كان يجلس بهدوء عكس ما بداخله من توتر و قلق لقد مرَّت سنوات على رؤية أخته الصغيرة هل ستكون طفولية و رقيقة كما عهدها أم ستتغير و هل ستتغير للأسوء أم للأفضل؟؟ تلك الأسئلة كانت تتوالى عليه كان يُريد إيقاف سيل أفكاره و لكن كيف؟ إنها حبه الصغير كانا دائماً يتشاجران لكنه بالرغم من ذلك كان الأقرب إليها كانت عندما تبكى تذهب إليه كانا يحبان بعضيهما بشدة. تنهد بحزن على حياته. كيف أهمل إخوته هكذا؟
أكل هذا من أجل تلك المشكلة البسيطة.
إقتربت منه زوجته بحزنٍ على حالته تلك هى تعلم جيداً أنها لن تستطيع تهدئته مهما فعلت لكن لا تستطيع تركه هكذا لقد أصبح بتلك الحالة منذ أن علِم بموافقة أخته على مقابلته
جلست أمامه و أمسكت يده برقة و قالت بإبتسامة:
ـ تامر متقلقش كله هيبقى كويس
نظر لها فجأة و كأنه شرد مجدداً فنظرت للأسفل بحزن عليه
قال لها بإبتسامةٍ ليخفف عنها:
ـ متقلقيش عليا يا سارة انا كويس
نظرت له بحاجب مرفوع فضحك بخفوت و قال:
ـ كل الموضوع إنى متوتر شوية
ثم نظر لها بحزن و أكمل:
ـ خايف الطفلة اللى كانت معايا تتغير و تبقى قاسية زي.. زي.. زي والدتها... زي ماما يا سارة كانت كويسة و اتغيرت
خايف تتغير و تكرهنا كلنا زيها
قالت سارة و هى تنظر لعينيه:
ـ لو كانت بتكرهكوا مكانتش جت تقابلك
قال بتساؤل طفولى:
ـ هو.. هو.. هو لما اشوفها أتعامل معاها ازاى؟.. اخدها فى حضنى و اعيط ولا ازعل انها مبتسألش و لا اتعامل بجمود لغاية ما نهزم حاكمة ملوكيوم؟
ابتسمت و وضعت اصبعها على قلبه و قالت:
ـ دة هيقوللك
ابتسم لها ابتسامته التى تسحرها دائما و اقترب منها و همس:
ـ بحبك
ابتسمت له بتخدر و شرود فى عينيه و كاد يطبع على شفتاها قُبلةً لكن طُرق الباب مما جعلها تفزع و ابتعدت سريعاً فنظر بضيق أمامه و هى ابتسمت بخجل و نظرت أرضاً
أشار لها لتجلس بجواره ففعلت و احتضن خصرها بيده و قال بصوتٍ عالِ:
ـ أدخل يا جاسر يا قاطع اللحظات ادخل
دخل جاسر بالفعل هو و رنا و قال باستغراب:
ـ انت عرفت منين؟
ـ مفيش حد فى المملكة ببجاحتك عشان يخبط على الملك فى جناحه الخاص.. هو الحراس إزاى بيخلوك تخبط بالمنظر دة؟!
ـ و دى تيجى بردو يا باشا احنا نعدى فى الحديد
ـ طب والله مش ناقص غير تقوللى ياسطا تامر!
ـ ههه الجايات كتير
ـ قول يخويا عايز ايه و انت داخل متحمس كدة
ـ مفيش كنت عايز اقولك إن الملكة لارا وصلت و مستنياك
اقترب منه تامر بغضب و قال:
ـ و انت عمال ترغى و مفتحتش بوقك طب والله لاوريك
أخذ يركض خلفه و جاسر يركض و يضحك بصوتٍ عالٍ بينما كانت رنا و سارة تذهبان خلفهما بإبتسامةٍ حنون
وقف جاسر أمام غرفة العرش حيث تكون لارا و أخذ نفساً كبيرا و هو يقول:
ـ الله يخرب بيتك أنا عمرى ما جريت كدة
وصل له تامر و هو يتنفس بعنف قائلاً:
ـ منك لله يا جاسر منك لله
ـ إيه
ـ ايه؟
قال جاسر و هو يضيق عينيه:
ـ مش هتدخل؟
قال بتوتر كبير:
ـ هى.. هى جوة؟
ـ اه يخويا جوة
ضربه تامر على كتفه بخفة قائلاً
ـ إتكلم عدل انا اكبر منك حتى
ـ ما انت اللى قولتلى قوللى يا تامر
ـ قولتلك تقول تاااامر بس مش معنى كدة تعتبرنى ابن خالتك
ـ حاضر يا ابيه
ـ ههه.. خفة
قال جاسر بجدية:
ـ هتدخل بقى ولا هنقعد نرغى يا أبيه تامر
ـ يا تقول ملك تامر يا تقول تامر بس.. تمام؟
صمت جاسر ليفهم تامر أنه لا مفر أبداً إقتربت منه سارة و أمسكت يده لتبعث بداخله ثقة و قوة تزعزعت بداخله
قبَّل جبينها بينما وضع جاسر يده على عينىّ رنا التى ابعدت يديه قائلة:
ـ فيه إيه متخلى الغلابة تتفرج
ـ غلابة مين يا معفنة إنتى مينفعش تشوفى المناظر دى
نظر له تامر بغباء فقال جاسر:
ـ بس يبابا يالا البت حمضت جوة
أخذ تامر نفساً عميقاً و... دخل
نظر بترقب لكل بقعة فى الغرفة حتى و جدها تنظر له و بعينيها بعض الدموع التى تتلألأ. ترك تامر يد سارة و إقترب من شقيقته ببطء و هو ينظر لملامحها التى لم و لن ينساها أبداً
دق قلبه بعنف بينما هى لم تكن اقل منه توتراً و شوقاً
وضع يديه على خدودها بحنان فائض و همس بصوتٍ مبحوح خرج بصعوبة:
ـ ل... لارا
وضعت يدها على فمه و نظرت فى عينيه بشوق كبير و هنا بكى تامر كما لم يبكى مسبقاً فاحتضنته أخته بشدة و هو شعر بوجود من يهتم بأمره فَهم ما فعلته عندما نظرت لعينيه كانت تحدثه لقد اعتادا دائماً على التحدث بالأعين فقط أعينهما مَن تتحدث
لم يستطع إبعادها عن حضنه بينما هى تماثلت معه فى الرأى لم تستطع رنا أن تكتم دموعها كثيراً فبكت بشدة و قلق عليها جاسر فضمها إليه بشدة و أخذت تهمس قائلة من بين دموعها:
ـ إزاى.. إزاى قدرت تعمل كدة فى عيالها..
قبَّل جبينها بحب لعلَّه يطمئنها
قالت لارا بدموعها التى تنهمر:
ـ تامر... تامر... متسبنيش يا تامر... أنا أسفة... أسفة...
أخرجها من حضنه بصعوبة و نظر لها بأعينه التى اصطبغت بالحمرة من كثرة البكاء و أخذ يمسح دموعها بحنان و قال:
ـ عمرى ما هسيبك تانى يا لارا
ـ توعدنى؟
ابتسم على طفولتها التى افتقدها و قال:
ـ أوعدك يا قلبى
مسحت دموعه أيضاً برقتها المعهودة و قالت:
ـ خلاص بقى متعيطش عشان بزعل والله و هتلاقينى انا كمان بعيط
ضربها عل كتفها بخفة قائلاً:
ـ دة على أساس إنك مقعدتيش تعيطى قد كدة
ـ لا والله انت عيطت اكتر
ـ لا انتى عيطتى اكتر
ـ لا انت اكتر
ـ لا ان..
قاطعتهم رنا قائلة:
ـ مخلاص يا بابا منك ليها إيه دة
همست لنفسها و سمعها جاسر:
ـ انا اقول بردو الملكة بعدتهم عن بعض ليه؟
ضحك جاسر فنظر له تامر باستغراب فقال:
ـ احم احم... عن أذنك يا تامر أستأذن انا
ـ رايح فين؟
ـ مهمتى خلصت لغاية هنا
اقترب منه تامر و احتضنه حضن اخوى و قال:
ـ هستنى اشوفك تانى يا صاحبى
ـ اكيد هنشوف بعض
قالت رنا موجهةً كلامها للارا:
ـ فين ياسين يا مولاتى
ابتسمت لارا بطيبة لم ترها رنا فى حياتها و قالت:
ـ ممكن تقوليلى لارا هو ياسين دة اخوكى الكيوت؟
قالت رنا بتشنج:
ـ كيوت؟!
ـ اه
ـ و حازم عارف؟
ـ ههه اه هو صاحبه أكيد عارف.. اه اسفة هما فى الجنينة كنت عايزة اقابل تامر لوحدى و هما استنوا فى الجنينة
قالت رنا بدون وعى:
ـ انت رقيقة اوى
ـ ههه شكراً ليكى
قال جاسر و هو يأخذ رنا:
ـ عن إذنكوا
أومأ له الجميع وأخذها و خرج بالفعل كاد تامر يستدير إلى لارا حتى رآها تركض ناحية سارة و تحتضنها بشدة و قالت لها:
ـ الطفل كويس؟
ـ اه
قالت لها لارا بلهفة:
ـ هو فين
ـ قصدك هى
ـ بنت؟
ـ اها
ـ الللله يا سارة كان نفسى اشوف بنت شبهك اوى
ـ فى الحقيقة هى شبهك انتى
ـ اسمها ايه الصغنتوتة دى
قال تامر:
ـ لارا... اسمها لارا
ابتسمت لارا و بدأت دموعها تتلألأ مجدداً فنظر لها تامر بمعنى أرأيتِ أنتِ مَن يبكى لا أنا فابتسمت له و مسحت دموعها بكفيها الرقيقان و أشارت له أن يأتى و أحتضنتهما هما الإثنان
أنت تقرأ
لعنة الحظ (ارض الشمس)
Romanceلمحة لطيفة عن الرواية: رواية خيالية بلمسة واقعية و كأنك تشعر أن هذا الخيال حقيقى. ملحوظة مهمة: لن تشعر بها إلا إن تغلغلت بأجزائها الأحداث ستصبح أعمق و أروع. الرواية ما زالت(قيد التعديل) لكن إن قرأتها فلا بأس تكفينى عيونك الحلوة التى ستقرأ و تن...