فتحت عيني ببطء، ايدي مربوطه، رجلي كمان، في لزق علي بوئي مانعني اتكلم، مرميه علي الأرض في أوضه مفيهاش غير كرسي ولمبه نور ضعيف خالص.
دقات قلبي كنت سمعاها، جسمي كله بيترعش، دموعي نازله ف صمت، ببص حوليا مش بلاقي غير نفس الكرسي واللمبه.
معرفش قعدت قد ايه كده لحد ما ف شخص دخل، لابس اسود ف اسود، ومغطي وشه يدوبك شيفه عنيه بس، لونهم أزرق يهبلو.
بص لي من فوق لتحت.
جسمي اتنفض ودقاق قلبي زادت ورعشت جسمي زادت لما وبعلو صوته قال = أنت يازفت ياللي اسمك إبراهيم.
شخص تاني دخل طويل وعريض عن ابو عينين البحر، وقف وراه، رعشت جسمه متفرقش عن رعشة جسمي، احنا الاتنين مرعوبين.
= نعم يامعلم.
لف له، وبص له، عيون البحر اتحولت لعيون أسد غاضب سعران عايز أي لحم نيي ياكله = انت غبي ومهمل.
رجع لورا من الخضه، وانا غمضت عيني، الأسد لقي الفريسه وانا مش عايزه اشوف لحظه الهجوم.
= ليه ياباشا انا عملت اي؟
= قولت لك تجيب لي هنا، ممكن اعرف بقي مين الأفنديه اللي جبتها دي.
بص لي وبعدين بص عليه تاني وقال = غلطه ياباشا هروح ف ثواني اجبهالك.
صوته هِدي = لا خلاص انت دورك انتهي، ازاي واحد زيك يغلط غلطه زي دي، حتي مفيش اي شبهه يا بأف انت.
= معلش ياباشا والله الاتنين كانوا ف نفس المكان ولابسين نفس اللون.
عيني بتتنقل من ده ل ده، الكلام عني وانا مش فاهمه حاجه، هما ازاي بيتكلموا كده وكأنهم هيجيبوا كيس شيبسي مثلاً.
كان بيبص له بطريقه تخوف = أخر فرصه ليك وإلا هتقابل وجهه الكريم.
فضل يرجع لورا لحد ما طلع برا الأوضه خالص، ثواني ولف لي، فضل يمشي بخطوات بطئيه، وصل عند الكرسي شده من مكانه وبنفس خطواته البطئيه كمل، لحد ما وقف قدامي وركن الكرسي وقعد، حط رجل علي رجل.
وانا كنت بحاول أرجع لورا من الخوف ومش عارفه.
دقات قلبي كنت سمعاها وكأنها جنب ودني بظبط.
عيني كانت بتدمع لوحدها.
انا ايه اللي جابني هنا؟
كان باصص لي وانا مش عارفه اشيل عيني من عليه، خايفه لو بصيت الناحيه التانيه يقتلني.
شال اللي كان مغطي بيه وشه وطلع سيجاره وولعها ببرود.
قام وبدأ يتحرك ناحيتي لحد ما وقف قدامي بظبط.
بص لي من فوق لتحت وقال = بنسبه لك بقي ياقطه ف أنتي هتفضلي مشرفانا هنا، لأنك سمعتينا وعرفتي مكانا، وانا مش عيل صغير هخاطر واسيبك كده.
هزيت راسي بسرعه بمعني ماشي، عيون البحر من قريب بتخوف، أو نظرته هو ف الوقت ده تخوف.
رجع لورا شويه وقال = برافوا.
طلع برا الأوضه خالص وانا زي ما انا، نفس رعشة جسمي متغيرتش، نفس زياده دقات قلبي، ونفس سرعه نفسي، اللي اختلفت أن دموعي مبقتش تنزل ف صمت، بقيت أعيطت جامد، انا مش متخيله ايه اللي هيحصل لي كمان شويه، انا مستهلش ده انا معملتش حاجه علشان يحصل لي كده.
يارب يارب....مش عارفه ادعي، ادعي اقول اي، يارب ابو عيون البحر يولع مكان ماهو قاعدنفس القعده، ونفس المكان، ونفس اللبس، ونفس الخوف، نفس كل حاجه لمده 5 أيام.
5 أيام مفيش حاجه دخلت بوئي، بنام واصحي وانا مكاني بنفس وضعي.
جسمي اتكسر،ومعدتي فاضيه بقالها 5 ايام.
الباب أتفتح فجأه، صوت زعقيه وصل لي = يا اغبيهه، ولما تموت دلوقت، احنا قولنا هنرميها هنا ومش هنموتها، في ثانيه ألا ثانيه لو مشوفتش الأكل قدامها انتم اللي هتموتوا مش هي.
صوته اختفى بعدها، 5دقايق ولقيت نفس الشاب، إبراهيم... داخل بصنيه مليانه أكل وازازه مايه وعصير.
ركن الصنيه وجه فك لي ايدي وبوئي وقعد علي الكرسي.
وانا ماصدقت لقيت أكل قدامي.
بعد 15 دقيقه كنت رجعت لـ وضعي القديم تاني ، ايدي مربوطه وبوئي ورجلي ومرميه علي الأرض.
مغمضه عيني بحزن علي حالي.
في جمل وآيات كتير جم ف دماغي لوحدهم ف الوقت ده خلوني أبتسم ف عز عياطي.
'رب الخير لا يأتي إلا بالخير'
أفتكرت الجمله دي وحسيت أن انا دلوقت بين أيد ربنا وفيه خير ف اللي حصلي ده.
أفتكرت آيه ' لا تحزن إن الله معنا'.
وكأني دلوقت مش مخطوفه بسبب الأمان اللي حسيته.
أبتسمت والابتسامه اختفت لما الباب اتفتح.
ابو عيون البحر دخل وقفل الباب قعد علي الكرسي وفضل باصص لي 5 ثواني وبعدها قام واتحرك ناحيتي وشال الزق اللي كان علي بوئي ورجع تاني مكانه.
فضلت مغمضه عيني خوف من اللي هيعمله سمعت صوته هادي = فتحي.
بدأت أفتح عيني ببطء وانا بقول بصوت باين عليه الخوف _ هو انا همشي امتي؟
طلع سيجاره وقال وهو بيبتسم = حضرتك انتي مش هتمشي خالص!
عيني دمعت _ طب هو انا عملت ايه؟
= لأ، انتي معملتيش بس ممكن لما تمشي تعملي.
قولت بسرعه _ لا والله ما هعمل حاجه ولا كأن ال 5 أيام دول عدو عليا.
= امممم، المفروض اصدقك بقي واخرجك.
وطيت راسي وانا بعيطت _ والله.
سكت ثواني وبعدها قام علشان يمشي قولت له بسرعه _ طب انا ظهري وجعني من الرميه دي.
لف لي ومتكلمش وخرج.
ده ايه الكائن ده بس!!!
عده تقريباً ٥ دقايق ولقيت شخص اول مره اشوفه داخل،مسكني وقومني ومشي بيا لحد ما وصلني اوضة غير اللي كنت فيها،مختلفه تماماً،فيها سرير وكنبه وكرسي،النور فيها قوي عن الاوضه التانيه.
مفيهاش شبابيك خالص .
فك ايدي ورجلي وشال الزق اللي كان عل بوئي وخرج وقفل من برا.
اترميت عل السرير،ياها اخيراً هنام عدل.
نمت علي السرير وقعدت أفكر في اللي ممكن يحصل لي،والأهم هما عايزين اي من اللي اسمها هنا دي،وليه شخص زي ابو عيون البحر يعطف عليا ويجيبني اوضه زي دي.
طب دلوقت انا هعمل ايه؟
بفكر أروح أنام.