أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبيقريبٌ، وهلْ منْ لا يُرى بقريبِ؟
لئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ
وأيُّ محبِّ خانَ عهدَ حبيبِ؟
_ ابن عبد ربه الأندلسي
___________________
لا يدرك "كريم" ماذا يتفوه به او لا يريد ان يدرك اهو يقول انه سيتزوج شقيقته... انها ليست مجرد شقيقته الكبرى فهي. كانت دائماً السند له وكانت أم له و كانت صديقة وحبيبة، دائماً يقول انه من يجب ان تستند عليه ولكن العكس هو الذي يستند ويقوى بها كان يعلم انها تحب "آدم" فهي من اللحظة الأولى بعد عودتها من اسبانيا وهي قصت له كل شيئ وحتى هو لاحظ انه يحبها وهو يطمئن عليها معه ولكن لم يتخيل ان يأتي هذا اليوم بهذه السرعة
ف بعد ان قال "آدم" ما قاله و "نور" تقف خلفه بخجل ليشير لها بأن تأتي له لتمتثل له وتقف امامه وبدون اي مقدمات ضمها اليه وهو يجاهد الا يبكي هو لن يرفض لأنها تحبه و"آدم" شخص جيد و لكن لا يقوى ان تتركه ولكن ما جعل "كريم" ان يتماسك هي نظرات "ليلى" التي تقف وراء "نور" وهي تنظر نحوه بحنو و امسكت بيده وهي تطمئنه بعينها، ليخرج "نور" من احضانه و هو يوجه نظره نحو "آدم" وهو يتحدث ببرود
"هتيجي تتقدم يوم الجمعة الساعة 6 بالدقيقة جيت اهلاً وسهلاً اتأخرت مشوفش وشك تاني"
برغم فرحته انه قد وافق مبدئياً الا انه تمالك غضبه كي لا يضربه وخرج بهدوء و هو يتجه نحو القاهرة ليأتي بمن يتقدم معه_____________________
كان هذا اليوم المنتظر ل "نور" و"آدم" فكانت "نور" متوترة وكأنها لم تكن تعلم انه قادم وعندما سمعت الباب يدق وقد زاد توترها ونزلت بصحبة "ليلى" فهي فقط من حضرت ف "انچي" قد ذهبت لأجل ظروف عملها هي و "سليم"
ليتوجه "كريم" نحو الباب ببرود وتقف بجانبه "ليلى" و ورائهما "نور" ليفتح الباب فيجد "آدم" بحلته السوداء و هو ممسك بباقة ورود حمراء و علبة من الحلوى الغالية و ورأه رجُلين يبدو انهم من نفس سنه و امرأتان يبدو انهم زوجاتهم.. ليبتسم "كريم" ابتسامة صفراء نحو "آدم" وهو يغلق الباب مرة اخرى وهو يردف
"انا غيرت رأيي"
ليصدم الآخر وهو ينظر بحرج نحو "عزيز" الذي قد نفذ صبره فهو لم يهدأ من موقفهم وهم آتين حيث تشاجر هو و "اريچ"، ليدقوا الباب مرة اخرى فتفتح لهم" ليلى"وهي تنظر نحوهم ببسمة حنونة وهي تدعوهم للدخول
"اتفضلوا معلش كريم كان بيهزر"
ليبتسم "عاصي" و "داليدا" نحوها، ليردف "عاصي" بمزاح
"عاملة ايه يا لولا.. وحشاني يا شيخة والله"
التقطت اذنه ما تفوه به هذا الواقف لينظر له بغضب
"انت قلت ايه"
نظىت نحوه "ليلى" وهي تغير الموضوع
"طب هنفضل واقفين كدا"
ليدخلوا بالفعل وهم يجلسون بصالة البيت ليجلس "كريم" وبجانبه "ليلى" و امامهم "آدم" وبجانبه "عزيز" و "عاصي" ليجاور كلٌ منهما زوجته، وصمت خيم على الأجواء لدقائق عدة الى ان اتت "نور" حاملة للقهوة بيدها وهي تعطيها لهم و تجلس بجانب اخيها ايضاً، ليتحدث "عزيز" واخيراً
"طب هو احنا لو فضلنا كدا مش هنخلص"
لينظر "كريم" نحوه وهو يرفع حاجبه بتعجب من وقحاته لأول مرة يقابل من هو اوقح منه، ليتحدث "عاصي" هذه المرة وهو يهمس ل "آدم"
"بيقولوا ايه ف المواقف اللي زي دي خلينا نخلص"
ليلاحظ "كريم" همسهم فيتحدث بنفاذ صبر مغلف بسخرية
"طب ايه عجبتكوا القعدة عندنا... احنا بنام بدري ولسة هوصل ليلى ف ياريت نخلص"
لتتكلم "داليدا" هنا وهي تحاول التخفيف من حدة الموقف
"اظن احنا قصدنا واضح.. احنا جايبن نطلب ايد نور ل آدم"
ليكمل "عاصي" على حديث زوجته
"وبعدين يعني احنا مضايقينك اوي كدا.. ولو على ليلى اوصلها انا عادي"
نظرت نحوه "ليلى" بتوتر فهي لا تضمن ردة فعل "كريم" لتحاول تحذيره بعينها ولكنه لم يراها، ليسأله "كريم" وهو يشعر بشيئ غريب
"وانت تعرف بيتها"
ليجاوبه "عاصي" ببساطة
"اه طبعاً ما انا وصلتها من اسبوع لما جبتها.. نا اصل هي كانت عندي ف البيت ف اكيد هوصلها"
لتضع "داليدا" و "ليلى" ايديهم على وجههم من عفوية "عاصي" بالحديث، ليمسك "كريم" يد "ليلى" وهو يعتذر لهم ببرود
"معلش يا جماعة هاخد لولا عشان عايزها ف موضوع... البيت بيتكم"
ليأخذها سريعاً الى المطبخ
"افهم حالاً مين دا وكنتِ عنده ازاي"
لم تجد سوى اخباره الحقيقة لتبتسم بتوتر
"هحكيلك بس توعدني متتعصبش ومتزعلش"
لينظر لها وهو يضيق عينه، لتبدأ هي بسرد ما حدث اليوم الذي تلى عرضه الزواج عليها___________________
قبل خمسة اسابيع
بعد ان اوصلها "كريم" وذهب لتجد من كانت بأنتظارهم امام منزلها لتدخلهم الى الداخل وتجلس قبالتهم وهي تنظر نحوهم فكانوا جميعهم موجودون
"انچي" و "سليم" وايضاً "نور" التي دعت "آدم"
"طيب هو ايه موقفه من العلاج"
لتجاوبها "انچي"
"لما فاتحته رفض وقال انه معندوش حاجة و مش معنى ان امه انتحرت عشان مش باقية عليهم يبقى هو زيها و اتعصب وساعتها مبفتحش الموضوع معاه"
لتنظر "ليلى" بقلة حيلة ولكن ابتسمت عندما طرأت فكرة بعقلها.
"بس لقيتها.. احنا مش هنقنع كريم انه يتعالج احنا هنخلبه يتعالج بأرادته و يفتكر اننا ملناش ايد ف الموضوع ومنعرفش اصلاً"
لينظروا جميعهم بأستفهام عدا "سليم" الذي نظر بأعجاب لفكرتها عكس "آدم" الذي تفوه بعدم فهم
"العجل ف بطن امه"
لتنظر "ليلى" نحوه شزراً
"اسكت انت"
"دا انتِ بتفكريني ب واحدة مفترية زيك كدا"
ليصمتوا عندما تحدث "سليم"
"الفكرة دي حلوة بس فيها مخاطرة شوية... ليلى انتِ لازم تضحي"
نظرت نحوه وهي تعقد حاجبيها ليتابع هو
"انتِ هتبقي الدافع. ليه انه يتغير و يتعالج و دا عن طريق انك تختفي.. ف هو هيخاف انك تكوني سبتيه عشان طبعه و ساعتها نور وانچي هيلعبوا ف دماغوا انه لازم يتغير بس لازم انتِ تخىجي برا الصورة خالص "
بانت ملامح الرضا على وجوههم و خاصة "ليلى" ولكنها توترت
"بس ممكن تبقى نتيجتها عكسية ويكرهني"
هنا ونطقت "نور"
"لا مش هيعرف واحنا هنلحقه على طول ويحس بالذنب ف يتعالج"
وافقت على خطتهم وهي مازالت متوترة
"طب هروح فين"
ليفكروا فهو سيشك بكل واحد منهم
"بس انا هوديكي عن المفترية وجوزها"
كانت هذه كلمات "آدم" التي استغربتها "ليلى"
"نعم.. مين دول"
ليبتسم وهو يقص لها من هم واتضح انهم أصدقائه من اسبانيا وهي إمرأة تدعى "داليدا" و زوجها "عاصي"
ولم يتأخروا ليأخذها لهم فوراً و على عكس ما توقعت فهم ودودين واحبتهم وكانت دائماً في شجار مع "عاصي" لأنه يتهمها بأنها تأخذ زوجته منه ولكنه كان يعاملها ك اخته الصغرىلتنتهي من قصها كل شيئ لترى نظراته الغاضبة لتسألها ببراءة
"مزعلتش مني صح"
"لا يا شيخة قولي كلام غير دا ازعل ايهو دا انتِ اختفيتي بعد ما عرضت عليكي الجواز و قعدت الف شهر ف كل حتة ادور عليكي دا غير اني كنت بتعالج عشانك وف الأخر ترجعي و كل واحد مش عارف عنده سر واشوف نفسي ف عينيك دا انا الدمعة فرت من عيني يا شيخة"
كان يتحدث بأنفعال ساخر لترد عليه وهي مازالت تنظر له ببراءة
"بس انت بتحبني صح مش هتضايق مني"
لينظر لها بخبث و هو يردف
"طبعاً يا حبيبتي.. بس مفيش حاجة بدون مقابل"
لتجيبه بثقة وهي فرحة بأنه لم يغضب
"براحتك اطلب اللي تحبه"
اخرج هلتفه وبدأ بمراسلة شخص ما وهو يأخذها مرة اخرى بعد ان انتهى ليخرج لهم وهو يجلس امامهم مرة اهرى ولكنه مختلف عما كان فهو مبتسم ويتحدث بهدوء
"انا موافق"
كان "آدم" يبتسم بأتساع لموافقته ولكن قبل ان يردف
"بس قسماً بالله لو زعلتها هنفخك يا آدم"
بعد ان اتفقوا على كل شيي الا وهو انهم سيعقدون خطبة بعد يومان وكانوا سيهموا بالرحيل الا ان "كريم" اوقفهم
"على فين.. انا عازمكوا على كتب كتابي"__________________
داليدا و عاصي وعزيز واريچ ابطال روايتي داليدا للي عايز يعرف قصتهم اكتر
أنت تقرأ
بعد النهاية (مكتملة)
Lãng mạn«ماذا يأتي في مخيلتك عندما اقول "نهاية" بالطبع ينقسم فكرك الى شقين اما نهاية سعيدة وردية ستجعلك تشعر بفرحة غامرة اما نهاية حزينة سوداوية ستجعلك تزرف دموعك الغالية، ولكن ماذا ان قلت لك ان هنا لا يوجد نهاية ل سمعتك تقول "نعم نعم انها رواية ذات نهاية...