الفصل الرابع

277 16 0
                                    

الفصل الرابع

همست وسناء قرب أذنها لما لاحظت صمتها وارتباكها
- اذهبي معه فوفو هيا أنها فرصة لا تعوض
اومأت بهذيان ثم وقفت لتجمع اغراضها من فوق الطاولة لتتبعه بصمت .. سارا معا وان كانت خطواتها متباعدة ومتباطئة عن خطواته الواسعة الا أنها كانت كفأرة صغيرة تسير جانبه خاصة وهو بهذا الطول الفارع ... لم يوجه لها اي كلمه فقط كان يسير بتمهل لتستطيع مجاراته بخطواتها الصغيرة تلك !
.............................................
دلف الى منزلهم الواقع في افخم منطقه في البلدة كانت والدته تجلس في الصالة تقلب في مجله تنظر لمحتوياته بملل القى عليها السلام وجلس على الأريكة المقابله لها
- مرحبا امي
رفعت رأسها بأبتسامة هادئه
- اهلا فارس .. اليوم عدت باكرا هل انتهت محاضراتك ؟!
اجابها بضجر وهو يرجع بظهره الى الوراء ويفرك جبينه ببطئ
- كلا انا خرجت لقد شعرت بالتعب قليلا
رمت المجلة فوق الطاولة واولته انتباها قائله بخوف
-ماذا هناك فارس !! هل تشعر بأي آلم ... هل اتصل ب...
قاطعها بحدة رغما عنه فلقد بدأ يشعر بالأختناق من الأهتمام المبالغ به الذي تحيطة به والدته منذ الحادث وكأنه طفل صغير لايجيد العناية بنفسه
- لا تقلقي امي لا يؤلمي شي انا فقط شعرت بالضجر ليس الا
اومأت براحة وهي تتفحص وجه ولدها بأهتمام فهي تقلق عليه جدا خاصة بعد ما جرى له في بريطانيا عندما كان مسافرا للترفيه يا الهي للان يقشعر بدنها كلما تذكرت شكله وهو راقد في المشفى ان تراه يقف امامها وهو باتم صحة لهي معجزة الهية بحق ...
قالت بنبرة حنونه
- سأذهب اليوم عصرا الى النادي الن تأتي معي ؟!
اجابها بهدوء
- لا رغبه لي بالخروج الى اي مكان امي
قالت بصبر وروية
- خالتك ابتكار وابنتها ستكونان موجودتان وقد سألت عنك لأكثر من مرة وانا افكر جدياً ان اخطبها ...
اجابها بملل
- يا امي للمرة الألف اقول لك لا افكر بالزواج الأن عندما انهي دراستي !
هتفت بأستنكار
- وما الضر من ان تتزوج و تدرس بنفس الوقت ؟! لاتقول لي ستنتظر لتكون نفسك انت لست بحاجة لذلك !!
قال مقطبا وهو يركز بصره على النافذة
- لقد اخذت عهدا على نفسي يا امي لن اتزوج الا اذا كنت مقتنعاً مئة بالمئة
هتفت بتعجب
- وهل العهد الذي قطعته لنفسك لايمكن نكثه ابدا ؟
اجاب سؤالها بسؤال ساخر
- وهل ابنة الخالة ابتكار تستحق لأنكث وعدي لأجلها ؟
نهضت والدته من مكانها ثم اتجهت اليه لتجلس جانبه قائلة بحنان وهي تمسد ذراعه
- وهل اعطيت لنفسك فرصة لتتعرف عليها عن قرب انت لم تتكلم معها الا لبضع مرات ولدقائق معدودة فقط .. اجلس معها تكلما براحة اكثر ربما غيرت رائيك يا ولدي !
لم يجيبها بشي لأنه يعرف ان ما سيقوله لن يعجبها ابدا .. فأبنه خالته مجرد فتاة تافهه .. وقف بتمهل ثم أستاذنها وخرج بهدوء ...
..............................................
