إعتذار

893 23 8
                                    

ينظر جلال بذهول للشخص الواقف أمامه .. لم يكن يصدق ما يراه أمامه .. يحرك جلال شفتاه بهدوء وبصوت مندهش: م م م ماااااا م م م مااااا

والدة جلال الحقيقية (سلوى) كانت تقف أمامه .. والدته المتوفيه التي لم يراها منذ أكثر من عشرون سنه .. كانت تبدو جميلة جداً رغم ملامحها المعنفة .. رغم ملابسها البالية .. ترفع سلوى يديها لأعلى وتفتحهما لتحضنه بإشتياق .. تبتسم بحب إبتسامة رقيقة وبصوت حنون: حبيبي جلال .. إشتقت لك .. تعال في حضني

ينهض جلال ويحاول دفع نفسه للوقوف ولكنه لم يستطع وكأنه مقيد .. ينظر لها بإسترحام ويطلب مساعدتها ولكن صوته لم يسمع رغم أنه كان يصرخ بصوت مرتفع

تحرك سلوى يدها وهيا تشجعه للمحاولة أكثر لكي يأتي إلي حضنها وبصوت يملئه الحماس: يلا يا حبيبي .. تعال في حضني .. يلا يلا

يشعر جلال بشئ غريب يخرج من صدره .. شيء وكأنه طفل صغير يحاول الخروج من صدره بصعوبة .. يحاول ويحاول .. ينظر جلال لذلك الطفل بفزع وهو يحاول الخروج ويشعر بخروجه من جسده .. أخيراً يخرج هذا الطفل ويجري نحو سلوى بسعادة وحماس

تحتضن سلوى ذلك الطفل أمام أعين جلال الذى كان ينظر لهما بصدمه وحزن كبير .. ينتبه جلال لذلك الطفل جيداً ليكتشف بأنه هو عندما كان صغيراً .. لا يزال جلال ينظر لهما بصدمة وذهول وهو يشعر بالحرمان من أن يحضن أمه

تمسك سلوى بيد الصغير ويغادران .. يحرك جلال رأسه بالرفض وهو يحاول أن يصرخ بكل قوته ولكن بدون جدوى فلم تنظر إليه سلوى أو حتي الطفل .. يغادران وهما ينظرن لبعضهما بسعادة .. يصرخ جلال ويصرخ: مااااامااااا .. لااااااا .. لا تروحي .. أنا هناااااا .. ماااااماااا

يستيقظ أسامه بفزع وينظر لجلال الذي كان يصرخ وهو نائم .. يهزه بهدوء: جلال .. جلال .. حبيبي إنت كنت تحلم

يستيقظ جلال بفزع وهو يتلفت حوله وكأنه يبحث عن أمه ولكن لم يجدها .. ينظر جلال لأسامه بحزن: أسامه .. أمي كانت هنا وما إنتبهت لوجودي .. تركتني وراحت .. راحت وخلتني لوحدي مره ثانيه

يحضنه أسامه بحنان: لا يا جلال أنا معاك .. إنت مو لوحدك

جلال بحزن: أسامه مالي غيرك .. لا تخليني .. أنا محتاجك

كان جلال يشعر بفراغ كبير داخله .. فراغ موحش تركة جلال الصغير بعد خروجه .. كأن سلوى جاءت لتأخذ من جلال ما تبقي بداخله من ذكريات تربطة بها .. بدأ جلال بالإرتجاف وكأنه يشعر بالبرد .. لم يتردد أسامه في الهجوم عليه وتقبيله قبله قوية ساخنه جداً تعيد الدفء لقلبه

يبادلة جلال التقبيل بحرارة وإشتياق ورغبة شديدة .. ويستمران في التقبيل والأحضان حتي وصلا لقمة نشوتهم .. ينزع جلال ملابسة وملابس أسامه ويمارسان الحب معاً بإستمتاع وإشتياق شديد

رغبة قاتلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن