_ هتاكل وتكلمني!
= أه.
_ أه أيه!؟
= هاكل.
_ وتـ أيه؟
= وهكلمك.
_ لا قول الجُملة علَى بعضها وقول واللهِ.
= لا إله إلا الله، سلام ياست أنتِ.
_ يبقي مش هتكلمني يارامي وهاجي أشبشب لك دلوقت.
= طيب طيب، سلام.
سمِعت صوت ماما من ورايا= بتكلمِ مين؟
قفلت التلفون بسرعة وقولت _ ب..بكلم هنا ياماما.
= طيب، يلا تعالي معايا.
_ فين؟
= هنروح لخالك.
_ وده من أمتي؟
= من دلوقت ياختي، علشان الواد زياد لسة راجع من السفر بقاله أسبوع، نروح نسلم عليه.
_ ااااه زيااد، قولتِ لي.
= اه قولت لك، يلا ألبسي بقي.
قولت :بضحك وأنا بقوم وراها _ طيب ياسُكر.
{...لا إله إلا الله...}
=السلااامُ عليكمم.
= وعليكمُ السلام، أتفضلوا أتفضلوا.
دخلت وأنا ماسكة في أيد ماما وبابص حواليا باستغراب.
بقالي أكتر من 3 سنين مدخلتش البيت ده، زي ماهوَ بكل تفاصيله الحلوة،
زمان وأنا صغيرة كُنت بحب بيت خالو جداً، وكنت بحب اقعد معاهم وأهزر؛ لأنهم ناس فرفوشة وحلوة، كنت بحب ألعب مع زياد جداً وأحنا صغيرين، كان أقرب شخص لي لحد قبل الاعداديه، من أول سنة وأحنا مبقيناش زي الأول، سافر بعد تخرجة من الجامعة ولسة راجع بعد 6 سنين غياب.
_ أزيك ياخالو؟أزيك يامرات خالي؟
= في زحام من نعم، أنتِ عاملة أيه، وحشاني واللهِ يابت.
_ بالله أنتِ أكتر يامرات خالي، وحشاني أوي.
قالت مع أبتسامة لطيفة شبها كده = حبيبي واللهِ، يلا ثواني والأكل يكون جاهز علي السُفرة.
دَخلِت المطبخ، دخلْت وراها وقولت _ هساعدك يلا، وده أمر مش طلب.
خدت الطبق من أيديها ومشيت قبل ما تتكلم، ركنت الأكل علي السُفرة ودخلت أوضة الجلوس أنادي عليهم _ يلا ياماما الأكل جاهز، يلا ياخالو.
ماما قالت وهي بتقوم = ايه ده مش هنستني زياد!
رد خالو :بهدوء = رنيت عليه، قال لي أنه خلاص قرب يوصل.
{...لا إله إلا الله...}
= سلام عليكم يا أهل الدار.
لَفينا كلنا لمصدر الصوت، كان واقف ومبتسم وهو بيحرك المفاتيح يمين وشمال.
= وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تعالي تعالي ياحبيب عمتو.
مدّ وهو بيمشي زي الطفل ناحيتها = قلب روح حياة نن عين أبن أخوها.
:بضحك خالو قال = ده أيه العشق الممنوع ده؟
ردتّ مرات خالي بابتسامة = يونس غيران ولا أيه؟
= وأغير ليه أن شاء الله.
= أنتَ أدرى.
أبتسمت، قولت أني بحبهم صح؟
{...لا إله إلا الله...}
بعد ١٥ دقيقه كُنا قاعدين كُلنا قدام التلفزيون وبنتفرج علي فيلم قديم.
ولحد الأن مصادفش أننا نتكلم مع بعض خالص.
قومت لما التلفون رن، دخلت الأوضة اللي فيها التلفون وأخدته.
قرأت الأسم ولما شوفته أنه رامي قفلت الباب ورديت _ أزيك ياحبيبي؟
رد بنعس = مش قولت لك رني عليا الساعة 3!
_ معرفتش واللهِ، أصل روحت عند خالي ومعرفتش أمسك التلفون خالص، سوري.
سمِعت تنهيدته = حصل خير، وهترجعِ أمتي؟
_ مش عارفة.
= طيب ياحبيبي أول ما ترجعِ رني.
_ حاضر، باي.
= باي.
قفلت معاه وطلعت برا بهدوء وكإن شئ لما يحدث.
قعدت جنب ماما وهي بتقول = بقولك أيه ياملك لو ينفع ياحبيبي تنزلِ مع زياد تجيبِ الحاجات اللي في الورقة مع مران خالك دي!
_ ما ينزل لوحده هو صغير؟
= الحاجات كتيرة وتقيلة، يلا بقي متكسفنيش أنا قولت لهم هتنزل.
قولت _ ماشي ياماما ماشي.
أه مبقيتش أطيقه، لأنه سافر، وأتغير ومن قبل ما يسافر كمان.
= أتفضلِ.
_ هتفضل من غير ما تقول.
:بضحك= طيب.
_ أنتَ بتضحك ليه؟
= ولا حاجة، يلا أمشي.
مشيت قدامه، هو بيضحك عليا ليه، أنا عملت أيييه؟
_ لا لا رجلي وجعتني، مش قادر.
= أحنا لسة مشينا.
_ ماتيجي نركب.
= السوبر ماركت في الشارع اللي ورا البيت ياملك.
اه ياقلبي ياني، بقالي كتير مسمعتش ملك منه اااه.
_ بجد واللهِ.
= اممم.
_ ما بقولك أيه، ما تتشهمن كده وتجيب لي أزازة ماية ساقعة من أي كشك.
= طيب، أستني هنا.
_ ماشي.
دخل كشك قريب مني وأنا وقفت أستناه بعيد.
مسكت الفون أكلم رامي _ الو ياباشا.
= الو ياقلب الباشا، رجعتِ.
_ لا شكلنا مطولين.
= ليه كده.
_ i don't know.
قفلت بسرعة لما سمعت صوت راجل من ورايا وأفتكرته زياد = متعرفيش ايه ياقمر وأنا اعرفه لك.
لفيت له، كانوا شابين باين أنهم سوابق، اتنهدت وقولت _ أنتَ تبعد أحسن لك.
قرب خطوة = ولو مبعدتش.
قلعت الشبشب وقولت بصوت عالي _ هربيك يارمة يامهزق ياللي مخدتش من الرجولة حاجة غير أسم دكر اللي في البطاقة.
رجع خطوة = ياما، جسمي كش.
رميت عليه فردة من الشبشب _ بتتريق ياراجل ياناقص.
مسك الشبشب = ده أحنا قللاة الأدب بقي.
_ أرجع أحسن أزعلك علي مستقبلك.
وقع علي الأرض أثر البونية اللي خدها، بصيت جنبي لقيته زياد.
اتقدم خطوة قدامي، وقبل ما يتحرك كانوا هما مشيوا، لف لي وهو بيضحك = ده أنا خوفت منك.
_ بس أيه رأيك؟ عجبتك صح!
سقف = لا لا شابو.
ضحكت ومشيت قدامه.
بعد ما عده ربع ساعة رجعنا البيت واخيراً ومن بعدها على بيتي.
_ ألو.
= ألو.
_ رجعت.
= ماشي.
_ في حاجه؟
= لأ.
_ متأكد.
= سلام دلوقت، هكلمك بليل.
قفل قبل ما أرد بحاجه، بعد تنهيدة رميت التلفون ونمت.
بحس أن النوم ده حبل نجاة، أو بريك من الحياة شوية، من الدوشة والكلام، من الزعل ومن الفرح، وبالنسبة لي ف أنا بعتبره صديقي الوفي، اللي عمري ما أحتاجته وخذلني، بهرب له لما بكون مضايقة، بهرب عنده لما الدموع بتغلبني وبتنزل، بهرب له في أي وقت وفي أي مكان، أنا بجد بجد بحب النوم.