تمدد على سريره بعد أن أخذ حماماً بارداً انعش جسده واعاد له النشاط ... طالع السقف بشرود ارهاقه ليس جسديا بل نفسيا ... اغمض عينيه ثم فتحهما ليعود بذاكرته لتلك الحادثة التي تعرض لها عندما كان يمارس هوايته ألا وهي سباق السيارات في العراء ... لا يعرف كيف انقلبت به السيارة ففي ثانية واحده لفه الظلام وتسلل داخل رئتيه رائحة الوقود ظن انها النهاية اغمض عينيه يستقبل الموت بشجاعه بينما الأصوات والهمهمات التي لم يفهم منها شيئا كانت تدور حوله كأنها أصداء بعيدة تأتيه من عالم آخر بعد عدة أيام استيقظ من الغيبوبه ليجد نفسه في المشفى وقد اصيب عاموده الفقري بأضرار بالغة كادت أن تجعله قعيدا طوال حياته احتاج لمعجزة الآهية لتعيد له القدرة على السير من جديد .. تشتت وتعب وهو ينتقل من مشفى وآخر ومن طبيب لطبيب وكلٍ منهم يقيمون حالته بشكل مختلف الى أن وجد جراح اشتهر بأجراء العمليات المعقدة الصعبة .... اخبر والديه بان امكانية اصابته بشلل في اطرافة السفلى وارد جدا لكي لا يعقدو الكثير من الأمال .. لكن شاء لله ان تنجح العملية لكن بالمقابل حرم من هوايته المفضلة وحرم ايضا من ركوب الدراجات النارية مع هدية لن ينساها ابدا الا وهي جرح غائر بشع المنظر يمتد على طول عموده الفقري !!!
كانت أوقات صعبة جدا بالنسبة له .. خاصة اثناء العلاج الطبيعي كان يشعر بعجز وقهر .. يرغب بتكسير كل ما يوجد امامه لكنه لايستطيع .. لم يكن أمامه ألا الصبر ...ربما بسبب هذا العجز شعر اليوم بالشفقه على تلك الفتاة المدعوة افياء ...
افياء .. افياء ردد الأسم اكثر من مرة ياله من اسم غريب لم يسمع به ابدا !!
تبدو لطيفة وصغيرة في السن ايضا كأنها مراهقة كيف لم يلحظها في دفعتهم سابقاً ... حسناً الأن هو يشعر ببعض الراحه خاصة عندما استطاع اقناع الأستاذه بأعادة الأمتحان لها ......
تذكر أعتراضها الواهي عندما طلب منها أعادة الأختبار والذي تداعي ما أن اخبرها بأمر الهدية التي اقتناها لأجلها ... ضحك بخفوت ثم قال بأشمئزاز
" انه سحر المال "
...............................
.................................................. ....
ماذا يوجد خلف الالم ؟!! بعد ان تتشبع الروح بالمذلة والمهانه !!
الشعور بالعجز هو شعور بشع جدا لايستطيع الدفاع عن نفسه كيف يدافع والضربات تنهال عليه من جميع الاتجاهات ؟!!!
تشابهت الايام لايعرف ماهو الوقت اهو ليل ام نهار ؟!!
الزنزانة كانت مظلمة رائحة العفن تغلغلت الى رئتيه
اصوات المعذبين وهم يصرخون ويستنجدون ويطلبون الرحمة والخلاص تخترق اذنيه فتبعث في نفسه المزيد من الأنقباض .. كأنها صرخات تأتي من الجحيم ...
لطالما قيل له عن وجود معتقلات سرية في اماكن لا يعلمها احد في البلدان الأوربيه إلا انه لم يدرك وجودها هنا في البلاد العربيه ايضا ... يا الهي انها غرف ومتاهات مظلمة ليس لها نهايه ... وسائل تعذيب تنافي وتخالف الأعراف والقوانين الدولية !!! لكن اي قانون اين هو القانون ؟!!! ماهي تهمته وماذا اقترف لينال هذا العقاب وياله من عقاب ... ارهف السمع فجأة انهم قادمون يكاد يسمع قرع احذيتهم على البلاط ... صداها يتردد بين جدران هذا المكان المجهول ... همس برعب حقيقي يا الله ... يا لله .... لم يعد لي الطاقه لاتحمل .... خلصني من هذا العذاب
دلفو الى الزنزانه ليقول الضابط بصوته غليظ
- الن تعترف ؟!
همس بخفوت وهو يتراجع الى الخلف
- لم افعل شيئا لاعترف عليه
همهم بسخريه وهويضرب العصى بباطن كفه الاخرى
- حسنا سنرى
وجه كلامه للرجلان يلبسان ملابس سوداء
- احضروه
امسكاه من ذراعيه وهو خائر القوى لم يكن له الطاقه حتى ليعارض لما يعارض ان لم تكن هناك رأفة او رحمة بقلوبهم الميته
......................................
.........................................
عادت الى المنزل وكأنها تتقافزعلى غيوم وردية ...اليوم هو أجمل يوم في حياتها ...اليوم ولدت من جديد ...دلفت الى الداخل لتشاهد والدتها تفترش سجادة الصلاة في غرفة الجلوس تصلي بخشوع .. ابتسامة عريضة ارتسمت على شفتها وسارعت الى غرفتها رمت كتبها على السرير ثم نزعت حجابها واخذت تدور وتدور وهي تفتح ذراعيها ... ارتمت على الفراش بلهاث .. همست وعيناها تلتمع بشدة .. لقد تكلم معي ونظر الي ... ياربي لقد جعل الأستاذة تعيد الامتحان لي لا اصدق لا اصدق ... يا الهي سأموت من شدة سعادتي لا محاله
تذكرت كيف طلب منها ان تنظره ريثما يدخل ليتكلم معها لبعض الوقت عندما وجه لها الكلام احست بأنتعاش عجيب يسري داخل خلايا جسدها .. اما انفاسها فهي بالكاد استطاعت تشهق الهواء لتعبئ رئتيها ... ورائحته اأأأه من رائحة عطرة التي جعلتها كالهائمة تنظر لظهرة العضلي بانشداه وعلى شفتها ابتسامة بلهاء لقد نسيت سبب بكائها بمجرد ان وجه لها كلمة واحده ... تنهدت وانقلبت على جنبها قائله بحالميه ... يالله هل يوجد مثله في الدنيا ... لا اظن ذلك
تجهمت فجأة ثم جلست قائله
- هل انا غبية كيف اشعر بالسعادة واخي لازال مفقودا
وقفت بسرعة واتجهت الى الخزانة لتخرج لها ملابس مريحة ومن ثم تهبط لتساعد والدتها المسكينه
...................................
-للمرة المئة يسأل نفسه ذات السؤال .. كيف لم يرها في الجامعة .. لا ليس هذا فقط بل بنفس قاعته التي يدرس بها .. من المستحيل ان يراى احد وجهه تشع منه البرائة مثل وجهها ولا ينجذب اليها ... كان هذا ما يفكر به فارس طوال الايام التي تلت فقد اصبحت عيناه تتجه ناحيتها دون ارادة منه .. يراقب نظراتها الشقية وابتسامتها الناعمة.. ملابسها البسيطة وحركاتها الطفولية تجذبه اليها اكثر واكثر ... لم يصادف فتاة تمتلك هذا الصفات النادرة ابدا .. فكل من عرفهن متصنعات يحاولن لفت انتباهه بطرق مكشوفة جدا !!
حاول ان يقترب منها اكثر .. كل يوم يتصنع حجة واهية ليذهب و يتكلم معها .. فمرة يسألها عن الأمتحان ومرة عن المحاضرة ومرة عن بعض المراجع ...الى ان تعودت وجوده هي الاخرى ولم تبدي نفورا من تواجده فقط الخجل والارتباك هو ما كان يلجم لسانها عن الأنطلاق معه في الكلام لكنه بات يعشق خجلها وحمرة وجهها الرائع ... يشعر بنقاءها وسط هذا العالم الزائف ... هل لازال هناك فتيات مثلها !!
- فارس انها ثقيلة وبليدة وانا لا اريدها معنا !.
رفع فارس حاجبيه بسخرية بينما داخله شعر بالأنزعاج لنعتها بالبليدة
- انا لن اخذ رائيك بما أريد انسة سوسن الفتاة اصبحت تهمني بطريقة او بأخرى واريدها ان تنظم لمجموعتنا
قالت بغيرة واضحة
- ماذا ؟ هل اصبحت تحدي جديد لك !! هل تريد ان توقعها بشباكك ؟!
قال بحدة وصرامة
- لا شأن لك بها نهائيا وابعدي سموم غيرتك عنها
قالت بلامبالاة بينما داخلها تغلي من الغيرة والحقد
- كما تشاء سيد فارس انت الكبير هنا
قال هاني بمرح ليجنب سوسن الحرج
- هيا فلنذهب الى الكافتريا نشرب شيئا باردا على حسابي طبعا
قطب فارس بضيق وهو يقف
- انا لا اريد الذهاب اذهبا انتم ان اردتم
تركهم وابتعد بخطوات واسعة وسريعة قالت سوسن بفحيح وهي تراقب ابتعاده بعينين حادتين
- أرأيت ؟! أراهنك على انه ذهب للبحث عنها !
اجاب هاني ببرائة
- وماذا في ذلك .. ارجو ان يجد الفتاة التي تستطيع تغيرة الى الأفضل
رمته بنظرة حادة ثم ابتعدت بخطوات غاضبة وهي تكيل السباب والشتائم لافياء
تمتم هاني بتعجب وهو يضرب كفا بكف
- يال حال البنات كل واحده منهن تريد ان تكون هي الأفضل !!
.............................
- هل لاحظتي شيئا غريباً يا انسة افياء ؟!
قالتها وسناء بمكر .. لتجيبها الاخرى بتسائل
- ماذا ؟!!
اجابتها وهي تتنهد
- فارس !
قطبت جبينها بينما وجهها الذي توهج فجأة فضح ما تشعر به
- مابه فارس !!
قالت وهي ترقص حاجبيها بمرح
- اممممممم اصبح يلقي علينا التحية ويتكلم معك اقصد معنا بأستمرار كما لاحظت انه ... يرمقك انت بالذات بنظرات غامضة ماان يدخل الى قاعة المحاضرات ..
غمزت بعينها قائله
- ماذا فعلت به يا فتاة ؟!
حاولت ان تجيبها بثبات غير ان صوتها خرجت متعلثما وخجلا
- انا ... لا... اعرف ..عما تتكلمين .. لم الحظ شيئاً ابدا
رفعت وسناء حاجبيها قائله
- ضعي عينك بعيني وقولي انك لم تنتبهي لنظراته
نظرت لها تتدعي الغضب
- لا اعرف عما تتكلمين وسناء بدأت تهذين بالتأكيد
لوت وسناء فمها وكأنها عجوز ثرثارة تجلس على ناصية الحارة
- اممممممممم كما ترغبين ادعي البرائة وانكري ذلك ... غدا سيذوب الثلج ويظهر المرج
تأفأفت افياء وهي تعبث بكتبها تحاول اخفاء ارتباكها .. بينما قلبها يقرع بشدة
- اي ثلج واي مرج الذي سيظهر اصبحت فعلا تهلوسين
اجابتها بلامبالاة وهي تبتسم ابتسامة ذات مغزى
- حسنا عزيزتي لا تنزعجي فقط وكل شيء سيكون كما ترغبين
.....................
كانت تجلس في مقعد مقابل لحديقة الجامعة تتكلم مع وسناء بأمر بدى من خلال ملامحها المقطبة انه مهم جدا .. تنهد بعمق وهو يقف ينظر لها من بعيد..منذ متى هو يهتم بفتاة بهذه الطريقة الجنونية .. هو ساعدها مرة وكفى هل يحتاج الأمر الى أن يدعي كل يوم حجة مختلفة ليذهب ويكلما كلمتين فقط ؟!
قطب بضيق حتى هو يجهل ما يحصل معه !! هز راسه قليلا واتجه اليها حيث تجلس ليحتل المقعد المجاور لها قائلا بمرح وابتسامة اخاذة سرقت دقات قلبها
- مرحبا يا جميلات
أحمر وجهها اكثر من أحمراره الطبيعي وهي تجيب بهمس خجول
- اهلا فارس
نظرت وسناء لها بابتسامة واسعه وكأنها تقول ( أرأيتِ الم اقل لكِ ) ثم وقفت قائلة بمكر لم ينتبه له فارس
- عن اذنكما لقد تذكرت شيئا مهما ومستعجل جدا !!
ابتسمت افياء بخجل وهي تراقب ابتعاد وسناء السريع عنهما .. قال لها بلهجة مسلية
- كيف ستقضين نهارك غدا ؟
نظرت له بتعجب وهي تقول بارتباك
- لا.... شيء ..فقط على ان انظف المنزل فأمي كما تعلم لازالت مريضة وانا اخشى عليها وبعدها أستذكر الدروس و......
قاطعها وهو يتصنع الغضب
- انا اسألك كيف تقضين النهار وانت تقولين تنظيف المنزل ؟؟ ثم الا تملكون خادمة !!
نظرت له بحزن ممزوج بالبرائة
- ليس لدينا رفاهية امتلاك خادمة نحن حياتنا تختلف عن حياتكم فارس أمي تقوم بالطبخ وانا اقوم بتنظيف المنزل وغسل الملابس
اكملت بأختناق وهي تسبل اهدابها
- اخي محمد يمتلك متجر صغير في سوق شعبي كان لأبي رحمه الله لبيع المنتجات النحاسية التي يقوم بالنقش عليها يدوياً
رفعت نظراتها العسلية وهي ترسم أبتسامة واهنه
- لكنني اشعر بالفخر والأعتزاز نحن نملك الكثير غير المال .. نملك دفئ العائلة وحب امي واخي والأهم من ذلك رضا الله عنا
كان يستمع لها بأنتباه يركز بصره على وجهها المتقد احمرارا .. بدت عفوية وبريئة وقوية بنفس الوقت وهي تدافع هكذا عن عائلتها .. بقراره نفسه تمنى ان يحضى بدفئ عائلته لمرة واحدة ... فبالرغم من اهتمام والدته به الا انها كانت تهتم اكثر بالواجهه الأجتماعية والسهرات والحفلات الخيرية اما والده فبعد ان تقاعد من وظيفته قام بفتح مشروع ضخم اخذ كل وقته وجهده .. اجاب بأبتسامة بسيطة ومعجبة
- حسنا انستي لقد فهمت تماما ما تقصدين والان هل يمكنني ان اطلب منك طلباً ؟!
اجابت بخجل
- تفضل !
قال بتسائل
- هل من الممكن ان تقضي يوم غد معي ؟!
فتحت عيناها بدهشة ليسرع بالتوضيح
- اقصد معنا .. انا و سوسن و ريم و وهاني ..سنذهب الى مدينة الملاهي لنتسلى قليلا
غمغمت بحزن جعلت نغزة مؤلمة تستقر بقلبه
- لا استطيع ان اخرج واستمتع وامي مريضة !
اجاب بلطف بينما عيناه كانت تنظران لوجهها المطرق بدفئ واهتمام صادق
- لاضر اذا استنشقتي بعض الهواء وغيرتي من جو الحزن الساكن داخلك صدقيني الحزن لن ينفعك بشيء والدنيا لا تقف عند حد معين بل تسير الى الأمام !
قالت وهي تقلب شفتيها تلقائيا كالأطفال
- اسفه لا استطيع قلبي لا يطاوعني .. اذهبو انتم واستمتعو بوقتكم
اراد الكلام إلا أن معاد المحاضرة كان قد بدأ وقفت تقول بأستئذان
- سأذهب الأن انه معاد المحاضره
كان ينظر لها بشرود هائما بتقاطيع وجهها الرقيق لتنظر له بتسائل
- ماذا !! الن تأتي ؟
انتبه لها بأرتباك ثم وقف بدوره قائلا بسرعة
- اجل اجل هيا انا قادم معك .
بداخله شيء قوي قد تغير لكن للأفضل ... لماذا يزداد انجذابه لها ويزداد تعلقه بها ؟! لماذا يريد سماع صوتها العذب بأستمرار ؟! لماذا يريد ان يحتفظ بكل كلمة تقولها داخل قلبه وعقله ؟! .هو يريدها قريبة منه وحسب !
.....................................
.................................................. ...
كانت تجلس في الصالة تبكي بصمت امها مريضة واخيها لا احد يعلم مكانه الا الله وهي هنا مكبلة لايسمح لها بالذهاب لزيارة والدتها وشقيقتها الى متى تصمت على ذلة وقسوته ..لقد تحملت الكثير منه ظننا منها انه سيبدي الندم او يتغير قليلا .. لكن يبدوانها واهمة لقد اصبح يتمادى اكثر بوقاحته وكلامه المبطن .. يكفي بعد الان لن تسمح له بشتم اسرتها وبالأخص اخيها المسكين ماذا فعل له ليشمت به بهذا الشكل ؟!
ما ان ياتي ستضع النقاط على الحروف ستواجهه لتفهم سبب بغضه وكرهه لها ولعائلتها اذا لم يحبها فلما تزوجها ؟!
سمعت صوت الباب يفتح وقفت تمسح دموعها وهي تاخذ نفسا عميقا لتبث القوة داخلها مشت بخطوات ثابته ناحيته كان قد وصل الى الممر المؤدي للسلم قالت بثبات
- اريد ان اتكلم معك

انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن