الفصل الرابع (يثق بها)

678 27 1
                                    


لَيسَ كُلّ مَا فِي القَلبِ قَابِلٌ للبَوحِ..

                 هُنَاكَ مَا يوُلَد و يَمُوت، وَلا يُفصَحُ عَنهُ.

_جلال الدين الرومي

____________

كانت مازالت على صدمتها من فعلته لا تعرف اتفرح انه سيثق بها ويصارحها بسر تقلباته ام تخجل من فعلته الأخيرة وكلامه، لتذهب نحو البار مرة اخرى لترى الوردة الذي قدمها لها، لتنظر حولها تتأكد انه لا يوجد احد لتأخذها سريعاً تخبئها بحقيبتها، لتذهب بعد ان علمت ان اليوم هو اجازة المقهى فعلمت ان وجودها لم يفعل شيئ لتتجه الى منزلها مرة اخرى

لا تعرف شيئ عن من كان يراقبها من خلال الكاميرات الخاصة بالمقعى وعلى شفتاه ابتسامة فرحة ولكن سرعان ما اختفت، هو لا يريد ان تكون قريبة منه ليس لأنها بها عيب ولكن هو اكثر من يعلم نفسه فهو دائرة معارفه قليلة بسبب هذا الشيئ الذي يبغضه، ولكن هناك صوت داخله قرر انه سيقول لها ويرى ما ستفعله اما ان تتقبله وتبقى... اما ان تذهب وهذا كل ما يخشاه

__________

مر اسبوعان حدث بهم تغيرات كثيرة منها تقرب "آدم" من "نور" اكثر هو لا يعلم ماهية شعوره معجب.. منجذب لها لكنه ليس حب هو يشعر انه بخير بوجودها يشعر انه لا يريد ان يتركها ليذهب وينجز اعماله يريد ان يبقى معها حتى وان لم يتكلموا فقط يشعر بها حوله ينظر لها ليقابل عسليتاها يسمع حديثها العفوي الذي سرعان ما يتحول جدي بالعمل

وكانت "نور" ايضاً متخبطة اولاً من ناحية "آدم" التي اصبحت تشعر ان وجوده اصبح جزء من يومها لا تستطيع ان تكمل يومها بدون ان تراه على الأقل مرتين تنتظر بفارغ الصبر الساعة السابعة ليأتي ويقلها معه الى منزلها.. تصعد لتراه يقف في شرفته يطالعها.. تستيقظ لتراه وهو ذاهب لعمله بحلته الرسمية التي تناقض شخصيته العفوية والمرحة، وثانياً من ناحية شقيقها تخشى ان ما تفكر به يكون حقيقة ف ستكون مشكلة كبيرة وايضاً هي تشعر بأنه يحاول التودد الى "ليلى" ويحاول ان يكون احسن نسخة منه معها لا يريد ان يجرحها، يشاكسها ولكن لا يجرحها

كانت "ليلى" قد تناست تماماً "علي" لا تعرف كيف ولا تعرف لما لا تفكر به.. اصبحت تبغضه و بعد تحدثها مع "نور" حيال علاقتها هي و"علي"اتضح انه لم يكن حب مثلما كانت تتصوره بل كان فراغ او فقر اهتمام لم تجد احد بحياتها فلجئت له حتى وان كانت علاقتهم ترهقها ولكن بمجرد ان مُلئ هذا الفراغ ب "نور" و "آدم" الذي اصبحوا اصدقاء مقربين ل "ليلى"،" نور" بمرحها وحكمتها و حنوها الدائم، "آدم" بتصرفاته المرحة و حكايته التي تكون مليئة بالمغامرة عندما يقصها لها، واخيراً "كريم" اهم شخص بهم، تحب حضوره كاريزمته الطاغية... مرحه الذي ظهر مؤخراً، تحب شجارهم على اتفه الأسباب وعودته  للأعتذار بود، كل هذا جعلها تشعر بالدفئ التي افتقدته بعد فقدان والديها مروراً بعلاقتها ب "علي"

بعد النهاية (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن