part4:ذِكرى قديمة.

237 29 6
                                    

بين العالم والحُب.

ذِكرى قديمة لو فاكر، أنا كُـنت هنا قبل الكُل، أنا كُـنت الكُل لو فاكر.
__________

كانت رنيم تنظر للقطة التي أمامها بصدمة والتي كانت نائمة براحة.

"أنا اللي جبتها ياحبيبة جدك، بتخافي منهم ولا إيه؟"

أبتسمت رنيم لجدها وتنهدت براحة وأردفت ب: لا مش خوف، أتخضيت يعني لما سمعت خربشة، طلع صوت شخيرها بجد؟

ضحك الجد بصخب وهو يطالع ملامح رنيم المُـنزعجة وأردف ب: "معلش لأنها تعبانة لقيتها لما كنت رايح أصلي ورجلها كانت مكسورة"

"آه، تمام، هدخل أنام أنا بقى"

"تمام، تصبحي على جنة ياحبيبتي"

"وأنت من أهلها يارب"

دلفت رنيم لغُرفتها، تسطحت على فراشها ولكنها لم تغفو مرة أخرى، ألتقطت هاتفها وقامت بفتح موقع من مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دخلت على حساب أكرم زوج أبنة خالتها الشخصي، وأخذت تبحث عن فريد في قائمة الأصدقاء لدى أكرم، حتى أستطاعت أخيرا الوصول لحسابه  الشخصي، وأخذت ترى منشوراته وصوره حتى وصلت لصورة قديمة كانت بتاريخ "2015"، فشهقت بصدمة وهي ترى جارها القديم في منزل والدها في الصور، الشاب الذي أحبته في مراهقتها ولكنه رفضها بأبشع الطُـرق حتى أبشع من طريقة بكر، أخذت صدمتها تزداد وهي تري صور له كثيرة على حساب فريد الشخصي، وهذا يعني أن فريد هو فريد حُب مراهقتها.

"فلاش باك"

رنيم بدموع: أنا بحبك يافريد، هتسبني وتسافر؟

"يابنتي أنتي مبتزهقيش، هتفضلي طُـول عمرك تترفضي وبرضو تحبي، إنتي معدومة الكرامة كدا ليه؟"

"معدومة الكرامة عشان بحبك؟"

"اه يارنيم عشان بتحبيني، عشان أنا بأختصار مش بحبك، مش هصوم أصوم وأفطر على رنيم"

"مش فاهمة"

"هوضحها ليكي أكتر حاضر، يعني من الآخر بُصي لطريقة لبسك، طريقة كلامك، دا إنتي يابنتي أبوكي لسة بيضربك، لسة بتخافي منه، عوزاني أحبك بشخصيتك المعدومة دي مثلا؟، مستحيل، ويلا سلام عشان اتأخرت "

تركها ورحل، كأنه لم يُـحدث في قلبها وجع لا مثيل له، أخذت تنظر له وهو يرحل بحُزن، أبتسمت بأستهزاء، كانت تتوقع حُـبه لها بسبب حنانه عليها ولكن ليس كُـل شخص حنين عليك يُـحبك.

"باك"

أخذت تبكي وهي تتذكر رفض فريد لها، ورفض بكر لها، تبكي وهي تحادث نفسها بداخلها بأن كُل شخص أحبته لم يُـبالي لحُبها كُل شخص أحبته كان يتفنن في كسرة نفسها ومشاعرها، أخذت تبكي حتى غفت.

                                     ____________
صباح ثاني يوم،

أستيقظت رنيم وهي تتنهد بوجع، ليس على أحد بل على روحها، توجهت لدورة المياه، توضت وأدت فرضها وتوجهت للخارج، كان جدها يجلس مع جدتها فأبتسمت لهم وألقيت تحية الصباح وجلست بجوارهم  .

"جدو، أنا عاوزة أشتغل"

"جميل، طيب إنتي دراستك إيه؟"

"إدارة أعمال"

"يعني تنفعي في الشركة بتاعت عمك محمد، خلاص هكلمهولك، ويمكن من بُـكرا أو بعده بالكتير تنزلي تشتغلي"

أبتسمت رنيم له وأردفت ب: تمام، شكراً جداً، مُـمُكن أنزل أتمشى شوية بقى؟

"أكيد مُمُـكن"

أبتسمت رنيم بحُب لجدها ودلفت لغُرفتها، أبدلت ثيابها لفُستان من اللون الأزرق الداكن وحزام أسود في المنتصف ورفعت شعرها على هيئة كحكة، وتوجهت للخارج وهي تودع جدها وتخرج من المنزل، أخذت تتجول في الشوارع، حتى وصلت أمام النيل، فتنهدت وجلست، وأخذت تبكي كأن دموعها لم تنتهي.

                                        __________
بعد مُدة،

كانت رنيم لم تنتهي من البُكاء، حتى شعرت بشخص يجلس بجانبها ويردف ب: إنتي عارفة إن 99٪ من البشر لما بيعيطوا بيرتاحوا، لكن أنا غير، مش برتاح لما بعيط، مُمُـكن لما أصرخ بصوت عالي برتاح أكتر.

#بين العالم والحُب.
#ملك_أسامة.
#بقلمي.

تـذكــيــر: حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 🤎.

خلص البارت الرابع ياحلوين، مننساش الڤوت ويسعدني رأيكوا اللطيف. 🤌🤎

"الدنيا فانية فنكون لُـطاف وخُفاف في حياة بعض، بلاش نبقى زي فريد وبكر كدا." 🤎🦋

دمتم بخير. 🤎

بين العالم والحُـب. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن