لا... لا.... لا تصدق... هل عاد مجدداً ليؤلمها؟
كانت تنظر له بصدمة و رامى ينظر لها بألم لم يكن يعلم بعد أنه يشبه زياد فقط كان يعتقد أنها تأثرت بإسمه لا غير
همست بداخلها بوجع و ألم قاتل
*ز... زياد؟... دة.. دة انت!!*
لم تصدق كان نفسها يتسارع بشدة لم تكن تستطيع التنفس بينما كان قلبها يتصارع بداخلها و قد ظن أنه نساه للأبد.. تباً للقدر إنه هو ليس تشابهاً تُقسم بذلك
كان ينظر لها بغموض بينما هى تصنمت و هى تتذكر تلك اللحظات الأليمة꧁Flash back ꧂
استيقظت صباحاً لتنعم بأشعة الشمس الدافئة كحياتها تماماً تستيقظ يومياً لتحمد ربها على نعمة حبه لها
نهضت بنشاط و هبطت السُلَّم بسرعة و ذهبت إلى المطبخ لتطهو أفضل الأطعمة و تقدمها لعائلتها بإبتسامة خجولة و تستئذنهم للإنصراف حيث تعمل فى مشفى الأمراض النفسية حيث حبيب قلبها لم يُمسك بها أحد حيث أنهم يعلمون أنها لن تأكل بدونه فهى لا تشعر بطعم الأكل بدون وجوده جانبها
ذهبت سريعاً بنشاط و تقابل الجميع بإبتسامة مستغنيةً عن مرحلة التجنيد حيث كانت تمشى مثل العسكرى الآن عندما ترى أي شخص فى أي مكان تزين وجهها بإبتسامتها الدافئة الهادئة حقاً لا تستطيع إيقافها
ذهبت إلى وسيلة المواصلات المشهورة و التى هى"الميكروباص"
كان يُريد إيصالها لكن لا تريد إزعاجه حقاً فهى تعلم أن حبيبها كسول و يستيقظ متأخراً و عندما أصرَّ ان يوصلها كان شبه نائماً طوال اليوم حيث أنه أخبرها انه لم ينم لذا هى لا تزعجه
كانت تجلس و حمدت ربها لوجود مكانٍ ما لتجلس به
رأت سيدةً عجوز تدخل و تقف حيث أنه لا يوجد مكان للجلوس
فنهضت سهام لها و أجلستها بإبتسامتها الحنون و تسمع دعاء السيدة لها إبتسمت لها بإمتنان و ضحكت بخفوت حيث تذكرت ذهابها هى و زياد داخل الميكروباص بعد الجامعة و عندما لم يكن يوجد مكان لسيدةٍ عجوز أخذ يصرخ فى الفتى الذى كان يجلس ليقف و يُجلس السيدة العجوز و من ثم يُخبر الفتى بهدوء و هو يقف بجانبه ان يحترم الكبير إبتسمت بحب عندما أجلسها و وقف جانبها لحمايتها عندما دخلا و ينظر لها بإبتسامة حب لم تكن اكتشفتها بعد
بالرغم من إختلافهما إلا أنها أحبته بشدة
وصلت أخيراً إلى تلك المشفى التى تعشقها لمجرد وجوده
دلفت للداخل لترى إبتسامة زملائها الرجال يهنئونها بإحترام على زواجها الذى سيتم غداً بينما تتابعها أعين الممرضات الحاسدة
قال زياد الذى وصل للتو و يبدو عليه الإنهاك و كأنه كان فى سباق:
ـ فيه إيه يختى منك ليها متركزى فى شغلك بدل ما كل واحدة تبص فى اللى فى إيد اللى غيرها
نظرت الممرضات امامهن بحرج بينما ضحكت سهام بخفوت و قالت له بخفوت:
ـ فيه إيه يا زياد عيب كدة بص اتحرجوا ازاى
إبتسم لها إبتسامة ساحرة و هو يسمع صوتها و من ثم قال لها بعيون القطط:
ـ يرضيكى كدة يا سمسم أصحى بدرى النهاردة
قالت بإبتسامة:
ـ غير الموضوع غير
قال لها:
ـ مش بغير ولا حاجة هما يستحقوا فعلاً يلا يا سمسمتى يلا ناكل يختى
قالها و هو يُغيظ الممرضات و أخذ سهام و خرج بينما قالت له:
ـ طب ناكل فى البريك كدة المدير هيطردنا
ـ بنت.. عيب.. ايه يطردنا دى... و هو يقدر يستغنى عننا
قال و هو يمثل التكبر:
ـ اكيد ميقدرش يستغنى عن دكتور شاطر زيى
نظرت له بحاجب مرفوع فاقترب منها و قال:
ـ ولا يقدر يستغنى عن دكتورة قمر زيك
نظرت له بهيام و تبادل معها النظرة فقاطعتها و هى تقول بحماس:
ـ ها... هتأكلنى فين
ـ هههه إيه الفجع دة يا بنتى... خلاص خلاص متبصيش كدة
هأكلك فى أحسن مكان فيكى يا مصر
ـ أحسن مكان فى مصر؟!
قال ببساطة:
ـ اه محل عم عطية بتاع الفول و الفلافل
قالت بعناد:
ـ طعمية
ـ فلااافل
ـ طعمية
ـ خلاص مفيش فطار
ـ خلاص فلافل
ـ لا طعمية
ـ يووووووه
ـ ههههههه
ـ حلو اوى نص ساعة رغى نص ساعة أكل و ساعتين رغى كمان يبقى كدة هنقعد عالحديدة
ـ اممممم... فعلاً
ـ و بعدين؟
ـ و بعدين يلا نروح ناااكل عشان هموت من الجوع
ـ انا كمان
ذهبا و هما يتبادلان الحديث و الإبتسامات و عادا للمشفى و بعد قليلٍ من تعنيف المدير و ابتسامة من زياد و هو يقول للمدير:
ـ ألاه يا رأفت مش النهاردة فرحى ولا إيه؟؟
ـ يبكاش مش فرحك لسه بكرة
قال و هو ينظر لسهام:
ـ فرحى بقى كل يوم بسببها يا رأف.. ايه دة انا بقول ايه
ـ ههه يلا يا شاعر روحوا شغلكوا انا لازم افصلكوا عشان تركزوا فى الشغل شوية
ـ لا ان شاء الله متوصلش للفصل
عادا للعمل مجدداً و المدير راضٍ عنهما حيث أنهما من المفترض فى إجازة اليوم لكن لم يستطيعا الإستغناء عن مرضاهم مطلقاً لذا قررا الذهاب اليوم
إنتهت سهام مبكراً لتتجهز لزفاف غد و ذهبت لزياد و طرقت الباب قليلاً فقال بجدية تنافى شخصيته معها:
ـ إتفضل
دخلت و على وجهها إبتسامة خفيفة لتجده منشغلاً فى بعض الأوراق فقالت بحرج:
ـ اسفه لو شغلتك
نظر لها بسرعة حيث إستطاع تمييز صوتها و ذهب إليها بعدما ترك الورقة فى يده فقد كان يعتقده سميح الذى طلب منه ان ياتى بكوب قهوة
قال لها بإبتسامة ليُجلسها على مقعدٍ ما و يجلس أمامها على الأرض و يقول و هو يُمسك يديها و ينظر فى أعينها:
ـ حبيبتى عمرها متتأسف منى ابداً.. مفهوم؟
ابتسمت و هزت رأسها ببطء و كادت تزرف دمعة فقال ليضحكها:
ـ بس تشغلنى اه
ضحكت له فقال و ما زال يُمسك يديها:
ـ ها يا قلبى كنتى عايزة ايه؟
كادت تتحدث لكن دخل سميح و هو يضع كوب القهوة بعملية و نظر بصدمة لزياد فنظرت سهام أرضا بخجل بينما نظر زياد له بملل و هو يقول:
ـ فيه إيه يا سميح يا حبيبى بشقط البنية اللى هتجوزها بكرة فيها حاجة دى؟
نظر له بغباء و قال بابتسامة بلهاء:
ـ لا
قال له زياد بجدية:
ـ يبقى تروح تشوف شغلك و هبقى اتفاهم معاك ازاى تدخل من غير ما تخبط
نظر له سميح برعب و ذهب من امامه بسرعة بينما قالت سهام:
ـ انا خلصت شغل و همشى
نظرت لكوب القهوة و قالت:
ـ شكلك قاعد... صح؟
ـ للأسف ورايا شغل كتير محتاج أخلصه
وقفت سهام و قالت له بإبتسامة:
ـ تمام... سلام يا زياد بقى عشان اسيبك تخلص بسرعة متتأخرش كتير و نام بدرى عشان تفوق بكرة... مفهوم؟؟
غمز لها و قال:
ـ مفهوم يا قمرى
ذهبت لتتركه يتنهد و يُكمل ما بدأه بعزيمة أكبر
بعد قليل كانت قد ذهبت لبيتها بالفعل و أرادت الإطمئنان عليه و حينها إتصلت عليه ليقول:
ـ مساء النور يا عيونى.. أخبارك؟
قالت له:
ـ معلش لو أزعجتك تانى حبيت أتطمن عليك انت روحت ولا لسه؟
ـ الشغل كتير هبقى اكمل بكرة بقى انا دلوقتى فى طريقى للبيت
ـ طب هقفل بقى
ـ ليه؟
ـ عشان انت مبتركزش لما بكلمك و ممكن تعمل حادثة
ـ هههه لا متقلقيش
ـ لا يا زياد هقلق انت كمان صحيت النهاردة بدرى و انت مش متعود على كدة انا مش متطمنة
ـ يخرب بيتك تفائلوا بالخير تجدوه و انتى الله أكبر الخير و التفاؤل بينطوا من التيليفون
ـ ها ها ها.... خفة
ـ سهام
قالت بقلق من نبرة صوته المفاجئة:
ـ نعم
ابتسم و هو ينظر للعربة أمامه و هو يعلم جيداً سبب تلك الحادثة
ـ بحبك
كادت ترد لكن سمعت صوت تكسير و من ثم صوت إنهاء المكالمة
شعرت بصدمة صدمة كبيرة تغزوها أخذت تفكر إلى ان خرجت مسرعة على قدمها تذهب إلى طريق المشفى و وجدت عربة إسعاف متجهة إلى مشفى ما نظرت بصدمة و هى ترى ذلك الجسد الذى تعرفه بشدة ذهبت كالبرق و حينها وجدت أبواه قد وصلا و ابن عمه الذى كان ينظر لها بغموض لكنها لم تهتم سوى به كانت كالمجنونة عندما رأته و جرت عليه و هى تصرخ:
ـ زيااااااااااااد
قال بخفوت:
ـ سهام
ـ زياد انت هتبقى كويس يا زياد هتبقى كويس
قال ببطء وهو يلتقط انفاسه من حينٍ إلى آخر
ـ مهما جرالى... يا سهام افتكرى... انى.... بحبك..... واعرفى انى..... لو مُت..... عيشى حياتك عادى...... متتأثريش بيا انا عايزك تضحكى فى الصعاب اللى هتمرى بيها..... مش عايز اشوف حب حياتى زعلانه!
ـ زياد انت مش هتموت يا زياد
زياد وهو ينظر لسقف المشفى وعيونه تذرف الدموع بشدة ويقول:
ـ اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله
ـ زياااااااااااااااااااااااااد
قالت كلماتها وهى ترى حبيبها ميت على فراشه والدكتور يقول بأسف
ـ ربنا يصبركم .... الله يرحمه
صرخت بأعلى ما عندها و هى تهزه و تناديه انا لا يتركها كانت تستيقظ دائما و شعور الدفئ يحاوطها الآن ستموت بردا على حبيبها الضائع... على..... معشوقها.. الضائع!
꧁back ꧂
أنت تقرأ
لعنة الحظ (ارض الشمس)
Romanceلمحة لطيفة عن الرواية: رواية خيالية بلمسة واقعية و كأنك تشعر أن هذا الخيال حقيقى. ملحوظة مهمة: لن تشعر بها إلا إن تغلغلت بأجزائها الأحداث ستصبح أعمق و أروع. الرواية ما زالت(قيد التعديل) لكن إن قرأتها فلا بأس تكفينى عيونك الحلوة التى ستقرأ و تن...