السابع عشر- ثقة غير مُتوقعة؟

1.4K 199 42
                                    

هائمة على وجهي أركُض بالأرض يمينا ويسارًا مُحاولة تخمين مكان كول، ليس بساحة التزلج، ولا المطعم الذي تقابلنا به لأول مرة، ليس بمنزل والدي الصيفي ولا أي مكان كنا به سويًا لا يُمكِن لعقلي التفكير حاليًا بشكل واضح وقد كان هذا واضحًا لأي عابر سبيل يلقي علي نظرة خاطفة بشعري المُتعرق الملتصق بوجهي وكُحلي السائل ليوحي بعملية حُزن وقلق عميق وعقل أجوف ضبابي بالطبع، لا أعرف أين أذهب كمحطتي التالية..

هل أذهب بالشوارع أعطي المارة صورته وأسألهم إن رأوه؟ أسابدو كالمجنونة؟ هل لدي صورًا له اصلًا؟ لا أظُن ذلك، ما الذي يجب على فتاة تائهة فعله لِتصل لفتى غاضب؟ هل أهتم الآن لمظهري أمام الناس أم لكول؟ سأصفه للمارة علّي أجد ضالتي!

وقفت استعدادًا لوصفه لأول عابر سبيل تلتقطه عيني ولكِن صدمتني حقيقة، لَقد كان يُحدثني دائمًا من الميناء يلتقط صورًا، حتى أنه مدح المقهى الذي بجانب الميناء، من المُحمتمل أن يكون هُناك الآن!

أشرت لسائق سيارة أجرة سريعًا ليتوقف لي وأخبره أن يقود بي لشارع الميناء ليوميء ويبدأ بالقيادة ناظِرة للنافذة طوال مُدة وصولي مُتأملة أن تسقط عيناي على فتاي الحزين ذو الشعر البُني، لا يُمكنني حتى تخيل مدى عُمق جرحه لا يُمكنني حتى تخيل كيفية توضيح الامر له، كيف يُمكنني إخباره أن چايمس هُو من يعترض طريقي حين اخبرته صديقتي المُقربة اني انا من أغري فتاها!

«هُنا من فضلك»
صِحت بسائق سيارة الأجرة المسكين حين رأيت ظهر كول على الحجر الجيري المقابل للميناء

«فلتصحبك السلامة»
كانت هذه أول جُملة يقولها سائق سيارة الأجرة لأنظر له واجده المُعلم نولان!

«شُكرًا لك ولكِن لِم لست بالمدرسة؟»
سالته باستغراب

«لقد تبعتك حين خرجتي هائمة، فتاة فروي وماتيلدا هِي مسؤوليتي الشخصية، لقد كُنت اتأكد من سلامتك دائمًا»
تحدث المُعلم نولان ثُم اعاد نظره للامام كأنه يخبرني أن لا أجيب عن حديثه ولكنّي فتاة فروي وماتيلدا!

«شُكرًا لك ايُها المُعلم نولان»
أخبرته بصوت مُمتن

«إذهبي وأكسبي فتاكي»
تحدث بهدوء بينما يفتح الباب لي من جهته

«تمنى لي الحظ»
أخبرته وانا اغلق الباب ليتمتم شيئًا لم اسمعه ثُم ينطلق

سرت بهدوء حتى وصلت لموقع كول، على الحجر الجيري الكبير امام المياة، ناظرًا لها سرحًا سمحت ليدي ان تربت على كتفه بلُطف

«كُول، هل يمكنني الجلوس؟»
تحدثت بهدوء مُنتظرة رد فعله ليلف راسه لِي واراها حمراء تدُل على أنه أسقط الكثير من الدموع أو كما تحب أن تسميها ماتيلدا أمطار الملائكة..

Swallow- إبتلاع √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن