دخلت رهف مكتب عمار بسرعه وعلامات الحيرة باديه علي وجهها ،هاتفه بنبره عالية قليلاً ليسمعها عمار الذي كان منخرطاً في العمل: في اي يا عمار الشغل الساعة ٩ متصل بيا تنزلني ٧ لي حرام عليك متكرهنيش في الشغل معاك
عمار بنبره سريعة: اقعدي بس يا رهف احنا عندنا شغل كتير محتاجين سيوله كويسة عشان شغل الحسابات كله واقف غير الناس اللي بتشتغل وعايزه فلوسها غير بقيت العملا اللي شغالين معانا غير اا.....
توقفت كلماته وهو ينظر لرهف التي كانت تتثاءب وعيناها ناعستان ويبدو انها لم تنتبه لما قاله ، ليتحدث بصدمة : انتي مش معايا يا رهف انتي لسه نايمه
تأففت رهف متحدثة بنزق: ما هو بصراحه مش عيشه دي يعني حد يصحي حد وينزله علي ملة وشه كده
تنهد عمار براحه وحاول ترتيب افكاره بهدوء ونظر لها مردفاً : ممكن تركزي معايا وانا هفهمك كل حاجه
عدلت من جلستها واومأت له وهي منتبهه له ، فابتسم واكمل حديثه بحماس: بصي يا رهف اي رجل أعمال بيبقا لي علاقات خارجيه بحيث انهم يلحقوه لو وقع دا اولا ثانيا بقا لازم يبقا ف حاجه ماديه زي بيت أو أرض او ايا كان لوالدك هنا بحيث انه لو قرب يفلس يبيعها ويساعد بيها الشركة لحد ما تقوم تاني احنا بقا محتاجين ندور ع الحاجتين دول كويس اوووي عشان نقدر نحسن المستوى المادي
نظرت له رهف هاتفه بتفكير: طب العلاقات الخارجية بتاعة محمود لان هو مدير العلاقات اصلا وهيعرف يصرفهالنا اما بالنسبة للأرض او البيت او ايا كان ف دا ممكن يكون في مكتب بابا اللي في البيت و مفتاحه مع عزالدين
عمار بتنهيده ونبرة مرتاحة: الله ينور عليكي كدا ابتديتي تفهميني ومافيش غيرك اللي هينفع يعمل كدا ف روحي بقا خدي المفتاح وهاتي كل الأوراق اللي في المكتب فورا
فُتح الباب بشده ليرتطم بالحائط انتفضت رهف علي اثر الصوت ونظر الاثنان للماثلة أمامهم باستغراب ، لتتحدث شروق متصنعة التفاجئ: اي دا سوري الباب اتخبط مني انا استغربت اوي ان انت هنا يا عمار ف ساعة زي دي والشركة فاضية اصل معادك الساعة ٩ ؛ ثم نظرت لرهف بنظرات ذات مغزى ، تحمحم عمار ونظر لرهف وحزن لعلها في ذلك الموقف المحرج بسببه ، فتلك هي رهف الرقيقة لا تستطيع أن تتحمل كلمات او نظرات ذات معنى سئ ؛
: اطلعي برا واقفلي الباب وحسك عينك تدخلي المكتب من غير ما تخبطي انتي سامعه
مهلاً هل قال رقيقة ! لا تلك ليست رهف الضعيفة التي تحتاج من يحميها ويدافع عنها
توترت شروق من كلمات رهف المباغتة وحاولت رد كرامتها هاتفه بكبرياء مصطنع: انا كنت جاية لعمار يا أستاذة رهف وكنت بحسبه لوحده ولأننا صحاب مافيش بينا الكلام دا ف انا دخلت ع طول
وأكملت كلامها وهي تنظر لعمار : كنت جايه اشوف رأيك في الجلاش اللي عملتهولك امبارح
تحمحم عمار مرة اخري وكاد ان يرد ولكن ردها يأتي مسرعاً وغريباً: لا م انا مش قاعدة في حضانة كوكي عشان تنطيلي هنا كل شويه بطبق الجلاش بتاعك دا لو لاقيه نفسك في المطبخ اوي متشتغليش احسن اتفضلي بقا ورانا شغل كتير
قالت جملتها الأخيرة بنبرة آمرة جعلت شروق تنظر في الأرض من شدة الإحراج ، ثم اعتذرت سريعاً وهي تغلق الباب خلفها ؛ رجعت رهف لموضعها وهي تتحدث بطريقة هادئة عكس ما حدث من قليل ، تحدث عمار مدافع عن نفسه : والله ما اكلت غير جلاشتين وجزعت منه أصل السكر كان زيادة
ردت عليه رهف وهي تقوم من مجلسها بلامبالاة مصطنعة: ان شاءالله نشرب شرباتكوا وتركته وخرجت من دون كلمة أخرى، لينظر بعينه علي خيالها وهو مبتسم ، فقطته الصغيرة اصبحت شرسة ولكن شراستها لطيفة❤
-----------------------------------------
