. قبل كل شي أحب أنوه أن اول بارت هو فقط نظرة لحياة البطلة لمعرفتها أكثر والأحداث تبدا بعد البارت الثاني لذلك أتمنى إنكم تحكمون على الرواية من بعد قࢪائتكم للبارت الثاني او الثالث لأنهم بداية الأحداث المُشوقة وشكراً♡
.
.
.
.
.- ما لا نراهُ مُجدداً يَسكُنُنا إلى الأبد..
........
أنا فتاة، عشت طفولتي في عالم من الوحدة. وددتُ أخباركم أنني كنت وحيدة رغم وجود الناس من حولي، لكن الحقيقة هي أنني كنت وحيدة حقاً.
ولم يكن لهذا الشعور أي أثر حزين في نفسي، بل على العكس تماماً؛ كنت أجد راحتي في البعد عن الآخرين، أو ربما لأنني تعودت على ذلك. لطالما كانت سعادتي تكمن في جلوسي في المنزل، أمارس هواياتي وأطور مهاراتي، أكتشف عوالم جديدة دون تدخل أو معرفة من أحد بما يجري معي شخصٌ منعزل منسيٌ تماماً كأنه ليس موجوداً .
كان والدي رافضاً بشدة لقرار أخي بالسفر للدراسة، لأنه كان يخاف عليه! وهذا ما جعل عائلتي تعفيني من العمل؛ إذ بعد أن أكملت دراستي، قرر والديّ أنني لست بحاجة للعمل.
لكن لماذا لم يرغب والديكِ في أن تعملي يا سدن رغم أن والدتك تعمل؟ أعني، لماذا لم تحاولي العمل معها على الأقل؟ إنهم يجعلونني أعمل في المنزل فقط، لأن الإنسان بطبعه يكره التفكير في القلق، ويفضل أن يكون مرتاحاً حتى لو كان ذلك على حساب راحة الآخرين. جميعنا لدينا ذلك الصوت الداخلي الذي يحثنا على مثل هذه الأفعال، لكن القليل منا هم من لا يستمعون إليه!
والدي هو من أولئك الذين يستمعون لصوتهم الداخلي في هذا الصدد؛ فهو يعتقد أنني عبء ثقيل يحتاج إلى الرعاية وأنني لا أستطيع حتى صنع عقدة بسيطة في خيط الإبرة. وفي الوقت نفسه، لا يريد أن يلوم نفسه على أي سوء قد يحدث لي، لذا قرر الاهتمام بسير حياتي بطريقة تجعله مرتاحاً من ناحيتي ويدعني بأمان بإعتقاده.
وإذا كنتم تتساءلون لماذا لم يفعل ذلك مع أخي، فالجواب بسيط: مجتمعنا يعتقد أن الفتى يُسمح له بفعل كل شيء بينما الفتاة تواجه صعوبات كبيرة في حياتها. لا ألوم والدي على هذا الأمر لأسباب ثلاثة:
الأول أنه شخص مُنفتح لدرجة يعتقد فيها أن كل شيء عبارة عن خطط شيطانية مستقبلية ستدمر البشرية وأن معظم ما يُقدم لنا عبر التلفاز أو الإعلانات هو مجرد "المليار الذهبي" كما يسميه.
أما بالنسبة للسبب الثاني، فهو شعوري العميق بالفشل الاجتماعي. منذ أيام المدرسة، كنت أشعر كأنني غريبة في عالم مليء بالأصدقاء، حيث لم أستطع تكوين أي روابط حقيقية، مما يجعل فكرة العمل وكأنها جبلٌ عالٍ يصعب تسلقه.
أما السبب الثالث، فيعود إلى ثقافة مجتمعنا الذي يفرض قيوده وأحكامه كالسلاسل التي تعيقني. عائلتي من النوع الذي يغوص في أعماق آراء المجتمع ويتبعه بلا تردد، ولستُ الأولى ولا الأخيرة التي تمر بتجارب مشابهة. لكنني أعدكم، لن يكون هناك أي حديث آخر عن هذه الأمور؛ سأبقى بعيدة عنها كما تبقى النجوم بعيدة عن الأرض!
ربما تبدو قصتي مُبعثرة وعشوائية بالنسبة لكم، ولكن هذا لأنكم الآن تتصفحون مذكراتي، صفحات من حياةٍ فارغة من التحديات والآمال.
أكره الوداع! لا أستطيع تحمل فكرة انتظار شخص ليغادر أمام عيني، دائمًا ما أهرب من لحظة توديع شخص عزيز على قلبي، حتى لو كان سيعود؛ تلك اللحظة تشعل فيّ مشاعر لا أستطيع وصفها او تحملها. لذا إن كان بإمكاني تجنب ذلك الوداع، فسأفعل بكل ما أوتيت من قوة!
الآن، لا يوجد سواي في مكانٍ صامت لا أتحدث فيه أكثر من عشر كلمات مع والدتي. ومع عدم قدرتي على تكوين أي صداقة مع أي فتاة باستثناء واحدة قد سافرت بعيدًا، أصبح التواصل بيننا شبه معدوم كالسحاب الذي يتلاشى في السماء. لذا قضيت وقتي في قراءة الكتب التي تحتفظ بها والدتي. وكانت هذه الخطوة هي الأفضل في حياتي؛ حيث استطعت أن أعيش داخل عقلي بفضل تلك الصفحات التي تحمل عوالم جديدة.
بعد تفكير عميق، قررت أن أساعد والدتي في أعمال المنزل كوسيلة لتضييع الوقت ولإضافة بعض البهجة إلى قلبها. كنت أشعر بأن وجودي بلا فائدة في نظر نفسي كظلٍ يتلاشى عند أول ضوء.
بدأت في تنظيف وترتيب المنزل، وقد أعجب ذلك والدتي كثيرًا في البداية، لكن بعد فترة...
أصبحت معتادة على أعمال المنزل ووضعت لنفسي روتينًا اعتقدت أنه سيعطي لوجودي معنىً جديدًا. وأعتقد أنه قد أصبح لي فعلاً فائدة!
هكذا قضيت معظم وقتي في المنزل، أما المتبقي فقد عشته داخل حيواتٍ أخرى في الكتب... فحياة واحدة لا تكفي!
الأفكار تتدفق في رأسي كالسيل الجارف، لا أستطيع إيقاف تدفقها حتى وإن حاولت.
حتى في أهدأ اللحظات، هناك صخب داخل رأسي يصرخ ليذكرني بوجوده كل لحظة؛ لا أعلم إن كان يستحق أن يُطلق عليه هدوء.
مثل كل يوم، أكافح لأستيقظ من فراشي وأنا متيقنة أن يومي سيكون مختلفًا وجديدًا عن باقي الأيام... لكن..
متشابه؟
................................
سأقومُ بالنشر كل سبت الا انني سأنشر فصلاً آخر غداً هدية للأوائل الذين قرأو الرواية من باب التقدير لكم♡
أيضاً ستشعرون أن الفصل هذا سريعٌ جداً وهذا لأنه كذلك، هو فقط نبذة عن حياة البطلة لأخذ الفكرة..
«اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد»
مُدونة منذُ 2019/10/12
سلام🚶🏻♀️...
أنت تقرأ
عوالم متداخلة•
Paranormal-أعلمُ أنكَ هُنا.. ضهر مُتشكلاً بهيئة إنسان مُطمئنة لا تعطي مجالاً للخوف أبدا.. وجهتُ نظري لهُ وأنا أُحاول بشتى الطُرق عدم الهرب او الخوف او أقلها.. الصراخ. بقي ينظرُ ناحية شُروق الشمس وقال.. _ إسمي هو «فَـلْق» رُبما لن تروق لكِ الحقيقة لكنني جنٌ...