أن غادر مدينة الرحاب شعره يميل للبني الفاتح وعيناه زرقاوان دخل مع عمار كليته وهي كلية التجارة ويعملوا سويا في البنك
اتصل عمار بصديقه وما إن سمع صوته
عمار بسخريه: دا اي النتانه دي مش قادر تتصل بيا لدرجادي فلست
عمر بزمجره ردا علي كلام صديقه: جرا اي ي عم م انا رصيدي كله رايح علي سلمي
عمار مبتسما بسخريه: لأ ي شيخ يعني تخطب انت وانا البس في الأخر
عمر مغيرا الموضوع: المهم عملت اي في الشقه الجديده اللي نقلت فيها
عمار: اه نقلنا الشقه حلوه جدا لازم تيجي تزورنا في يوم
عمر بسعاده: خلاص ماشي هاجي اتغدا معاكم بكرا
عمار بذهول: اي ي بركة المستنقعات انت تتغدي دا اي انا قصدي انك تيجي بالليل تشرب حاجه سقعه وتروح
ثم أكمل حديثه: اه وياريت تجيب البيبسي معاك وانت جاي مش هنصرف عليك احنا
عمر بغضب زائف: اجي اسيقلكم الشقه بالمرة ي عمار دا اي دا اخس عليك ي رااجل مكنوش شوية كباب وكفته و مكرونه بشاميل وطبق بسبوسه من بتاع مامتك
عمار بسخريه: وحياة امك ي عمر انا هقفل قبل م تورثني بالحيا
ثم انهي المكالمه مع صديقه وخرج ليري والدته واخته فرأي ضوء غرفة والدته مطفئ ولكن اخته مازالت مستيقظة دخل إلي غرفة اخته بعد أن طرق الباب فرآها أمام المرآة تضع زينه في وجهها
ابتسم عمار وقال بمكر: اي دا مدام ڤامبير
سمعته اخته وقامت من مكانها ونيران تشتعل في حدقتيها التان بلون الشوكولا
مريم بغيظ: بقي انا فامبير ي عانس
انصدم عمار بما قالته اخته للتو والتي نعتته بالعانس
عمار بصدمة: عانس انا عانس طب لو انا عانس انتي اي بقي ارمله وبتجري علي ٤ عيال
مريم بكبرياء زائف: ها لا طبعا انا ميكب ارتيست فوق ي بابا
عمار بلا مبالاه: طب شيلي اللي في وشك دا وتعالي ننزل نتمشي شويه
مريم بتصميم: لأ طبعا انا لسه هتصور ومخلصتش الميكب بتاعي كامل
عمار محاولا اغاظتها: اي دا يعني دا مش ميكب الأفلام الرعب
مريم وهي محدقه به وتجز علي اسنانها: غور من قدامي ي عمار بدل م اخليك انت الڤامبير
خرج عمار مسرعا من أمام تلك المجنونه التي علي استعداد تنفيذ تهديدها
وخرج من المنزل ليستنشق الهواء
---------------------------------------
في فيلا الحسيني
استيقظت رهف عندما دقت الساعه ال٩ مساء
رهف بتململ: ااااه هي الساعه كام
رهف بملل: ياااااه لسه ٩ انا زهقت أوي
ثم خطرت علي بالها فكره
رهف بتفكير: طب م انزل اتمشي شويه
قامت من فراشها وبدلت ملابس البيت بملابس للخروج حيث أنها ارتدت بنطال من الجينز وبلوزه وردي وتركت شعرها وراء ظهرها ثم خرجت
تمشت قليلا بعيد عن فيلا عائلتها وسرحت في الحديقه الكبيره التي رأتها فكان رائحة زهورها تفوح فجأه سمعت صوت شاب من ورائها
الشاب بسخريه: واي اللي موقف القمر لوحده كدا
رهف بذهول: انت مين وعايز اي
الشاب بنفس سخريته: أنا عابر سبيل كنت معدي فقولت اشوف اي اللي موقف الجميل لوحده في الوقت دا
رهف بنفاذ صبر: طب اتفضل بقي امشي شكرا مش عايزه حد معايا
في تلك الأثناء كان عمار غارقا في ذكريات طفولته التي عاشها عند أشجار تلك المدينه هو وصديقه المفضل عند تلك النقطه ابتسم تلقائيا وهو يتذكر ذلك الولد الصغير الذي كان يدافع عنه ويحبه في تلك اللحظه سمع صوت عالي علي بعد خطوات منه فمشي إلي مصدر الصوت فاتضحت له الرؤيه كانت فتاه واقفه موليه له ظهرها
رهف بعصبيه: انت ي بني أدم ي غلس انت ابعد عني وسيبني في حالي
الشاب بإستفزاز: وإن ماسبتكيش
صدح عمار عاليا ردا عليه: اقولك انا
فوجئت رهف بذلك الصوت الذي كان بمثابة طوق نجاه لها
الشاب ببرود: روح العب بعيد ي بابا
عمار بعصبيه وذهب له وامسك بياقة قميصه ولم يعي بالواقفه متسمره من فعلته
عمار بعصبيه: انت اللي جبته لنفسك
وبدأت معركه بينهم وبدأوا يكيلوا الضربات لبعضهم حتي اخرج الشاب من جيبه سكين صغير وجرح به عمار صرخت رهف من ذلك المظهر فأسرع الشاب بعيدا عنهم فجلست رهف علي ركبتيها بجانب عمار
رهف بخوف ولهفه: انت كويس رد عليا
عمار وقد تشوشت الرؤيه: اااااااه
في تلك الأثناء كان عزالدين يبحث عن اخته التي اختفت من البيت فجأه فسمع صوت صراخها فأسرع ناحية الصوت وتفاجئ بذلك المشهد فأخته جالسه بجانب شاب تسيل منه دماؤه وقد أغشي عليه
عزالدين بذهول: اي دا اي اللي حصل مين دا
رهف مسرعه: الحقني ي عز
----------------------------
استيقظت كوثر من نومها وكانت الساعه حينها الحاديه عشر مساء قامت وهي تتململ من فراشها ثم دخلت غرفة ابنها عمار ولم تجده فذهبت إلي غرفة ابنتها مريم فرأتها مستغرقه في نوم عميق
كوثر بتفكير: هيكون راح فين عمار بس
بدأ القلق يدق قلبها ومن ثم أخذت تدعي الله ان يحمي لها ولدها
في تلك الأثناء كانت ام شروق جالسه أمام شاشة التلفاز حينما استرعي انتباهها صوت دربكة بالخارج فذهبت للشرفه مسرعه لعلها تفهم ما يدور حولها فرأت مجموعه من الناس يحملون شاب ويدخلونه الفيلا التي قد سكنت جديد اندهشت من ذلك المشهد والذي لم يعيرها اهتماما
كان عمار ينزف دم من جانبه ولم يكن الا جرح صغير قد خيطه طبيب استعان به عزالدين بسرعه من أجل عمار وتم تعقيم الجرح وتخييطه ومازال عمار مغشي عليه إثر الدم الذي فقده خرجت رغده مسرعه من غرفتها علي إثر هذه الدربكه
رغده بإستياء: اي دا في اي الدوشه دي
ثم لمحت عمار المسجي علي سرير في غرفة الضيوف
رغده بدهشه: اي دا ي عز مين دا
عز بعد أن اتطمئن علي عمار: دا واحد ي ماما لقيته مرمي ع الارض ورهف جمبه بتصوت
رغده بنفاذ صبر وهي تنظر إلي ابنتها بغيظ: مين دا بقي ي رهف هانم انشاء الله ولا هو اي حد هنشوفه مرمي ف الشارع هنجيبه ع فيلا
رهف وهي مذعورة من المنظر الذي شاهدته ثم قصت لهم ما حدث
عزالدين بلوم: طب لي كدا ي رهف مكنتي تقوليلي وكنت هاجي معاكي
رهف بدموع: اهو اللي حصل بقي ي عز ثم اكملت كلامها وهي تنظر إلي عمار
رهف بحزن شديد: وبعدين هنعمل اي احنا حتي منعرفش أهله مين
عز محاولا التخفيف عن اخته: متخافيش بكرا يصحي ويبقي كويس
زفرت رغده في ضيق ثم قالت: ودا هيفضل عندنا هنا كتير
عزالدين بلوم خفيف: اكيد ي ماما يعني هنسيبه مرمي ف الشارع واحنا المفروض ننقذه زي مأنقذ رهف
رغده بإستياء ونفاذ صبر: اعملوا اللي يريحكوا
-----------------------------------------
كانت الساعه قد تخطت الثانيه عشر صباحا
قلقت كوثر كثيرا وأخذت البيت ذهابا وايابا استيقظت مريم ورأت والدتها بتلك الحاله
مريم وهي مقطبه حاجبيها بقلق: مالك ي ماما ف اي
كوثر وقد نهش القلق قلبها: اخوكي ي مريم لحد دلوقت مرجعش ومش عارفه راح فين والفون بتاعه هنا
مريم وقد قلقت كثيرا علي اخيها: طب هنعمل اي دلوقت
كوثر وهي تتجه إلي غرفتها: معرفش معرفش انا هنزل ادور عليه
مريم محاوله تهدئة والدتها: تنزلي فين بس ي ماما الساعه عدت١٢
كوثر وقد ترقرقت عيناها: ولو هنزل ادور ع ابني بنفسي قالت جملتها وذهبت إلي غرفتها لتبدل ثيابها بعد خمسة دقائق خرجت كوثر من غرفتها ووجهة حديثها إلي مريم
كوثر بأمر: مريم خليكي هنا واوعي تفتحي لباب لحد
اومأت لها مريم بخوف حقيقي علي اخيها ثم خرجت كوثر من باب شقتها
وما إن سمعت أم شروق صوت الباب الذي أمام شقتها يفتح حتي هرولت لتعرف من الخارج في ذلك الوقت المتأخر من الليل
ام شروق بدهشه: ست كوثر اي اللي منزلك دلوقت ف الوقت دا
كوثر بإستعجال: هنزل اجيب حاجه من تحت
ام شروق بإصرار: تنزلي لوحدك دلوقت دا احنا ف نص الليل انتي مش عندك ولد
كوثر بحزن وقلق: أصل عمار ابني خرج من بدري ولحد دلوقت مرجعش ومش عارفه اي اللي حصله
ام شروق وهي تحدث نفسها: يكونش هو دا اللي الناس كانوا شايلينوا وبينوا مضروب
كوثر بذعر: هو مين دا اللي مضروب
ام شروق بإبتسامه متوتره: دا واحد كدا شوفته والناس شايلينوا ومغمي عليه
كوثر وقد فقدت هدوئها تماما: هو فين قولي بسرعه
ام شروق بخوف: استهدي بالله كدا م يمكن ميبقاش هو
كوثر وقد نفذ صبرها: م تخلصي وتقولي هو فين ي عبييير
عبير بقلق: دخل الفيلا اللي جمبينا دي
خرجت كوثر من العماره مسرعه إلي حيث قالت لها ام شروق
------------------------------------------
كانت رهف جالسه في غرفتها تفكر في ذلك الشاب الذي دافع عنها دون أن يراها ومن ثم قامت من جلستها وسارت ببطئ حتي غرفة عمار ودخلت الغرفه وأغلقت بابها بهدوء حتي لا تزعجه وقفت بجانب السرير تتطلع إلي ذلك الشاب الذي كان علي وشك انا يخسر حياته لأجلها
رهف في نفسها: معقوله ممكن حد يعمل كدا عشان واحده ميعرفهاش
ما ان أنهت جملتها وسمعت منه تأوها خفيفا ومن ثم تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه كانت تنظر له وهي قاطبة حاجبيها تتأمل ملامحه الساكنة ثم بدأ يهلوث مره اخري فإقتربت منه ببطئ ومسدت علي شعره حتي أصبح ساكنا كالطفل بين يديها ابتسمت في نفسها وجلست بجانبه تضع علي جبينه الضماد محاوله لتخفيض حرارته التي ارتفعت إثر الطعنه التي تلقاها
----------------------------
كانت مريم قلقه علي اخيها وعلي والدتها التي نزلت مسرعه فوقفت تنظر من الشرفه وتفاجئت عندما رأت والدتها تدخل فيلا بجانبهم خافت مريم كثيرا فأسرعت ترتدي ثيابها محاولة منها في ملاحقة والدتها
دخلت كوثر بخطوات مرتعشة حيث باب الفيلا ولكن اوقفها بواب الفيلا
البواب بصرامه: حضرتك رايحه فين ي هانم
كوثر بتوتر ولعبكه في الكلام: أن انا كنت ج جايه اشوف ابني
البواب متسائلا: ابنك مين ديه ي ست انتي يلا امشي من اهنيه
كوثر بإصرار: بقولك عديني كدا ابني دخل هنا
البواب وهو علي وشك أن يدفعها للخارج: مافيش حد عندينا اهنه امشي ي ست انتي يلا
ثم جائه صوت أحد الحراس الشخصي متسائلا: عايزه اي الست دي ي عم مرزوق
مرزوق بنرفزه: دي وليه مخبوله قال اي ابنها دخل اهنه
الحارس بتفكير: هو ابنك اسمه اي
كوثر بلهفه: عمار
الحارس متفحصا اياها: طيب انا هدخلك بس اي حركه غلط هسجنك انتي فاهمه
كوثر بنفاذ صبر: ماشي المهم تدخلني
نزلت مريم مسرعه من البيت مرتدية فستان أسود وطرحه كافيه كانت واقفه أمام باب الفيلا لا تعرف ماذا تفعل في تلك الأثناء كان عزالدين يشتري أشياء طلبها الطبيب من أجل عمار حينما اقترب من باب فيلاتهم لمح فتاه تعطيه ظهرها
كانت مريم خائفه بشده فقررت ان تنتظر والدتها إلا أن تخرج من الفيلا فأبتعدت عن الباب بظهرها للخلف حتي اصطدمت بحائط ورائها نظرت بخوف تجاه تلك الشئ الصلب وما هو الا بني أدم ينظر لها بدهشه
مريم بشهقه: يالهوي يالهوي يالهوي يالهوي يالهوي قالت كلماتها الأخيره بطريقه مسرعه جدا حينها فاق عزالدين من شوكولا عينيها الذان اذاباه
عز الدين وهو رافعا حاجبيه: اي كمية اليلهوي دي انتي مين
تعثرت في كلامها ولم تعي ما تقوله
مريم بتوتر: أصل عمار نزلت ماما شوفت دخلت
نظر لها عزالدين بإستغراب ثم تحول استغرابه إلي ضحك هستيري أمام التي تعتصر أصابعها وكأنها طفله مذنبه وتضغط علي شفتيها وتنظر في الأرض وهي ترتعش
عزالدين بضحك: ياااه اي دا كل دا حصل ي شيخه قولي كلام غير دا
أصبح وجه مريم كحبة الطماطم الناضجة من كثرة الإحراج
مريم وهي تحاول ان تلملم شتات نفسها أمام تلك العيون صاحبة الرموش الكثيفه
مريم ببطئ: كنت عايزه اقول ان اخويا اختفي وماما نزلت تدور عليه وبعدين شوفتها داخله هنا
كان عقله مشغول بتلك الفاتنة الواقفه امامه بحمرة وجهها وشفاها الورديتان طبيعي
مريم بتوتر: لو عايزني امشي امشي
عزالدين مسرعا: لأ لأ متمشيش خليكي قولي تاني كدا معلش
مريم وقد اقتربت علي الإنهيار: بقولك اخويا مختفي وماما نزلت تدور عليه ولقيتها دخلت ف الفيلا دي
عزالدين بتفكير ممكن يكون اخوكي اللي جه مطعون عندنا
مريم بذعر: مطعون انت قولت مطعون
عزالدين بتريث وصبر: اهدي بس متخ
لم يكمل جملته حتي شعر بيدها وهي تسحب يده وتترجاه ان يدخل ويريها اخيها
مريم بخوف: ارجوك وديني ليه ارجوك
عزالدين وهو ناظر إلي يدها التي تمسك بيده بشده: حاضر تعالي هدخلك تشوفيه
--------------------------------------------
دخلت كوثر الفيلا ثم بحثت بعينيها عن ابنها ثم جائت إليها أحد الخادمات
الخادمة بروتينيه: اؤمري
كوثر بإستعطاف: ونبي ي بنتي انا عرفت ان ف واحد جه هنا وممكن يكون ابني ممكن توصليني ليه
كادت الخادمه ان ترد عليها ولكن قطع كلامهما راضي وهو يهبط من السلم
راضي بتساؤل: ف اي ابن مين اللي هنا
كادت أن تتكلم حتي رأت الذي يقف أمامها
كوثر وقد الجمتها المفاجأه: راضي
راضي ولا تقل دهشته: كوثر
----------------------------

اللقاء🫰🏻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن