♡الفصل 29♡

42 4 0
                                    

استيقظ ليراها نائمةً فى حضنه... فاستغرب بشده
اخذ ينظر إليها بعمق ، يتأمل ملامحها البريئه الهادئه
يراها كملاك جميل.. حاول ان يتماسك قليلاً... ما الذى يفعله هو!!!!!؟.......... استيقظت لترى نفسها نائمةً فى حضنه و هو ينظر لها نظرة تفحص... فابتعدت عنه و جلست ثم قالت بصوتٍ عالٍ:
ـ ايه يا محترم إللى عملته دة
كان هادئاً و لكنه لا يحب هذه الطريقة فى التعامل فجلس امامها ايضاً
و اقترب منها بوجهه و قال:
ـ اعمل اللى انا عايزة و انا محترم غصب عنك.. فاهمه
كانت تنظر إليه بصموت... كانت تتأمله قليلاً و هو بشعره المتساقط على وجهه و عينيه عسلية اللون التى كانت لامعةً حينها فتميل إلى اللون الاصفر.... من ثم تذكرت انها تريد ان تغيره و انها من نامت فى حضنه ليلة امس!!
قالت بعدما اخفضت رأسها و بصوتٍ هادىء و ناعم:
ـ فاهمه يا مولاى
ابتعدت عنه لتتركه فى حيرته.. دخلت الحمام و ذهبت إلى الخزانه
و اختارت ثوباً جميلاً قصيرٌ إلى الركبه.... و بدلت ثيابها و مشطت شعرها و خرجت بجمالها ذاك حينها رآها و فمه مفتوحٌ على وسعه و من ثم اغلق فمه سريعاً و قال لها بصرامه:
ـ غيَّرى اللى انتى لابساه دة استحاله تخرجى بيه
فتحت فمها من الدهشه و قالت له:
ـ ليه يعنى مش فاهمه؟؟
ـ هو كدة طالاما انا اللى قولته يبقى يتنفذ
ـ انا مش هغيّر حاجه انتهى الكلام اشوفك على خير
قالتها وهى تذهب إلى الباب بينما قال بصوتٍ عالٍ ارعبها
ـ انا قولت ايييييييييه
وقفت مكانها كالصنم و من ثم استدارت ببطء و حاولت ان لا تُظهر اي خوف و قالت:
ـ ايه
ذهب إليها بخطواتٍ ثابته ارعبتها و اقترب منها بشده و اخفض رأسه لينظر إلى عينيها و قال لها بصوت منخفض مرعب:
ـ غيَّرى هدومك حالاً
قالت له:
ـ بس اللى انا لابساه محترم
ـ لو مغيَّرتيش هدومك انا..
صمت قليلاً فقالت هى و قد استردت بعضاً من ثباتها:
ـ انت ايه.... قول هتعمل ايه
قال بخبث و قد استفزته:
ـ بما انك مش عايزة تغيَّرى فانا هغيَّرلك بنفسى
صمتت للحظه بصدمه كبيرة ما الذى سمعته هذا... تظن ان الخطب بأذنها... قالت له بعدم تصديق:
ـ ايه؟
ـ زي ما سمعتى... و هعد لغاية تلاته لو مغيَّرتيش هتشوفى هعمل ايه
قالت له:
ـ انت ح*قير
ـ اتنين..
كان سيقول ثلاثه فابتعدت سريعاً و اخذت شيئاً آخر و ارتدته و خرجت اجمل من المرة الفائته قال لها:
ـ انتى بتتحدينى بقى
ـ يخربيت كدة انا خلقتى كدة اعمللك ايه.... شكلك معقد من الفساتين البس زي الرجاله يعنى ولا مخرجش خالص
و بعدين مين دة اللى يستجرى يبصلى مهو كل المملكه بتترعب منك اصلاً كان يوم منيل يوم ما جيت القلعه دى
و اكملت و هى تُفرغ ما بها من سنوات:
ـ كنت جايه انتقم لأهلى منك و بعدين انت تكتشفنى و بعدين تحررنى يا ابو قلب حنين و بعدين تقوللى تلات ايام و بعدين تتجوزنى... يا ريتنى ما كنت اتخلقت اصلاً و اعيش كدة.... يا ريت ما بابا و ماما ماتوا.. ليه يسيبونى
قالت كلامها الأخير و الدموع تسقط من عينيها و جلست بانهيار و اشتياق لأباها و امها بينما تحطم قلبه إلى اشلاء و ذهب إليها وقال بصوته الذى
و لأول مرة يصبح دافئاً:
ـ جنى
قالت له وهى تنظر له:
ـ ابعد عنى مش عيزاك تشفق عليا .. كمِّل زعيق و تحكم مهو انت الملك
و انا العبدة
اكملت بكائها بينما جلس بجانبها على الفراش و قال لها و هو ينظر امامه بشرود:
ـ مش انتى الوحيدة اللى مشتاقه لأهلها فى ناس تانيه مش عندهم اهل اصلاً... ناس وحيدين... اهلهم مش اهل
حكمت الظروف عليهم انهم يبقوا متجبرين عشان الناس تهابهم و ميقلوش منهم تانى... كل الناس بتموت و كويس ان ليكى ذكرى حلوة معاهم.. اما فيه ناس عايشين و بيعذبوا قلبك مع حياتهم....
صمت قليلاً و كأنه يتذكر شيئاً ما بينما هى توقفت عن البكاء و انصتت إليه و بعدما انتهى و صمت شردت قليلاً.. ماذا إن كان يتكلم عن نفسه!! ... دار هذا السؤال فى خاطرها ماذا تفعل الآن... قالت له و هى تضع يدها على كف يده الموضوعه على رجله:
ـ و ليه ميبقوش كويسين مع الناس عشان يكسبوا حبهم
قال وهو ينظر لعينيها بحب:
ـ لازماً حد يكسب قلبهم الاول عشان يبقوا كويسين.... لازماً يلاقوا حد يستحق حبهم....... و اظن انهم لاقوه
اقترب منها اكثر ليأخذ قبلةً منها و لكنها ابتعدت فجأه و قالت بتلعثم:
ـ انا.... رايحه... اغيَّر هدومى....
ابتسم و هو ينظر إليها و هى تبتعد...
ذهبت إلى الحمام و فتحت الخزانه و اخرجت ثوباً طويلاً و ارتدته و عندما اقتربت من الخروج شعرت بنبضات قلبها تعلو و تهبط عندما تذكرت ما حدث منذ قليل......
لن تبقى طيلة عمرها فى الحمام بالطبع.. لذا فتحت الباب و خرجت فرآها اجمل يبدو انه يراها جميله اكثر اقترب منها و هى اغمضت عينيها و لكنه ذهب إلى الحمام ببساطه فسخرت من نفسها بشده.. سمعت صوته يأتى من الداخل قائلاً:
ـ جنى متخرجيش
قالت له:
ـ احم احم.... هعمل ايه يعنى و بعدين لازماً تتكلم فى الحمام و كل دة بتغيَّر انا مش بقعد كل دة!!
خرج من الحمام و لكن لم يكن يرتدى غير بنطالاً اسود اللون فغضت نظرها سريعاً و قالت له:
ـ خليك جوا ادخل البس براحتك اقعد للسنه الجايه عادى
اقترب منها و قال:
ـ هتستنينى؟
ـ لغاية اما اموت
ـ يخربيت الكذب
ـ اخص عليك دة بدل اما تقول بعد الشر عليكى... و ادخل يلا انا مش هفضل حاطه ايدى على عينى كتير
ـ اولاً انا بقول الحقيقه مظنش انك هتستنينى طول عمرك
ثانياً انا مقولتش إنك تحطى ايدك على عينك يعنى
ابعدت يداها و نظرت إليه و من ثم قالت:
ـ هو من حيث إنى استناك تخرج من الحمام ف دة مش اكيد اما بقى من حيث إنى استناك فانا مش ورايا غيرك بجد انا مش بهزر او بتدلع عليك مثلاً انا كلامى واضح و صريح
ـ اول مرة حد يهزمنى فى الكلام يا مولاتى
سرت قشعريرة فى جسدها كاملاً.. قالت بتلعثم:
ـ مين دى اللى مولاتك
ـ انتى
ـ شكراً ربنا يخليك
ـ فعلاً!!!
ـ انا مبعرفش اقول كلام حلو هو انا كدة... و بعدين انت مش خايف تبرد
ـ هخاف ليه هو انا لو مت حد هيعبرنى بالعكس دول هيفرحوا !
ـ متقولش كدة لو سمحت
قالتها و ذهبت الى الحمام و فتحت الخزانه و اخرجت له قميصاً ابيض اللون و اعطته اياه و قالت له:
ـ امسك البس
ـ مش بحب الأبيض
ـ و موجود ليه طالاما مش بتحبه
ـ عشان انا الملك فلازما يبقى عندى كل حاجه
ـ يخربيت الغرور..... و بعدين اظن ان الأبيض عليك هيبقى حلو
ـ انا مش هلبس ابيض
ـ ليه
ـ كدة
ـ هو انا ليه كل اما اقولك ليه تقول كدة.. هو فيه ايه... و بعدين انت ليه زي الاطفال كدة
ـ انا مش طفل
ـ متأكد؟؟
ـ اااه طبعاً
ـ لا الأطفال بيعاندوا زيك بالظبط
اخذ منها القميص وارتداه و من ثم قال:
ـ اهو شفتى انا مش طفل
اخذت تضحك بشدة بينما هو استغرب نفسه إنها المرة الأولى التى يكون هكذا بالفعل كالطفل!.... نظر إلى ضحكتها بحب و ابتسم لها و من ثم قال:
ـ اضحكى اضحكى.... انا همشى دلوقتى اشوفك بالليل هنخرج سوا كان نفسى نخرج دلوقتى بس انا مشغول جداً حاولى متبعديش كتير.. تمام؟
ـ تمام
اقترب منها بينما هى ابتعدت فاقترب اكثر إلى ان التصقت بالحائط فقبّل جبينها و من ثم ذهب من امامها بينما هى تحسست بأصابعها على مكان قبلته و ابتسمت و حاولت اخفاء ابتسامتها فزادت ابتسامتها اتساعاً بخجل... فجأه طُرق الباب.. ففتحته ببطء لتجد رامى.... نظرت له قليلاً و من ثم قالت:
ـ رامى.. انت خرجت من السجن؟؟
ـ اه.... جنى انا..
ـ تعالى اقعد
دلف إلى الداخل معها و قال لها:
ـ جنى.... انا هسألك سؤال واحد بس و عايزك تردى عليه و بكل صراحه
ـ خير؟
ـ أولاً انا عايز اعتذرلك... عشان بحملك مسئوليّة المملكه و انتى ملكيش ذنب اصلاً.... باختصار... انتى عايزة تكملى المهمه دى ولا لا..... لو مش عايزة انا عندى استعداد ابعدك عنه و انتى عارفه كدة كويس
قالت مُسرعه:
ـ لا
ـ ايه؟!
ـ اقصد إنى مش هتخلى عن المهمه
ـ ليه؟
ـ عشان انا عايزة اغيَّر زين كلياً!
ـ دة ازاى دة... اقصد اشمعنى يا حنينه
ـ انا..... مشفقه عليه
ـ متأكدة؟
ـ الصراحه... هو يستاهل حد يبقى معاه.... يستاهل يتغيَّر للأحسن
ـ انتى عارفه انك كدة طمنتينى..
ـ الحمدلله
ـ انا هضطر امشى انا و سهام
ـ يعنى هبقى لوحدى؟
ـ معاكى حبيب القلب... اقصد زين
ـ قصدك ايه بحبيب القلب؟
ـ ولا حاجه... سلام
ـ سلام
ذهب رامى من امامها مبتعداً ليتركها تفكر بما ستفعله فيما بعد

لعنة الحظ (ارض الشمس)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن