أرجوك إنزع حبك مني

1.1K 27 25
                                    

في الصالون سوسن تكلم الكوافير بحرص أمام أسامه: أنا أبغي تعمله صنفره وتنظيف للوجه وماسك تفتيح ونظارة وبعدين أبغي تسوي شعره بطريقة حلوه .. أبغي يكون العريس الليلة .. تمام

ينظر أسامه بصمت لسوسن من خلال المرآة التي أمامه وهي تتحدث .. تقترب منه وتهمس: خلاص .. أنا رايحه أسوي مكياجي وشعري .. بس أخلص نتقابل .. تمام

يهز أسامه رأسه بهدوء ثم يغمض عينيه ويرتكز برأسه للخلف ولم يفتح عيناه أبداً حتى إنتهي تماماً .. يعيد أسامه كلام سوسن له مستغرباً وكأنها تعرف شيئاً ثم يتسائل كيف الشخص يمكن أن يدعس على قلبه .. كيف يستطيع الشخص نسيان حبه الوحيد .. كانت الأسئله تحيره وتوتره كثيراً حتى إنتهيا من الصالون وتوجهوا للفيلا

في المساء يجتمع الكل لحضور حفل زواج جلال وبراء بحماس شديد .. الفيلا كانت مجهزة بأجمل ديكورات والإنارة والفرقة الموسيقية كانت تنتظر نزول العرسان .. أسامه يقف بجانب شوكت بكامل أناقته وجماله رغم ملامحه الحزينة والصامته .. لحظات وتقرع الطبول لإستقبال العرسان .. تتسارع دقات قلب أسامه مع قرع الطبول

تسلط الأضواء نحو العريسان وهما قادمان .. براء أقل ما يقال عنه ملاك جميل يشرق من بعيد .. جماله ونعومته لا يقاومان وبجانبه جلال الوسيم صاحب الشخصية القوية والمظهر الجذاب .. كانا أجمل ثنائي يمكنك أن تراهما وهما يمسكان بيديهما معاً وينظران لبعضهما بحب

يقتربان من المحامي ليوقعا على عقد الزواج ويعلنهما زوجان بالسراء والضراء أمام الجميع .. يشعر أسامه بأن قلبه قد خرج من صدره وسلم بأنه فقد جلال وللأبد .. تطلق المزامير والطبول بعد إعلانهما كزوجان رسمياً .. تبدأ الموسيقي الكلاسيكية ليتراقص عليها العريسان بإنسجام وحب كبير مع تلك الإضاءه الخاصه

يراقص جلال براء بهدوء تام راسماً على وجهه إبتسامه رائعة رغم صمته حتى نظراته كانت صامته جداً .. عكس براء الظاهر علية الفرح الشديد وعدم قدرته على السيطرة على مشاعره السعيدة

الكل كان سعيد ومتفاعل بذلك الثنائي الجميل .. شوكت كان في حلم جميل مع فردوس وهو يتخيلها معه تشاركه فرحته بهذا اليوم .. أما سوسن فلم تبعد عينها عن أسامه وكانت تراقبه لكي تتدارك أي أثر جانبي له أو في حالة عدم تمالك نفسة .. ماريا كانت ملاصقة لبراء ولم تهتم أو تنظر لغيره

بعد دقائق يشاركهما شوكت الرقص معاً بمنظر ثلاثي رائع مليء بالحنان والحب .. ثم تنظم لهم ماريا لتكتمل صورة العائلة السعيدة .. كان المشهد رائع جداً ومؤثر فالسعادة الحقيقة كانت ظاهرة عليهم بوضوح .. صحيح كان جلال أقلهم فرحان ولكنه كان مبتسماً

لايزال أسامه واقفاً كالصنم بدون أي حركه أو مشاعر مكتفياً بصمته ونظراته الهادئة كاتماً داخله حزنه وألمه وإنكساره .. ما أصعب أن تكون الوحيد الذي يكتب عليه الحزن والألم بينما يكون الجميع سعداء ولا يشعروا بحزنك ولا ألمك مع أنك تقف أمامه والأصعب بأن تجبر على الحضور ومشاركتهم فرحتهم وأنت من داخلك تكون منهار

رغبة قاتلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن