الرابع والعشرون : هل انت حقيقي؟

720 87 33
                                    

تبادل كول وفابيولا نظرة طويلة، كل منهما يرى الحزن في عيون الآخر. اقترب كول ببطء، ورغم الثقل في قلبه، انحنى نحوها. شعرت فابيولا بدفء أنفاسه على وجهها قبل أن تلتقي شفاههما بلطف. كانت القبلة حلوة، بطعم الدموع المالحة والذكريات الجميلة التي تجمعت بينهما.

بدأت دموع فابيولا تتساقط أكثر بينما كانت تشعر بملمس شفتيه الناعم على شفتيها، وكان قلبها ينبض بشدة، مختلطاً بالحزن والحنين. رغم الألم، أحاطت ذراعيها حول عنقه، متمنية أن لا ينتهي هذا اللحظة أبداً.

كول، بدوره، شعر بحرارة دموعها على خديه، وكان يحاول أن ينقل كل مشاعره في تلك القبلة، كل الحب الذي يحمله لها وكل الأسف على ما سيأتي. عندما ابتعد ببطء، بقى قريبًا منها، جبينه مستندًا إلى جبينها، همس بصوت مليء بالعاطفة: «أنا آسف.»

نظرت إليه بعينيها الممتلئتين بالدموع، لكنها لم تتفوه بكلمة. كانت القبلة مليئة بالحب والحزن، تذكار دائم على ما فقدوه وما كان يمكن أن يكون.

فجأة، شعرت فابيولا بدوار شديد، وأغمضت عينيها قبل أن تنهار بين ذراعيه. ارتبك كول، وخوف شديد ملأ قلبه، نادى باسمها دون جدوى، وبدأ يشعر بالذعر.

«فابيولا! فابيولا!» صاح بصوت مرتعش. ظن أنها قد ماتت، ولم يعرف ما يفعله. حينها، اقترب شخص من خلفه وقال بصوت حازم: «تنحى جانبًا، أنا طبيب»

نظر الطبيب إلى فابيولا وسأل بسرعة: «هل هي مصابة بالسكري؟»

هز كول رأسه بشكل غريزي، غير متأكد. بعد دقائق من التحقق، اتصل الطبيب بالإسعاف، وجاءت بسرعة. جلس كول بجانبها داخل سيارة الإسعاف، ممسكًا بيدها بشدة، وعيناها مغلقتان.

بدأت الدموع تنهمر من عينيه، وانهار بالبكاء، يعتذر مرارًا وتكرارًا: «أنا آسف، أنا آسف جدًا، فابيولا.» استمرت السيارة في طريقها إلى المستشفى، وكول يشعر وكأن العالم ينهار من حوله.

وصلوا إلى المستشفى، ونقلوا فابيولا بسرعة إلى غرفة الطوارئ. وقف كول عاجزًا، غير قادر على فعل شيء سوى الانتظار. توجه إلى الكافتيريا ليأخذ كوبًا من الماء ويحاول استيعاب ما حدث. جلس في زاوية، يفكر في كل شيء، في أنه ربما فقد حبيبته لأنه لم يكن شجاعًا بما يكفي ليخبرها بما يحدث.

بينما كان جالسًا هناك، اقتربت منه ماتيلدا، والدة فابيولا، وهي تبدو مشوشة وقلقة. سألت بلطف: «هل لديك أي قريب يتلقى العلاج هنا؟ يمكنني أن أطلب من زملائي أن يهتموا به بشكل خاص.»

شعر كول بالاضطراب الشديد، كيف يمكنه أن يخبرها أن ابنتها هي التي في المستشفى الآن بسبب خياراته الطائشة؟ نظر إليها، وعيناه مليئتان بالأسى والندم، ولكنه لم يستطع النطق بكلمة واحدة.

Swallow- إبتلاع √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن