الفصل التَّاسع : صَانِعُ الأدوِيَّة.

969 108 35
                                    

محاربة الشرّ كانت دائما أمر مرهق بالنسبة لي.
درَّبني والدي منذ سنّ العاشرة على الفنون القتالية المختلفة.
علَّمني كيف أكون ثَورِيَّة حقيقية..
ولطالما افتخرت بهذه الهويَّة، ولكن حين يأتي أمثالك من يزعمون أنهم رجال القانون ويدعوننا بالجرمين، أنا حقا أفقد عقلي؛ رغم أن عقلي لا يعمل جيِّدا خارج نطاق العمل، ولكنه رغم ذلك يذهب.
تصبح عندي رغبة عارمة في أن أربطك بشجرة وأعرض أمامك جميع ما قامت به منظَّمتنا من أجل سلامة الوطن.

______________

- عاصم!
قال الكولونيل مصطفى، والد عاصم.. كي شافو دخل للدار وفات للدروج طول باش يطلع..
كان عاصم ساهي مي تلفت كي سمع صوتو، كان باباه قاعد فالصالون.. تبسم وراح قبالتو..
طلع باباه عينيه فيه وتبسم وهو يشوف فيه جاي لعندو، قرب لعندو وباس جبينو اومبعد قعد بحداه..
كان باباه فوق كرسيه المتحرك.. بقى يشوف فيه وعاصم طلع عينيه لقاه يشوف فيه هكاك، ضحك وقالو..
- واش بابا!
- واش راه صاري معاك هاذ ليام!
- الخدمة برك..
قال عاصم وهو قاطعو..
- الخدمة!

بقى عاصم يشوف فعينيه اومبعد قالو..
- الثوريين ظهروا من جديد.
هو قال وباباه تزعزعو ملامحو، بلع ريقو وقالو..
- ابقى بعيد عليهم، وحرز تقتلهم..

- مي بابا..

قال عاصم قاطعو، بقى يشوف فباباه اومبعد كمل يهدر..

- وعلاش بالذات توصيني منقتلهمش ؟ قلتهالي قبل سبع سنين كي كنت غير كيما دخلت لgosp، وحكيتلي عليهم رغم أنهم سريين.. وملقيتهمش فكامل أرشيفات الأمن، مكانش مراجع على الثوريين، أنا برك وبعض الجنرالات والكولونيلات والقيادات الكبيرة نعرفوهم.

سكت عاصم شوي.. وهو يهدر، كان منفعل شوي أما محافظ على نبرة الهدوء وهو يحكي مع باباه..
هبط عينيه عليه تركز بمرفقيه على ذراعتيه وسكت.. بقى باباه ساكت..

ثوااني طواال من الصمت.. حرك عاصم عينيه ليه وقال..
- واش هي الهوية الحقيقية للمنظمة!!

كانت نبرة صوت عاصم بائسة، نبرة رجل يحسّ بالضياع ويحوس على أجوبة مقنعة..
بقى الكولونيل ساكت دقايق، اومبعد قال يهدر..
- الثوريين منظمة تأسست بعد مجازر ال 45..
قاطعو عاصم وقالو..
- نعرف هاذ الكلام.

سكت ثواني الكولونيل اومبعد كمل فهدرتو..
- هذا يعني أنو الثُوَّار معندهمش ثقة فالقانون اللي كان آنذاك قانون استعماري، كَوْنوا قانونهم الخاص لهذا صعيبة بالنسبة ليهم باش يتأقلموا مع قوانيننا الجديدة وبوجود رئيس ؟ هوما موش حا يأمنوا فالرئيس، أبدا.
الثوريين، كانوا وراح يكونوا دائما الأبطال الحقيقيين لهاذ الأرض، حبينا أو كرهنا.

A P R I C I T Yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن