"جدتي كانت عامية، بس كانت بتشوف كل حاجة"
العالم ده مليان أمور غامضة، غريبة أوي، أمور ممكن تتخطى قدرة الحواس اللي عندك، لدرجة ان ممكن تكون واحدة عامية بتشوف كل حاجة بالتفصيل، الست دي كانت جدتي..
...........
من يوم ما خرجت للنور وبقيت بستوعب اللي بيحصل حوليا لقيت جدتي نوارة هي اللي بتستقبلني كأنها أمي بالظبط، لدرجة انها كانت ممكن تفضل يوميا ست ساعات قاعدة قدام البيت عشان تراقبني وانا بلعب، ورغم انها كانت عامية وعنيها عبارة عن بحر من اللون الأبيض الا انها كانت بتحس، ولو بس حاولت أبعد عن البيت شوية او احاول اختفي بعيد وانا ساكتة خالص كنت بسمع صوتها الرنان بينادي بصوت قوي:- نورهان، اذا وعد أخلف يا نورهان، وانتي مش منافقة عشان توعديني انك مش هتبعدي وتبعدي
وتلقائيا كنت بلاقي نفسي برجع تاني لقدام البيت وانا حاسة بالخذلان من نفسي، كنت لما بخرج أشتري حاجة من المحل واتأخر عشان لعبت شوية واتسأل، كنت بحاول أكذب واقول اني ملقتش وروحت محل بعيد، كانت الكذبة بتدخل على والدي ووالدتي، بس نبرة صوتي كانت استحالة تدخل على جدتي، وبصوتها الرنان كنت اسمعها بتقول:
"ليكذب ويتحرى الكذب، حتى يُكتب عِند الله كذابًا"
وقتها كنت ببص في الأرض بندم شديد واعترف اني لعبت شوية في الشارع، وحتى لما كانت جدتي بتلومني، كان والدي بيبص في الأرض مبينطقش بنص كلمة، كان عارف يعني ايه أم، وبالأخص "نوارة" نوارة اللي كانت نور لأهل البلد كلهم، وصل الأمر من غرابته ان المشاكل الكبيرة في العائلة في بلدنا كانت نوارة بتقعد فيها، بل وكانت بتقول كلمة الحق ولو على ابنها..
حصل قبل كدا وراجل اتظلم من حد من العائلة بتاعتنا، وجه شكى لنوارة، وجدتي راحت جابتله حقه وسط كل رجالة العيلة وفضلت تردد "الظلم ظلمات يوم القيامة، يوميا الصبح بدري، تلاقي نوارة بتستقبل شروق الشمس، تقعد قدام باب البيت بالعيش والمية وبواقي السمك والفراخ وشوية حبوب..
مبتسمة زي الطفل البرئ، تفضل ترمي الأكل والحبوب للطير والقطط والكلاب طول اليوم، لدرجة ان اوقات الشارع كان بيتقفل من كمية الطيور والحيوان وحتى الأطفال اللي بيتلموا حوليها..
كانت تاخد المعاش تشتري بنصه حلويات كتير اوي، وتفضل طول الشهر متسبش طفل غير لما ياخد، وحيوان غير لما ياكل، كانت الناس بتعدي من قدامها طول اليوم، عمري ما شوفت حد تجاهلها..
"ازيك يا خالة نوارة"
"ازيك يا نوارة"
"ازيك يا ست الكل"وكانت بترد على كل واحد بإسمه رغم انها عامية، وبنفس الابتسامة العذبة والضحكة البشوشة، وتفضل تردد تبسمك في وجه أخيك صدقة، لدرجة ان فيه اطفال لما اهاليهم يضربوهم ييجوا يحكوا لنوارة ويعيطوا بين ايديها، ومسافة ما تطبطب على الطفل وتمسح دموعه كان يضحك ويجري يروح يلعب وهو فرحان، وهي تردد "جبر الخواطر على الله"
أنت تقرأ
قصص رعب 🔞🚫
Randomإذا كنت من عشاق الرعب وعالم الجن وما وراء الطبيعة فهنا المكان الأمثل ... جمد قلبك وتعمق ف القصص وتفاعل وصوت ليوصل لغيرك ولينضمو معنا إلى هذا العالم .