الجزائر دائما الحُبُّ الأول للجزائريين.
شمس وقمر
اختلفا كثيرا، تشاجرا كثيرا
ولكن لطالما ذهبا في نفس الطريق حين يسمعون صوت صراخ الجزائر طالبةً للنجدة.
سيلتقيان دائما عند نقطة الوطنية.
الفرق بينهما :
شمس، تحرق كل شيء من الجزائر.. حتى ولو كان هذا الكل شيء هو الرئيس، الدستور وحتى النظام.
أمَّا قمر، يحرق نفسه من أجل حماية الجزائر ورئيسها ونظامها.
شمس متمرِّدة.
وقمر رجل قانون.
________________________
《 العودة للفصل الخامس : الألم. 》
06:00 a.m ~~
ناض عاصم غدوة من ذاك الصباح على صوت المنبه ..
قعد فبلاصتو ثواني وهو يستجمع فراسو، ثم ثم ناض راح للبيسي اللي كان فوق البيرو..
فتحو ولقى رسالة فتحها قراها..
تنهد وعلى وجهو علامات مبهمة، علامات استغراب واستفهام..
تركز على ظهر الكرسي اللي كان قاعد فيه، وسهى قدامو فالفراغ يخمم..
تمتم وهو ساهي..
- أنثى! 30 سنة!
ناض راح قبالة الخزانة تاعو، فتحها بالكود..
هز منها صاشي صغيرة ورجع لبلاصتو، جبد من الصاشي أنبوب صغير كيما اللي خذاه للمخبر..
أما هذا لاصقة فيه ورقة مكتوب فيها..
| - أنثى- 29 سنة - |
- هي نفسها.. الثورية اللي تلاقيت بيها قبل عام فالسرايدي.
راح يمشي وقف قبالة التاقة، وهو يشوف قدامو، أما كان بالو بعيد..
تمتم وسط وابل الذكريات اللي كان يطيح عليه..
- هذاك اللي كان خارج من بيت شمس راني شايفو من قبل.
تأفف وغمض عينيه وقال مغشش..
- مستحيل شمس تكون تعرف الثوريين.
.
.
• فالليل :
دخل عاصم للبيت، بخطوات بطيئة..
كانت الأضواء طافية، راسل وباباه راقدين بسك تجاوزت الساعة منتصف الليل..
راح للصالون قعد فوق الكرسي فالظلمة..
وهو يشوف لقدام، كانوا عيونو هازين بزاف هدرة، بزاف معلومات، وبزااف ألم..
كان صوت صاخب يتردد فعقلو، كأنو شخص راو يهدر فصالة فارغة والصدى يردّ عليه.. الصوت كان صوتو هو؛ صوت عاصم.. كان يحكي..
- قنَّاص محترف شوهد أول مرة منذ ثلاث سنوات في ميناء وهران أثناء عملية محاولة اغتيال رئيس الوحدة العسكرية الثالثة في الحفل العسكري، فشلت محاولة الاغتيال بفضل هذا القناص الذي استطاع قتل ستّ أشخاص في وقت قياسي.. وصلت مصالح الأمن بعد أن غادر بدقيقتين.
شخص واحد استطاع رؤيته.. قناص آخر كان في الجهة المقابلة، القناص الأول والثاني تنافسا وتعاونا حيث قتل الأول خمس والثاني ست أشخاص من أصل عشرون شخص، في مدة زمنية قصيرة وهي عشر ثواني ..
القناص الثاني كان أنا.
أما الأول كان نفسه الشخص الذي رؤيته يغادر منزلها..
إنه نجم الدين الأخ الأصغر لشمس.
نجم الدين لا ينتمي لمصالح الأمن فهو أستاذ رياضيات، ولا ينتمي للقطاع الخاص؛ قطاع المخابرات.
الطريقة التي قتل بها الأشخاص، نظيفة.. لديه استراتيجية دقيقة، استعمل قناص ألماني الصنع متطوِّر ويُباع للخواص فقط.. غادر بنفس الهدوء الذي وصل به، هدفه كان الإنقاذ والفرار، هاته الاستراتيجية تتَّبِعها منظمة واحدة فقط وهي منظمة الثوريين.
إذن نجم الدين متمرِّد.
وشمس كذلك.
أنت تقرأ
A P R I C I T Y
ActionApricity : (-n) The warmth of the Sun in Winter. أكثر شيء أحبه في هاته الحياة هو دفء شمس الشتاء. رغم قساوة هذا الفصل وجبروته إلاّ أنه لم يستطع هزيمة الدفء في داخل هاته الشمس، لم يستطع طمس هويتها، وإذ أنها رغم الصقيع لا تزال ترسل دفئها عبر الأشعة الل...
