الفصل السابع والأربعون : لقد كان مجرّد اِنفصال.. نحن معا، مجدّدا.

714 76 74
                                    

حين قال محمود درويش
⪻ لا أريد من الحبّ إلا البداية. ⪼
نبضات القلب المشتعلة، رفرفة الفراشات داخل بطنک تجعلك تشعر بارتفاع هرمون السعادة كأنها جرعات من مخدّر ذو مفعول قويّ.
اللحظات السعيدة تلک.
ولكن..
يختفي كل هذا لاحقا، لتظهر المشاكل، العقبات والاختلافات.. فـ تنطفئ لوعة الحبّ وتغدو تلک الفراشات ذباب مزعج.
فـ ينتهي ؟
ينتهي الإعجاب أجل، ولكن الحبّ يبقى.
إنه حين تنظر إلى ذاك الشخص، لم يعدّ براقاً مثلما عهدته في البداية، أو أنه لم يكن كذلك من الأصل، أنت فقط رأيته من زاوية مختلفة. تماما كالبحر.
حين يهتاج وتتقلّب أعماقه، ترتفع أمواجه عاليا تكاد لا تتعرف عليه، هل هو نفسه البحر البراق ذو الأمواج اللطيفة الهادئة التي تشعر أنها تعانقك! طبعا، إنه نفسه.. ولكن لا يمكنك أن تقول أنك تحب شيئا دون أن ترى جانبه الآخر، وجهه المشوّه وحقيقته الدفينة.
الحبْ.. هو أن تكون لک رغبة عارمة في ضرب الشخص الآخر، شتمه، أو حتى قتله.. ولكنک تحبّه رغم كل شيء.
هو أن لا يكون رائعا، مثاليا.. ولكنك تريده رغم ذلك.
الحبّ.. هو حين تأتي بين يديک العديد من الفرص المختلفة، فرص مع أشخاص، فرص للرحيل، فرص للبدء من جديد.. ولكنک لا تشعر بالحماس لها.. فتأتي تلك اللحظة حين تختلي بنفسك أخيرا، فيلفّ قلبك حبل مشنقة حول نفسه مذعنا الاستسلام.
الحبّ هو حين يكون هو ملاذك دائما، تهرب بأفكارک إليه.. لا أحد يستطيع أخذ مكانه، ولا تستطيع التفكير بشخص آخر ولا بإمكانية أن تستبدله.
معه يكون العالم ملوّن، مرح.. ويستحقّ الحياة.
الحبّ هو شعور الأمان.
وليس له مرادف آخر.

__________________

- بعد عدّة أيّام -

شمس قاعدة فالصالون والپيسي قدامها.
بعد نص ساعة غلقاته وناضت لملمت صوالحها اللي كانو فوق الطاولة قدامها.
راحت للغرفة اللاخرة، بدلت قشها.. لبست سروال وتريكو بأكمام أسود.
لمت شعرها بطريقة بسيطة.
هزت كابة دارت فيها صوالح.
لبست كونفارس نوار وخرجت من البيت.

هبطت خرجت مالباطيمات، مشات خطوات.. حتى شافت عاصم جاي يمشي.
قربت لعنده عقدت حواجبها وقالت..
- قتلك متخرجش.

- خرجت برك هنا وجيت.
قال بهدوء.. وهي قالت بالتقلاق..
- مالازمش يشوفوك.

جاوب بهدوء وهو حاط يديه فجيوب الفاست تاع السورفات النوار اللي كان لابسها.
قال..
- راه الليل، مكانش اللي يحط معايا البال.. وين راكي
رايحة!

بقات تشوف فعينيه اومبعد تنهدت بقلة حيلة وقالت..
- قتلك منجم نوثق حتى واحد، حتى ولو كانوا أعضاء حماس.

قرب لعندها حط يده فوق كتفها، تبسم وقالها..
- تصرالي كاش حاجة علابالي تسلكيني.

تبسمت بتصنع وقالت..
- جاكي شان أنا.

A P R I C I T Yحيث تعيش القصص. اكتشف الآن