كانت تمشى فى الرواق مع تلك التى تُمسك بيدها و ذهبت إلى الساحه
و المطر يهطل بشدة على الحاضرين تحت منظرٍ مهيب و كان ينظر اليها نظرة غامضه لم تفهمها و عندما وقفت سهام امامه اعطته يدها ليُمسكها ولا يوجد لديها اي ردة فعل
كانت جامدة لا تتحرك و كأنها لا تشعر بمن حولها.. فقط تنظر امامها ببرود و هذا ما تكلم عنه الحاضرين و كانوا يتسائلون إن كانت مُرغمه على هذه الزيجه
و قاطع كل برودها و شرودها صوت المأذون و هو يُعيد عليها سؤاله قائلاً:
ـ جنى انتى موافقه يابنتى عالجواز دة
قالت ببرود وشرود كما كانت... قائله:
ـ موافقه
ابتسم المأذون بحزن و قال لزين الذى كان ينظر امامه ايضا:
ـ موافق يا مولاى؟
قال بجمود:
ـ موافق
تمت الإجراءات و كما توقع الحاضرين لم تُدق الطبول و لم يسمعوا اغنيه واحدة
و كأن هذا ليس زواجاً معتاداً أو أن الملك اراد هذا لكى لا تسعد العروس كما توقع البعض
ذهب بها إلى غرفتهما و نظر لها و قال:
ـ انتى وافقتى ليه
ـ مش دى اوامرك يا مولاى
ـ اتكلمى
ـ انا اتكلمت يا مولاى
ـ انت متغيرة كدة ليه
ـ الله اعلم.... ممكن تسأل نفسك؟
ـ بتتكلمى كدة ليه
قالت و قد نفذ صبرها:
ـ انت عايز منى ايه عايزنى اضحك فى وشك اللى مش بطيقه
ولا عايزنى ابقى مبسوطه مثلاً... انت اللى وحش...
انت عمرك ماحبيت تشوفنى سعيدة اصلاً.. عشان لو فعلاً كنت عايزنى سعيدة كنت بعدت عنى و سيبتنى امشى من القلعه الهباب دى
قال ببرود:
ـ اخيراً قولتى اللى جواكى كدة انا استريحت يلا ادخلى نامى بقى و انا هطلع اشوف شويه حاجات مهمه و ارجع
قالت فى سرها:
ـ و هخليك تستريح اكتر لما اقتلك يا حيوان
خرج منتصراً و لكن بداخله مجروحا و مُقطعاً إلى اشلاء꧁꧂
كانتا تجلسان معاً و يتحدثان فى امور عدة و يلعبان مع تلك الطفله الصغيرة و فجأه دخل عليهما هذا الشاب الجذاب و قال لهما:
ـ مولاتى... تامر عايزك
قالت له رنا:
ـ جايين يا جاسر
قال جاسر:
ـ انتى هتيجى معايا انا
ـ افندم!؟
ـ زي ما سمعتى يا هانم.... يلا
ـ حاضر
خرجت سارة بطفلتها و تركتهما سوياً فقال جاسر وهو يقترب منها قليلاً:
ـ رنا متدايقيش منى
ـ انا مش متدايقه
ـ لا متدايقه
ـ انت ايش عرفك
ـ تعالى معايا
ـ لا
امسك يديها و اخذها معه و اوقفها امام غرفه هى لم ترها مسبقاً و قال لها:
ـ غمضى عينك
ـ لا طبعا
ـ انتى مش واثقه فيا
ـ الصراحه اه
ـ طب ينفع تثقى فيا
ـ مش هغمض عينى
وقف خلفها و وضع يده على اعينها و قال لها:
ـ ادخلى براحه عشان لو وقفتى هخبط فيكى و هنقع.. فامشى كدة على مهلك
ـ ماشيه على مهلى اهو
اقترب منها اكثر لتستطيع يده الأخرى ان تفتح الباب وكانت تشعر بأنفاسه على رأسها فقالت له:
ـ علفكرة انا عندى ايد ممكن افتح
ـ تفتحى ازاى بس و انتى مش شايفه
ـ هحسس بدل مانت كدة بتبربر فى شعرى
ـ ابربر ايه بس يامعفنه انتى
ـ اقوللك ايه بس يعنى... ابعد عنى و انا هغمض عينى و خلاص
ـ لا انا عجبتنى البربرة فى شعرك
ـ منتن
ـ شكراً
ـ عفواً
و بعد ما فتح الباب اخيراً ادخلها و قال لها فى سرور بعد ما ابعد يديه:
ـ انا عملت كل دة ليكى انتى بس
فتحت عينيها و قالت فى سعادة بعد ما رأت المكان المُزين و الطاولة الموضوعه فى المنتصف و الورود فى كل مكان و ايضاً الشموع:
ـ المكان تحفه
ـ شكراً
ـ و بعدين؟
ـ و بعدين ايه؟!!
ـ يعنى انا مش فاهمه حاجه.... انت بتعمل كدة ليه
ـ انا بحبك
ـ ايه
ـ زي ما سمعتى
ـ بس انا
ـ انتى ايه
ـ معرفش
ـ متعرفيش ايه بس... اتكلمى قولى كل اللى جواكى انا مش هزعل
ـ بس
ـ ولا بس ولا بتاع... يلا انا سامعك
ـ شوف يا جاسر انت زعلتنى جامد منك حتى انا لما عملت اللى عملته كان عشان خوفى منك بس مش عشان انا عايزة اعتذر و كدة... و دة كان الحل الوحيد و انا دلوقتى معرفش انا محتاجه وقت عشان افك من ناحيتك ولا ايه
ـ كويس انك قولتى اللى جواكى بس انا عايزك متخافيش منى خالص
و الله انا كويس وبرىء جدا
ـ ما باين
ـ هيبان يا رنرون هيبان.... دلوقتى ينفع تقعدى على الكرسى ونتكلم شوية؟
ـ هنقول ايه تانى بس
ـ ولا حاجة ينفع توافقى على طلبى
ـ و ايه هو
قال لها جاسر وهو جاسٍ على ركبتيه و يُقدم لها عُلبه صغيره:
ـ تقبلى تتجوزينى
ـ اه اقبل... انا قولت كدة لما اتقدمتلى علفكرة
ـ انا واحد تانى دلوقتى يا رنا بسببك... فعايزك توافقى عالواحد الجديد اللى بيحبك بجد
ـ و انا موافقه
قالتها بابتسامه سعيدة
و هو ايضاً تبادل معها تلك الإبتسامة اللطيفه و البسها الخاتم الذى فى العُلبه و بعدها ظهر ضوءاً و قال عمرو فى سعادة بعدما ظهر امامهما و معه المأذون
ـ ازيكم يا عيال
لم تنطق رنا بكلمه واحدة بل ارتمت فى حضن اباها بسعادة و قالت:
ـ ليك وَحشه يااباااابا
ـ حبيبة بابا انتى اللى وحشتينى جداااا و دلوقتى بقى عايز اسألك سؤال ياحبيبتى
ابتعدت عنه قليلاً و قالت له:
ـ نعم يا بابا اتفضل
ـ انا جبت المأذون و حابب اكتب كتابكم انتوا الاتنين و قوليلى
انتى موافقه تكتبى الكتاب دلوقتى ولا لا
لو مش حابه خلاص تعالى معايا و هنعفيكى من المهمه
ـ بابا انت تعرف عنى إنى ممكن ابعد عن حاجه قبل اما اخلصها
و انا خلاص قربت اخلص و انا موافقه على كتب الكتاب دلوقتى
ـ تمام و انت يا جاسر موافق
ـ اكيييييد .... اقصد هوافق و خلاص بقى
ـ طيب يا ولاد يلا بينا نقعد
جلس الجميع و تمت الزيجه على خير و بعدها ودَّع الأب ابنته و ذهب كما اتى اليهم و تبقت الإبتسامات فقط فى الغرفه꧁꧂
ذهبت اليه مسرعه و وقفت امامه و قالت له:
ـ يلا يا رامى هنخرج
ـ ماشى
خرج معها باستسلام و كان حزيناً كما يبدو فقالت هى بتساؤل:
ـ رامى مالك
ـ انا حقير اوى
ـ ازاى تقول كدة انت عملت ايه اصلاً
ـ انا سيبتها للكلب بنفسى
ـ رامى انا مش فاهمه
ـ انا سيبت جنى تتجوز... عشان المهمه الزفت دى
ـ انت بتقول ايه
ـ انا حملتها فوق قدرتها.... ليه اتحكم فى إنها تتجوز مين...
ليه انا كدةةةة
ـ رامى هما بيحبوا بعض
ـ انا اجبرتهااا
ـ هنسألها
ـ جايين نسألها دلوقتى!!!! .. ايه الخداع اللى إحنا فيه دة
ـ لا يا رامى هى بتحبه زى ما هو بيحبها و انا من رأيى نديهم فرصه ممكن يبقوا كويسين
لم يرد عليها رامى و تركها و ذهب إلى غرفه جنى القديمه و جلس فيها
بينما كانت سهام تُقدِّر انه حزين من اجل اخته و قررت ان تتركه قليلاً꧁꧂
دخلت مع طفلتها إلى غرفتها و كانت مزيَّنه بطريقه جذابه و كان يقف
فى منتصفها و يُمسك باقة ورد فى يديه و يبتسم لها برجاء و عندما رأته هكذا وضعت طفلتها على السرير و بعدها نظرت إليه بحب و اقتربت منه
و عانقته بحب و قالت له بين دموعها:
ـ متسيبنيش يا تامر
قال لها بسعادة و فى نفس الوقت بحزن لسماعه كلماتها تلك
ـ انا استحاله اعمل كدة يا سارة استحاله....
انا سيبت كل حاجه عشانك انتى بس
و استحاله اسيبك انتى كمان... استحاله اسيب حياتى
لو سبتها هموت و مفيش حد بيعوز يموت غير لما اللى بيحبه بيعوز يقتله لما يبعد عنه
ـ و انا استحاله ابعد عنك و عن حضنك يا تامر... بس... متزعقليش تانى
ـ استحاااااله
كانا سعيدان بهذه اللحظه السعيدة و لكن ما اوقفهم صوت بكاء تلك الطفله
ـ البت بتعيط ليه
ـ ممكن عشان سايبينها
ـ طب خلاص يختى روحيلها
ـ حاضر꧁نهايه الفصل 27꧂
أنت تقرأ
لعنة الحظ (ارض الشمس)
Romanceلمحة لطيفة عن الرواية: رواية خيالية بلمسة واقعية و كأنك تشعر أن هذا الخيال حقيقى. ملحوظة مهمة: لن تشعر بها إلا إن تغلغلت بأجزائها الأحداث ستصبح أعمق و أروع. الرواية ما زالت(قيد التعديل) لكن إن قرأتها فلا بأس تكفينى عيونك الحلوة التى ستقرأ و تن...