اغلقت رهف الباب متأففة لما حدث منذ قليل وهي تسير في الرواق اوقفها صوت شروق فأغمضت عينيها لتحاول الا ترتكب جريمة ، استدارت لها لتقف قبالتها، فتحدثت الأخرى بغضب وغيرة: انتي كدا هتباني جامده قدامه يعني علي فكره انتي بس كنتي قليلة الذوق ومتكبرة
رهف بهدوء : عايزه اي يا شروق
ثم تحولت نبرتها الي الكبرياء: وبعدين يا حبيبتي انا كدا كدا جامده يعني مش محتاجه ابين
عقدت شروق ذراعيها ورفعت حاجبيها لترد عليها بنفس الكبرياء: انتي عايزه اي يا رهف ما خلاص يا حبيبتي ما هو سابك عايزه منه اي
ضحكت رهف بخفوت لترد عليها من بين ضحكاتها: بصي يا شوشو يا حبيبتي عشان انتي صعبانة عليا اوي مش انا اللي اتخانق عشان راجل او اتحط في مقارنة مع حد
لتصبح نبرتها جدية: انا رهف الحسيني يا شروق متنسيش دا ومبيفرقش معايا حد وبعدين يا بنتي ما هو لو كان عايزك مكانش كرفلك كدا عشاني كذا مرة
استشاطت شروق غضباً واحمر وجهها اثر كلمات رهف وعندما أوشكت علي الرد جائها صوت محمود متحدثاً باستهزاء: انتوا لي محسسني انكوا بتكلموا عن أحمد عز انا مكانش ييجي في أحلامي ان بنتين احلي من بعض يقفوا يتخانقوا علي القفل اللي جوا دا
نظرت له رهف نظره دونية هاتفه بسخرية: ونبي يا محمود تسكت بقا انت حاولت معايا ومعاها وفي الآخر انا اتخطبتله وهي بقا .....
لم تكمل كلامها ونظرت لشروق باستهزاء وغادرت المكان؛ نظر محمود بصدمة لشروق هاتفاً بلا وعي: دي علمت عليا بجد
شروق باستهزاء: سهل ا حد يعلم عليك يلا يا محمود يلا يا حبيبي عندنا شغل
ضرب محمود كفيه ببعضها بذهول: هو كله بيهيني انهارده لي
----------------------------------------
دخلت رغد الشقة التي ابتاعها عماد من أجلهم، تحدثت بنبرة سريعة متوترة: عماد هات الورق لو سمحت الشركة فعلا بتقع ولازم الحقها هاته عشان اديه لابني
قام عماد من مجلسه ووقف قبالتها ومد يديه بفرك ذراعها بنعومة وهو يتحدث بصوته الرخيم: اخس عليكي يا رغوده وانا اللي كنت عاملك مفاجأه وكنت هقولك بكرا هروح الشركه واعمل عقد شراكة
فرحت رغد كثيرا واحتضنته بفرحة متحدثة بشوق: بحبك اوي يا عماد فوق ما تتصور ربنا يخليك ليا يا حبيبي
----------------------------------------
كانت مريم تجلس على الأريكة المقابلة لعزالدين في مكتبه وتمسك بأيديها عدة أوراق تحاول الوصول لما قاله اخيها، كان عزالدين ينظر لها كل دقيقة تقريبا حتي زفر في ضيق : كدا مش هعرف اشتغل وهي قدامي انا لازم اقولها تطلع مش هينفع
سمعت مريم همهماته ولكنها لم تفهم شيء لتسأله في ترقب: بتقول اي يا عز
توتر من سماعها له فنظر إليها ليخبرها ولكنه تاه في شوكولا عيناها ، ليخرج صوته مبحوحاً قليلا: كنت بقولك جاي اساعدك عشان شكلك مش لاقيه حاجه
وضع يده على فمه في صدمة مما قاله ، كان سيخبرها ان تعمل بمكان اخر ولكن الآن سوف يذهب لها يساعدها ، انتبه صوتها من افكاره: بص انا لقيت شوية حاجات هتفيدنا في عربيات نقل وفي ارض زراعيه دا غير أن في فندق في الغردقه يساوي تقريبا ٤٠٠ مليون لأنه حاجه فخمه اوي بس ع اد فخامته الا ان ربحه مش كبير يا عز محتاج صيانه اكتر ومحتاج ناس بتفهم في السياحه يظبطوه
اقترب عزالدين منها سريعاً ليأخذ الورقة التي بيدها بسرعة ، ليبتسم في سعاده هاتفاً براحه: برافو عليكي يا مريومة بجد برافو انتي انقذتني كلنا
شعرت مريم بالإحراج فتحدثت بكسوف: معملتش حاجه ويلا تعالي نقولهم عشان نشوف هنعمل اي
-------------------------------------------
اجتمع جميعهم في غرفة الاجتماعات ليتحدث عمار بجدية: دلوقتي يا جماعه احنا شبه لقينا حلول للشركة من انها متعلنش افلاسها ، اول حاجه العلاقات الخارجيه اللي قولنا عليها ،
ثم نظر لمحمود الذي تحدث بدوره: انا دورت بالفعل ولاقيت ا كان في عملاء قدام جدا بنتعامل معاهم بس من فرنسا وعمي راضي علاقته كانت قويه معاهم بس هم آخر فتره حصلت برضو شوية أمور عندهم فمكانوش عارفين يستمروا ولكن لما عرضت عليهم المساعده مقابل انهم يدخلوا معانا شراكة في كذا عملية وافقوا على طول
فقال عمار: طب وهم هييجوا امتى ولا احنا هنروح ولا اي
رد عليه محمود في حيره: هو الراجل قالي انه هينزل مصر بس هو ميعرفش ان عمي راضي تعبان ي اما كدا ي اما مش هيرضي يشتغل هيخاف على فلوسه ف كنت عايز اقابله بس نقوله ان عمي راضي في سفر ف اي حته
هنا تحدثت مريم بتفكير: او نقابله في حته بعيده عن القاهرة وفي نفس الوقت تبقا بتاعتنا ونروح نقابله ع اساس ان عمي راضي مشغول
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر لعزالدين الذي لمعت عيناه بتلك الفكره ، لتكمل مريم في حماس: والمكان دا هيبقا الفندق اللي ف الغردقة بتاع عمو راضي واكن عمو راضي عملهم الرحله دي عشان يبقوا مبسوطين بالجو مش اكتر ونتمم الصفقه
نظر جميعهم لبعض في تفكير وكل منهم اعجبته فكرة مريم ، ليتحدث عزالدين وعيناه سارحه بها: مش قولتلك يا مريم انتي اللي انقذتينا يا ترى مخليالنا اي تاني
عمار بصوت عالي: اظبط
حاولت رهف منع ضحكاتها على هذا المنظر حتي تقابلت عيناها بعين سارة ولكنها لم تقدر على منع نفسها من الضحك وبالتالي شاركتها سارة في الضحك فتبعهم الباقي، كان الجميع يضحك ولكن عمار كانت عيناه على ضحكات رهف وذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يتغير ضحكاتها اللطيفة ؛ لم يعي عمار بتلك العيون التي تنظر له بلهفة ان ينظر لها هي ولو قليلاً ولكن هيهات فمازال قلبه يميل لغريمتها.
عاد كلامهم عن العمل مرة أخرى، ليسأل عمار عزالدين في حيرة: طب وملقتش حاجه ممكن نبيعها
تحدث عزالدين بكبرياء: اختك
كانت هناك حقيبة بجانب عمار ألقاها في وجه عزالدين بقوه حتي توه الآخر بوجع هاتفا: يا حماااااار سيبني اكمل كنت هقولك اختك عندها الحل
تحدثت مريم بسرعة: ايوا الفندق اللي هنقعد فيه الوفد الأجنبي هو هو اللي هنبيعه لان اللي بيتصرف عليه اكتر من العائد فماىوش لازمه ف احنا دلوقتي محتاجين مشتري بس بسرعه
هنا تحدثت ساره وقد لمعت عينيها : بس لاقيتها احمد جلال هو الحل
فسألها عزالدين عن هوية ذلك المدعو احمد جلال ، لتبتسم سارة في فرحة : دا واحد كان متقدملي لما كنت في الكويت كان هيموت عليا
نظر لها عمر بنظرات حاقدة ونبرة مليئة بالغيرة: على اي يعني مش للدرجادي
نظرت له ساره بشرر ولكنها لم ترد عليه وأكملت كلامها بحماس: احمد جلال عايز يعمل مشروع في مصر وكان بعتلى انه عايز يجيب فندق في مدينه ساحليه وان دا بيجيب عائد مادي كويس ف انا هكلمه وهو ما هيصدق
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر لعمر بغرور، ليضرب عزالدين سطح المكتب بيده وهو يتحدث بفخر: ايوا كدا شوفتو لما اشتغلنا مع بعض بقينا بنجيب حلول ازاي
نظر بعضهم الي بعض في سعادة لما وصلوا له وادركوا ان اهم خطوة في طريق نجاحهم هو اتحادهم، وأن لقائهم كان قوة وليس ضعفاً.
كان عزالدين في مكتبه ينهي آخر اعماله ليذهب الي البيت ولكن اوقفه عن ما يفعله ضرب خافت على الباب ليأذن له بالدخول دون أن ينظر ناحية الباب حتي دخل الشخص ولم يتحدث فحدث به عزالدين وقام من مجلسه ينظر له باستغراب ، حتى تحدث الآخير بدوره بهدوء: انا عماد الأسيوطي
أنت تقرأ
اللقاء🫰🏻
Romansaتقابلا بعد فراق دام 20 سنه لتعاد قصه قديمه من جديد ويفتح ماضي قد دفن ليكشف قصص اخري فماذا سيفعل ابطالنا بعد لقائهم؟