• ٢٣ •

2.2K 159 92
                                    

الفراغ ...
و إذ سألتُكَ كيف يبدو بنظرك ؟
كيف ستتخيّلُه ؟ .

أهو يا تُرى ضلامٍ دامِس ،
أم هو نورٌ باهِت ؟ .

أهو جسدٍ دون مشاعِر ،
أم انهُ روحٌ دون حياهْ ؟ .

أفكّرتَ يوما ، كيف ستشعُر
إن فقدت جزئاً من ذكرياتُك ؟

اتعتقد ان الفراغ سيُلتَمَسك أم ...
أم انهُ سيطفو فوق ملامحَك
المجعّدة بسلاسله المنخذلة و نضرةٌ
باردةً لم يكُن لها بالحِسبان ؟ .

أوهَل سينبُض القلبِ ثانيتاً
لمن لا نمتلكُ ادنى صورة له
في خيالنا ؟ ، أوهل سيُذكر
هذا الفؤاد لمن نبض كمن لم
يُنبضُ لأحدِهِما يومًا ... ؟

كانتَ ستعلم الجواب، ان كانت
تتذكر و لكنّ ... و الف لكِنّ .

__

تتنفسُ ببطئٍ تُكادُ ان تشعر به .

تستشعر ثقل جفونِها ، تحاول سهب
اهدابها بصعوبة ، الاّ انها فعلت بعد
لحظاتٍ من شعورها بالفراغ تحارب
ثقل عيونها الحارقة ، بضبابية مرآها .

ابتلعت رمقها بصعوبة ، تستشعر
جفاف حلقها كما لو انها لم ترتوي
لسنينٍ معقودة .

تاليها حاولت صياغة ما تُسمعه من
حولها ، كان سمعُها مشوشاً و صوتُ
صفيرٍ خافث حولها تلتقطه اذانها بعد
كل دقيقة ، ادارت مقلتاها في داخل
محجرتيهما و كانت الرؤية ضبابية
و التركيز ؟ يؤلمَها .

حرّكت اصبعِها ، لتسمع الصفير الانذاري
حولها يدنو و يرتفع صوته مزعجا طبلةُ
أذنها بكل بجاحة .

استشعرت حركةٍ و خطواتٍ مسرعةٍ
بعفوية حولها

و عندما حاولت رفع رأسها ، كانت هناكَ يدٍ تحيكُ جبينهاَ تمتد بمازرٍ ابيض ، تداركت من خلاله ان كل ما حولها تقريبا باللون الابيض ...
و حتى الشرشف الذي يحيط و يدفئ جسدها
الفارغ ، باللونِ ذاتِه .

- ا-اين انا ؟ -

قالت بصوتٍ ضنّت انهُ واضح كفايةً ! .
و لكنهُ بدى لمن امامها يقفن حولها
كالفحيح الخافث تماما ، و يكاد
ان يُسمع حتّى ...
الا لصاحب النضاراتٍ الزجاجية ذو ايطارٍ
ازرق اللون، مربعة بشكلٍ مقعّر .

اقترب الطبيب منها بخفة ، و ضوء
الغرفة الاصفر فوقهما ينير وجهه
امامها عن قربٍ ، لا تشعُر بشيئ
اتجاه قربه او وجوده و جود اي من
حولها ، الا فضولاً عما يجري و لما هي
هنا كان يزداد اكثر فاكثر .

مُـلتهِبْ ٧ | FLAMED .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن