الفصل السابع عشر

209 15 0
                                    

الفصل السابع عشر

دلف الى غرفة المكتب بهدوء لم يهتم لانكشاف امره هو كان يريده ان يعرف ليضعه امام الأمر الواقع ... دائما والده متعالي يعامل الناس وكأنه ملك وهم العبيد ... رغم كل شيء يشعر بالراحة ... اجل الراحة اخيرا والده شعر بمسؤوليته كأب .. ابتسم بأنتصار وهو يراقب ملامح والده المتجهمة .... جلس بلامبالاة وعجرفة على الكرسي المجاور للمكتب قائلا ببراءة زائفة
- ماذا هناك ابي ؟! ومالذي فعلته لتصفعني بتلك الطريقة ؟!!
اجاب والده بغيض فللان لايصدق ان ولده يفعل كل تلك الامور !!! يتزوج عرفياً !!يتحداه ويكسر كلمته ويتزوج عرفيا ً ؟! لو كانت الفتاة تستحق هذه التضحية لعذره لكنها فتاة عادية جدا !!!!
- ماذا هناك !!! وبكل بجاحة وصلافة تتسائل ؟!!!
رفع فارس حاجبه ببرود وهزكتفه قائلا
- الا يحق لي السؤال لادفع عن نفسي ؟!!
اعجبه كثير دور السذاجة والبرائة التي يدعيها اجل هكذا افضل فليزد غضبه هويرد هذا ورؤية والده غاضبا بهذا لشكل يشفي غليلة ... هتف والده بغيض
- لا تتغابى فارس انا اقصد افياء
مال فارس برأسه قليلا ثم قال
- مابها افياء !!!
وقف والده واستدار ليواجهه قائلا بغضب
- ولد تكلم معي جيدا ...غداً ستذهب لتنهي كل شيء بهدوء ودون فضائح
اجابه بحده وهويقف
- اولا هي زوجتي .....
قاطعه ولده بذهول
- زوجتك !!!!! وتقولها هكذا ببساطة شديدة !! اكاد لا اصدق ان من فعل ذلك هو ولدي فارس !! ولدي الذي حرصت على تربيته و ..
قاطعه فارس هاتفا بألم
- انت لم تقم بتربيتي ابي .. لقد ربيت نفسي بنفسي انت كنت مشغولا في بادئ الامر بعملك في الجامعة وبعدما تقاعدت انشغلت ببناء شركتك وثروتك والان تأتي لتقول تربيتي .... للاسف ابي الاوان فات .. فات كثيراً
اختلاجة مؤلمة عصفت بقلبه بينما حافظ على ابقاء ملامحه جامده فولده محق يبدو انه غفل ونسي كل ما يدور بشأن ولده متى اخر مره تكلما معا !! متى سأله عن دراسته احواله بماذا يفكر بعدما يتخرج !!! لقد جرفه عالم المال والتجارة حتى بات شبه الآله كل ما يشغل باله هو جمع النقود فقط !!
- وهل هذا يمنحك الحق بأن تتزوجها عرفي .. هل بنات الناس لعبة بيدك !!
اجابه فارس بانفاس لاهثة وساخنة
- ليست لعبة هي زوجتي شرعاً ولي الحق بمطالبتها الان لو اردت !
اجابه والده بذهول وهو يضرب كفا بكف
- شرعاً !! شرعا ً!! منذ متى اصبح الزواجي العرفي شرعا بأي قانون واية ملة !!!
هتف فارس بقوة والم
- اجل شرعاً .... مادمت تمتلك عقلاً وتفكيراً رجعياً اذن هو شرعاً ... مدمت هدمت سعادتي و رفضت ان تخطبها لي اذن هو شرعاً !!!
هز والده راسه بعدم تصديق ليقول بتعجب وذهول
- وهل تزوجتها بتلك الطريقة لتنتقم مني وتلوي ذراعي !!
عقد ذراعيه قائلا بوقاحة
- سمها ما شئت ابي
هتف والده بألم وانكسار حقيقي
- لماذا تناديني ابي ؟!! نادني باسمي فانت كما يبدو اصبحت وقحا لاتحترم ولا تلقي بالا لاي احد !!
اعتدل بوقفته بينما لانت ملامحه العابسة ليقول بشبه اعتذار
- عفوا ابي انا ....
هتف والده غاضبا وبلجهة قاطعة
- انت ستحل المشكله وتعتق الفتاة .. لن تدمر سمعتها بهذا الزوج الزائف
اجابه بعناد وتحدي وعيناه تبرقان ببريق الأصرار
- اذا كنت فعلا تهتم بسمعتها دعني اتزوجها !!! تعال معي الان لنذهب لاخيها و ...
قاطعة بصرامة
- قلت لك انسى موضوع الارتباط بها ... ليس ولا يوجد دليل ملموس على برائة اخيها !
اجابه بأصرار وجبين مقطب بينما قلبه يعتصر الما لما يتفوه به والده
- ابي ارجوك لما لا تريد ان تفهم ان اخيها بريء اقسم بالله انه بريء
هز والده رأسه بعناد قائلا
- لاتحاول يا فارس الموضوع منتهي ... والان ركز على انهاء حماقتك ..
نظر له والده ثم زفر بضيق قائلا بصبر ونبرة اقل حده
- انهي هذا الزواج الفتاة مرعوبة لقد استنجدت ولجأت لي
اختنقت انفاسه فأخر ما تصور ان تذهب افياء لوالده
- هل ..هل ..
اجابه والده بقوة وسرعة
- اجل اتت الى الشركة واخبرتني بكل شيء حتى بتخديرك لها ... لم اكن اتصور ان ولدي بهذه الدنائة والخسة
هتف فارس بيأس وملامحة متشنجة
- انت السبب ابي لم توافق على خطبتها وبالتالي لم يكن امامي الا هذا الخيار
اجابه والده بأستنكار
- وهل رفضي لخطبتك يعطيك الحق بتخديرها وارغامها على الزواج العرفي منك !!!!!
جمدت نظرات فارس على ارضية المكتب بينما تشنج وجهه بقوة ليكمل والده بلهجة قاطعة
- غدا ستنهي كل شيء والا اقسم بالله سيكون لي تصرف اخر معك ولن يعجبك ابدا
......................
تجلس بغرفتها المظلمة تحتضن ساقيها بقوة ... عيناها العسلية مركزة على نقطه وهمية امامها .. كانت تستمع الى والدتها وابتهال تتحدثان وهما تجلسان بغرفة المعيشة وكأن اصواتهم مجرد ضوضاء بعيده مشتته ... اغمضت عينيها وهي تتذكر كيف التقت بوالده
عندما دلفت الى مكتبه صفعتها رائحة الثراء والهيبة المحيطة بالمكان لتفيق من وهم كانت تخدع به نفسها ... هما من عالمان مختلفان كخطان متوازيان لن يلتقيا ابدا الا في الخيال والاحلام .....
كان والده ينظر لها بجمود يتفحصها من راسها لاخمص قدميها نظرات علمت من خلالها مدى حجمها وقيمتها بالنسبة لهم ... كان الصمت هو ما يفصل بينهما لعدة دقائق قطعها هو قائلا
- اهلا وسهلا تفضلي بالجلوس
تقدمت بخطوات مرتبكة خجله ومخزية .. كيف ستخبره ؟!! كيف ستخبره بكل ما فعله ولده معها .. الامر يحتاج الى الشجاعة !! لكن يجب عليها ان تنهي الامر ... فلتحتمل الم ساعة افضل من ان تحتمل الم ساعات وايام وربما تمتد لشهور ......
بدأت بسرد كل ماجرى وهي تنظر الى يديها المتشابكة بحجرها تاره والى وجهه تارة اخرى ...كيف خدرها وتزوجها دون ارادتها .. لكنها لم تذكر حادثة الشقة لم تستطع لم تمتلك الجراءة لسرد ذلك الموقف .. مع كل كلمه كانت تقولها كانت تتحول ملامح والده من الدهشة الى الذهول ثم الاستنكار ... شعورها بالضأله يتفاقم بل اشعرها تصرف فارس بان هذا هو مكانها .. في الظل والخفاء وانها لن ترتقي يوما لمكانتهم ولا يمكن ان تكون زوجة مشرفه له امام العالم اجمع !!
لقد وعدها انه سيجعل فارس ينهي الامر بهدوء ودون فضائح وهي تثق بكلامه فقد لمحت طيفا من التعاطف والشفقة بعينيه
نقلت نظراتها الى النافذة حيث يتسلل خيط فضي من بين الستائر ينير الغرفة الغارقة في الظلام الدامس.. همست بعينين دامعتان
" ايها الليل السرمدي كم تضم تحت طياتك من قلوب محطمة ويأسة
جف ينبوع سعادتي وتهالك قلبي بأثقال هموك
وجعي يزداد تحت وطئة راحته
ورغم كل شيء لازال يجري بدمي ... يجري متوغلا متعمقا داخل اضلعي
هو ينعم بالسلام والراحة ... وانا اتقلب على سرير من الجمر
واتلحف بفراش من الشوك
فمتى سترجع قلبي الذي سرقته و حطمته بسبب غرورك وتملكك متى !!!!!
.................................
بكاء ... بكاء .. عويل ... ولولة ... هذا ما كانت تفعله منذ ساعة كاملة .. فمنذ وصوله الى الجامعة مبكرا وهويتصرف كليث جريح قلبه ينزف بسبب فعلتها النكراء .. فياء الناعمة الخجولة الرقيقة تذهب لوالده وتتجرء على اخباره بكل شيء ... لايصدق يكاد يصاب بالجنون .... لم تسنح له الفرصة داخل الجامعة بالتكلم معها لذلك ظل واقفا امام البوابة الخارجية ينتظر خروجها وكانه يقف على رصيف من الجمر وما ان لمحها تاتي وحيدة حتى سارع اليها يسحبها الى داخل السيارة !! وقد رفقته بصمت مخافة ان تثير انتباه احد اليهما
وما ان اتخذ مكانه في المقعد الامامي حتى هتف بعتب
- أهكذا تفعلين يا افياء!! تذهبين لابي وتخبريه كل شيء ؟!!
جابته بشفاه مرتجفه وعينان دامعتان
- لقد تعبت تعبت بالله عليك اشعر بما تفعله بي !!! لا تعرف مالذي يمكن لاخي ان يفعله لم علم بالأمر !!!
ليهتف بالمقابل
- انا رجل واتحمل مسؤوليتك ومسؤلية زواجنا لا داعي لتقلقي
صرخت بقوة غير عابئة ان سمعها احد
- يكفي .. يكفي .. لما لا تريد ان تفهم ان كل شيء انتهى انتهى حررني من الطوق الذي تلفه حول عنقي .. ارجوك !!
مسح وجهه ثم تنفس بعمق ليهمس بأرهق
- اهذا ما تريدينه يا افياء ؟!
اجابت بياس وجسدها يرتجف بشدة
- اجل اجل هذا ما اريده مزق تلك الورقه وارحني من العذاب الذي اعيشه ...
لتكمل وهي تجاهد لاخراج صوتها المختنق
- انا اعيش كل يوم برعب حقيقي ... انا ... انا ... لم اتعود على ذلك اشعر بالخيانه ... انا اخون ثقة امي واخي ... انا .. انت ان لم تحررني سأنتحر اقسم لك
سكت ينظر لها بتجهم وهو يعتصر قبضة يده بقوة ... ماذا سيقول بل مالذي يجب عليه قوله .. هي ربما محقة قليلا لكنه فعل ذلك لانه يحبها ... تبا لكل شيء ... استغلت صمته لتتابع بقهر
- ارجوك فارس اتوسل اليك ان ترحمني لو كانت لك شقيقة اترضى ان تتزوج عرفيا !
لتكمل برجاء وصوت ذليل منكسر
- لوكنت تحبني مثلما تدعي مزق الورقه استحلفك باغلى ما لديك
ضرب بيده مقود السيارة هاتفا بوجع
- انت اغلى ما لدي افياء
همست ببهوت وشفاه متيبسة
- اذن افعلها لاجلي
نظر لها بعينان حمراوتين قائلا بياس
- ساسلك للمرة الاخيرة ... أهذا ماتريدين حبيبتي ؟!
اجابت وهي تطرق راسها
- اجل
ابتلع ريقه واخرج من جيبه محفظه جلدية سوداء ثم اخرج منها بيد مرتجفة ورقه مطوية بعناية قائلا بجمود
- حسنا افياء كما تشائين
مزق الورقه الى اشلاء صغيرة ثم رماها من نافذة السيارة سحبت افياء نفسا مرتجفا وهمت بفتح الباب الا انه قال لها بجمود
- ساوصلك للمرة الاخيرة وبعدها
ضغط على فكه ثم قال
- لن اعترض طريقك ابدا
........................
فكرت كثيرا في اليومين السابقين اين ستجد عملا ملائما لتبدأ حياتها من جديد هي لا تعرف احدا كما انها مقله جد في مسأله الخروج من المنزل .... من سيساعدها فمحمد اصبح يقضي اغلب الوقت في الخارج وهي بالكاد تتحدث معه يكفي انه تقبل وجودها في المنزل كما انه يبدوهادئا ومرحبا بفكرة انفصالها .. وهذا للان مؤشر جيد جدا
تنهدت بيأس وهي تلتقط هاتفها تنظر لكم الرسائل والمكالمات الفائته التي يرسلها سعد يوميا و دون ملل .. ابتسمت ساخره الا يتعب من الكتابة !! انها حتى لا تقراءها ابدا لكي لا تحيي الامل داخله ... المغرور البليد عديم الاحساس والمشاعر ... يملي عليها بأوامره وكانه السلطان وهي الجارية ...
قطبت وهي تقف لتتوجه الى النافذه شردت قليلا ثم ضيقت عينيها على بيته ... كيف لم تفكر به انه محامي وبالتأكيد سيقدم لها المساعدة .. حسنا ستجرب ماذا ستخسر !!
........................
يجلسون حول الطاولة في المطبخ يأكلون الغداء بصمت الجو مشحون ومتوتر كل منهم يتجنب النظر للاخر ... كانت امينة تنقل نظراتها بين ابناءها بحسرة تتذكر كيف كانو اسرة متماسكة رغم فقرهم الا ان الحب والمودة تضلل رؤؤسهم ... ااه يا ابنائي مالذي جرى وغيركم بهذا الشكل ؟!!!
قطعت افياء الصمت وهي تقول بعفويتها الطفولية فاليوم وللمرة الاولى تشعر ببعض الحرية والراحة وان كان انقباض قلبها لايفارقها ابدا خاصة عندما تتذكر ملامح فارس المتألمة لكن مهما يكن ومهما كانت تحبه فالذي حصل اليوم كان امرا محتوما لابد منه .. وليعينها الله على نسيانه وطرده من خيالها !!!
- امي هل صحيح ما سمعته !!
اجابت والدتها وهي ترمقها بتسائل
- ومالذي سمعتيه !
اجابت ببراءة تامة غير انها ندمت بسرعة عندما رأت ملامح اخيها قد اضلمت
- هل صحيح ان رنا قد خطبت لاحد ا.....
صمتت وهي تراقب اخيها يقف بحده قائلا بخشونه
- الحمدلله
رمقت امينه افياء بعتب بينما وجهت كلامها لمحمد
- اين يا ولدي انت لم تأكل شيئاً!!
اجابها وهو يستعد للخروج من المطبخ
- شبعت يا امي الحمدلله
ما ان خرج حتى نهرتها والدتها بصوت منخفض
- ماذا دهاك ؟!! كيف تتكلمين هكذا امام اخيك اجننت ؟!
اجابتها افياء بلامبالاة
- ماذا قلت غير الحقيقة !! ثم بالنهاية هو سيعرف عاجلا ام اجلا !
تدخلت ابتهال التي كانت صامته تراقب ما يحدث بشرود ووجه حزين
- اجل يا امي افياء معها حق .. فليعلم الان افضل من ان يعلم لاحقا .. ثم ان كان يريدها لما لم يوافق على ان نخطبها له
هزت والدتها رأسها بأسى وهبت واقفة وهي تقول بألم
- انتما لا تهتمان بمشاعر اخيكم ابدا
تنهدت بثقل ثم قالت
- قلبي عليك يا ولدي لماذا السعادة لم تكتب لك
خرجت وهي تتمتم بأسى وصوت مرتجف
- اين كان مخبئ لنا كل هذا فقط ياربي
تبادلت افياء وابتهال النظرات الصامته لكنها كانت تعبر عن الكثير وكل منهما منزوية وفي ركن خاص بها لا تسمح لاحد دخوله او الاقتراب منها !!!
........................
سمعت صوته الشجي وهو يتمتم موالا حزينا يقطع نياط القلب ياتي من ناحية باحة المنزل لتتجه بخطوات متثاقله تنظر له بعينان دامعتان .. كان يجلس على الممر الاسمنتي ينظر امامه بشرود ثانيا ركبته مريحا مرفقه عليه ... وتلك الكلمات تتدفق من شفتيه وكانه يعاتبها عبر هذه الاغنية ... تقدمت لتجلس جانبه لتهمس بصوت باكِ
- اذا كنت تريدها يا ولدي لماذا رفضت ان اخطبها لك
صمت ينظر امامه يجاهد لكي لا تنزل عبراته لكنها تجمعت ... عاندت وتجمعت في مقلتيه بينما ارتجفت شفتيه والتفت ينظر لها قائلا بهمس مبحوح
- لم اعد انفع لشي يا امي لقد انتهيت .. قدري بات مرسوما وسامضي به الى نهايته
بكت لبكائه وهي تراقب ملامحه الشاحبه المتالمة اهذا هو ولدها محمد !! مالذي جرى له رباااااه رحمتك ولطفك بولدي انت ارحم الراحمين ...مسدت ذراعه قائلة بحزن ومواساة
- لا تحزن يا ولدي ليست من نصيبك ... ربما ...
لم يدعها تكمل القى رأسه على صدرها كاتما عبراته بين ثناياها ليتمتم بصوت مبحوح
- لقد تعبت يا امي .. واريد الراحة ... اريد الراحة !!
احتضت رأسه بقوة ثم انحنت تقبل شعره
- كيف اريحك !! والله سأقتلع عيني وافتديك بها فقط قل مالذي يتعبك اين وجعك يا ولدي !
هب جالسا كالملسوع واخذ يضرب راسه بقوة جعل والدته تبهت بخوف وحيرة
- هنا ... هنا ... هنا يا امي انها لاتصمت ابدا لا تصمت
اجابته بخوف وصبر وهي تمسك ذراعه
- من الذي لا يصمت يا ولدي اخبرني
التفت ينظر لها ودموعه تغطي وجنتيه ثم فجأة قطب وهب واقفا
- انا ...لدي عمل هام جدا ... عندما انهيه سأرتاح واتزوج وانجب الاطفال
ثم طلب منها بهدوء يناقض ما حصل قبل قليل
- ادعي لي بالموفقية امي انا احتاج لدعواتك
قالها وخرج مسرعا وكان الشياطين تلاحقة
- اللهم اهدي ولدي وانر طريقة وارجعه مثلما كان يا ارحم الراحمين يا الله
............................
بقلب ينبض الما استقبلت كلمات والدها وبجسد منهك كنت تتحرك بين جموع النساء تتلقى التهاني ... لم تكن تريد ان تزف لغيره ... جل ما تمنته هو محمد لكن ماذا بيدها فعله هو لم يتقدم لها كما انها سمعت والدها يقول ان محمد لم يفتح معه موضوعا للزواج ابدا ...عندما ابلغها ولدها موافقته على الشاب الذي تقدم لطلب يدها ارادت الصراخ لا ... لا اريده يا ابي ارجوك لكنها لم تستطع وكأن فمها مملوئ بالماء ... ابتسمت بشحوب بينما داخلها تشعر بالانقباض والاسى على حب ظاع قبل ان يرى النور !!!
...................
نظر لها بعينين حادتين حمراويتين اثر سهره في الليالي الماضية .. كانت تقف معه هناك في الشارع المقابل لمنزلهم تتحدث معه بابتسامة ودوده .. من هو ؟! وكيف ينظر لها بتلك الطريقة ؟!
كان يبدو انهما يعرفان بعضهما جيدا ... نار مستعره هي ما نشبت بصدره .. اتترك المنزل وتطالب بالطلاق لتكون مع حبيب القلب !!!
تبا حبيب القلب !!! هل سيعود لاطلاق التهم عليها دون ان يتأكد يكفي نفورها منه بسبب اتهاماته الباطلة ابتلع ريقة بصعوبه وترجل من السيارة بخفة ليقترب منهم ببطئ وهدوء كانه فهد متربص .. بينما ما بداخله لا يمت للهدوء بصلة ..
...........



انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن