"مَضيتُ وَحدي في أيامٍ لا يَتَجاوَزُها المَرءُ إلا جَماعة، أيامٌ كان التَنفُس فيها بحدِ ذاتِه بُطولة، لذا لا أدينُ لأحدٍ بشيء.. أنا سَندُ نفسي في كُلِ الأوقات الصَعبة"......
إستيقظتُ على صوت الأذان القويّ في الغُرفة ولم يكُن مزعجاً أبداً بل كان جميلاً، في منزلنا كنتُ اسمع صوت المساجد لكن بشكلٍ متفاوتٍ وبعيد..
اما هُنا فقد تناغم صوتُ الأذان في المسجد المتواجد بجوار المنزل مع قطرات الغيث والهواء العابث بأوراق الأشجار ذات الفروع المخضرة حديثاً حاملاً معهُ عِطرُ المطر.. لقد كانَ دواءً للروح حقاً، تذكرتُ وقتها ما قرأتهُ في كتابٍ ما، أن الإنسان يحب المطر لأنه خُلق من طين والمطر يجعل قلبهُ يلين!.استيقظن جميع الفتيات وذهبنا لنتوضأ وقد كان الأمر مُضحكاً بسبب مُزاحِ «حور» و «سارة» معاً، سألتني «ريم» عن سر كثافة رموشي فأخبرتُها أن هُناكَ حَديثٌ للنبي «صلى الله عليه وسلم» عن الكُحل وفائدته للعين..
قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: إن من خير أكحالكم الإثمد، إنه يجلو البصر، وينبت الشعر.
فأخبرتُني انها عَلِمت بذلك الآن فقط وأنها ستقوم بشرائهِ فورَ وصولها للمنزل ولم تقتصر على ذلك بل وأخبرت جميع الفتيات بذلك فأخبرتها ابنة الشيخ انها تستخدمها أيضاً لذا ستُعطيها منه.
إنتهينا من الوضوء وتوجهنا الى المسجد الخاص بالنساء، صليتُ رُكعَتي تحية المسجد ثُمّ رُكعَتي السُنة وبعدها بقليل أقام الشيخ الصلاة فبدأنا نُصلي جماعة وقد أطال الشيخُ في الصلاة حتى بدأت قدماي تُنمل.. لاحظتُ أن «ريهام» بدأ تنفُسها يضيقُ حينما كان الشيخُ يقرأ سورة « ق » ما إن وصل لأيةِ...
«وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)»
حتى اصبحت صريعة وكأنها سمكةٌ قد أُخرِجت من الماء صوت صُراخها ملأ المسجد الخاص بالنساء وأعتقدُ انهُ قد وصل لمسجد الرجال فقد أصبح «الشيخ» يُكرر قرائة هذه الآيات متعمداً، بقيت تصرخ وتُكافح في نفس الوقت لتبقى داخل الصلاة وكأن هُناكَ شخصين يُتصارعان داخِل جسدٍ واحد.
تُحاولُ «سارة» كَتمِ صوتِ بُكائها والوقوفُ بثبات، يبدو أنها قد تأثرت أيضاً، وأنا أُحاولُ بشتى الطُرق أن أُركز على صلاتي، جميعُ الفتيات اللواتي قد أتينَ للعِلاج أصبحنَ يَبكين اغلبهنّ قد أُغمي عليهنّ بالفعل وأخريات يُحاولنّ بكل ما يملكنَ من قوةٌ للإستمرار، الوضعُ كان مُخيفاً جدا،
أما أنا..
كُنت الوحيدة من اللاتي قد أتينَ للعِلاج لم يحدث لها أي شيئ مما حدثَ مع باقي الفتيات.. أكملنا الصلاة جلستُ أنظرُ حولي..
أنت تقرأ
عوالم متداخلة•
Paranormal-أعلمُ أنكَ هُنا.. ضهر مُتشكلاً بهيئة إنسان مُطمئنة لا تعطي مجالاً للخوف أبدا.. وجهتُ نظري لهُ وأنا أُحاول بشتى الطُرق عدم الهرب او الخوف او أقلها.. الصراخ. بقي ينظرُ ناحية شُروق الشمس وقال.. _ إسمي هو «فَـلْق» رُبما لن تروق لكِ الحقيقة لكنني جنٌ...