(حقيقه مره ولكن...)

3 2 1
                                    

تأففت بملل وهي تنظر للأمام بإرهاق، حتي قالت بملل: وبعدين يا محمود بقا انا زهقت انت موعدنا هنا في العربية ومخلينا نراقب فيلا الحسيني لي
رد عليها وعيناه مركزه على مدخل الفيلا: في حاجه بتحصل غلط في الفيلا في حد هو السبب في ضرب عمي بالنار والحد دا موجود جوا
ردت عليه بحيرة: طب ما البوليس دور ومعرفناش نوصل لحاجه ثم ان ازاي بقا حد من جوا الفيلا دا مراته وعياله بس
نظر لها واكمل بجديه: وفي ناس بيشتغلوا جوا الفيلا برضو
ثم اكمل كلامه بهدوء: في واحد بتردد على الفيلا كتير وحصل حاجه يوم الحادثة خلتني في حيرة جامده بس موضوع الشركة خلاني مدورش
&&&&& رجوع للجزء الأول&&&&&
عندما هرج راضي وعزالدين ورهف خارج الفيلا في خطبة رهف وعمار ليلحق بعمار كان محمود آتياً من الناحية الأخرى من الفيلا وقد استمع إلى شخص غريب يتكلم بالهاتف .
الشخص بريبة: بقولك اي انا هخلص الموضوع انهارده بعدها بساعة الفلوس توصلي ي اما اللي هعملة انهاردة هيتعمل فيكي وانتي عارفه دي مش اول مرة
لم يعير محمود الأمر اهتماما ولكنه اقترب من راضي وأبنائه وعلى وجهه علامات التجهم والحيرة ولكنه انشغل بما حدث مع عمه ونسي امر الرجل.
&&&عوده&&&
اكمل محمود بحيره: بس اللي شغلني اني من اسبوع شوفت الراجل دا تاني بيكون حوالين الفيلا وجايز يكون هو اللي سرق الورق من مكتب عمي راضي
عقبت شروق على كلامه: يادي النيله السوده دول عصابه بقا طب انت اي اللي يضمنلك ان الراجل دا هييجي انهارده
رد عليها محمود ببساطة: لانة جه هنا في نفس اليوم دا وكانت الساعه قريبة من ٥
واثناء حديثهم تجهم وجه محمود وأشار بإصبعه ناحية الرجل : اهو هو دا رجع تاني يبقا هو ورا الحكايه
نظرت شروق سريعاً حيث أشار محمود لتجحظ عيناها في رعب شديد وبنبره قلقة يشوبها الحزن: بابا
----------------------------------------
كانت عبير تجلس في شقة كوثر وطال حديثها وهي تتكلم عن ابنتها وصفاتها واخلاقها الحسنة ، وكوثر تستمع لها في ملل فهي تعلم أن عبير لا تتحدث عن ابنتها من فراغ فحاولت إنهاء تلك المناقشة سريعا وهي تقاطع حديثها بابتسامة: بقولك اي يا عبير تتغدي معانا انهارده هقوم احضر الاكل
ردت عليها عبير بسرعة: لا يا حبيبتي بستني البت شروق لما تيجي اصل هي اللي بتحضره بنفسها مبتخلنيش احضره ابدا
قطع حديثهم وصول عمار وما ان دخل من باب الشقة حتي تنهدت كوثر متابعة بسرعة: تعالى يا حبيبي تعالى زمانك جعان انا هقوم احضر الاكل بسرعة
فشعرت عبير بالإحراج وقامت من مجلسها وتحدثت بترحيب: اهلا اهلا يا ابني اسيبك انا بقا عشان زمان شروق على وصول
ابتسم لها عمار وودعها وأغلق باب الشقة وبدل ملابسه وذهب ليجلس على طاولة الطعام بجانب أسرته، تحدثت مريم وهي تلوك الطعام في فمها: كانت بتعمل اي طنط عبير هنا يا ماما
ردت كوثر بضحك: عايزه عمار يتجوز شروق
وسعت مقلتي عمار على اثر سماعه لذلك ، لمتابعة مريم وهي تنظر لأخيها بخبث: والله فكره حلوه يا ماما شروق حلوه ومحترمه كمان لي لا
رد عليها عزالدين وهو يرفع احد حاجبيه: والله واي كمان يا ست مريم جوزتيهالي واحنا قاعدين
نظرت مريم لأمها وغمزت لها أثناء انشغال عمار بالطعام ، لتفهم والدتها وتكمل ما بدأته مريم وهي تحاول منع ضحكاتها: طب والله يا مريم عندك حق بنت محترمه ومتربيه انا بقول افاتح امها فعلا واخدها لعمار
انتفض عمار من على طاولة الطعام بدهشة: تكلمي ميييين؟ لا طبعا اوعى انا مش عايز شروق الله
لتكمل والدته ببراءة مصطنعة: الله اومال هتتجوز امتى بس يا ابني البنت اهي محترمه الا بقا لو كنت حاطت عينك على حد تاني
ضيق عمار عينيه وزم شفتيه وتحدث لها بهدوء: عايزه توجعيني في الكلام يعني طب لا مش هريحكوا انتوا الاتنين ومش هقول حاجه اي رايكوا بقا
ثم جلس يكمل طعامه بعصبيه ووالدته واخته يضحكون بخفوت علي حال عمار .
-------------------------------------------
في سيارة محمود الحسيني استغرب محمود ما قالته شروق لقد نعتت ذلك الرجل بوالدها فسألها بهدوء: ازاي يعني ابوكي انتي تعرفيه اصلا
اومال برأسها في حزن وتابعت في شراسه: ايوه بس هو راميني انا وامي من زمان
اكمل بدهشه: مش ممكن طب لي كل دا
ثم تابع بأسى: يظهر ان احنا الاتنين مالناش نصيب في الاهالي
واثناء حديثهم خرج علي من الباب الخلفي للفيلا وهو يحمل ظرف بيده وينظر له بفرحه ؛ نظر كلا من محمود وشروق لبعضها بتفكير حتي تحدثت شروق بسرعة: امشي وراه امشي وراه بسرعه
فعل محمود ما قلته وبالفعل ظل يراقبه حتي توقف علي عند بناية متهالك قليلا في احد الشوارع الشعبية ودخل بها ؛ فتحدثت شروق بسرعة: انا هروحله
ليوقفها محمود بخوف حقيقي: لا طبعا البيت شكله مش تمام مينفعش تدخليه وبعدين افرضي اذاكي
اردفت بهدوء: مش هيعملي حاجه مهما حصل انا بنته
ونزلت بسرعة قبل ان يمنعها محمود وظل ينظر لخيالها بحزن فهو يشعر تماماً بما تشعر به هي الآن.
صعدت شروق الطابق الاول وضغطت على زر جرس احد الشقق ليخرج لها رجل ثلاثينى ويدخن بشراسه وسألها بهدوء وهو يتفحص جسمها بنظراته الغير مريحه: اؤمري يا استاذه
تحدثت بثبات: الاقي فين شقة علي جمعه
فرد عليها بسخريه: هي كل الستات الجامده اللي بتيجي بتطلع لعلي جمعة طب وانا منفعش
ردت عليه شروق بزمجرة: لو عارف فين الشقة قول من سكات
أشار لها بيده للأعلى فشكرته بقرف وهي تصعد السلم ليكمل نظراته الدنيئة تلك وهو لا ينوي لها خيرا.
