الخاتمة
لكل بداية نهاية و بعض النهايات بداية لحكاية جديدة من قصة
مرحلة
حقبة
قد تكون محزنة أو مفرحة تبعدنا و تقربنا لنعيش تفاصيلها مع أبطالها كما عشناها مع سيل جارف❈-❈-❈
وقف ينظر لما أحضره عبدالخالق و سفيان عاقدا حاجبيه ثم قال:
-لا أفهم لماذا الإصرار على شراء كل هذه الأشياء ؟
المفروض أن أحضرها أنا ألست والده؟!!
وضع عبدالخالق الصندوق الأخير ورد:
-لأننا أهل أمه كم مرة علينا إخبارك بذلك الطفل الأول نحن نتكفل بالسبوع وكل شيء يخصه.
ضيق عينيه وقال:
- لم أسمع بذلك من قبل؟
ثم أن العقيقة من الأب هذا معروف في كل مكان.
لم يرد عليه أحد بل أدخلوا ما أحضروه للمطبخ ليلتفت لحارث الذي قال:
-أنت أصلا قمت بتوزيع العقيقة دعهم يفعلون مايريدون تعرف كم يحبون أشماس ولا تنس بأنها لم تنل فرحا يليق بها.
ليرد بحدة :
-يحبون من؟!!
نظر له من الجانب و رد:
-تعرف ماذا أقصد ثم اجلس هنا بدلا من وقفتك هكذا مثل شرطي المرور
وتأكد من عدد المعازيم أشعر بأن علاء دعاء نصف البلد.
جلس بتذمر و أخذ منه الورقة يراجع أسماء المدعوين عندما توقفت سيارة علاء أمام الفيلا في السيارة قال علاء لرنا:
-هنا تقيم عائلة زوجة أيوب الجميع بالداخل الآن لقد تأكدت قبل أن نصل.
لم تكن تريد القدوم ولا تهنئة تلك الغريبة بالطبع لكن ضغط علاء و زوجها جعلها ترضخ في النهاية كي لا تكون هي شريرة القصة
قالت:
-كيف غيرت رأيك بل صرت مناصر لهذه الزيجة لا أفهم ؟
رد بصوت منخفض:
-لأن صداقتي بأيوب أهم عندي من رأيي بهم، لن أخسره بسبب اختلاف في وجهات نظر كما أنه سعيد معها لماذا أتدخل إذن ؟
لم يبدو عليها الاقتناع لكنها لم تعلق ليدخل علاء الفيلا خلفه رنا فوقف أيوب وقد غمرته السعادة و أسرع يسلم عليها قائلا:
-لا أصدق عيني لقد أتيت لتباركي سبوع نوري؟
لم تتغير ملامحها و إن حاولت الابتسام بصعوبة وقد لاحظ حارث نظراتها للفيلا وله بازدراء فتعمد أن لا يتحرك كي لا تقوم باحراجه أو التلفظ بشيء يضايقه وقد أنقذه علاء عندما جلس بجانبه وبدأ في بالحديث بطريقته المعهودة .أدخلها حيث تقبع أشماس منذ خرجت من المستشفى ، فقد حرصت مبروكة أن تقيم في منزل العائلة بل في الغرفة الداخلية ولا تترك وحدها أبدا عادة أخرى من عاداتهم التي لا تنتهي لكنه لم يمانع بل كان ممتنا لها فهم لم يتركوها أبدا ولا نوري طبعا ، لا يجب ترك طفل وحده بعد المغرب بل يجب أن يكون في حضن أحد !
حسب كلام سنان المشكوك فيه طبعا.في الغرفة المخصصة لها كانت تجلس أشماس تربط شعرها بايشارب مبروكة و ترضع ابنها بقربها جمان التي قالت بإعجاب:
-أحببت غطاء الرضاعة هذا جدا، عندما رأيته أول مرة لم أفهم الغرض منه بصراحة.
ردت عليها دون أن تبعد عينها عن ابنها:
-درصاف أول من أخبرتني عنه ثم سألنا في محل الأطفال ، اشتريته خصيصا من أجل حارث عندما يدخل علينا أعرف بأنه لن يبتعد عن ابن أيوب و قد كان.
ضحكت جمان وردت:
-معك حق رغم أنه يدعي عدم اهتمامه لكني أجده هنا كلما خف البيت من الزوار.
لتقول سنان:
-على ذكر الزوار أليس اليوم سبوع خفيف؟
أمي و الخالة تفاحة تجهزان ولائم بل إنهما قررتا بأن تضعا النساء في فيلا حارث لأن صالتهم أكبر .
لترد جمان:
-لقد دعت أكثر من عشرين امرأة هذا غير بناتهن الآن فقط صدقتك عندما قلت نحتاج لصالة فرح في الاحتفال الكبير.
لتقول أشماس التي أنهت الرضاعة و وضعت نوري على كتفها كي يتجشأ:
-لو رأيت عقيقة يزيد قام أخي جبريل رحمه الله بنصب خيمتين كبيرتين غير تلك التي نصبها جدي عثمان وأغلقت الشارع وقد كانت للقبيلة فقط وقتها.
تذكرت سنان شيء لتفتح فمها عندما سمعن طرقات على الباب ثم فتح ليدخل أيوب و رنا فتجمدت نظرات أشماس عليها بالذات وتوقفت عن ماتفعله ليقول أيوب بسعادة:
-تعالي رنا لتري ابني .
أسرع يميل مقبلا رأس أشماس في حركة لم تفت رنا ثم أخذ منها نوري بحذر ووضعه بين يدي شقيقته التي كانت مشاعرها مختلطة.
فلا هي سعيدة بهذا الطفل أو متلهفة لرؤيته ولا هي كارهة له
نظرت له ثم قالت:
-يشبه أمه لم يأخذ منك شيء.
نظرت جمان لسنان وحركت رأسها قليلا لتفهم الأخيرة وتسرع لمبروكة في الوقت الذي قال أيوب:
-حقا يشبهها؟
لا أعرف كل يوم يتغير شكله لن نعرف بالضبط إلا بعد الأربعين كما قالت عمتي مبروكة .
نظرت له من أسفل جفونها و عدلت الطفل ليكون وجهه مقابل وجهها، شيء بداخلها تحرك ربما هو الدم كما يقال لن تنكر بأنها بدأت تشعر ببعض السعادة حتي انقلب الوضع عندما تقيأ عليها ابتعدت قائلة في اشمئزاز:
-ماهذا القرف خذ اعطيه لأمه.
بسرعة أخذه أيوب شاعرا بالقلق على ابنه بينما قالت جمان:
-هذا لأنه لم يتجشأ بعد، هل تحتاجين لغسل وجهك ؟
يوجد حمام هنا تفضلي.
أخذت أشماس ابنها و بدأت في تغيير ملابسه بدون النظر لأيوب وقد فهم الأخير بأنها غاضبة فالتفت لشقيقته التي خرجت من الحمام و قال:
-لم تتسخ ملابسك الحمد لله تعالي أنت لم تسلمي على أشماس بعد.
ثم أشار لجمان وتابع:
-هذه جمان زوجة حارث.
مدت جمان يدها لها وقالت:
-اعذريني لا أستطيع الوقوف ترين الحال.
سلمت عليها ببرود ثم نظرت لأشماس التي بادلتها بنفس النظرات الباردة دون أي تعليق لتدخل مبروكة مطلقة زغرودة عالية أجفلت الجميع ليبدأ نوري في البكاء بينما قالت مبروكة:
-أهلا بضيوف الغالي تفضلي للصالة لتأكلي عصيدة النافس، سنان أوصلي أخت الغالي لقاعة النساء و أوصي هالة عليها بسرعة .
أرادت الاعتراض لكنها تراجعت من نظرات مبروكة الصارمة لتقترب الأخيرة من أيوب وتقول بحنان:
-اذهب للرجال يا بني ولا تقلق على أختك في عيني.
رغم يقينه بأن الأمر لن يمر بسلامة لكنه خرج ليعرج على المطبخ حيث تفاحة ولحسن حظه كانت وحدها فأخبرها باختصار عن المشكلة بين أخته و زوجته طالبا منها التدخل لتهدئ الوضع بينهما.
أنت تقرأ
سيل جارف الجزء الاول من سلسلة الحب والحرب
Romanceسلسلة الحب والحرب و هذا الجزء الاول منها اجتماعية رومانسية قبائل تحكي عن الحب من جنسيات مختلفة والصعوبات التي يواجهها هذا الحب في ظل اختلاف العادات و التقاليد ، و تقدم العمر هل يصمد الحب وحده في مواجهه كل هذا ام لا ، هل ينجح الزمن والبعد في انها...