إنكسار

644 16 18
                                    

تمر الساعة ولايزال أسامه في غرفة جلال جالساً على الأرض مرتكزاً على الجدار .. ينظر للنافذة بصمت بتلك العينان الحمراوتان وأثار دموعه الجافة ترتسم على وجهه .. يشعر أسامه بإنهيار كل شيء أمامه والسواد يملئ المكان

يقف بإستسلام ثم يخرج من الغرفة .. يسير نحو الصالون وبالتحديد لأرفف المشروبات الروحية .. حيث كان هناك رفوف خشبية على أحد الجدران بها مجموعة من القوارير الزجاجية لأفخر أنواع المشروبات الروحية المعتقة والفاخرة جداً والتي تستعمل فقط للمناسبات ولأشخاص مميزين .. يقف أمام تلك الرفوف ويأخذ أقدمها

يجلس على الكرسي بعدما فتح الزجاجة وأخذ كأس ليشرب فيه الشراب .. يسكب كمية كبيرة من الشراب في الكأس ويشربه مرة واحده .. يعيد سكب الشراب مرة آخرى ويشربه بنفس الطريقة .. يعيد ذلك عدة مرات ودموعه تنزل بدون توقف .. يريد أسامه نسيان ما حصل وما قاله جلال

لم يجد أسامه حل غير شرب الكحول والمشروبات الروحية للهروب من الواقع الذي إنصدم فيه وهو تخلي جلال عنه .. لقد أدمن أسامه على شرب الكحول وقد أوشك على إنهاء كامل مخزون قوارير الشراب التي كانت على الرفوف منذ زمن

أثر شرب الكحول بكثره على أسامه كثيراً فقد أصبح عصبي المزاج لو لم يشرب لساعه واحده .. كانت عصبيته تضايق كل من حلوله وتنفرهم منه ويحاولوا تجنب الإختلاط به أو رؤيته .. الشخص الوحيد الذي كان يتحمل عصبيته وطريقته في الكلام هو براء الذي إستمر بتقرب منه دائماً والتحدث معه طبيعياً ومعاملته بحب كما كان من قبل

أيضا أسامه تجنب الحدث مع أي شخص أو الجلوس معهم ما عدا براء الذي كان يتقبل وجوده بجانبه وإحساسه بالراحة عند التحدث معه .. براء كان يتحدث معه عن أمور الحياة  الجميله محاولاً إخراجه من الوحشة التي يعيشها معتقداً بأن هناك مشكله بينه وبين شوكت وقد تحدث مع شوكت لمعرفة ما حدث .. أخبره شوكت بأنه هو من تغير فجأة وأصبح يهمله ولا يهتم به ولا حتي يقترب منه بدون أي سبب

علاقة أسامه بشوكت أصبحت علاقة بارده وبدون أي حياة .. صحيح هذا الشيء يحز في نفس شوكت ويحزنه كثيراً ويفتقده أكثر لكنه فضل عدم التدخل مباشرة واللجوء لسوسن لمناقشته ومعرفة أسباب تدهور حالته النفسية لهذا الحد .. في البداية كانت سوسن ترفض التدخل لزعلها من أسامه ولكن بعد إلحاح شوكت وافقت

وفي يوم تدخل سوسن الصالون لتجد أسامه يشرب الكحول وينظر للنافذة الزجاجية بتركيز ولا يدري عما يدور حولة .. تقترب منه سوسن وتجلس بجانبه وتنظر إليه بصمت .. يتكلم أسامه بإستهتار إليها وهو لا يزال ينظر للنافذة وبصوت غير مبالي لوجودها: إذا جايه عشان تعطيني نصايح وفريها لنفسك .. مالكم دخل فيا .. أنا حر

رغبة قاتلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن