فات شهر علي ابطالنا وكل منهم له مشاعر مختلفه من الغضب للحقد والكراهية والحب والإعجاب والانكار
كان قد تحسن عمار كثيرا وذهب لفيلا الحسيني تلبيه لنداء راضي له ليبدأوا بأمور العمل
راضي بصرامه: اسمعوا ي ولاد انا جمعكوا هنا عشان انتوا هتبقوا ايد واحده انا مش هعيش طول العمر
الثلاثه بصوت واحد: ربنا يديك الصحه ي عمي
ربنا يديك الصحه ي بابا
أكمل راضي حديثه ناظرا لعمار: انت ي عمار هتبقي مدير الحسابات يعني فلوس الشركه كلها ف ايدك انت
ثم وجه كلامه ناحية محمود:اما انت بقي ي محمود هتبقي مدير العلاقات العامة
محمود بجديه: بس ي عمي انا مش هشتغل معاه كفايه اللي حصل
عمار بغضب: ع فكره مش هموت واشتغل معاك بس دا شغل مالوش علاقه بلعب العيال دا
عزالدين بهدوء:ي جماعه ممكن نسيب الكلام دا خلاص اللي حصل حصل ابدءو صفحه جديده او لو ف احراج ليكوا ممكن متتعاملوش مع بعض فتره لحد م تتقبلوا بعض
تنهد راضي بهدوء وقال:انا رأيي من رأي عز انتوا خدوا شوية وقت واكيد هتنسوا
وافق الاثنين علي العمل شرط ألا يكون هناك تعاملات بينهم
________________________________________________________
كان اول يوم باالعمل بالشركة سويا دخل عمار إلي الشركه وكان مرتديا بنطال جينز أسود مع قميص ابيض وجاكيت أسود دخل علي مكتب راضي الحسيني بإبتسامه بشوشه
راضي بترحيب شديد: أهلا أهلا دا انت اول واحد ييجي الشركه مش زي الاتنين الكسالا دول
قابله عمار بترحيب مماثل:معلش بقي اول يوم المهم هبدأ شغلي امتي
راضي بضحك: ع طول كدا ي عمار استني عايزك ف حاجه مهمه
عمار بابتسامه: اتفضل خير
راضي بجديه: بص بصراحه كدا انا عايزك تدرب رهف ع الشغل بتاعنا شغل الحسابات يعني وهتشتغل معاك بعدها
كأن دلو من الماء البارد انسكب عليه يريده ان يقضي معها وقته بالعمل لقد أتي إلي العمل حتي يستطيع نسيانها بالعمل لم تقدر جفونه علي النوم من يوم ما رآها لما طلب هذا الطلب الصعب؟ لما طلبه؟
راضي بقلق: اي ي عمار مش عايز تدربها لو مش حابب خلاص
قبل أن يكمل كلامه قال عمار بسرعه: لا طبعا هدربها هدربها
راضي بابتسامه: طيب روح بقي ع المكتب بتاعك والساعي هيوصلك
خرج إلي الممر بصحبة الساعي وعيناه تدوران في المكان وذهنه معلق بتلك الحريه تفاجئ بصوت يغلفه المرح من خلفه
عزالدين بفرحه حقيقيه: عمار انت هتبتدي معانا الشغل انهارده
عمار بابتسامه: اه انشاءالله وهقعد ع قلبك
عزالدين بضحك: ي عم مش مشكله المهم انك هتبقي معانا بقولك اي انا عازمك انهارده ع الغدا بمناسبة الشغل
اومأ عمار موافقا: غالي والطلب رخيص ماشي بس هندفع سوا
تأفف عزالدين ثم قال: ي بني متبقاش غلس بقولك عزمك تقوم تقولي هندفع سوا
عمار بهدوء: اصل انا المفروض هخرج مع عمر صاحبي فقولت نخرج كلنا واهو تتعرف عليه
عزالدين بإبتسامه: ي عم ولا يهمك عادي هعزمكوا انتوا الاتنين
عمار بمرح:مش هرفض
-----------------------------------------------------------
دخلت رهف إلي الفيلا بصحبة صديقتها وبأيديهم أكياس ملابس كثيره
ساره بتعب: ي بنتي حرام عليكي اشتريتي المحلات كلها
رهف بضحك: انتي لحقتي تتعبي ي بنتي وبعدين مش انا هبتدي شغل ومحتاجه هدوم للشغل عشان الهدوم اللي عندي متنفعش للشغل
ساره وهي تضيق عينيها: هدوم للشغل ولا لعمار
رهف بتوتر: انتي عبيطه انتي سامعه اللي انتي بتقوليه عمار اي بس انا فعلا هدومي متنفعش
ساره بعدم تصديق: طيب ممكن تخبطي عشان ندخل
قبل أن تكمل جملتها سمعا صوت محود ساخرا من خلفهما
محمود: اي الاكياس دي كلها انتوا اشتريتوا السوق
ساره وهي تتأفف: ع فكره ي استاذ محمود انت دمك خفيف أوي وحاسب ع قلوبنا من هزارك الذيذ دا
محمود بإبتسامه جانبيه: انا مكنتش جايلكم انا كنت جاي أسأل ع حاجه وماشي
رهف بهدوء: اتفضل ي محمود قول عايز اي
محمود باعتذار: انا اسف لو كنت ضايقتك ي بنت عمي
رهف بابتسامه: ولا يهمك المهم عايز اي
في هذه اللحظه دخلت سيارة عزالدين إلي جراج الفيلا ثم هبط منها عزالدين وعمار وعمر واتجهوا ناحية باب الفيلا عندما رأي عمار رهف برفقة محمود وتبتسم له بهذه الابتسامه التي سلبت النوم من جفونه لأيام
محمود بسخريه: ازيك ي حضرة المدير
عمار باستهتار: كويس
عمر بإبتسامه كبيره: ازيك ي ساره اخبارك اي
ساره بكسوف: الحمدلله تمام انت عامل اي
عزالدين بمرح: احنا هنفضل واقفين كدا يلا ندخل يلا ي عمار عشان الحق اديك الورق بتاعك
دخلوا جميعا إلي الفيلا وجلسوا في غرفة الإستقبال واختلس عمار ورهف النظرات لبعضهم ما بين الحيره والغضب والفرح.......والغيره
----------------------------------------------------------
تقسم انها رأت في عينيه تلك الغيره التي رأتها من قبل عندما كانوا صغارا نظرت له في حيره كبيره من امرها وهي تتسآل كثيرا هل ما رأته غيره حقا ام انها توهمت ذلك قطع شرودها اخيها وهو يتكلم بمرح: اي ي شباب انتوا لسه متضايقين من بعض ثم نظر الي عمار واكمل: خلاص بقي ي عموري محمود مكنش يقصد وع العموم انا اخوها ومسامح
عمار والغيره التي لايعرف سببها تقتله: بالنسبالك ي عز لكن بالنسبالي انا لأ حصل فيها كتير بغض النظر ان انتوا قرايب واختك اكيد هي كمان سامحته والا مكنتش وقفت تضحكله قدام الباب
رهف في صدمه: اضحكله قدام الباب اي اللي انت بتقوله دا انا كنت واقفه عادي
عمار بغيظ يحاول ان يداريه: انتي حره براحتك انا بس بتكلم اني مش مسامح
محمود بلامبالاه: ي عم بقي انت هتخنقنا لي وبعدين مكنتش ضربه يعني ثم اكمل وقد امتعض وجهه: متغيرتش من وقت مكنت صغير كنت طفل شويه وهيلبس بدله من كتر الاخلاق بتاعتك
عز الدين بضحك: وانت كنت طفل سمج ي محمود والله
ايده عمار بشده: دا حقيقي فعلا كان مكروه من الاطفال كلها
محمود بغيظ: انا قايم امشي احسن م اديك بالسكينه ف جمبك التاني
عمار ببسمه جانبيه: دا اللي بتعمله لما بتهرب دايما
قام محمود من مجلسه وخرج بغيظ شديد من ذلك الشخص الذي يدعي المثاليه
اما في الداخل كانت تجلس رهف وهي تكاد تنفجر من الغضب من كلام عمار انها لا تطيق محمود فكيف له ان يتهمها انها كانت تضحك له اخرجها من تفكيرها قيام عزالدين وصعوده الي مكتبه ليأتي بورق لعمار خاص بعملهم وما ان تحرك لم تستطع رهف السكوت اكثر من ذلك
رهف بغضب مكتوم: انت ازاي كدا
نظر لها كل من عمار وساره صديقتها التي كانت مشغوله بالهاتف وعمر صديق عمار
عمار بحيره: كدا ازاي مش فاهم
رهف وعيناها مصوبه تجاهه في تركيز: ازاي تتكلم كدا ازاي تكون قليل الذوق كدا بقي انا واقفه اضحك مع محمود لي شايفني مهزأه يعني معنديش كرامه
كان عمار ينظر لها بتركيز شديد وبداخله يريد ان يصرخ بها ان لا تتضحك او تبتسم فقط لأحد ف تلك الابتسامه الساحره لا يريد ان يراها احد غيره صحيح انه يدفن تلك الفكره ولكنها عالقه بشده في رأسه ولكن رد عليها بهدوء شديد جدا عكس ما يموج بداخله
عمار بهدوء: بكرا تبقي ف الشغل الساعه 9 بالظبط انا مبحبش التأخير ف المواعيد ومش ههتم اننا معارف او انك بنت عمو راضي
قال كلمته ووقف ووقف معه عمر الذي اشار لساره بتحيه صغيره قبل ان يخرج مع صديقه
وما ان خرج حتي صعدت الي غرفتها مسرعه وخلفها ساره
ساره وهي تجلس علي الفراش بجانبها وتمسد علي شعرها بحنان: رهف اهدي محصلش حاجه لدا كله يعني هو مقالش حاجه
رهف والدموع في عينيها: مافيش حاجه ازاي بس انتي مش شايفاه بيتهمني ازاي ولا حتي بيكلمني ازاي دا مردش عليا وبيديني اوامر كمان
وفجأه سمعوا صوت تكسير زجاج قوي وصراخ عالي
في الخارج كان يقف عمار مع صديقه وهو يتنفس بطريقه قويه كأنه خرج من سباق وقلبه ينبض بشده وتفكيره كله مصوب علي تلك الفاتنه الصغيره التي سلبت انفاسه وهي امامه
عمر بهدوء: عمار انت كنت بارد اوي وبايخ معاها جدا
التفت له عمار بغضب: والله انا بارد وهي لما كانت واقفه مبتسماله وبتضحكله اوي دا يبقي اسمه اي
عمر بإستغراب: انت بتستهبل ي عمار البت واضح انها مكانتش طايقاه ثم عقد حاجبيه ونظر له بشك وابتسامه تتزين محياه: ولا انت بتغير ي عموري
عمار بصدمه: اي اللي انت بتقوله دا اغير علي مين ي بني انا بس متضايق ان هم عادي وانا اتأذيت بسببه غير مافيش حاجه
عمر وهو يغمز له: هصدقك واكدب عنيا
في شقة كوثر التي تقطن بها مع ابنائها كانت جالسه تقرأ من آيات الله حتي رن جرس منزلها ليعلن عن وجود احد
كوثر بصوت عالي نسبيا: مين
جائها صوت رقيق من الخارج ثم قامت لتفتح لتتفاجئ بفتاه في العشرينات من عمرها ترتدي حجاب ابيض اللون وفستان طويل وساتروتحمل بيدها طبق ملئ بالحلويات الشرقيه وخصوصا(الجلاش)
كوثر بإبتسامه: ايوه اتفضلي مين حضرتك
شروق بإحراج: انا شروق جارة حضرتك مش فكراني
كوثر وهي تتذكر ثم فتحت عينيها علي وسعها وقالت بذهول: انتي بنت عبير ايوه افتكرتك ازيك ي حبيبتي عامله اي كبرتي وبقيتي عروسه ماشاءالله اتفضلي
كانت تود شروق ان تدخل ولكن منعها احراجها فقالت بهدوء: لا شكرا انا بس جيت اديكوا الطبق دا ماما بعتاه
ثم حاولت التحدث مره اخري وقد تصبب العرق من جبينها: هو هو عمار ومريم عاملين اي
كوثر بإبتسامه: بخير ي حبيبتي الحمدلله مريم نايمه جوا لسه جايه من الكليه بكرا هخليها تجيلك
كانت تود تسأل عن عمار بشده تريد رؤيته كيف صار وماذا اصبح ولكنها لا تقوي علي السؤال ابدا ولكنها القت تحيتها بهدوء وما كادت ان تنتهي حتي سمعت صوت خلفها: اي ي ماما في حاجه ولا اي
توترت شروق بشده واصبحت يدها ترتجفان ولا تكاد تقف علي ارجلها لا تقوي علي الحركه فقط صوته الذي تسمعه يتردد في اذنها استدارت بهدوء وما ان رأته حتي احمرت وجنتيها بشده لتصبح كحبة الطماطم الناضجه ثم اخفضت عينها في الارض ولم تقوي علي رفعهم
جاء صوت كوثر ليفيقها: تعالي ي عمار دي شروق بنت طنط عبير فاكرها اللي كانت بتلعب معاكوا وهي صغيره
عمار بدهشه: ايوه ايوه ازيك ي شروق عامله
شروق بخجل: الحمدلله بخير
عمار بضحكه اذابت قلبها: لسه بردوا بتزعقي في الناس واللي يقرب منك بتضربيه
شروق بإبتسامه: لا طبعا كبرت خلاص دلوقتي بقيت بكهرب اللي يقرب
نظر لها بإبتسامه واسعه: برافو عليكي هم الناس كدا متجيش غير بالعين الحمرا ثم اكل ف شرود: مش زي ناس كدا مبتعرفش تدافع عن نفسها كان يقصد من كلامه رهف فهو دائما يستغربها بشده لماذا لا تأخد بحقها منذ ان كانوا صغار وتولي هو رعايتها واهتم بها كثيرا ودائما ما كانت تأتي لتشكوا له دون ان تتحمل مسؤولية شئ
افاق علي شروق وهي تودعهم ثم دخلت الي شقتها بسرعه كبيره واغلقت بابها بهدوء وما ان اغلقت بابها حتي تنفست الصعداء فها هو قد عاد وعاد ليسلب انفاسها مره اخري فماذا ستفعل معه وكيف ستراوض شعورها هذا الذي يحمل اسمه في بلبها منذ ان كانت صغيره وقد كبرت ومازال يستحوذ علي قلبها
----------------------------------------------------------
دخل عمار الي غرفته والقي بنفسه بإهمال علي الفراش وأخذ يفكر في صاحبة الرموش الكثيفه التي آسرته كيف لتلك الفتاه الصغيره ان تتمكن من عقله وتفكيره فأصبح يفكر بها كل يوم منذ ان رآها ولكن دائما ما يستغرب صمتها وهدوئها حتي للشخص الذي ضايقها في الطريق ولولاه لكان تمادي في افعاله اغمض عينه بشده وفتحهم بتوعد وهو يردد: لا ي رهف انا هخليكي تعتمدي علي نفسك لازم تتغيري وانا هعمل كدا من بكرا وانا هحاول احط طفولتنا وذكرياتنا علي جنب عشان اعرف اكون جد معاكي واخليكي تقفي علي رجلك وتتحملي مسؤولية نفسك
---------------------------------------------------------
#بقلم_منار_السيد
#رواية_اللقاء

أنت تقرأ
اللقاء🫰🏻
Romanceتقابلا بعد فراق دام 20 سنه لتعاد قصه قديمه من جديد ويفتح ماضي قد دفن ليكشف قصص اخري فماذا سيفعل ابطالنا بعد لقائهم؟