ضغطت شروق علي جرس الشقة الوحيدة الموجودة في ذلك الطابق لتسمع صوته يأتي من خلف الباب يسأل عن هوية الطارق، فسرت قشعريرة في جسدها بأكمله حتي انها فكرت ان تركض دون مواجهته ولكن لم تستطع فعل ذلك فقد فتح الباب بسرعة ، ليظهر أمامها ذلك الرجل الذي طالما حلمت ان يرجع بيوم من الايام ويأخذها في حضنه يخليها عن ذلك العالم الموحش ولكن هيهات لم يأت ولم يسأل عنها ابدا، اما هو فقد تفاجأ بوجود ابنته ليتحدث بلهفه حقيقيه: شروق بنتي انتي اي اللي جابك المكان دا
ردت عليه بنظرات زائغة: هو انا ممكن ادخل ولا مش عايزني ادخل
فتح لها الباب سريعا وأشار لها بالدخول وجلست على احد المقاعد المتهالكة لتتحدث بتهكم: غريبه يعني البيت وحش مع ان الفلوس اللي خدتها دلوقتي شكلها كتيره
نظر لها بتوجس وخيفه وتحدث بارتباك: فلوس ف ..فل.. فلوس اي بس يا بنتي الحاله زي ما انتي شايفه
ردت عليه بسخريه: شوفت الظرف اللي كان في ايدك اللي خدته من فيلا الحسيني اومال انا عرفت مكانك ازاي
حاول علي الدفاع عن نفسه امام ابنته: لا لا انتي فاهمه غلط انا جيت بس استلف الفلوس دي عشان اتعالج بيها
نظرت له باستغراب: تتعالج بيها؟
تابع هو في حزن: ايوا انا بتعالج من تليف في الكبد ومش بس كدا دا كليتي كمان اتدمرت يا بنتي
كان يبدو عليه الإعياء ولكنها حاولت الا تشعر بشفقه تجاهه وتحدثت بقوه : انا بس جيت اقولك بلاش تقرب كتير من هناك مش عايزه اشوفك وبعدين قولي بتستلفهم من مين
ارتبك علي قليلا ولكنه حاول أن تكون نبرته ثابته: من رغد هانم يا بنتي هي بتعطف عليا لما عرفت حالتي
قامت شروق من مكانها واستعدت ان ترحل حاول والدها ان يبقيها قليلا فلقد اشتاق لها ولكنها أصرت على الرحيل بسرعة وهي متجهه ناحية الباب لمحت ورقا يبدو مألوف علي طاوله ما وعليه ختم شركة الحسيني وايضا يوجد به امضاء راضي الحسيني فصُعقت مما رأته فيبدو ان والدها تواطئ في ذلك الأمر ولكنها اخفت توفرها بسرعة عندما اقترب منها والدها ليتساءل برفق: مالك يا حبيبتي
ردت عليه بسرعه : لا مافيش بس فكرت في كلامك فقولت لو احتجت فلوس ابقي قولي بس تكون للعلاج
اندهش علي من كلامها لتتجمع الدموع في مقلتيه: يعد كل دا عايزه تساعديني يا شروق
دمعت عيناها وتحدثت بصوت مهزوز: مش ابويا بقا
وخرجت بسرعه من الشقة قبل ان يخونها اشتياقها لحضنه ، واثناء نزولها علي السلم قام احد بسحبها من ذرايها بقوم لتصرخ الأخرى بخوف طالبه المساعده
--------------------------------------------
دخل عزالدين الغرفة التي بها عمار ورهف وفتح الباب بقوة افزعتهم وكانت بجانبه مريم؛
عمار بخضه: يا بني انت مجنون طب لي طيب
عزالدين بسعادة: عندي مفاجأة جامده لا هنحتاج نروح غردقه ولا نبيع حاجه
هتفت رهف بحماس: بجد طب قول يلا اي اللي حصل
جلس عزالدين علي المقعد المقابل لها ووضع قدم فوق الأخرى بكبرياء ليتحدث بفخر: جالي انهارده رجل أعمال عرض عليا انه يشاركنا عشان نطلع من المحنه اللي احنا فيها دي
استغرب عمار واردف بشك: الله طب وهو هيستفاد اي
اكمل عزالدين بحماس: يا بني كل اللي هو عايزه يبقا شريك وبس وبعدين احنا اسمنا كبير وكتير شركات بتبقا عايزه اسمها جمبنا
تسائلت رهف بفضول: طب مين دا اللي جاي يعمل خير لله ف لله كدا
نظر لها عزالدين وبابتسامه: عماد الأسيوطي
وكأن دلوا باردا سُكِب فوق رأسها ، مستحيل ان يحدث ذلك الرجل يلاحقها والتأكيد يريد أن يوقع بها اذى، ظل عزالدين يتحدث عن تلك الصفقة وعمار ومريم يستمعون له في اهتمام ولكن رهف كانت في عالم آخر حتي لاحظت مريم شرودها لتحرك كتف رهف قليلا لتسألها عن سبب شروطها حتي تكلمت الأخرى بدون وعى: مستحيل لا يمكن يحصل الراجل دا لا لا
استغرب ثلاثتهم من ردة فعلها ليسألها عزالدين بفضول: في اي يا رهف انتي تعرفيه هو ضايقك في حاجه
فاقت رهف من أفكارها وكانت ان تقع بلسانها امام اخيها بما حدث ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها ليخرج صوتها مهزوز بعض الشيء: أصله راجل معندوش اخلاق كدا وممكن يكون بيشتغلوا غير كدا علاقاته النسائيه متعدده
نظر لها عمار بشك واردف بهدوء: بصي بصراحه دي حاجه مش مريحه بس لو هيساعدنا مالنا بعلاقات
تحدثت رهف بسرعة: ازاي بقا احنا مش بنات ولازم تخافوا علينا
اردف عزالدين باهتمام: وانتي عرفتي منين كل الحاجات دي
ضحكت رهف محاوله إخفاء توترها: من ماما أصله من الشله اللي بتقعد معاهم في النادي
تنهد عمار وزم شفتيه لمتابعة بضيق: خلاص مادام مش هترتاحي بلاش انا عندي فكره احنا نروح الغردقه نحاول نخلص اللي اتفقنا عليه لو في حاجه عطلت يبقا متعدد العلاقات دا استبن لينا
ايده عزالدين بقراره ورضخت رهف علي مضض لقرارهم حتى لا يشكوا بأمرها، ولكنها شعرت بدوار قليلا اثر سماعها اسم هذا البيض لتستند علي الكرسي براحة يدها ويدها الأخرى تضعها علي رأسها، خاف عمار بشده ولكن ليس مسموح له بالوقوف جانبها ولكن يد عزالدين لحقتها ليسألها في خوف: رهف مالك في اي
ردت عليه بابتسامه : عايزه اروح معلش هاخد مريم توصلني
اومأ لها عزالدين بقلق واسندتها مريم بالفعل وهي تتجه ناحية الباب ليلحق بها عمار بعينه التي كانت تشع قلقا وخوفا علي ملاكه تلك.
قطع افكاره صوت عزالدين متحدثا بضيق: انا حاسس ان فيه حاجه غلط رهف مخبياها
ايد عمار كلامه بتفكير: عندك حق في حاجه هي مش عايزه تقولها وكله هيبان مع الوقت
---------------------------------------
عندما كانت مريم توصل رهف الي البيت فُجِئت بدموع رهف ، لتسألها بلهفة: رهف مالك في اي يا حبيبتي بتعيط لي اي اللي حصل
تكلمت رهف بصوت متقطع من وسط دموعها: بس بس وديني لساره متودينيش البيت
نفذت مريم ما قالته رهف وهي تمسد علي كتفها بحنان وبالفعل اوصلها الي عمارتها حيث أن ساره تسكن في نفس العمارة ودخلت معها شقة سارة التي ما ان رأتها بتلك الحالة اخذتها في حضنها وبدأت رهف سرد ما حدث لها في حزن شديد واستمعت الفتاتين لها بتأثر كانت سارة على علم بما فعله ذلك الحقير ولكن مريم التي فُجِئت لذلك بكت علي ما حدث لرهف وقررت ان تبقى معها الليلة ولا تتركها.
---------------------------------------------
كان محمود يجلس بسيارته امام المبني ولكن القلق كان ينهش بعقله ، فقرر النزول فورا من سيارته ودخول المبنى ، وبالفعل نزل من السيارة ودخل إلى المبني بسرعة واثناء صعوده الي السلم سمع صوت صراخ يدوى بالمكان فيروس بسرعة ليرى باب منزل يغلق بقوه ونظر إلى الأرض ليرى الحقيبة التي كانت تمسك بها شروق ؛ هوى قلبه بين قدميه وبسرعة ذهب ناحية الباب ليطرق عليه بكل ما أتى من قوة ليفتح له الباب رجل يبدو أنه ليس بوفيه من ترنحه ؛ دفعه محمود بقوه ليرى شروق مستلقيه على الأرض وتبكي وحجابها منزوع وشعرها يغطي وجهها ، رأي محمود ذلك المنظر لينقض على الرجل وبدأ ان يضربه في وجهه ويكيل له بعض الكلمات التي جعلت الرجل يُطرح ارضاً وظل يسدد له الكلمات ، حتي مسكته شروق من كتفه متحدثة بخوف: خلاص خلاص يا محمود هتموته سيبه سيبه
دفعها محمود بقوه بتقع علي الأرض بدون ان ينتبه لما يفعله فزحفت ناحيته مرة أخرى وهي تترجاه: بابا هيبجي يشوفنا وهيعرف اننا عاملين تمثيلية عليه ارجوك عشان خاطري يا محمود كفايه انا عايزه امشي
فاق من غيبوبته علي صوتها وبكائها، ضمها اليه بشدة وهو يربت على ظهرها ، ثم أخذها وخرجوا من ذلك المكان بعدما جعلها ترتدي حجاب رأسها وخرجوا من المبنى وهو يضمها اليه بشدة حتي وصلوا عند السيارة ابتعدت عنه شروق بهدوء وجلست داخلها وطوال الطريق لم ينبع أحدهما ببنت شفه ، حتي اوصلها امام بيتها وذهب هو الي الحانة وجلس بها وظل يشرب بشراسه ذلك السم المعتق لتأتي هي من ورائه وتلف يديها كالمعتاد حوله وتهمس بأذنه بطريقتها التي تغري ذلك النوع الهش من الرجال: اخس عليك بقالك شهور مبتجيش موحشتكش يا محمود انت بتحبني كل يوم انت لي مش عايز تريحني
سحب يدها بهدوء وقربها منه وجعل رأسه علي كتفها لتضمه الأخرى بقوه وعندما اغلق عينيه لما يرى سوى شروق وهي مستلقيه علي الأرض ليفتح عينه بسرعة ورعب ثم يعلقهم بقوه ليرى نفسه وهو يضمها بشدة خوفا ان تضيع منه ليفتح عينه بعصبيه وفي ثانية كان يبعد الفتاه عنه بقوه ويهشم ذلك الكوب الذي بيده وهو يصرخ باسمها معلنا عن أول بدايات شرارة حبها داخله.
-------------------------------------
اغلق عزالدين الهاتف مع عمار بعدما اتفق ان عمار ورهف ومحمود وشروق سيقومون بتلك الرحلة دون البقيه لمراجعة ظروف الشركة ، فسار عزالدين في الرواق المؤدي لغرفته وهو يتثائب من الإرهاق وقلة النوم ، ولكن اوقفه سمع همس يأتي من غرفة والدته ويبدو انها لم تغلق الباب جيدا ليذهب ويستمع لما يحدث من وراء الباب؛
رغدة بعصبية: بقولك اي يا على انا لحد دلوقتي مديالك نص مليون جني واحنا كان اتفاقنا ع ٢٠٠ الف بس متخلينيش اندم اني قولتلك تعمل الموضوع دا انت سامع كان ممكن الاقي حد يخلصهالي بتراب الفلوس
ثم انتظرت قليلا تستمع الرد من الطرف الآخر لترد بنبرة عدائية: اسمع كويس الموضوع الاخراني دا لازم يتحل بسرعة وليك نص مليون تانيين ..... لا طبعا يا غبي مش بيته خلص الموضوع وهو مسافر في المحافظة التانية عشان ميتشكش فينا
ظلت تتحدث دون أن تنتبه لتلك الاذان التي كانت تصغي لها في صدمة ، فهو لا يفهم ماذا تخطط والدته وما هذه المؤامرات التي تحيكها من وراء ظهورهم ؛ قطع اتصالها دخول عزالدين المفاجئ ، فتوترت رغده بشده وبدأت ان تتلعثم في الكلام وحاولت ان تكون نبرتها جدية: اي يا عز ف اي بتدخل الأوضة  من غير ما تخبط كدا ازاي
ليرد عليها عزالدين بهدوء: انا اسف بس لقيته مفتوح وكنتي بتكلمي حد ف دخلت اشوف ف اي
ردت عليه بحده محاولة تغيير الموضوع: انت بتتكلم عليا يا عز هو ف اي انت مبقتش مظبوط بسبب وضع الشركة
رد عليها عز بدون وعى: مش غريبة انك مزورتيش بابا ف المستشفي غير مرتين وهو بقاله دلوقتي ٧ شهور
لا يعلم لِمَ سألها ذلك السؤال فهو لم ينتبه لعدم زيارتها لوالده من قبل لِمَ انتبه الآن؟ قطعت افكاره وهي تتحدث بتوتر: اصل اصل انا مقدرش اشوفه ف الوضع دا بيصعب عليا اوي
اومأ لها عزالدين برأسه وذهب من غرفتها دون أن ينبث ببنت شفه ولكن عيناه كانت تنظر بهلاك قادم ، فها هو عزالدين شخصيته المدفونة تظهر عند الخطر او من يحاول الاقتراب من عائلته والآن حان وقت ظهور الحقيقة مهما كلفه الأمر حتي وان كان ما سيكلفه هو والدته.
------------------------------------------
بقلم منار السيد
اليُراع الذهبي
رواية اللقاء

اللقاء🫰🏻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن