البارت 17 والاخير

707 33 32
                                    

بارت 17
اقتباس البارت:
‏- ستظل تتفاجئ بردّات الفعل التي لم تكن تتخيلها، ثُم ستصل إلى يقين تام بأن كُل شيء مُمكن أن يحدث، ومن أي شخص، وأن الله هو الأمان الوحيد في فوضى هذه الأرض".
كوني قويه لنفسك فالحياة لا ترحم الضعفاء

تفتتح جفنيها بهدوء وهي ترى سقفاً أبيض اللون وعلى يمينها طبيبة وممرضة يتحدثون عن حالتها لاتفهم شيئاً مما يقولونه،  لتلاحظها الطبيبة
"زال البأس سيدة ريان،  أنا الطبيبة مينا"
تمسك رأسها بألم وهي تحاول النهوض من مكانها لتساعدها الممرضة على ذلك
"ماالذي حدث لي؟  وكيف وصلت الى هنا؟"
"السيد ميران من أحضركِ الى هنا وكان قلقاً عليكِ جداً، أما بالنسبة لحالاتكي الصحية فسأقول لكِ الف مبروك أنتِ حامل بأسبوعكِ الثاني"
تصدم مما قالتها الطبيبة فهي لم تكن تريد أطفال الان،  ولكن أتى على عقلها ميران وكيف يتحمس عندما تأتي فكرة الطفل والحديث عنه
"شكراً لكِ،  ولكن هل يمكنك أن لاتخبري من في الخارج  عن أي شيء؟!"
"بالطبع سيدة ريان، ارتاحي الى أن ينتهي المحلول وبعدها بإمكانك المغادرة ولكن لاتتعبي نفسك وتغذي جيداً من أجلك ومن أجل الطفل، زال البأس مجدداً"
تخرج الطبيبة لتبلغ بالخارج أن ىيان قد استفاقت وبأمكانهم رؤيتها
ليهرع ميران  إليها أول شخص لبتطمئن على صحة حبيبته،  فقد لاع قلبه وجف صبره من طول مده انتظاره لها بالخارج لو كان الامر بيده لما تركها في الداخل وحدها
ينقض عليها ويعانقها بحب ثم يتفحص كل أنشٍ منها وهو خائفٌ عليها حد اللعنة
"هل أنتِ بخير؟  هل تشعرين بأي ألم في جسمك؟ هل أنادي لكِ الطبيبة؟"
لتستوقفه ريان وهي تبتسم على حالته المرتبكة والخوف قد تملكه بقوة
"اهدء يا ميران،  أنا بخير وصحتي عال العال،  غبر ذلك فأن الطبيبة قد خرجت للتو عندما أكملت فحصي وقالت إنني بخير وسأخرج عندما ينتهي هذا المحلول" 
يهز رأسه نفياً لكلامها " لا لن نخرج سنبقى الليلة هنا "
"أنا بخير لاتقلق أريد الذهاب الى منزلنا والنوم في حضنك...  فالمكان هنا يشعرني بالبرودة على عكس منزلنا الدافئ"
"حسناً ماتطلبينه سينفذ سنذهب الى منزلنا ولكن بشرط أنكِ ستأخذين إجازة من المدرسة"
"حسناً،  أعدك بذلك"
ليبتسم الاثنان لبعضهما البعض ويتعانقا وهما يزيلان الخوف عن بعضهم البعض

تعود للمنزل بعد قلق العائلة عليها والتحمد لها بالسلامه ليحملها ميران بين أذرعه ويصعد بها الى جناحهما فهو لايسمح لها بالمشي وهي تطيع أوامره وكلامه

- متسطحة بين أذرعه الدافئة وهي تفكر بردة فعله اذا أخبرت ميران أنه سيصبح أباً في المستقبل، تتلمس بطنها بسرية وهي تشعر بفراشات تتطاير داخل قلبها،  من كان يعلم أنها ستفرح عندما تعلم بأنها ستصبح أماً،  على عكس ما كانت خائفة منه بسبب الاطفال الا انها الان سعيدة ومتحمسة جداً
يقبل رأسها بهدوء "بماذا تفكر حبيبتي؟" 
"لاشيء،  أفكر في والدي،  كم ظلم؟....  ان الشخص يتحمل كل شيء الا اذا أتته طعنة من أقرب الناس إلى قلبه وهو أخيه الذي كبر معه وعاش طفولته ومراهقته وشبابه وحتى مشيبه معاه لينتهي به الامر بِ......... بقتله!!!"
كانت تتكلم والغصة التي اخترقت حبالها الصوتية،  لم تستطع السيطرة على نفسها لتبكي بقوة وهي تنادي أبي.
يعانقها ميران بقوة مهما كان الأمر فهو صعب جداً عليها "اششش،،  اهدئي الان ربما أباكِ ليس هنا ولكن أنا بجانبك الآن....  سأحميكِ من أي شيء وسأخذ بحقكِ وحق أبيكِ ولو كلفني هذا الامر حياتي،  فاللعنه لا تسمى الحياة حياة وأنتِ بها مرهقة وحزينه فالموت أهون علي..... "
لتقطع كلامه وهي تضع يدها على فمه بغية إسكاته " لاتتكلم عن الموت نهائياً،  لاأريد خسارتكِ،  أنت ملجأي وبيتي الدافئ الذي أهرع إليه وقت الشدائد "
"لاتقلقي من أي شيء.......  والآن هي لننام فأنتِ متعبة وتحتاجين للراحة"
ليعانقها ويغطا الاثنين بنومٍ لامثيل له

في ظل حبي (مكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن