♡الفصل32♡

24 2 0
                                    

نظرت امامها قليلاً بإستغراب بعد شرودها ذاك... ألم يقُل لها أنه سيُخرجها اليوم... ماذا يفعل الآن ياترى؟. هكذا تسائلت
خرجت بهدوء و ذهبت إلى عرشه.
هى الآن تأسف لإزعاج جلالته لكنه قطع عهداً و يجب عليه أن يوفيه
كانت ستفتح الباب و لكنها توقفت و سألت الحراس على البوابة:
ـ الملك زين جوة؟
قال احدهم بطاعة:
ـ اه يا مولاتى
شعرت بشعورٍ لذيذ.. إنها ملكة الآن.. كم هو شعور رائع!
اومأت برأسها و كادت تفتح لكن اوقفها احدهم بخوف و قال:
ـ مولاتى فيه تاجر جوة بيتكلم مع مولاى و مولاى مش بيحب حد يبقى فى اجتماع معاه
قالت له:
ـ انا مش أي حد!
نظر الحارس للأرض بحرج بينما هى قالت داخل نفسها
"انا اتعديت من زين ولا ايه؟ "
فتحت الباب اخيراً لتراه يجلس على عرشه بشموخ و أمامه يقف أحد التجار و يتحدث معه و عندما فتحت الباب نظر الإثنان لها.
استطاعت تمييز النظرتان فقد كانت احدهما حنونة و هى تعلم صاحب تلك النظرة و أُخرى نظرةً خبيثة لم تعلم صاحبها
تبدلت نظرة الحنان فى عين الملك زين إلى نظرة غضب و غيرة جحيميين
و نهض من على عرشه بغضب جعل الجميع ينظر إليه بينما هى اقشعر بدنها و هى تراه يقترب منها بشدة و كأنه يُخبئها من نظرات ذلك التاجر!
ابتعدت قليلاً بحرج لتخرج و قالت:
ـ آسفه هبقى آجى فى وقت تانى
نظر لها بلوّم و كاد يتحدث لكن سبقه ذلك التاجر قائلاً و هو يقترب منها و يطالعها بنظرات عابثه:
ـ معلش يا مولاى انا ممكن اريحك منها للأبد و أخدها معايا فى رحلاتى الكتير
نظر له زين نظرة جعلت جسده يرتعش و يبتعد عن جنى بعد ان كاد يلمس يدها و أحاط بيده خصرها و قربها منه و كأنه يقول أنها ملكه
بينما كانت هى مندهشة مما يحدث لها كادت تتحدث لكن قاطعها صوت زين الهادئ نوعاً ما و هو يقول لها بصوت عال:
ـ شرفتينا فى اجتماعنا يا مولاتى
هُنا صُدم التاجر صدمة عمره! و كان سيموت رعباً
قربها زين اكثر و ذهب بها إلى عرشه الذى يكفى لإثنين فقط!
اجلسها و قبَّل جبينها بحب و من ثم نظر لأعينها و قال بصوتٍ هادئ لم يسمعه سواها:
ـ ثوانى و هرجع يا ملكة قلبى
ابتسمت بسعادة و خجل و هى تقول انها استطاعت ان تغيره و ان تجعله يتحكم بمشاعره الغاضبة اخيراً !
كاد يذهب و لكنها امسكت يده لينظر لها و تقبِّل خده و من ثم تبتعد و تجلس بخجل. ابتسم لها قليلاً و عندما استدار تماماً ظهرت نظرة شرٍّ على وجهه. اقترب من التاجر الذى يكاد يبلل سرواله و ابتسم له فاستغرب التاجر بشدة فوضع زين يده على كتفه و ذهب به خارجاً و ما زالت الإبتسامة على وجهه. استغربت جنى لكن اعتقدت ان زين سيُفهم التاجر خطأه بكل عقلانية نعم صغيرها اصبح عاقلاً لذا كافأته بقبلة صغيرة
بينما فى الطرف الآخر كان التاجر المسكين فى غرفةٍ حالكة السواد لا يرى أي شئ ابداً لكن سمع صوت فحيح يأتى بجانبه إلتفت سريعاً لكن لا يستطيع رؤية شيء سمع طرقعة إصبع و فجأة فُتح النور ليظهر كل شئ
التاجر مكبَّل الأيدى ينظر حوله برعب و قدميه ايضاً مكبَّلة
نظر بجانبه ليجد زين يجلس على كرسيٍّ و يضع قدماً على قدم
و ينظر إليه نظرة مرعبة. فجأةً وقف و بسرعةٍ خاطفة و امسك ياقة قميص التاجر و قال له بفحيح:
ـ عارف انت عملت ايه من خمس دقايق؟
قال التاجر برعب:
ـ ل.... ل.... لا
ابتسم زين بشر و ضمَّ شفتيه و من ثم قال له و هو يقترب منه:
ـ انت صعبان عليا اوى... عمرك ما هتشوف النور تانى
و من ثم اكمل بغضب كبير:
ـ عاااااارف ليييييه
اكمل بضياع:
ـ عشانها بس... عشان بصتلها ثانيه واحدة
قال بغضبٍ مجدداً:
ـ معرفش اعمل فيك ايه مفيش عقاب يليييييييق
مفيش عقاب يليق بنظرتك ليها
اكمل بهدوء:
ـ عارف لو كنت بصيت بس... كان ممكن... تمشى اعمى مثلاً
لكن انت زودتها و اتكلمت لا و مقولتش اي حاجه... دة انت كنت عايز تاخدها
قال بغضب:
ـ تاخد مين يا ابن ال****... دة انا هاخدك للجحيييييم
زفر بغضب قاتل و اشار بإصبعه لهالة سوداء و من ثم خرج
ليرى التاجر شخصاً يستحق القول عليه انه يرتدى السواد!
اخرج ذلك الشخص كيساً اسود و فتحه و من ثم ألقاه.
نظر التاجر للكيس و سمع صوت الفحيح مجدداً..... إنها.... إنها..... إنها........ افعى...سوداء!
لا ليست واحدة إنهم ثلاث!
سمع صوت زين و هو يقول:
ـ دى آخر حاجه هتشوفها فحياتك!
قالها ثم سمع صوت طرقعة الإصبع من زين مجدداً و من ثم اصبح.... وحيداً مع تلك..... الأفاعى!
خرج زين بانتصار و هو يسمع صراخ ذاك التاجر
بالرغم من انه لم يُشفى غليله بعد!
ذهب إلى عرشه ليجدها تجلس بحيرة و عندما رأته وقفت و ذهبت إليه سريعاً بحرج من ما فعلته و كادت تذهب لكنه امسك يدها و ابتسم لها و نظرت لإبتسامته بتخدر. ذهب بها إلى العرش و هو يصعد بها كل سُلَّمه
يتذكر بصعوده لكل سُلَّمه و هو يُمسك يديها الآن كصعودها إلى قلبه
كانت تصعد بإستحياء و كلما تعود خجلاً يجذبها ذلك السُلَّم مجدداً
إلى ان وصلت اخيراً... وصلت إلى قلبه!
أجلسها زين على العرش و من ثم جلس امامها و رفع رأسه و هو ينظر فى عينيها التى تنظر له بإستغرابٍ و بسمة تعجب
قال لها بصدقٍ نبع من قلبه لا من عينيه فقط:
ـ انتى من اليوم دة و انتى هتبقى معايا خطوة بخطوة... هتروحى معايا فى كل مكان.. انتى الملكة يا جنى.. انتى ملكة.... قلبى!
مبقتش اقدر ابعد عنك لحظة واحدة.. عشان كدة قررت إنك تبقى معايا هنا عشان اشوفك دايماً. عشان ابقى مرتاح فى كل قرار باخده لما ببصلك و تبتسميلى
كانت كلماته تلك تقع عليها كالصاعقة التى عندما لامستها جعلتها تشتعل بداخلها. كانت انفاسها تتلاحق بشدة و لا تفعل شئ غير النظر فى الأرض بألم.. لقد كبر الأمر بشدة لم تكن لتتوقع ذلك مطلقاً.
كيف كانت تفكر بقتل شخصٍ مثله؟!.
إنه كالطفل الصغير.
ايضاً... هى لم تخبره بأمر رامى و سهام و الملكة و لن تخبره!
لم تخبره بشئ و هو فتح كتاب حياته امامها لتقرأ منه ما تشاء
قالت له جنى عندما اتت لها فكرة ما:
ـ هو... هو... هو انت ازاى بتثق فيا كدة... يعنى انت عارف انى كنت جاية اقتلك بس.. ايه السبب؟
قال لها ببسمة:
ـ مقدرش مثقش فى نفسى... اه... انتى نفسى.. انتى انا
قالت له جنى بجديه و هى تحاول اخفاء ذوبانها فى كلماته:
ـ الله يخليك بطل محن كدة كتير و الله.. انا عايزة سبب مقنع
وقف و جلس بجانبها و نظر امامه بشرود و هى تفكر.. هل ازعجه حديثها ذاك؟... قال و هو ينظر امامه:
ـ معرفش ليه بثق فيكى كدة بس اللى متأكد منه إنك مش هتخونى الثقة دى
كانت تلك الكلمات كافية لتؤلم قلبها الذى عشق
نظر لها نظرة غامضة لم تستطع ترجمتها و من ثم ذهب سريعاً
جلست قليلاً و هى تفكر بداخلها"رائع.. شجار جديد... لا أراه إلا و نتشاجر... لمَ... لمَ... لمَ احبه هكذا... لمَ لا استطيع البوح بما بداخلى له...
هل لأنهم يعتمدون علىّ؟
فليذهبوا للجحيم ما بهم هؤلاء.. كل ما أريده هو شخص مثل ذاك الرجل
لن استطيع خسارته... يجب ان اخبره... لا... لا... لن استطيع انا احبهم ايضاً... لكن اولاً يجب عليّ الذهاب له لا ارجح فكرة تركه.... منذ متى و انا اهتم لمشاعر احد ما؟ "
وصلت إلى الغرفة كالعادة و دلفت للداخل و هى تدعى ان تستطيع كتمان السر.. عندما دلفت للداخل لم ترى احد... اين هو؟
تسائلت بهذا. استغربت بشدة اين هو هذا الملك
اخذت تفكر إلى ان استقرت سفينة افكارها على شاطئ التنفيذ
ذهبت بهدوء إلى الحديقة هذا ما أتى بذهنها فقد كان هذا مكان لقاءهم الأخير.
عندما اقتربت من الحديقة أتى بذهنها ذاك المكان الذى أخذها له
ذهبت هناك و عندما اقتربت سَمِعت ما أفزعها

لعنة الحظ (ارض الشمس)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن