♡الفصل 22♡

37 4 0
                                    

تقف وتحمل صغيرتها بين يديها وكان زوجها يقف بجوارها و الإبتسامة ترتسم على شفتيه فقالت له سارة:
ـ تامر
ـ خير
ـ انا كنت عايزة اقوللك على حاجه
ـ ايه هى
لم تستطع سارة ان تقول شيئاً بسبب الباب الذى كان يُطرق من قِبَل جاسر
فقال تامر:
ـ مين عالباب
ـ انا
ـ انا كدة عرفت يعنى؟
ـ انت نسيت صوتى ولا ايه
ـ طالاما قولت انت يبقى كدة انت جاسر
ـ الله ينور عليك
ـ ادخل
دخل جاسر و علامات التوتر ترتسم على رنا و لكن جاسر كان ثابتاً كالجبل وهذا بسبب ذكائه فهو يعلم ان تامر سيقبض عليه اذا قالت له الملكه سارة شيئاً لذا قال وقد اختلفت تعابيره الكوميديه التى اعتاد عليها تامر:
ـ مولاى انا عايز اقوللك حاجه
ـ خير الكل عايز يقوللى حاجه ليه وبعدين اول مرة تحترم نفسك وتقول مولاى
لم يلاحظ تامر تغير فى تعابير جاسر فكان جامداً لذا قال بجديه:
ـ اتكلم انا سامعك
ساد الصمت للحظات و اخذ جاسر شهيقاً و بعدها قال:
ـ انا و رنا مش متجوزين
ـ انا عارف
ـ اييه
ـ باين عليكوا زائد كمان مفيش خاتم يدل على كدة بس مظنش ان دة الموضوع الاساسى
ـ فعلاً
ـ كمل انا سامعك
جلس تامر وجلست بجانبه سارة بعدما وضعت طفلتها على السرير وكانت رنا و جاسر واقفين امامهم
ـ انا و رنا مش جايين فسحه قبل اما اتكلم انا عايز اقول حاجه
ـ اتفضل
ـ انت اعز صديق ليا و قصتك انا عارفها كويس و شايف الأسى فى عينيك لما بتسمع اسم حد من عيلتك و عارف كويس قد ايه انت مفتقدهم جداً
و فى كل يوم بتبقى حزين اكتر من اللى بعده بس مش بتبين انا عايز اقوللك ان انا حبيتك بجد و ممكن اعمل اي حاجه لصالح سعادتك يا مولاى
تأثر تامر بهذا الكلام و شعر بأن جاسر قريب جداً من قلبه و يعلم كل
ما فى داخله فقال له:
ـ انا مقدر كدة بس انا عايز اعرف انت عايز تقول ايه
ـ الملكه داليدا بعتتنى انا و رنا هنا عش...
تعصب تامر كثيراً عندما سمع بهذا الاسم وقال له بعدما نهض بغضب
ـ انت بتقول ايه
ـ اسمعنى للآخر لو سمحت
ـ اطلع برة
ـ ايه
ـ اطلع برةةةةةة
قالت رنا:
ـ بقوللك ايه يا مولاى إحنا لو كنَّ وحشين مكنّاش قولنالك و مكنتش قولت لمراتك
ـ انتى قولتى ايه
قال هذه الجمله وهو يلتفت إلى سارة بغضب فقالت له
ـ انا كنت لسه هقوللك زائد كمان إنى كنت بشوفك دايماً زعلان ف كنت عايزة اصلح بينكم
ـ انا مش هتكلم معاكى دلوقتى خليكى هنا مع البنت وانا هروح اتكلم مع جاسر
قالت رنا:
ـ انا هاجى معاكم
رد عليها جاسر:
ـ رنا خليكى هنا انا هروح اتكلم معاه راجل لراجل مينفعش تيجى
ـ لا هاجى يخويا انت مين انت عشان تمنعنى إذا كان الملك نفسه مفتحش بقه معايا
قال تامر:
ـ رنا هتيجى يا جاسر
ذهب الثلاثه إلى غرفه كبيرة يوجد بها عرش كبير فجلس تامر و وقف جاسر امامه بجسارة وقال:
ـ مولاى احنا اكتشفنا إن الملكه مش كويسه خالص وعرفنا موضوع زين اخوك و إن هى السبب فى ان القلاع دى كلها تبقى ليكم بعد اما قتلت عمامكم كلكم احنا كنا هنا عشان نصلح بينكم ونروح بيتنا تانى اما دلوقتى احنا هنا عشان نوقف دم و قتل و جريمه كبيرة إحنا هنا عشان نوقف الحرب بينكم انتوا كإخوات بتحبوا بعض و مظنش ان فيه حد يقدر يفرق بينكم احنا هنا عشان صالح الممالك دى كلها.. عشان ميبقاش فيه ناس ابرياء تموت و اطفال قدامهم عالم كبير ميعيشوش و اهاليهم ميته و فيه دم ف كل مكان اتمنى تكون فهمت معنى كلامى يا مولاى
هنا هدأت عاصفه الغضب فى المكان و من تبقى هو الصمت الذى طال كثيراً و كان حينها يبدو على الملك التفكير العميق و كأن ذكرياته كلها تتوالى امامه وهو يرى نفسه بين اخوته و عندما امرته الملكه بأن يذهب إلى القلعه و تفرق عن اخوته من اجل ان يبتعد عن امه الانانيه كانت تدور الاحداث امامه وكانت رنا تنظر إلى جاسر نظرة غريبه وكأنها لم تكن تتوقع ان يقول كل هذا الكلام المتقن و كل تعابير وجهه الواثقه و المتأثرة
و اخيراً بعد هذا الصمت الذى اخذ كل شخص وقته فيه لكى يراجع اموره قال الملك تامر:
ـ انا موافق انهى الحرب بس انا مكنتش ههجم ابدا على اخواتى بس كنت ههجم على الملكه داليدا
قالت رنا:
ـ مولاى هو حضرتك مفكر انك لما تهجم فهتهجم عليها بس... مش هتجم مثلاً على الجنود اللى عندهم عيال هيتيتموا وستات يبقوا ارامل
ـ هى اللى اختارت كدة للأسف بس انتوا قدرتوا توقفونى وهتقدروا توقفوا اختى بس مظنش انكم هتقدروا توقفوا زين ابداً لأنه الوحيد اللى متأثر باللى بيحصل من لما كان صغير و هو ميعرفش مين ابوه الحقيقى و بعد اما كان الملك بيعامله كويس جدا شافه و امه بتقتله و كل دة و انت مقتنع انك هتقدر تقنعه
قال جاسر:
ـ احنا نقدر نعمل حاجات كتير يا مولاى عارف ليه عشان احنا متوحدين
ـ دة كله مش هيهز شعره لزين
ـ عشان كدة حضرتك هتعمل اللى انا هقول عليه
ـ قول انا سامعك
ـ.........
꧁꧂

قال رامى لسهام:
ـ يعنى احنا دلوقتى هنفضل فى ضهر جنى وهنحاول نخلى زين يعشقها مش يحبها بس... طب ياترى بقى يختى جنى هترضى
ـ مش هى بتحب المملكه
ـ اكيد
ـ يبقى هترضى
ـ طب ياستى
اقبلت جنى على رامى وسهام و قالت:
ـ اهلا اخيرا اتصالحتوا
ـ دة حصل حاجات متلتله من وراكى.. هو انتى كنتى فين؟
ـ انا؟
ـ اه انتى
ـ انا كنت بتمشى عادى يعنى
قال رامى :
ـ جنى...
ـ ايوة يا رامى كنت عنده
قالت سهام:
ـ كويس جداً جداً
ـ ايه؟؟
ـ جنى إحنا عايزينك تخلِّى زين يحبك
ـ لا طبعاً استحاله اعمل كدة
ـ ليه
ـ عشان مبحبش اكسر قلب حد
قال رامى:
ـ نعم يختى!!
ـ رامى متكلمنيش كدة انتوا مش مستوعبين اللى انتوا بتقولوه هو عشان اتصالحتوا ف عايزين اي اتنين يحبوا بعض و خلاص.. و بعدين انت عارف كويس يا رامى إنى مش بحب حد وعمرى ما هحب حد ولا اخلى حد يحبنى وانا مش طايقاه.... استحاله!!!
ـ جنى احنا اكتشفنا ان الملكه مش كويسه ابداً ابداً و انتى لازماً تعملى كدة عشان محدش يموت عشان الحرب تقف بس... انتى الوحيدة اللى هتقدرى تقنعيه
سكتت جنى وهى تفكر قليلاً و بعدها قالت بضيق:
ـ حاضر هعمل كدة
قالتها و ذهبت بعيدا من امامهما وبعدما ابتعدت كلياً وجدت من يسحب يدها إلى مكانٍ ما و عندما نظرت إليه وجدته زين فقالت:
ـ خير... عايز ايه؟
ـ كنت عايز اقوللك حاجه
ـ ايه هى
سكت زين قليلا وهو يقول بداخله: هقولها ايه دى انا كنت عايز اشوفها
و خلاص انا غبى
ـ خلاص مش عايزة اعرف انت عايز تقول ايه بس هسألك سؤال
ـ هو انتى مش بتفهمى... مش انا قولت انا بس اللى بسأل
ـ يعنى انت اللى شدتنى لهنا ومش عارف تقول ايه و كمان بتشتمنى ومش عايزنى اتكلم
ـ عايزة تقولى ايه
ـ هو انت جبتنى ليه
ـ ايه
ـ اقصد يعنى احنا لسه شايفين بعض من شوية
ـ لا عادى انا بس كنت حابب مزعلكيش يعنى
ـ ايه دة... ايه دة اللى بسمعه!!
ـ فيه ايه
ـ انت مش حابب تزعلنى دة معناته انك حابب تفرحنى و دة مش هيحصل غير لما تجاوب على سؤالى
ـ تعالى معايا
اخذ زين جنى إلى مكان فوق القلعه و به هواء كثيف و قال لها
ـ انا خرجتك من السجن عشان حسيتك صادقه و مش بتكدبى ابداً و كان فيه جوا عينك الم بيفكرنى بنفسى.. انا خرجتك عشان واحدة زيك مش لازماً تموت ابداً.. انتى الوحيدة اللى فى العالم مش بتخاف منى
و دة خلانى افرج عنك بس.... هو دة الموضوع بكل بساطه
كان يبدو بسيطاً ما قاله زين و لكن بالنسبه لجنى فقد تقطع قلبها إلى اشلاء إنه يراها صافيه و لا يوجد بها حقد و لا تخاف احد و هى ستتسلل إلى قلبه و تكسره مجدداً و هى تعلم انها عانت من الآلام الكثير
لذا هى لا تريده ان يعيش تلك الآلآم و عندما انتهى زين من كلامه رأى
فى عينيها دمعه تسقط ببطىء وهى لا تشعر بها فقال سريعا:
ـ مالك مكنتش اعرف إنى مؤثر كدة
مسحت جنى دموعها سريعا وقالت له
ـ مفيش انت فعلا كلامك مؤثر
وامسكت يده و قالت:
ـ انت كويس جدا يا زين
ـ انا معرفش ليه الاول كنتى بتكرهينى و دلوقتى بتعاكسينى
... ياترى هتعاملينى ازاى بعد كدة
ـ فصلتنى يا ابنى
نظرت جنى إلى الاعلى و قالت
ـ انا مشفتش المكان دة قبل كدة
ـ دة المكان السرى بتاعى مفيش حد بيقعد هنا غيرى و لأول مرة اجيب حد هنا
ابتسمت له جنى ونظرا كلاهما للأمام بشرود

꧁نهايه الفصل 22꧂

ياسين اختفى لمدة ياترى عمل ايه
هو زين حب جنى و ياترى جنى هتكسر قلبه ولا هتقولله كل حاجه
و جاسر قال ايه للملك تامر
كل دة هنعرفه مع بعض فى الفصل الجاى
꧁دمتم سالمين꧂

لعنة الحظ (ارض الشمس)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن