{البَارت السَادِس}

153 12 4
                                    

"انا هُنا"
التفتُ لمصدر الصوت لأراه ينظرُ لي
هقهقه خرجت من ثغره محاولًا كبت ضحكته
اشعر وكأنه سَيُغمى علي من الاحراج
رفعتُ رأسي انظر له ونبست هامسة
"هلا صمتَّ قليلًا؟"
"اسف، لكن شكلكِ كان مضحكًا"
"عليك اللعنه، اتمنى ان تُصاب بأسهالٍ مُزمن ويركض خلفكَ كلبٌ مسعور"
بعدما انهيتُ جملتي اخرج ضحكةً عاليه من ثُغره
تخطيته وتقدمتُ بسرعه لأصعد لغرفتي ليستوقفني صوت تايون
"يولاندز، الي اين؟، مالذي حدث؟"
"لاشيء، سأعود"
لم اعُطِها وقتًا للرد صعدت لغرفتي وتوجهت للحمام لغسل وجهي
هممتُ نحو الخزانه وكانت مليئه بالالبسه السوداء
زفرتُ الهواء بملل واخرجت قميصًا اسودًا واسعًا وسروال
غيرتُ ثيابي بسرعه وهممت بالنزول
"هيا عزيزتي اجلسي"
اومأت بالايجاب وجلست بالقرب من تايون
"اين ذهب تاي؟"
سألت الخاله يون بينما تدور بأنظارها تبحث عنه

"اتصل عليه احدُ ما لذا خرج، سيعود بعد قليل"
قالت تايون وهي تضع في صحني الطعام
ابتسمت لي لأبادلها الابتسامه
كانت المائده لاتخلو من ثرثرة خالتي والخاله يون
قاطع ثرثرتهما دخوله
"لقد عُدت"
نظرتُ له ليبادلني النظرات محاولًا كتم ضحكته!!
تجاهلته واعدت نظري للصحن الموضوع امامي
"اجلس بُني الطعام سيَبَرُد"
نبست خالتي تطلب منه الجلوس
ابتسم لها وجلس امامي!!!!
لم اقوى على رفع رأسي اشعر بنظراته تخترقني
كنا انا وتايهيونغ الصامتين اما خالتي والخاله يون وتايون يتبادلون اطراف الحديث بشغف
قاطع كلامهم صوت ضحكة تاي ليلتفت الجميع له
وقفت بسرعه ونبست
"لقد شبعت... اشعر بالارهاق لذا سأذهب لارتاح"
هرولت مسرعة لغرفتي ولم اسمع رد خالتي
ولجت الغرفه وبعد فتره توجهت نحو النافذه
فتحتها وجلست اتأمل النجوم
وجهت انظاري للاسفل لألمح شخصًا يدخن بحديقتنا
ركزتُ به قليلًا وشهقت عندما نظر لي
انه هوَ المعتوه!!!، تراجعت بسرعه لاتعثر واسقط على ظهري
"عليك اللعنه كيم تايهيونغ!!"
وضعت يدي على ظهري من شدة الالم شعرت وكأن عَمودي الفقري كُسِر
اتجهت نحو سريري ولم استطع النوم على ظهري لذا استلقيت على بطني اعانق وشاح امي وانظر بشرود نحو زاوية الغرفه حتى غفوت
"أيولاندز بخير؟"
سألت تايون الخاله ايميلي القابعه امامها
"اجل، هي فقط متعبه فلم تعتد عليكم بعد"
"بالمناسبة، لماذا تعيش معكِ اين والدها؟"
سألت تايون تنظر للخاله
ولأكون صادقًا لفت حديثهما انتباهي
"توفي زوج اختي بعد ولادة يولا بثلاث اشهر اعتنت بها ايميليا وحدها حتى اصُيبت بالسرطان قبل سنتين وتوفيت قبل اربع اشهر بقيت يولا بكوريا وحدها شعرت بالخوف والقلق عليها وايضًا ندمت لانني لم اودع ايميليا قبل رحيلها ولم ازرها منذ زواجها لذا للتكفير عن خطأي ولأريح ضميري قليلًا اخذت يولاندز لاعتني بها فهي اخر ماتبقى لي من ايميليا"
"اوه، اعتذر لتذكيرك، لكن لما لاتكلمينها بشأن دراستها؟"
"لا اريد الضغط عليها فلم تتخطَ وفاة والدتها بعد عندما اتت الي قبل ثلاث اشهر كانت منعزله لاتتكلم كثيرًا احيانًا تفوت وجباتها وتبقَ جالسة في غرفتها حزنت على حالها لذا اتيت بِها الى هنا حتى اغير من نفسيتها قليلًا وحفاظًا على صحتها الجسديه فهي مصابة بالربو، لايهمني امر دراستها، ستعود لدراستها عندما يحين الوقت المناسب بنظرها"
كنتُ انظر للخاله ايميلي بحزن واسى شديدين اريد مساعدة يولاندز بأي طريقه!!
"اتمنى ان تكون بخير ففقدان والدتها لم يكن هينًا"
شدت تايون على يد الخاله ايميلي ونبست
"لاتقلقي خالتي، اعدكِ سنحاول مساعدتها وستكون بخير، أليس كذلك تاي؟"
نبست تنظر لي تنتظر جوابي
"بالتأكيد"
اجبتها وانا انظر للأسفل بشرود

بعد فترة ليست بطويله ودعت يون واطفالها وههمت للصعود للأطمئنان على يولاندز
فتحتُ الباب بهدوء ودلفت انظر لها
كانت نائمه بعمق بينما تعانق شيئًا ما
تقدمت نحوها لأرى ماهو
كان وشاح والدتها المفضل، ابتسمت بحزن وتقدمت لأغلق النافذه وخرجت

الشَمسُ وَ القَمَرWhere stories live. Discover now