الفصل الواحد والعشرون الجزء التاني

1.1K 60 18
                                    

الفصل الواحد والعشرون )الجزء الثاني(

انتهت حفل در صاف وعادت لمنزل والدتها لتجهز نفسها للسفر بعد يومين لمدينة جدها كي يقام هناك حفل آخر و يتم الزفاف كما هو متفق عليه سابقا.
شقيقها راضي سافر حيث يدرس لأنه جاء وحده دون زوجته وأبنائه ، كما سافر إبراهيم وجيهان أيضا ، لم تكن غاضبة كثيرا لأنها عرفت بعودة أفطيم أخيرا كي تحضر زفافها لكن زوجها رفض أن تذهب للعاصمة و وافق فقط على حضورها الحفل في مدينتها فقط!
انتظرها حارث و خيرية و أيوب  كي يعودوا بها للمدينة بينما ذهبت أشماس و رؤوف وسنان والباقي بالطائرة اليوم التالي للحفلة؛ كان من المفترض أن تذهب در صاف فقط معهم لكن هناء أصرت على مرافقتهم كذلك فعلت شقيقتها وفاء مع بناتها ليستقلوا سيارة سفيان  بينما ركبت درصاف مع أيوب وحارث و خيرية التي لم تدخر جهدا لتوصل لأيوب عدم ترحيبها  بوجوده معهم، كما أنها لم تكف عن إلقاء الكلمات الجارحة لدرصاف بسبب إصرار والدتها  وخالتها على الذهاب معهم، بل إنها أقسمت بألا تستقبلهم في منزلها، ربما ذلك ما جعل أيوب يتغاضى عن تصرفاتها معه، حتى زوجة حفيدها لم تسلم منها كيف يتوقع هو العكس؟!
وصلت سيارة حارث أولا لتنزل درصاف في منزل الشيخ عثمان كما هو متفق عليه  ونزلت معها خيرية لا تنوي خيرا
كاد أن ينزل أيوب بدوره ليقول له حارث:
-إلى أين يجب أن نذهب لمنزلي أولا.
ليرد عليه بعد أن أعاد وضع حزام الأمان :
- ألا يجب أن نضع الحقائب على الأقل ؟
انطلق حارث بالسيارة قائلا:
- سوف نتركها في بيتي لا تقلق ، حقيبة جدتي فقط هي من سنعيدها لمنزلها فيما بعد.
وصلا لمنزل حارث  فترجلا من السيارة ليصعد حارث بحقيبة درصاف للدور العلوي و وضعها في غرفة و طلب من أيوب أن يضع حقيبته في الغرفة المقابلة لها ، وعندما قام أيوب بذلك وجد أنها غرفة نوم  وضع الحقيبة أرضا وكاد أن يخرج من الغرفة لولا أنه لاحظ أن  ملابس حارث معلقة في خزانة الملابس المفتوحة !
لينادي عليه بصوت عالٍ :
- حارررث تعال هنا فورا.
ثوانٍ وكان حارث أمامه وقد عرف سبب صراخه العالي ليقول في لا مبالاة :
-هذه غرفتي وتلك لدرصاف ، لا داعي لشرح الأسباب والآن هيا لنتناقش في أمر الرحلة البرية سوف ننطلق يوم صبيحة يوم الزفاف  ونعود بعد عشره أيام.
خلل أيوب شعره محاولا تمالك أعصابه ورد عليه:
- هل جننت أم أصبحت تشرب الحشيش بدلا من التبغ؟!!
لقد وافقت على الزواج منها بكامل إرادتك لم يجبرك أحد على ذلك بل إنك نفذت جميع طلباتها وأحضرت لها هدايا يتحاكى عنها الجميع، اخترت منزلا بعيدا عن أهلك كي لا يضايقها أحد إذن لماذا قررت الآن أن تنفصل في غرفة وحدك بل وتخرج في رحلة برية مع الشباب صباحية زفافك !!!!
لماذا لا تطلقها قبل يوم الزفاف أفضل لتكون بذلك انتقمت منها و داويت كرامتك المجروحة.
رغم أن كلام أيوب مسه لكنه أصر على العناد واجابة:
- لن أطلقها و أتسبب في فضيحة لسفيان و رؤوف ، كما أنها هي من رفضتني واختار...
قاطعه وقد زاد غضبه وقال ملوحا بيده:
-اختارت أسوأ شخص لتهرب من الزواج منك حفظت الإسطوانة المشروخة تلك، إذا كنت لا تزال تحمل ضغينة في قلبك لماذا تزوجتها؟
لا تقل لي جدي لقد حضرت كل شيء معك منذ البداية.
حك حارث جبهته وقد شعر بأن أيوب وضعه في خانة اليك ليتابع مجادلته دون أن يرفع وجهه :
- أنا حر لا أريد أن أقربها ليس لأحد شيء عندي ، لا أعرف لماذا أنت غاضب بتلك الطريقة؟
صرخ به أيوب :
-هي لها حق عندك، لا يجوز أن تحرمها منه ، الله سيحاسبك عليها خصوصا وأنت تقصد كسرها بتلك الفعلة رفقا بالقوارير.
صفق بيده في استهزاء قائلا:
-الشيخ أيوب يخطب ، الله يرحم الأيام عندما كنت تتضايق من جدي لأنه يصر عليك على إقامة الصلاة في وقتها!!!
زفر أيوب ورد بامتعاص:
-كنت ضالا و  هداني الله  ما المشكلة؟!!
ونعم لا أحب أن يظلم أحد امرأة فقط لأنه يملك الحق عليها ، اسمع اتق الله فيها أو دعها من الآن لا تكسرها كسرا لا يجبر.
استسلم أخيرا لكلام أيوب والذي كان ينتظر سماعه منه هو بالذات، كرامته تخبره بأن يذلها لكن قلبه يأبى جرحها، وهل جرح روحه هو سيرد كرامته؟
لذلك دفن رأسه بين يديه لبرهة من الزمن قبل أن يقول بنبرة حاول جعلها مرحة :
-  بركاتك يا دكتورة جعلت الأخ رومانسي ويطالب بحقوق المرأة أيضا.
عقد أيوب حاجبيه في غير فهم ليتابع حارث :
-تعرف أحيانا لا أصدق برودك، لم أرك مرة تشتري هدية لها أو باقة ورد أو شريط لفنان مشهور، أعني المفروض أنكم مشهورون بالرومانسية هذا ماصدرته لنا مسلسلاتكم وأفلامكم والأغاني التي يغنيها الجميع بلغتك لتأتي أنت وتنسف هذا المعتقد ، أكاد أقسم بأن مامو أكثر رومانسية منك يارجل.
حرك  أيوب مقلتيه للسقف وقال بملل:
- قلت لك ألف مرة لا يوجد شيء بيني وبين نهى.
حرك حارث رأسه للجنب وقال في خبث:
-تريد أن تقنعني بأنه لا حبيبة لديك؟
نظر له أيوب وتنهد قائلا:
- المسألة ليست لدي أو لا المسألة هل يقبل بي أهلها أم لا؟
ظهرت الجدية على وجه حارث ليسأل بجدية:
-ماذا تعني لا أفهم من هذا الذي يرفض، اخبرني فقط وأنا أجعل جدي هو من يخطبها لك بنفسه.
أطال أيوب النظر له  وكلمات سفيان تتردد في رأسه : -أحيانا علينا أن نجازف حتى لو كانت المخاطرة غير محسوبة
ليقرر أن يجازف و يخبر حارث ولتكن هذه بداية الطريق الصحيحة أو ربما فراق أبدى .

 سيل جارف  الجزء الاول من سلسلة الحب والحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن