بَـرْنَـامَـجُ جُـوَانَـا

55 11 0
                                    

الحياة بدون حب

مثل شجرة بـلا أزهار

أو فاكهة ...

#خليل جبران

______________________________________


زَاوِيَة برَّاقة

يطالعها بـصدمة بـعدما قالته لـه ... فـالتفت يطالع وجهه الباكي بـشدة ، لكن هل لديه رحمة ؟

لقد قام بـإمساك خصال شعرها البندقية الناعمة بـحدة جاعلًا من شعرها يكاد يُقتلع بين يديه الخشنتين

" تهددينني جوري ؟ ... أقسم ستندمين "

أنهى صافعًا وجهها بـقوة جعلت من توازنها يختل فـتسقط على الأرض متألمة و قلبها قد اعتصر من شدة حزنها

" لماذا تفعل ذلك ؟؟ ... لماذا ستقتلهم و تدمر حياتهم ؟
ما الذي فعلته لكَ لاراڨـيـتـا المسكينة ؟؟ ...
ألا تستطيع تركها تعيش حياتها مع من تحب و حسب ؟ "

لم يعجب ذاك الأربعيني كلامها فـاقترب منها ساحبًا خصلات شعرها بـقوة ثم بدأ ينهال عليها بـضرباته شديدة القسوة و عديمة الرحمة

" إلم تكن لارا لـيَ فـلن تكونَ لـأحد "

أنهى حديثه بـضرب رأسها بـقسوة تحت أعين ذاك الصغير الذي يطالع ما يجري بـانهيار و خوف

أصوات تحطيم تعم الأرجاء ... بكاء و عويل ، ترجيات في التوقف لكن كان الجليد عنوان مشاعر هذا الكائن المرعب ،
ينظر له و هو يبكي بحرقة و هو يتوسله التوقف ...

" أرجوك ... سـ ستموت --- "

قالها لكنه لم يستطع إكمال كلامه بسبب تلك الضربة التي تلقاها على معدته ليقذف دماءً بغزارةٍ من ثغره ليتبعها إلتواء جسده متكورًا و هو يحيط معدته التي تلقت الكثير من التعنيف و الألم الذي يجعل من أي آدمي يبكي من هذا المنظر المهلك

" إياك فتح فمك ... هذه العاهرة أقل ما في حقها هو الموت و العذاب "

قالها و هو يشد خصلات شعر الذي قد عانق الأرض رافعًا إياه ليضيف بكل غلٍّ على مسامع ذاك الصغير ذو السبع سنوات

" إن كنتَ ترغب بالبقاء حيًا ... فـيجب عليك السكوت و السكوت فقط ، و إلا أقسم بالرب سأجعلك تسكت للأبد "

قالها ليرميه بعنف شديد جاعلًا من يتآوه بألم طاغٍ ، لكنه سرعان ما التفت لـتلك التي تكاد تُفلت آخر خيط للحياة فـحالتها مزرية جدًا و هي مغطاة بـدمائها ... لكن قلب ذاك المسخ لم يرق و لو قليلًا على حالها ليمسكها جارًا إياها من شعرها طويل و أقل ما يقال أنها بين الحياة و الموت ...

[ مُـكْـتَـمِـلَـةٌ ] Paranoia بَـارَانـوْيـا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن