استيقظت سهام فى الصباح الباكر بالطبع من صراخ والدتها عليها في استياء:
ـ انتي يا بنتي مقرفانى فى عيشتى كدة ليه!!
ـ فيه ايه بس يا ماما دة الواحد لسه مصطبحش
ـ انتي لسه هتتكلمي يا بنت، قومي كدة و انتي عملالي زي حيوان الكسلان
ـ ليه بس كدة يا ماما ... دة كمان لسه فيه شوية
ـ شوية ايه يا عديمة الرباية
قالت سهام في تذمر:
ـ خلاص يا ماما انا صحيت اهو
قالت دولت في رضا تلاه حنق:
ـ طيب حلو اوي، جهزي نفسك كدة عشان هتعملي الفطار، ولا انا هعمل كل حاجة هنا بنفسى فى أُم البيت دة
خرجت دولت على همس ابنتها:
ـ هو انتي بتعملي حاجة اصلًا
ـ بتقولي ايه؟؟
ـ بقول كتر خيرك يا ماما يا قمر دة من غيرك كان زمان البيت حالته حاااااله
ـ ايوة كدة كنت بحسب
ذهبت سهام إلى الحمام لتستعد ليوم جديد من المتاعب فهذه عادتها
لقد تخطت ازمتها النفسيه الكبيرة هى الآن بوضعٍ افضل
وعندما خرجت وجدت نفسها فى منزل آخر فقالت بإستغراب:
ـ ايه المكان دة؟؟
خشب أسود مهترئ كان حولها برائحة مريبة لم تشتمها من قبل
تسلل الخوف إليها و حاولت طرده بشتى الطرق
فقالت و كأنها تُحدث شخص ما :
ـ يلا بدأنا مصايب بس، والله الاوضه... حلوة اهو!
و اكملت بسخرية حانقة:
ـ انا قولت إن البيت دة ملبوس محدش صدقنى، ادينى انا اللى شربت
الليله
هذه عادة سهام فسخريتها من المشكله الكبيرة تُشعرها بالأطمئنان
....بعدها سمعت صوت صراخ من الأسفل لترتجف في رعب قبل أن تتردد في النزول و تقف و هي تنفش كتفيها في كبر داخله روح تتبلل رعبًا
هبطت ببطء و عندما اجفلت عيناها قليلًا من التراب وجدت البيت مرة أُخرى مثلما كان
و امها من تصرخ!؟
ـ خير ياست الكل فيه حاجه
ـ بقالك ساعتين فوق بتعملي ايه يا منيلة... انتي فرحك بكرة وانا معرفش؟
ارتجفت سهام قليلًا من فكرة وجودها ساعتين في الغرفة و بعد النظر لساعة يدها و تأكدت أنها _كعادتها_ لم تمضي سوى ساعة واحدة لا غير قالت:
ـ إيه يا أُمي... رعبتينى ساعتين مين بس، دة يدوب ساعه واحدة
ـ بنت، انا قولتلك ايه من ساعة؟
بحزم ردت:
ـ أعمل الفطار
ـ و بتعملي إيه دلوقتي؟
بغباء ردت:
ـ واقفة مكاني
نهرتها بغضب و هي تُشير بسبابتها إتجاه مكانٍ ما:
ـ عالمطباااااااخ!!!
ـ حاضر
ـ و متنسيش تصحي اخوكي و السنيوريتا الأميرة بنت الأُمرة اختك رنا
تمتمت بصوت عالي كالمجاذيب كعادتها:
ـ هي يعني اللي أميرة و انا الشغالة ولا إيه
أمها و هي تبرق عيناها:
ـ بتقولي حاجة؟
قالت تُخفي قلقها الواضح:
ـ لا يا ماما بس اشمعنى بتدلعيها يعنى.. خير هي جرالها حاجه؟
ـ لا بس هي هتشرفنا، جايبالنا عريس إنما ايه فُلة....(بنظرة مُتألمة أخفتها ببراعة)... مش انتي قاعدة زي قِلتك كدة
ـ بس كدة!!!!....... كل دة عشان حتت عريس و في الآخر من عذاب الطلبات اللي بتطلبوها العريس بيغمى عليه ومبيعتبش البيت تاني... اقولك.... مبيعتبش المكان كله
ـ يا بنتي روحي.... هتقعدى ترغي يا لتاته
ـ شكراً يا ماما شكراً يا ست الكل
ـ مش هحس بالندم، انتي فعلًا ستي اللتاته...(أكملت برضا)... بس قمر
هكذا هدأت دولت قليلًا و عادت إلى طبيعتها و هذا ذكاء من سهام في امتصاصها لطاقة والدتها السلبيه كلها بالحديث، و لا تحزن ابدًا من كلامها
ـ اصحي يا أميرة الأُمرة... احمحم... أقصد اصحي يا رنا الأكل جاهز
قالت رنا بنعاس:
ـ ممممم.... ماشي حبيبتى هقوم بعدين
لم تستطع سهام كبت غضبها فنزعت الغطاء بشدة لدرجة أنها أوقعت أختها على الأرض
ـ بقى ماما تصحينى مِن عِز نومي و انتي نايمه فيها......... لا يا حبيبتي انا مش هصحى لوحدى
قالت رنا بتأوه:
ـ ااااااه يا ضهرى، الله يخربيتك.... ضهرى اتقسم نصين
قالت سهام بعد ضحكة مرحة:
ـ يلا يختي قومي عشان تاكلي اللقمه اللى عملتها بإيدى... انا مش الشيف الشربينى ولا حتى ابنه... بس الأكل هيعجبك
ـ أه منا عارفة... دة انتي اكلك اييييييه
قالت سهام بتهديد:
ـ ايه... ماااااله؟؟
قالت هذه الجمله وبيدها شبشب
ـ خطييييييير شوفى يخلينى آكل صوابعى وراه...(تمتمت)... عشان انسى الطعم
ـ لا بقى دة انتي كدة بتتنكى و تصدقي.... احنا ناخد صوابعك دى مقبلات
ـ لا يا حبيبتي، كفاية أكلك هو أصلًا مقبلات
ـ يا بنتي عشان انا خايفة عليكم، مش عايزة يطلعلكم ترهلات .. ولا ايه؟
ـ انتي هتقوليلي... دة كفاية رمضان لما طبختي و كل واحد خد صباع كفته ومعلقتين مكرونة
ـ أعمل ايه يعني، اطبخلكم عجل عشان تشبعوا !
وهى تخرج تمتمت
ـ ايه العيلة الفجعانة دي !!!
ذهبت رنا إلى الحمام و عندما خرجت رأت غرفة أُخرى لتحتلها الصدمة
خشب أسود مهترئ كان حوله رائحة مريبة لم تستطع تمييزها
و لكنها لم تصدق
ففركت أعينها و عندما فتحتهما وجدت اخاها ياسين يقف امامها تمامًا..... و الغرفة طبيعية !
ـ إيه يا رنا متنحة كدة ليه...(استطرد بغرور).... اول مرة تشوفي جمالي ولا ايه
ـ بس يا ابو عين محوِّله
ـ اناااا
في استنكار ردت:
ـ لا انا !
ـ كدة... ماشى
ـ انت لسه هتتقمص و بعدين ايه اللي جابك هنااا؟؟
ـ أصل الصراحة هربت من سهام...( همس و هو يضع يده جانب فمه)...بيني و بينك... باين عليها مخنوووقة، و مش طايقة حد
في نفاذ صبر و ابتسامة سمجة ردت:
ـ و جيت عندي بقى اللي انا مخنوقة اكتر منها... دة هي بالنسبالي ملاك!
ـ ايه دة... اعوذ بالله....هرمونات و طافحة في البيت.... أطلع اجري؟؟
ـ لا إحنا كدة كدة رايحين ناكل بدل ما سهام تلبنا على نفوخنا...
ـ طب يلا...(استكمل في خبث).... بس.. مش هتحكيلى على العريس يا باشا ولا ايه
ـ عريس ايه.. هي فيها عريس... لو مهربش من الطلبات نبقى نتكلم عنه يا سيدي.. اشطا؟
ـ بالزبادي
«يا ياااااسييييييييييين، بت يا سينيوريتت امكككك،أه أه خلاص يا حجة»
ـ يلا بينا بسرعة قبل ما نتعلق و مش هناكل حتى المقبلات
نزلا سريعًا إلى اختهم سهام الكبرى التى كانت تجلس و أمامها كمية لا بأس بها أبدًا من الطعام و لكن ألف بأسٍ عند العائلة
قال الأب لياسين و رنا الواقفان في تذمر ناظرين للطعام:
ـ يلا يا ولاد اقعدوا عشان عندي شغل و متأخر... هتيجى معايا الشركه يا ياسين؟
ـ أه يا بابا
ـ تمام فين مراتي؟
كاد ياسين أن يرد و لكن قاطعته سهام قائلة:
ـ ماما فى المطبخ يا حجوج
ـ دي المرة الألف يا سهام، مش قولتلك متتدخليش وانا بكلم اخوكى؟
ـ يا بابا دة لغاية لما يفهم حضرتك قولت ايه هيكون بكرة جه
قال ياسين بضيق:
ـ هو انا ليه مهزق كدة في البيت دة؟!!!
قالت الأم _و هي قادمة من المطبخ_بفخر:
ـ لا عاش ولا كان اللي يهزق ياسين عمرو فى بيته
ـ و الله انتي الوحيدة اللى نصفانى يا ست الكل يا قمر
قال عمرو_الاب_ باستغراب:
ـ ايه اللي بيحصل دة يا بنات، دي مكانتش بتقوللى كدة
قالت سهام:
ـ بتحب عليك اخويا وانت متعرفش
ـ يلا أمرى لله بقى هخرب البيت يعنى
قالت امهم بضيق:
ـ ايه يا عمرو، دة الصغنن حبيب ماما لازمًا يتدلع، صح ولا ايه
ـ ايه يا حجه دة انا مكنتش بتدلع كدة وانا طفل رضيع
قالت سهام بفخر:
ـ وعشان كدة يا بابا حضرتك ناجح و إحنا كلنا بنحاول نبقى زيك صح ولا ايه يا عيال
اومأ الجميع بالموافقه بينما قال عمرو:
ـ عارفة يا سهام... بالرغم إنى عايز اقوم انفخك عشان شوية الأكل بتوع العصافير دول، بس انتي يا بنتي الأساس التالت للبيت دة...
وبعدين تعاليلي هنا، هو انتي كنتي بتاخدي في علم النفس يا دكتورة ان الاكل الكتير بيتعب النفسيه مثلًا؟!
قالت سهام بتلقائية:
ـ لا يا بابا هو بيتعب البطن.... بيجيب كرش
ـ يعنى الحل يبقى اكل فسفس ولا دة بخل
ـ لا يا بابا طبعا
ـ يابنتى هو انا خلصت كلامي، اومال هتعملي ايه بقى فى بيت جوزك لو عزمتوا حد... هتأكليهم ايه... خضراوات!! .... دة يشتمونا ليل نهار
صمتت سهام قليلا فقد كانت نبضات قلبها تتسارع
ولكن اخفت ذلك قائلة:
ـ بيت جوزى ايه بس يا بابا.... دة بالطلبات دي اصلا مش هييجى عرسان خالص، دة احنا البيت بقى اسمه بيت الطلبات ياحج و ما بالك دى اختي الصغيرة وبتطلبوا كل دة اومال انا بقى هتطلبوا ڤلل عالساحل الشمالى ولا ايه
ضحك الجميع على سهام فبالفعل يطلبون كثيرا
ـ يلا يا ياسين عشان نروح الشغل
ـ يلا يا بابا
ذهب ياسين و اباه عمرو إلى الشركه
قالت دولت لتغيظ ابنتها قليلا:
ـ ايه يا رنا مش هتروحى شغلك ولا ايه
ـ شغل ايه بس يا ماما هشتغل ايه بس لسه فاضل آخر سنه لكليتى
ـ و هو مينفعش تلاقي شغل في أي مكتب مُحاماه؟
ـ مستنية أتخرج الأول
ـ مهو أخوكي بيشتغل وهو لسه داخل تاني سنة كلية
ـ شغال مع بابا ... وبعدين متقولى لبنتك سهام ما هى بتشتغل
ـ اه صحيح يا سهام انتى رايحه الشغل النهاردة يا حبيبتى
ـ اه يا ماما و شكلى كدة متأخرة، سلام
اعطت سهام قُبله لأُمها وذهبت إلى عملها فى المشفى للعلاج النفسى فهى طبيبة نفسيه
ـ يلا يا رنا شيلي الأكل... ولا انا هعمل كل حاجه هنا بنفسى؟؟!!
ـ ماشى يا ماما استحاله اسيبك تعملي كل حاجه بنفسك دة كدة يبقى عيب فى حقي..(إستطردت قائلة تغيظها) إما قوليلى يا ماما هو حضرتك عملتي ايه النهاردة
ـ بنت، اجرى عالمطبخ انا عجزت خلاص.. شيلونى زى ماكنت بشيلكم
ـ ههههههههههههه.... ماما، حضرتك فى الأربعينات لسه
ـ غورى يابنت،ايه دة ياربي.. مخلفه عيال لمضين!
ـ ماشى ياعسل
ذهبت رنا للمطبخ لكي تغسل الاطباق وسمعت صوت صراخ والدتها
ـ اااااااااااااه
ركضت بسرعة البرق نحوها و لهثت بعنف قبل أن تقول بقلق:
ـ خير يا ماما... فيه ايه؟؟
ـ انا مش متطمنه... البيت دة شكله ملبوس
ـ ليه، ايه اللي حصل؟
ـ معرفش يا بنتي، حسيت كدة إني في بيت تاني،هي حاجة حلوة عشان هستريح من زنكوا بس خوفت مرجعش بردو، و مقدرتش اكتم الصرخه..... و و انا بصوَّت غمضت عينى و قال إيه لما فتحتها لقيتك جيتى...(نظرت لها في رعب و عينان متسعتان هامسة) هو انا اتجننت ولا ايه..(أكملت بحسرة و هي تُغمض عينيها في وضع باكي) دة انا لسه صغيرة
ـ استريحي شوية و لما سهام ترجع نقعد نتكلم في الحوار دة كلنا
ـ ماشى يا حبيبتى
أنت تقرأ
لعنة الحظ (ارض الشمس)
Romanceلمحة لطيفة عن الرواية: رواية خيالية بلمسة واقعية و كأنك تشعر أن هذا الخيال حقيقى. ملحوظة مهمة: لن تشعر بها إلا إن تغلغلت بأجزائها الأحداث ستصبح أعمق و أروع. الرواية ما زالت(قيد التعديل) لكن إن قرأتها فلا بأس تكفينى عيونك الحلوة التى ستقرأ و تن...