العشرون: سوء فهم.

1.1K 137 30
                                    

في بعض الأوقات يتمنى الإنسان أنه بكابوس سيء وسيستيقظ منه بأسرع وقت ولكِنّك أحيانًا تجد هذا الكابوس ما هُو إلا حياتك التي يجب عليك إصلاحها فورًا!

طقطقة خطوات ما هِي إلا خطواتي بالمطبخ خارِجة مُتجهة لغرفتي حاملة بعض المُسليات والمياة الغازية،  أُفكِر كثيرًا بما يجب علي قوله بشكل يوحي بأنّي غير كاذبة وبدون ذكر مشكلة ذاكرتي تلك..

بعد عدة دقائق وصلت لغرفتي وفتحت الباب مُتجهة للمكتب واضعة عليه ما كان بيدي

«إذًا سيندي، أعلم أن ما سأقول هو ضرب من الجنون وأنّي على أغلب الظن ضمن أولويات قائمة اغتيالاتك لهذا العام ولكِن، لقد كُنت دائمًا أبغض چايمس، كُنت أحاول قطع الحديث حين يبدأه هو وكُنت أقلب عيناي حين يتحدث، كيف بحق الجحيم سأتبادل معه قُبل أو أي شيء من هذا القبيل في غضون يوم أو يومان سينقلب حالي؟»
تحدثت وبدأ الغضب على وجهها يهدأ قليلًا بينما تعطيني اهتمام كامِل لما أنا في خضم قوله.

«لقد حاول چايمس كثيرًا التقرب منّي ولم أكُن أعطيه أي مساحة لفعل هذا، لقد كان دائمًا ما يلاحقني وقد كنت دائمًا ما أردعه واذكره أنه لديه صديقة حميمة جميلة لا يحلم أن يحصل عليها أصلًا لكي يحاول الخيانة! »
تحدثت وبدأت أُخرج ما الذي بجوفي ولم أظُنني سأخبرها به أبدًا ولكِن..

لا أظُن أنّي يمكنني ابتلاع اللوم على شيء لا أتذكره ولا يؤمن به جسدي أو ذكرياتي المُشوشة، لا أظُنني مهما انحدرت درجات سأصل لتلك الدرجة التي اقبل بها چايمس، ايو!

كُنت انتظر منها صفعة أو رد فعل غير عادي ولكِنّها كانت هادئة بشكل غير طبيعي لا نظرة عين متقززة ولا أي تعبيرات توحي أنها على وشك الانقضاض علي أو حتى واثقة بأني أكذُب

«ولِم قد يفعل چايمس هذا؟، أتعرفين فابيولا؟ إن كُنتِ مريضة فحاولي الحصول على دواء للمرض لا تُلصقي شهواتك المُقززة بأحباء أقرب صديقاتك!»
بصقت سيندي تلك الجملة بينما تقلب عيناها وتتجه للنافذة لتنظُر عدة مرات للمسافة الفاصلة بين غرفتي والحديقة وتحبس أنفاسها ثُم تقفز مرة واحدة دون أن تعطيني فرصة الرد

«لمعلوماتك، المريض هُو من ينكر كل الدلالات الواضحة أمامه، حبيبك خائن مُقزز سيندي!»
صحت خلفها من النافذة لتستدير لي وتعطيني إصبعها الاوسط قبل أن تمشي بعيدًا

طالما كانت سيندي تعيش بإنكار تام حين يآول الأمر لچايمس ولكنّي على الأقل شجعت نفسي للوثوق بحدسي وبشعوري الجسدي، لم أفعل هذا أبدًا مع چايمس أنا مُتأكدة، لم أتذكر أنّي كُنت بهذه الدناءة، يعني اللعنة مع چايمس؟

أخرجت هاتفي وأتصلت بالرقم الوحيد الذي سيعطيني النصيحة الأكيدة

«مرح..»
لم يكد الصوت الآخر يتكلم

Swallow- إبتلاع √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن