الفصل الثَّالث : الخوف من المجهول!

1.7K 127 63
                                    

كان كِلانا يخاف الاخفاق.
كان الفشل عدوُّنا الأول والوحيد، وكان غذاء الفشل هو الخوف، خوفنا من اللاشيء.. من القادم.. من المجهول..

______________

واقفة قدام التاقة اللي كانت مفتوحة كامل، مقابلة أشعة الشمس وهي طالعة غمضت عينيها ثواني طوال اومبعد فتحتهم.

تلفتت هزت الفاست لبستها وخرجت..
كانت لابسة قش سبور أحمر قاتم، فيزو وتريكو صون مونش ، وتنيسة نوار ، لبست من فوق فاست نوار تاع سبور ..

خرجت من البيت..
راحت تجري مع الطريق حتى دخلت فالغابة، كملت تجري وسط الأشجار والأفكار فعقلها تتضارب ..

《 اختفاء أطفال أعمارهم تتراوح ما بين 5 و 12 سنة 》
《 القبض على خاطفين يحاولون تهريب 20 طفل عبر قوارب الموت 》
《 بعد مرور شهرين من اختفائه، العثور على جثة الطفل ريان في الحي الذي يقطن به 》
《 اغلاق قضية اختفاء الطفلة سجود بعد مرور سنة من اختفائها 》

كانت هاذ الأفكار تصرخ ف عقل شمس وهي تجري.. عيطت كي خبطت فحاجة وارتدت لور طاحت للرض.

طلعت راسها تم تم تشوف فواش خبطت.. تمتمت وهي تشوف فيه..
- عاصم؟

- أستاذة!
قال وهو يشوف فيها بضحكة استغراب، كان حاكم فشفتو اللي انجرحت ومام هو كان طايح فلرض..

ضحكت شمس وهي تشوف فحالتهم..
كانوا جايين يجروا فطرق متقاطعة وخبطوا فبعض كيف الثيران..

ناضت شمس وهي تنفض فقشها، ناض مام عاصم وهي تقدمت عندو ضحكت وقاتلو ..
- صباح الخير.

- صباح النور.
تبسم معاها وردّ، بقى يشوف مع جبهتها اللي انجرحت تنحنح وقالها..
- سمحيلي.
- معليش.
ضحكت وقالت، شمس محستش كامل بالجرح حتى ساح الدم مع جبهتها قطر فوق عينيها، طلعت يدها مي سبقها عاصم .. مسحلها الدم بالكمّ متاع الفاست تاع السيرفات اللي كان لابسها..
طلعت عينيها فيه وهو كان لاتي يمسح بالشوي، تنحنح وجبدت راسها وقاتلو..
- معليش دوك نروح للدار ونعقمو.
جبد عاصم خطوة لور وقالها بعد ثواني..
- تسكني هنا فالحيّ ؟
- واه. وأنت ؟
قالت وهو هز راسو ايه وقال ينعتلها فرقم الدار..
تبسمت وقاتلو..
- منعرفش الطريق غاية هنا، رحلت لهنا برك الشهر اللي فات.
- أواه لا لا أنا ولد المنطقة.
قال وهي ضحكت وهزت راسها ايه قاتلو..
- مالا نحتاج حاجة نجي لعندك أنت لول.
- طبعا أستاذة..
هو قال وبنبرة مترددة وهي قاطعاتو..
- شمس.
قالت وهو بقى يشوف فعينيها وفهاذيك الثانية شعلت الشمس فيهم وهي شعرها الأشقر صار يلمع وسط الضو وعيونها الخضر يتلألؤو كأنهم حجر كريم..
تبسم عجنب وهو يشوف فيها وعيونو يلمعو موش أقل منهم، بلون العسل..

هبطت عينيها بعد ثواني وراحت تمشي وهو راح يمشي بحداها..
توغلو فالغابة أكثر وهوما يمشوا وهي قالت..
- ماشي حاجة شارجي بزاف خدمة مع قراية ؟
تلفتت فيه فور ما كملت سؤالها، تبسم عاصم وجاوبها..
- الساكتار تاعنا مافيهش خدمة بزاف، ومحبيتش الفيد يطغى عليا مالا قررت هاذ العام نكمل العام اللاخر اللي باقيلي وخلاص.
- إدارة أعمال؟
هي قالت وهو ضحك، وقالها..
- شرطي وإدارة أعمال ميتلاقوش ياك..
ضحكت على ضحكتو وهي تبع فملامحو قالت..
- لا لا نورمال، الواحد ينجم يقرا الحاجة اللي يحبها.. أيًا كانت.
- مالا كيفاش دكتورة قبل الثلاثينات ؟
قال وشاف فيها بملامح جادة وهي سكتت شوي اومبعد وقفت وقاتلو..
- كيفاش عرفت بلي صغيرة؟
كمل يمشي وهو حاط يديه فجيوب السروال، مشى شوي اومبعد تلفت فيها كانت مزالها واقفة..
- باينة كي الشمس بلي أنا كبير عليك، وأنا مزالني صغير مالا تان نتي مزالك صغيرة.
- شحال عندك ؟
ضحكت وقاتلو..
كمل يمشي وقالها..
- قولي قبل نتي شحال عندك ؟
لحقاتو تمشي بالزربة وقاتلو..
- لا لا قولي نتا..

A P R I C I T Yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن