بعدَ مرورِ ثلاثةِ أشهر
اجلسُ على شُباكِ غُرفتي اتأملُ النجومَ والسماء
وأفكر بحالي الذي ازداد سوءًا منذُ مجيئي لكندا
فأصبح كلامي أقل من السابق ودائمًا ما اكون حبيسة غُرفتي ولا أملكُ اي اصدقاء ولا اعرف احدًا عدا خالتي فهي الوحيده التي اراها
قاطع حبل افكاري صوت طرق الباب
"تفضلي خالتي"
دلفت بأبتسامة ونبست
"أيمكننا التحدثُ قليلًا؟"
"بالتأكيد"
اخذت الكُرسي وجلست أمامي وارتسمت على محياها ابتسامة خفيفه
شدت على يدي ونبست
"أتعلمينَ امرًا؟، أنتِ تُذكريني بأمكِ كثيرًا، ليس فقط في شكلكِ بل وصفاتكِ ايضًا لطالما كانت شخصًا كتومًا رغم أنني توأمها الا انها لا تبوح لي بما يُزعجُها"
لم اشعر بنفسي عندما انهرت باكيةً
كورت وجهي بيديها ونبست بلطف
"من فضلكِ يولاندز، رؤيتكِ هكذا تجعلُ قلبي يتقطع لأشلاء، ارجوكِ كوني قوية لنفسكِ ولأمكِ فهي لن تكون سعيده اذا رأتكِ هكذا، ابدأي من جديد لأجل نفسكِ وأمكِ، عودي كما عهدتكِ سابقًا"
"انه صعب، انا ايضًا أريد العوده لنفسي القديمه، اريد الأكل براحه والضحك من اعماق قلبي، اريد الخروج وتكوين الصداقات والنوم بسلام وبدون تفكير لكن الأمر ليس سهلًا البته، خسارتي لم تكن قليلة لقد خسرت سبب ابتسامي خسرت كل شيء لدي، خسرت امي ياخالتي!!"
اخذتني بين احضانها واخذت تُدندن بأغنيتي المُفضله
"يومي مُمتلئ بكِ... ويومك مُمتلئ بي
عندما يغيب القمر وتشرق الشمس
هل ستختفي انت يامن اعتدت ان تكون معي؟
لو اغلقت عيني....
اشعر وكأن وقتنا معًا سيعود الى عقلي مُجددًا
لو اغلقت عيني مُجددًا...
اشعرُ أنني سأسترجع الذكريات التي كانت سعيده... "
"اعدكِ يولا، سأكون بحانبكِ لن اترككِ سأساعدكِ لتتجاوزي هذهِ المحنه معًا، انا وانتِ"
فصلت العناق واخذت تمسح دموعي بيديها"عديني بأنكِ ستكونين اقوى وستبدأين من جديد!"
ابتسمت لها ونبست
"اعدكِ سأحاول"
هذه الاغنيه التي لطالما اعتادت امي على غنائها لي اعادت لي ذكرياتي مع والدتي واعطتني بعض الأمل لتجاوز هذه الاوقات الصعبه، ولأول مره منذ ثلاثة اشهر اشعر بالراحه قليلًا
"سأترككِ لترتاحي الآن فغدًا سأخذكِ للريف"
طبعت قلبه على وجنتي ونبست
"تصبحين على خير حبيبتي"
"تصبحين على خير"
هممت لأغلاق النافذه وتحضير ملابسي
بعد انتهائي توجهت للسرير لأخلد للنوم فبالتأكيد غدًا سيكون متعبًا لي
8:00a.m.
بعد انتهائي من الاستحمام هممت للنزول للأسفل لتستقبلني خالتي
"اوه صباح الخير يولا، هلُمي لتناول الفطور"
"صباح الخير"
وضعت كأس الحليب امامي ونبست
"اشربيه فهو مفيد لكِ"
"لكني سأستفرغ ان شربته!!"
"اعلم لذلك وضعتُ لكِ الموز والفانيلا بداخله، هيا لننطلق"تنهدت بملل واخذت تشربه
وجهت نظري لها وانا اشعر بالارتياح فهذه اول مره تستمع لي وتتفاعل معي على الفطور
اتمنى ان يسير كل شيء على مايرام
اثناء الطريق كنتُ استمع للموسيقى واضعةً رأسي على النافذه انظر للخارج
سُحرت بالمناظر الطبيعيه وكان المكان هادئًا كما تمنيت تمامًا
خطر ببالي شكلي وانا اقرأ كتاب واحمل القهوه واجلس على العشب مما رسم ابتسامة واسعه على ثُغري
اغمضت عيني بتعب لأغفو دون ان اشعر
حتى ايقظني صوت خالتي تطلب مني الترجل
"يولا انهضي هيا"
خرجت من السيارة فواجهني منزل متوسط الحجم يبدو جميلّا من الخارج
فتحت الباب الامامي وهممت لمساعدة خالتي بأخراج الحقائب
فتحت الخاله الباب الداخلي بدون مفتاح مما اثار تعجبي
تجاهلت الامر ودلفت معها للداخل وكان المنزل نظيفًا جدًا
"ظننتُ انه مهجور، انه نظيف جدًا"
"صديقتي من نظفته، انا ممتنه لها جدًا"
اومأت لها بتفهم واخذت اجول انحاء المنزل
كان المنزل بسيطًا ومصنوعًا من الخشب وتبعث رائحته الطمأنينه لقلبي
وجدتُ غرفةً واحده في الاسفل
"لابد ان الاخرى في الاعلى"
صعدت لتواجهني غرفة على اليسار دلفت داخلها اتفحصها
"مريحه"
تمتمت وانا اجول في الغرفه
توجهت نحو النافذه لأفتحها فهب نسيمٌ عليل يُداعب وجنتاي
ارتسمت ابتسامة صغيره على ثُغري وهممت بافراغ اغراضي
بعد عدة ساعات نزلت ابحثُ عن خالتي لأجدها بالمطبخ
"أيمكنني الخروج؟"
ارتسمت ابتسامة على محياي فهذه اول مره تطلب فيها الخروج
"بالتأكيد لكن خُذي العصير معكِ"
نبست بينما اوجه لها العصير
تناولته وخرجت من المنزل
اخذتُ اجول بحثًا عن مكان مناسب للجلوس
حتى وجدته، اسندت ظهري على جذع شجره واخذت اكتب بالدفتر الذي بيدي
بعد مرور عدة ساعات قررت العوده فهاهي ستائر الليل بدأت بالانسدال
سرتُ ببُطئ استنشق الهواء واتأمل المكان حولي
فجأه داهمتني حالة اختناق وبدأت بالسعال بقوه جلست على الارض واخذت ابحث عن جهاز الربو خاصتي فتذكرت اني لم احضره معي
نظرتُ حولي علي اجدُ شخصًا يُنجيني لكن الطريق كان خالٍ تمامًا
لمحتُ شخصًا من بعيد فحاولت الصراخ لكن زاد سُعالي ولم اعد استطيع الصمود اكثر
اغمضت عيني بتعب فلم اعد اقوى على التنفس بعد الآن.
YOU ARE READING
الشَمسُ وَ القَمَر
Romanceحقوق الكتابه والتأليف تعود للكاتبه والمؤلفة واي اقتباس او تشابه بالأحداث من دون اذننا يُعتبر سرِقه!