الفصـ1ـل {جثتين}.

1K 55 30
                                    

الكتابات الكاذبة..
الفصل الأول:

"انهارده يعتبر من أجمل أيام حياتي، وأخيرًا جت اللحظه إللي كنت بحلم بيها من أول يوم بدأت فيه طريقي، انهارده يبقى حفلة توقيع روايتي الورقية الأولى متحمسه أوي جوايا أحساسيس كتيره أوي مش عارفه أفسرها بس إللي أعرفه أنه انهارده هيبقى أسعد يوم في حياتي أتمنى يتم على خير".

وضعت نقطة في نهاية كتابتها لحديثها بحماس كبير، مشاعر كثيرة تهاجمها منذ أن عقدت معها دار النشر إتفاق بنشر أول عمل ورقي لها واليوم نظمت دار النشر حفلة توقيع لكُتابها وكانت هي منهم لتجدها فرصة رائعة لمقابلة مشجعيها واللذين لولا دعمهم لها وكلماتهم ما كانت وصلت إلى ما هو عليه الآن لتكون أكثر من ممتنة لهم ولكل شخص قال لها كلمة طيبة في يوم، تشعر بالفخر والسعادة بنفسها ومن ما يحدث معها، حلمها الصغير الذي كانت تراه بعيد تحقق في غمضة عين، تتمنى فقط أن يمر اليوم على خير.

تنهدت بسعادة غامرة وهي تغلق قلمها الخاص ذا الحبر المميز والتصميم الذي يجعلها تنظر للقلم بإنبهار في كل مره تنظر إليه فيه لتقرر أخذه معها للحفل اليوم..
أغلقت مفكرتها ووضعتها في إحدى إدراج مكتبها المنظم بعناية وهي مازالت محتفظه بإبتسامتها المشرقة على ثغرها، توجهت ناحية حقيبة يدها لتلتقطها سريعًا وتأكدت من مظهرها الأخير في المرآة لتقول بمشاكسة:
-قمر يا "شوشو".

أعطت لنفسها قبله في الهواء ومن ثم خرجت من غرفتها، توجهت إلى غرفة المعيشة حيث تتجمع عائلتها، أبتسمت بإتساع وهي تقترب منهم حتى أصبحت أمام والدتها لتنحني وتقبل جبينها قائلة:
-ادعيلي يا أمي انهارده يوم مهم جدًا بالنسبة ليا.

نظرت إليها والدتها بإبتسامة راضية لترفع يديها للأعلى قائلة برجاء من الله أن يتقبل دعواتها:
-ربنا يوفقك يا بنتي ويمنع عنك كل شر يارب.

أبتسمت بإتساع لتستمع إلى صوت والدها وهو يقول بعتاب خفيف:
-وأنا مليش نصيب في الحب ده كله ولا إيه؟

ضحكت بخفوت وهي تذهب ناحيته لتنحني وتقبل يده بإحترام قبل أن تقول:
-لأ طبعًا ده أنت قلب "شوشو" من جوا.

لتنظر إلى والدتها وهي تقضم جانب شفتيها السفليه قائلة بخفوت مرح:
-كده وكده يعني عشان الحج يبقى راضي عني وأنا رايحه الحفلة دي.

ضربها والدها بخفة على ذراعها بينما يقول بحدة مصطنعة:
-أمشي يا بت بدل ما اقوم لك، يلا من هنا.

ضحكت بصخب قبل أن تتركهم وتخرج من المنزل بينما تتنهد بقوة، وصلت إلى أسفل البناية فوجدت صديقتها أمامها تقف بجانب سيارتها مستندة عليها بجزعها وهي تنظر في هاتفها تتصفحه بلا اهتمام لأي شئ يقابلها، رفعت عينيها من على الهاتف عندما شعرت بها أمامها لتضع الهاتف في جيب بنطالها الواسع وهي تقول بعبوس:
-أنا واقفه بقالي ساعه لحد ما الشمس كلت دماغي كل ده يا "شروق"!

الكتـابات الكـاذبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن