الفصل الأربعون
في الدولة الأجنبية
راقبها تتحرك بعصبية من السرير للحمام ثم تعود دون أن تنطق بحرف أو تنظر إليه حتى، الأمر الذي زاد استغرابه فقال :
- سوف نذهب بعد ظهور التحليل لن يطول الأمر كثيرا.
رفعت صوت التلفاز المعلق كي تغطي على صوته فقام بإطفائه لترد بغضب:
-كيف تجرؤ أعد تشغيله حالا.
وقف أمامها وقال:
-هل أصبحت فجأة تتقنين لغة البلد حتى تشاهدين برامجها؟
أشاحت بوجهها ليمسك بذقنها بيده و يلفها له وتابع:
-أريد أن أعرف ما الذي أغضبك وجعلك تبكين طوال الليل؟
أبعدت يده وردت :
-لا تتوهم بأني قد أبكي أو أنك قادر على تحريك شعرة بي، أخبرتك بأن زواجنا مؤقت سينتهي ...
قاطعها وهو يحضن وجهها بكفيه:
-عندما تخرج روحي من جسدي
التقط شفتيها يوثق كلامه بختم أبدى ثم حررها يسند جبينه لجبينها وتابع حديثه مغمض العينين:
-حتى بعد خروج روحي سأكون في انتظار روحك لنكمل رحلتنا معا للأبد ، افهميها أنت أغلى من روحي لن أتركك أبدا.
تلك الرعشة اللعينة التي تضرب جسدها كلما اقترب منها أو أسمعها عباراته التى لا تستطيع تكذيبها مهما حاولت جعلتها تستسلم بل إنها كادت تطوقه بيدها لولا أن أنقذتها طرقات على الباب فابتعد عنها لتعدل حجابها ليدخل الطبيب الذي أعطاه ورقة التحليل وقال:
-لا يوجد حمل أعتقد أنك ارتحت الآن ؟
أومأ له أيوب دون رد أما أشماس فقد شعرت بأن موجة عالية ضربتها لتسقط على وجهها وتشعر بالاختناق.
مد الطبيب يده لأشماس و قال:
-لم أعرفك بنفسي أنس المهدي ، أعتقد بأنك قريبة راضي الجعفري صحيح ؟
كادت أن ترد عندما قام أيوب بإمساك يده و قال بصرامة :
-نعم هي كذلك سفيان و رؤوف أبناء خالها جيد أنك تعرف القبيلة.
لم يعجب أنس تصرف الأخير وتدخله بينهما لذلك رد ببعض العجرفة:
-طبعا أعرفهم إنهم قبيلة كبيرة صداقتي كانت أكثر مع راضي لكني أعرف الباقين طبعا، كيف هي أحوالهم لم أسمع عنهم منذ مدة.
ليجيبه أيوب وقد تغيرت نبرته للين:
-لا زلنا لا نستطيع التواصل معه جيدا الحرب فرقتنا كما تعرف، ندعو الله أن يلم الشمل قريبا.
تغيرت ملامح أنس وقال بغضب:
-ليست حرب بل ثورة من أنت أصلا كي تجمع نفسك بأبناء بلدي، هذا ما يحدث عندما تنقلب الموازين.
التفت لأشماس و تابع بازدراء :
-لا تقولي أنت من تزوجت من العامل الذي يخدم لديكم؟اتسعت عينا الأخيرة من تلك الوقاحة صحيح سبق لها وسمعت بأن هناك من يعارض الارتباط من جنسية مختلفة للفتاة لكن أن يجاهر بهذه الطريقة أمر لم تتوقعه أبدا
و قبل أن ترد عليه.
وضع أيوب يده في جيبه وقال ببرود :
-وماذا تفعل هنا مادامت ثورتكم قد نجحت عد لبلدك؟
فتح أنس فاه ليتابع أيوب بنفس الهدوء المستفز:
-اخرج حالا ولا تريني وجهك في أي مكان و إلا اتهمتك بالتحرش اللفظي و إهانة مواطن ، تعرف ماذا سيحدث لك عندها صحيح ؟
شحب وجه أنس وقال بتلعثم :
-أنت تحمل الجنسية؟
شمله بنظرة مزدرية من أعلى لأسفل و رد:
-جازف و لنرى ماذا سيحث وقتها.
أنت تقرأ
سيل جارف الجزء الاول من سلسلة الحب والحرب
Romanceسلسلة الحب والحرب و هذا الجزء الاول منها اجتماعية رومانسية قبائل تحكي عن الحب من جنسيات مختلفة والصعوبات التي يواجهها هذا الحب في ظل اختلاف العادات و التقاليد ، و تقدم العمر هل يصمد الحب وحده في مواجهه كل هذا ام لا ، هل ينجح الزمن والبعد في انها...