الفصل السادس (يقدرها)

513 26 8
                                    


أيُ سِرٍ فِيكِ إِنَّي لَسْتُ أَدْرِي

كُلُّ مَا فِيكِ مِنَ الأَسْرَارِ يُغْريِ

_إبراهيم ناجي

___________

توقف بصدمة عندما سمع صوت ينادي عليه ليلتفت ليرى وتفاجأ بأنه "آدم" ولكن ملامحه سوداء من شدة الغضب ويوجد رجل ظهر من وراءه ليذهب مسرعاً يأخذ هذا الرجل الملقي ارضاً ويبتعد، ليتقدم بعدها "آدم" وهو يمسكه بقوة من يده ويجره خلفه الى ان وصلوا الى السيارة الخاصة ب "كريم"
"انت غبي، ايه اللي بتعمله دا"
نظر له بخذى ف غضبه قد اعماه وكان سيتسبب في موت احدهم
"احمد ربنا اني مشيت وراك كان زمانك مودي نفسك ف ستين داهية"
لم يتحدث معه لا يقوى على التبرير فهو يكره ماهو به ليبتعد عنه وهو يلج الى سيارته بملامح يكسوها الغرابة، ليصل بعدها الى المشفى ليصعد الى غرفته و يراها نائمة كما تركها، بها هالة تحيطها تجعله لا يستطيع الأبتعاد عنها بل يود ان يكون معها بكل تفاصيلها يحب هدوئها وهي توعده انها ستبقى معه هي ليست مجبرة ان تبقى، من كانت مجبرة قد تركته ف فكرة بقائها تجعله يحاول ان يكون شخص جيد لأجلها، ولكنه يخاف ان تتكره عندما تعلم بما به.. عندما تعاشر طباعه المتقلبة و نوبات غضبة الغير مبررة و خوفه الدائم من الهجر والفقدان... تخليه عن ما يحب كل هذا ان اكتشفته هي او اخبرها به هل ستبقى ام سترحل مثلما رحلت
ارهقه التفكير الى ان غلبه سلطان النوم

في صباح جديد
استيقظ "كريم" على صوت دندنة جعلته يستفيق ليسمعها فكانت هي تدندن بصوتها العذب


"ياما عيون شاغلوني"
"لكن ولا شَغَلوني"
"إلا عيونك إنت"
"دول بس الي خادوني.. خادوني"
"وبحُبك أمروني "
"أمروني احب لقيتني بحب"
"لقيتني بحب وادوب ف الحب"

كانت تدندن وغير آبهة بالعينان التي سلطت عليها وتابعتها الى ان التفتت لتراه ينظر نحوها فقطعت غنائها وهي تبتسم له
"صباح الخير.. صحيتك"
نظر نحوها وهو يفكر في شيئ ما ولكنه اردف بحب
"ياريت اصحى كل يوم كدا"
لتتابع الأبتسام وهي تقترب لتجلس بجانبه
"شكلك والله اعلم مزاجك رايق"
تحولت ملامحه في لحظتها ليحاول ترك الفراش وهو يتجه نحو المرحاض
"انا عايز اروح الشغل"
نظرت له وهي تتنفس بعمق كي لا تكسر وجههة
"روح مع نفسك بقى انا لسه هروح البيت"
لم تسمع منه رد الى بعد دقائق قليلة عندما خرج وهو يرتدي ملابسه
"هتروحي البيت وهستناكِ هتشوفي هتعملي ايه وتنزلي،عشان عايزك ف حاجة مهمة ف الشغل"
تأففت بحنق وهي تتبعه لأسفل الى ان وصلوا الى السيارة نظرت نحو التلف الذي احدثته بها لتراه يطالعها
"صبرني يارب على ما بلتني"
لتصعد الى السيارة بجانبه وكان الصمت حليفهم ولكن قطعه رنين هاتفها، فنظرت لترى انه اسم "علي" ليلاحظ "كريم" تغير تقاسيم وجهها ليراها ترفع الهاتف امام وجهه، ليرى اسمه فيعلم لما تغيرت قسماتها الى اخرى حانقة فمد يده اليها وهو ينظر اليها بحنو
"بتثقي فيا"
استغربت سؤاله ولكنها اومأت رأسها سريعاً تأكد على حديثه ليأخذ هاتفها ويجب عليه
ليسمع صوت الأخر وهو متلهف
"ليلى ممكن متقفليش، انا مش مصدق انك رديتي اصلاً انا عايز اقابلك انتِ وحشتيني"
لا يعلم لما غضب من كلماته وود ان يكسر الهاتف و يحطم فمه
"انا مش ليلى، وانسى انك تعرف واحدة بالأسم دا اصلاً واعرف بقى انها دلوقتي احسن منغيرك ومع غيرك هي مع اللي بيقدرها"
لن ينتظر اجاباه ليغلق الهاتف بوجهه ويعطيها الهاتف وهو يبتسم بنصر
"قصدك ايه بالكلام دا"
ابتسم ابتسامة جانبية وهو يدقق بالطريق
"مش قولتلك مش فاهم اهو انا بحاول مبقاش خايف وافهم"
لتبتسم اثر كلماته.. كلماته تشعرها بالراحة
"شكراً... وانت على فكرة كلامك كان صح ولو انت مفهمتش لوحدك هفهمك غصب عنك"
ابتسم بفرحة عارمة فهي تحبه او ليس الآن ولكنها ستحبه.. يخاف من هذه الفكرة ولكن لأول مرة قرر ان يتخطى خوفه وقرر ان يتبع قلبه
كانت شاردة بكلامه وبالطريق ولكن مهلاً هم عِند المقهي ايمزح
"ايه دا انت قولتلي هتوديني البيت الأول"
نظر ناحيتها وهو يردف بحنق
"يعني انجم يعني ما انتِ عملتيتلي فيها ست المكسوفة ومنطقتيش"
لتنظر له وقد وصل غضبها لذروته
"بقولك ايه بقى.. انت هتجنني معاك مش لسه دلوقتي كنت بتقول اني مع اللي يقدرني ومش عارف ايه فين دا بقى"
نظر لها وقرر اغاظتها قليلاً
"انا مقصدتش نفسي انتِ عايزة كدا بقى دي حاجة ترجعلك"
ادركت تواً ما تفوهت به لتصمت بحرج، ليلاحظ هو حرجها ف يترجل من سيارته وهو يذهب ناحية بابها وهو يفتحه ليأخذ يدها وينزلها تحت استغرابها ليصلوا الى محل ملابس قريب
"شوفي هتنقي ايه.. وممكن اساعدك على فكرة"
نظرت له بفرحة وهي تلج الى المتجر وتنتقي بعض القطع لتدخل تجربها و كانت بلوزة من الأبيض الستان ذات الكم الطويل والرقبة ايضاً وسروال اسود كلاسيك و هي كانت ترتدي حذاء ذا كعب عالي من اللون الأسود ايضاً لتخرج بعدها وتجده يجلس بملل
"ايه رأيك"
لينظر لها فهي كانت فاتنة بشكل هادئ وبسيط يعجبه ولكنه قرر ان يشاكسها كعادته
"جميلة اوي... شبه الباندا"
لتنظر له وهي تهدأ نفسها كالعادة وهي تتجه نحو الذي يعمل بالمتجر لتحاسبه لتجد يد تسبقها وكانت هو وهو يعطي العامل بسمة عملية وهو يأخذ المال من بطاقته هو، نظرت له بحنق وهي تهمس
"انت بتدفع ليه"
ليهمس لها بنفس الطريقة
"دا على اساس انك مدفعتيش فلوس المستشفى"
لتصمت وهي تبتسم ليخرجوا ويتوجهوا الى المقهى
فيجدوا "نور" جالسة تبكي و بجانبها "آدم" ينظر نحو "كريم" بعتاب
ليتجه "كريم ناحية شقيقته يحتضنها دون ان يتحدث لتتحدث هي بعتاب
" لما كنت ببعد انا كنت بتخاف امشي وبتخاف لما مارجعش وتأذي نفسك واديك انت اللي مجتش و لا حتى قولتلي انت فين"
ابتسم بأسى فهي دائما ما تقول انها قوية وانها تكبر منه ولكن ها هي عندما غاب عنها ليوم بكت كالطفلة
"وبتقولي على نفسك كبيرة على ايه"
لتبتعد عنه وهي تكفكف دموعها وهي تضحك
"دا ميمنعش اني اكبر منك بردو"
ليضحك هو الأخر وهو يقف امام "آدم" بخذى فهو ارتكب حماقة كبيرة امامه ليجده يبتعد من امامه وهو يستأذن بالذهاب لعمله وبالفعل قد ذهب من بينهم وتبعته "نور" لتذهب الى عيادتها ولم تخفي ابتسامتها وهي ترى نظرات اخيها هو و"ليلى"ولا انهم قد اتوا سوياً فقد تأكدت انها فقط من ستغيره

لم يبقى سواهم ليأخذها الى مكتبه وهو يجلس امامها
"انتِ صوتك حلو اوي يا ليلى دا تدريب ولا انتِ كدا من حد ف عيلتك"
لتقص له بهدوء وفخر
"شكراً وبالنسبة ل اتعلمت فين ف انا قلتلك قبل كدا انا متخرجة من معهد الموسيقى"
لينظر بأعجاب وهو يأخذ هاتفه يهاتف احد ليصعد له
وبعد دقائق وجدت "عامر" رئيس الفرقة التي تعزف يومياً بالمقهى
"عامر انت اكيد عارف ليلى، انا لسه مكتشف ان ليلى صوتها حلو اوي ومتخرجة من معهد الموسيقى كمان ف كدا ايه رأيك"
لتنظر لهم بعدم فهم مما يتحدثون
"كدا تمام اوي انا هعلن ف كل حتة ان من بكرا هينضملنا مغنية"
ليومئ له ويخرج من المكتب لتوجه هي انظارها اليه
"لو مافيهاش اساءة ادب ممكن افهم ايه اللي بيحصل"
ليرد عليها ببراءة كبيرة
"احنا كنا محتاجين حد يغني مع الفرقة وانتِ اهو ف بعقلك كدا ايه اللي بيحصل"
لتربط كل كلامه وتستنتج انه يريدها ان تغني بالمقهى وكانت سترفض ولكن هذا هو شغفها الغناء لذا لن تجد فرصة اكبر من هذه
"ولو فشلت"
ليبتس لها بحنو وهو يضع يده على كفيها
''مش هتفشلي ولو يستي انا معاكِ"
اطمئنت بكلامه لتسأله بغتتاً
"احكيلي عنك يا كريم انا عايزة اعرفك.. وصدقني انا هفضل معاكِ"
نظر لها وهو يشعر انه يطمئن لها ليردف بهدوء
"هحكيلك بس خليها مش دلوقتي"
لتومأ لى لن تضغط عليه تريده ان يسرد لها كل شيئ براحة
ف تركته وذهبت تباشر عملها


، الى ان حل الليل واصبحت الساعة الثامنة.. وها هي تستعد لتغني ومنذ فترة طويلة امام جمهور لتتشجع و تخرج ولكن صدمت عندما رأت "علي" وهو ينظر نحوها بحزن كبير

_____________


بعد النهاية (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن