الفصـ5ـل {بفعل فاعل}.

219 29 17
                                    

الكتابات الكاذبة..
الفصل الخامس :

دلف " صهيب " إلى مركز الشرطة و هو مازال محتفظ بنظارته الشمسية على وجهه و ملامح الجمود مسيطره على وجهه لا يريد أن يخاطب أحد في هذه اللحظه ولا يترك المجال لأحد أن يخاطبه .

دلف إلى مكتبه الخاص و هو يغلق الباب خلفه بحده و يتجه إلى مقعده ليجلس عليه، خلع النظاره مرمياً إياها بعشوائية على سطح المكتب و هو ينظر أمامه بشرود ثوان و استمع إلى صوت دق على الباب فأذن للطارق بالدخول .

فُتح الباب ليظهر من خلفه شخصاً ما و بيده ملف مغلق، أتجه ذلك الشخص إلى المقعد الذي أمام المكتب و جلس عليه مَدداً يده بالملف إلى " صهيب ":
- حاولت اجمع لك شويه معلومات عنه عقبال ما تيجي

زفر " صهيب " بحنق و هو يأخد الملف منه بحده و هو يقول:
- شويه معلومات، أنا قولتلك عايز كل المعلومات عنه، أن شالله يكون هو بيشرب قهوه في الدقيقه الكام من اليوم..

ليجيبه الرجل قائلاً بجديه:
- " صهيب " بلاش اڤوره هي دي المعلومات إلي هتحتاج ليها في القضيه ولا اكتر ولا أقل..

زفر بحنق و هو يقوم بفتح الملف، فـ حبه للمثاليه الكامله يجعله يشعر بالضيق عندما يكون شئ واحد ناقص، يعلم أنه لن يحتاج إلى الكثير من المعلومات عن حياته، و لكن رغماً عنه عندما يعمل في قضيه يحب أن تكون حياة الجاني أو المجني عليه كامله كـ كتاب مفتوح أمامه يقلب في صفحاته كما يشاء .

فتح الملف بتنهيدة و هو يقول:
- لما نشوف

نظر إليه الاخر بطرف عينه بسخرية و لم يجب بل استقام خارجاً من الغرفه و هو يقول:
- طيب لو احتجت حاجه متكلمنيش، سلام

رفع " صهيب " يده يلوح بها بسلام دون النظر له و هو ينظر إلى الملف باهتمام ثم فتحه و بدا يقلب في صفحاته ليرى على ماذا تحتوى المعلومات الموجوده في داخل الملف و بماذا سوف تفيده .
_____________________

في المشفى الحكوميه؛ بعدما تأكد أن ما أمامه ليست سوى جثه استدعى مدير المشفى سريعًا حتى يرى كيف سيتصرف في هذا الأمر المرعب فليس من الطبيعي أن يجدوا جثه ملقاه بتلك الطريقه فهذه جريمة ليس إلا .

ذهبوا بجسمانيها إلى المشرحه حتى يبأدوا في فحصها و أخذ الإجراءات الرسميه في هذا الموقف، كما كان يتوقع ذلك الطبيب..
و لكن يبدو أنها ليست بالاجراءات الرسميه التي نتخيلها نحن الآن بل إجراءات أكثر اجراميه مما حدث بالأصل.!!

كان الطبيب الذي وجدها يقف بجانب مدير المشفى و بجانبهم أيضاً طبيب متخصص آخر، كان يرتعش خوفاً من كل ما مر به في تلك اللحظات الصغيره بداية من خروجه عبر الباب الخلفي حتى الآن، هذه ليست أول مره يرى بها جثه لشخص ما أو حتى يتفحصها، فـ على مدار فتره عمله رأى جثث حدث لها ما هو أبشع من تلك، و لكن كانت أجسام حدث لها ذلك بسبب حادث أو حتى إعتداء، و كانت تأتي إلى المشفى بطريقه رسميه و يتم دفنها أيضاً بأوراق رسميه و كل هذا بمتابعة الأهل، أما هذه فـ كانت برغم الطعنات التي بجسدها لم تأتي إلى المشفى بطريقه شريفه، بل كانت ملقاه بطريقه بشعه و إذا لم يكن رآها كانت ستتعفن وسط القمامه و كان من الممكن أن يستغلها الدود و القطط و كلاب الشوارع في تناول وجبة لذيذه حتى ينتهي جسدها تماماً، التفكير في كل هذا جعله يرتعب من ما يحدث .

الكتـابات الكـاذبة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن