رغبة قاتله

حبى له .. كتم أنفاسي

خلال أسبوع إستطاع براء بحبه الصافي والنقي إسترجاع وإمتلاك قلب جلال .. بل أصبح جلال لا يبتعد عنه طوال اليوم إما بالمكالمات الهاتفية أو بالخروج معاً .. كان الجميع سعيد بقصة الحب التي بينهما والكل متشوق لرؤيتهما عريسان معاً

لا يزال أسامه في ذهول وصدمه مما يراه ومن التغير الكبير والمفاجئ لجلال وتجاهله له وعدم الإهتمام بمشاعره وكأن لم يكن بينهما حب .. لم يستطيع أسامه التحدث معه أو الإنفراد به لأن جلال كان دائماً يتجنب الجلوس في المكان الذي يجلس فيه أو يجتمع معه في أي مكان حتي ولو على طاولة الطعام

كان براء يخبر أسامه بكل تفاصيل يومه بسعادة لأنه كان متأكد بأنه الصديق الحقيقي له وكاتم أسراره والذي شهد معه قصة حبه القوية لجلال والذي ساعده كثيراً .. في كل مرة كان قلب أسامه ينكسر أكثر فأكثر حيث كلام براء عن حب جلال له وتعامله معه وخوفه عليه يشعره ببعد المسافة بينهما وفقدانه للأبد

كانت عينا براء تلمع من كثرة الحب والسعادة والفرح وتظهر على ملامحه وشفتاه بإشراق .. بينما كان الدمع يلمع في عين أسامه والحزن والحسرة تظهران على ملامحه الباهته والتي كان يراها دائماً براء في عينه ويحاول معرفة السبب ولكن أسامه يحاول إخفاءها لأنه يعلم بأن براء ليس له ذنب في ذلك

وفي يوم يخرج جلال وبراء لتناول الغذاء في مطعم على البحر .. كان يتحدثان معاً بإستمتاع وحب .. للحظة يسرح براء قليلاً وينتبه عليه جلال .. ينظر جلال لملامحه البريئة ويبتسم بحب وهو يلاعب أنف براء بأصبعه: اللي ماخذ عقلك يتهنى بيه

يلتفت إليه براء بحيرة: بصراحه يا جلال .. أنا مو عاجبني حال أسامه بالمرة .. حاسس في حاجه بينه وبين بابا مخليه دايماً حزين ومهموم .. وكل ما أسأله عن السبب يتهرب من الكلام معايا

تختفي البسمة من على شفتي جلال وتتغير ملامحه بإنفعال: وووو .. وإنت مالك فيه .. ليش شاغل نفسه فيه

براء بإستغراب: كيف يا جلال .. أسامه مو مجرد زوج أب .. أسامه صديقي الوحيد

تظهر ملامح عدم الرضي على وجه جلال .. يكمل براء بحب: جلال .. إنت ما تعرف أسامه زي .. شخصيته حلوه وحبوب ولما يتكلم يتكلم من قلبه وتحس معه بالراحة وأنه ..

يقطع جلال كلام براء بإنفعال: كفاية يا براء .. ممكن نغير الموضوع

ينظر براء لجلال بحزن لإنفعاله عليه .. يشعر جلال بالندم ويمسك بيده بحب: حبيبي براء .. أنا مو قصدي أزعلك .. بس أنا نفسي أقعد معك نتكلم عن حبنا وعن حياتنا ومستقبلنا .. مو عن حياة أشخاص ثانية .. فهمتني حبيبي

يهز براء رأسه بهدوء ويبتسم: أيوا .. فهمت

يلتفت جلال بوجهه يمينا ويتأمل البحر ويتحدث بداخله بحسرة: كلامك يا براء عن أسامه كله صح وإنت ما راح تعرفه أكثر مني .. بس خلاص إنتهي كل شيء .. كل شيء .. ومو لازم أفكر فيه أبداً