الفصل السادس

264 16 0
                                    

الفصل السادس

- ابتهال يا ابنتي أهذه انت ؟
استدارت ابتهال ترسم أبتسامة واهنة على شفتيها وهي تقف وتتجه الى والدتها تبادلها العناق الحار
- امي اشتقت لك كثيرا .. ابعدتها قليلا تنظر لملامح والدتها الشاحبة
- كيف حالك امي ؟!
اجابت والدتها بوهن وهي تتجه الى الأريكة لتجلس وتحثها للجلوس جانبها
- كيف سيكون حالي واخوك محمد لانعرف اين اراضيه ومالذي حل به لكن على اية حال احمد الله واشكره على نعمه التي لاتحصى ولا تعد ... تعالي حبيبتي اجلسي قربي
مشت بخطوات متردده تجلس قربها لتبدا والدتها سلسلة الأسئلة عن سبب مجيئها .. قالت ابتهال بصوت حاولت ان تجعله طبيعيا وهي تتحاشى النظر اليها
- لقد سمح لي بالبقاء الى حين عودة محمد
قالت والدتها بصوت مهتز ما أن ذكرت اسم ولدها
- يا ابنتي زوجك لا ذنب له لتتركية وحيدا .. لايجب على الزوجة ترك زوجها وبيتها ليوم واحد !
اجابت ابتهال بأصرار
- وانا لن اغادر الى حين عودة اخي سالماً
اردت والدتها الأعتراض الا أن افياء قالت متدخلة
- ماما فالنفطر الأن انا جائعة جدا .. وانت ايضا يجب ان تاكلي لتاخذي دوائك .. لن قضي الوقت بالجدال !
تنهدت امينة بقنوط وهي تستغفر الله بنبرة خافته
-استغفرلله واتوب اليه .. حسنا هيا بنا لنفطر
ثم نظرت لابتهال متوعدة
- وانتِ لنا كلام اخر من جديد لاتظنيني سأسكت !
اومأت بأنكسار صامت ماذا ستقول فوالدتها لو عرفت الحقيقة حتما ستنتكس حالتها الصحية من جديد .. الهي اين كان مخبئ لها كل هذا ... لم تظن حتى باتعس كوابيسها ان يحمل لها سعد كل هذا الغل والكره والحقد ... ابتلعت غصة مؤلمة ثم وقفت لتتبع والدتها بأستسلام .
...............................................
عينيها فيهما حزن عميق شيء فيها متغير اليوم قلبه العاشق يعرف ويحفظ كل اختلاجة وكل نظرة من نظراتها البريئة .. عيناها هما مرتان صادقتنان تعكسان كل ما في داخلها ... وداخلها الأن الم وحزن وربما خيبة امل .. ترى مابكِ صغيرتي ومالذي جعل وهج عينيك المشع يخفت ويختفي هكذا ؟؟
كانت تتلاعب بقدح العصير بين كفيها الصغيران وهي مسبلة الأهداب قال لها بهدوء
- يوم غد هو عيد ميلادي
نظرت له بسرعة وهي ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها
- كل عام وانت بخير
رفع حاجبية يتصنع الدهشة
- أهذا ما قدرك الله على قولة !!
رمشت ببرائة وارتباك وهي تقول بعفوية
- اليس هذا ما يقال في اعياد الميلاد !
صمتت قليلا ثم قالت بتسائل
- هل تقصد الهدية ؟
لتكمل بابتسامة شقية
- سأحضر لك هدية لن تخطر ببالك حتى
اجابها بتسلية
- حسنا انستي انا لم اكن اقصد الهدية لكنني لن ارفضها ان كانت منك انت بالذات !
تغاضت عما قاله بينما قلبها يدوي بصخب لتسأله بحيره
- اذن ماذا تريد ؟
قال بهدوء
- اريد ان احتفل به معك اقصد معكم انت وهاني وريم وسوسن في يختي
اجابته بجدية وهي تعتدل بجلستها
-في الحقيقة ... انا لا استطيع ان اعدك بالحضور فارس انت تعرف الظروف جيدا .. امي .. مازالت ... مريضة ... كما اني لم اتعود الذهاب الى اعياد الميلاد بمفردي ابدا
اجابها بهدوء يعرف جيدا ان هناك امر اخر يشغلها ويسبب لها الحزن لكنه لن يضغط عليها سيدعها تخبره بنفسها اما الان فهو مصمم لا بل عازم على اقناعها بالحضور لقد اعد كل شيء ليحتفلا معا بمفردهما يريد ان يعترف لها بحبه ولن يتراجع ابدا
- انظري الي افياء
كانت مسلبة الاهداب تشبك اصابعها بحجرها بتوتر اعاد كلامه مرة اخرى وهو ينظر لها بتركيز
- قلت انظري الي افياء
رفعت نظراتها الدامعة ليكمل بحزم ثبات
- يجب ان تعرفي شيئان مهمان جدا اولا مشاكلك يجب ان تتركيها هناك في المنزل لا تدعيها تؤثر على حياتك ... والشيء الثاني انت مهمة جدا بالنسبة لي والحفاظ عليكِ هو واجبي ليس فقط بسبب الزمالة التي تربطنا بل لأسباب اخرى ستعرفينها لاحقها
زحف الأحمرار لوجهها الطفولي وقلبها خفق بشدة مهوله بينما انفاسها ابت الخروج وهي تنظر له بعينان لامعتان اللهي اهذا اعتراف بالحب ام انني اتوهم ؟
اختفى من حولهما كل شيء اصوات الطلبة رنين هاتفه الذي كان يصدح للمرة الثانية نظرات الحسد التي ترمقنها البنات وكل شي لا يوجد غيرهما وغير صوت قلبيهما وتلك المشاعر التي تبشر بقدوم حب عاصف يعلمان هما الاثنان جيدا انه محفوف بالصعاب والرفض اوربما حتى القسوة لكنهما مصران على ربطة بقوة ومهما كانت العواقب والعقبات
...........................................
.................................................. .......
- ماما ارجوك لن اعود الا بعودة اخي ثم اذا كان وجودي يزعجك سألتزم الجلوس في الغرفة ولن اخرج منها ابدا
هتفت امينة بأستنكار
- ماهذا الكلام الساذج الذي تقولينه كيف انزعج من وجودك لو كان الأمر بيدي فأنا لا اريدكم ان تفارقوني جميعا لكن يا ابنتي افهمي ان المراة ليس لها الا بيت زوجها ثم انت لازلت عروس لم يمضي على زواجك شهران كيف تتركين زوجك وحده
اطرقت رأسها لتجيب لكن صوت جرس الباب قاطعها وقفت بسرعة وهي تضع الوشاح على شعرها
- سأذهب لأرى من اتى !
بأبتسامة رقيقة فتحت الباب لتفاجأ بوجهه ذو الملامحه القاسية قالت بسرعة وهي ترمقه بغضب
- انت !!!! ماذا تريد وكيف تتجرء عل المجيئ هنا بعد كل ما جرى ؟!
ابتسم بسخريته التي اعتادت عليها ثم انحنى تجاهها قائلا بهمس
- اششششش اخفضي صوتك ثم والدتك اتصلت بي طلبت مني ان أتي لأرجعك لمنزلك
اتسعت عيناها بخيبة امل
- امي طلبت ذلك !!!!!!!!
قال بحدة وعيناه تجولان على جسدها الناعم ومنحنياتها الواضحة من خلال بجامتها المنزليه المحتشمة ذات اللون الازرق
- هل سنقف على عتبة الباب امام كل من هب ودب ادخلي امامي الى الداخل
زمت شفتيها بحنق ارادت ان تتحداه لكن الحق معه رجعت الى الوراء لتفسح له المجال بالدخول وما ان اغلقت الباب حتى سارعت بالقول من بين اسنانها المطبقة بغيض
- لاتفكر اني سأتي معك انسى ذلك !
اقترب من أذنها يهمس بتسلية وانفاسه الدافئة تلفح وجنتها
- لا تكوني متأكده
انتفضا على صوت والدتها وهي تهتف بترحاب
- اهلا بني تعال الي الصالة تفضل
دلف الى الداخل ينظر لها بطرف عينه بتحدي وتسليه ... لايعلم لما شعر بسعادة كبيرة عندما اتصلت به والدتها صباحا تعتذر له عن تصرف ابنتها وتطلب منه ان يأتي لياخذها كانت والدتها تتحدث معه بكل حنان ولطف مما يدل على انها لاتعرف شيئا مما جرى بينهما .. وهذا ما جعله يتنهد براحة
جلس في صالة منزلهم المتواضع باريحية مرجعا ظهره الى الوراء بابتسامة كسولة ينظر لتلك الغاضبة التي تنفث بوجهه حمم بركانية ووجهها يشع احمرارا قالت امينه بترحاب
- اهلا بك يا ولدي كيف حالك
اجاب بلطف ممتزج بالخجل وهو يعتدل بجلسته معترفا داخله بانه قد قصر في معاملته مع هذه المراة الطيبة لقد كان باردا معهم في الأيام الماضية ماذنبها هي وولدها ليعاملهما بتلك الطريقه !!
- اهلا سيدتي انا بخير كيف صحتك الان
تنهدت بحزن
- انا بخير يا ولدي لكن غياب محمد كسر ظهري وزاد الشيب براسي
اوما متعاطفا وشعوره بالذنب يزداد اكثر
- سيعود ان شاءلله انا لي معارف في وزارة الداخلية ساهاتفهم علهم يبحثون عنه
هتفت برجاء وامتنان جعل نغزة حادة تستقر بقلبه
- حقا!!!!!!!!!! فليجازيك الله كل خير
وقفت بسرعه وهي تقول بسعادة
- ساعد لك القهوة
قالت ابتهال بضيق
- ماما انت لازلتي مريضة استريحي و انا ساذهب لأعدادها
لوحت بيدها وهي تقول باصرار
- ابد يا ابنتي اجلسي قرب زوجك وانا دقائق وسأعود
تركتهم وذهبت بسرعة لتنظر له وهي مقطبة كتفت ذراعيها وهي مازالت تقف على بعد خطوات منه لتقول بصوت خافت
- والان ارجو ان تشرب قهوتك وتغادر بسلام
وضع قدمه اليمين على فخذه باستفزاز متعمد وهو يرجع راسه الى الوراء ينظر بلامبالاة
- انا من سيقرر متى اغادر
هتفت بصوت هامس وغاضب
- انت تقرر هناك في منزلك ! اما هنا فأنا من ستقرر
رفع حاجة باستخفاف باتت تعرفة جيدا هز رأسه وهو يثبت نظراته المشتعلة على وجهها العابس
- سنرى .. سيدة ابتهال ماذا تقررين بعد قليل
ضرب قدمها ارضا بقوة وهي تشد عل نواجذها من برودة وثقته الكبيرة ارادت ان تجيبه بوقاحة الا ان وصول والدتها قطع عليهم سيل الكلمات .. وقف سعد احتراما لها لياخذ الفنجان القهوة من الصينية التي تحملها وهو يقول بحرج حقيقي فرغم كل شي هو يحترم والدتها الطيبة
-اتعبت نفسك امي
قالت ببشاشة وهي تجلس جوارة
- لايوجد تعب بني
نقلت بصرها بين ابنتها الحانقة وبينه وهو يشرب قهوته ببطئ لتقول بجدية
- لاتظن اني كنت موافقة على ما فعلته ابتهال ابدا .. لقد وبختها بشدة فمهما يكن لايجب ان تترك منزلها الزوجية لاي سبب وستعود معك الان
نظرت لابنتها بحزم وهي تقول بلهجة صارمة لانقاش فيها
- اذهبي واحزمي امتعتك لتعودي مع زوجك
قطبت بعناد وهي تتخصر
- لن اعود امي ليس قبل ان يعود اخي او حتى على الأقل نعرف طريقة
كان منشدها يتابع حركاتها الأنثوية الرائعه كيف لم يلحظ هذا الغنج بكلامها ولا هذا التالق والشقاوة والتمرد في عينيها .. انتبه على صوت السيدة امينه تناديه
- ماقولك يا ولدي
تنحنح بحرج وهو يولي اهتمامه لها
-عفوا ماذا قلت ؟!
قالت برويه
- كنت اقول يجب ان تعود معك على ان تزورنا بأستمرار
اومأ بسرعة واندفع ليوافقها بالحال
- اجل وانا سأحضرها كل يوم ان شائت
تنهدت امينة بأرتياح وهي توجه كلامها لأبنتها الصامته المتجهمة
- هيا اذهبي افعلي ما امرتك به واياك ان اراك تحضرين الى هنا دون زوجك فهمتي
قالت بجفاف
- تعالي امي اريد ان اكلمك بأمر مهم
تبعتها والدتها بعد ان استاذنت منه وما ان دلفا للغرفة حتى سارعت ابتهال باغلاق الباب قائله بعتاب
- أهكذا يا امي ؟؟ تتصلين به وتجعليني رخيصة امامه
هتفت والدتها بأستنكار
- اي رخص يا ابنتي انه زوجك ... وبين الازواج لايوجد كلمة رخيصة ثم من قال لك بانني اريدك لجانبي ...
همست ابتهال باختناق
- ماذا يا امي هل تطرديني من المنزل
امسكتها والدتها من يدها وهي تتجه الى السرير لتجلسا
- كيف تقولين مثل هذا الكلام ؟! كيف تفكرين باني من الممكن ان اطردك .
هتفت ابتهال بألم
- اذن ماذا تسمين ما فعلتي ؟!
اجابتها بهدوء
- اسميه الاصول والواجب ... لا اريد لاحد ان يتكلم عنك وينتقد تصرفاتك .. انت عروس ... عروس هل تفهمين معنى هذه الكلمة
همت ابتهال بالرد الا ان والدتها قاطعتها بدهاء
- كفى بالله عليك يا ابنتي لانني بدأت اشعر ان الضغط سيعاود الصعود من جديد
قالت ابتهال بخوف
- بما تشعرين امي ؟!
اجابتها وهي تتنهد
- لاتخافي سأشعر بتحسن ما ان تفعلي كل ما اقوله لكِ دون ان تتعبي قلبي بالنقاش العقيم الذي لا طائل منه لانك في النهاية ستنفذين ما اريد
ثم نظرت لها قائلة بحنان
- اليس كذلك ؟! انت ستنفذين كل ما اطلبه منك ؟!
اومات باستسلام بينما داخلها تشعر بالغيض والقهر لاضطرارها العوده لمنزله من جديد
.........................................
عندما عادت افياء من الجامعة لاحظت عدم وجود ابتهال فسألت والدتها التي صدقت وهي تغلق المصحف
- امي اين ابتهال لما ليست موجودة ؟!
قبلت والدتها المصحف ثم وضعته على المنضدة بحرص قائلة بهدوء
- لقد عادت مع زوجها
هتفت افياء بقوة
- نعمممم !!!! كيف عادت اليه من جديد بعد كل ماجرى !
نظرت لها والدتها بدهشه ثم قالت بشك
- مالذي تقصدينه افياء ماذا هناك ؟!
اجابت بتعلثم
- لا ...شيء... امي .. انا ..فقط اقصد كيف تعود فهي كانت مصممة على البقاء لحين عودة اخي ماذا سيقول عنها الان ؟!
قالت بطيبة وهي تبتسم بتعب
- سيقول ابنة اصول رغم ضروف اخيها فهي متمسكة ببيتها زوجها
جلست افياء جوار والدتها لتسألها بفضول
- كيف اتى !! اقصد هو كان موافقا على مجيئها مالذي غير رائيه !!
قالت بلامبالاة
- انا طلبت منه ذلك
نظرت لها افياء بتعجب وهي تكاد تشد شعرها من طيبة والدتها
- كيف تفعلين هذا امي ؟! ماذا سيقول زوجها اننا لانريدها في المنزل !!
وقفت والدتها وهي تهز رأسها بيأس
- لن تفهمي انت ايضا مهما شرحت ... سأذهب لارتاح قليلا
راقبت خروجها بغيض ثم اتصلت بأبتهال بسرعة رن الهاتف لدقائق ثم اتاها صوت شقيقتها المتعب
- اهلا افياء
قالت افياء بلهفة
- كيف حالك ابتهال !
اجابتها بصوت حزين
- بخير ... انا بخير
قالت افياء بشفقه
- لم اصدق عندما اخبرتني امي بما فعلت !! ليتك تسمحين لي بان اخبرها الحقيقة
هتفت ابتهال بهلع
- اياك ان تخبريها شيئا .. امي تعاني من الضغط المرتفع قد تنتكس حالتها الصحية
قالت افياء بتفهم
- اذن ماذا ستفعلين ؟ هل تستطيعين العيش معه بعد كل ماجرى
اجابتها باستسلام
- اتحمل من اجل امي فقط ثم انني سأتحاشى التواجد او التكلم معه ..
قالت افياء بتعاطف
- وهل ستستطيعين الصمود !!
اجابتها ابتهال بيأس
- ماذا بيدي لافعله يا افياء .. سأصبر الى ان يعود اخي سالما بالتاكيد سينصري وياخذ حقي
همست افياء بخفوت
- وان لم يعد محمد ابدا !!
هتفت ابتهال تنهرها بغضب بينما قلبها وغزها بشدة
- مالذي تقوليه يا افياء بعيد الشر عنه .. ان شاءلله سيعود وهو باتم صحة تفائلي بالخير بالله عليكِ
تمتمت بندم
- يارب ... يارب يعود اخي سالما معافاه
..........................
في المساء
الفرصة الان سانحة امامها لتفاتح والدتها بامر الذهاب الى حفل عيد الميلاد لكنها ستقول انه حفل عيد ميلاد وسناء .. كذبه بيضاء يارب سامحني همستها وهي تجلي صوتها قائلة بنعومة
- ماما
همهمت والدتها وهي تجلس على فراشها تسبح بينما قلبها يلهج بالدعاء لولدها الوحيد
اقتربت تندس جوارها في الفراش تتوسد صدرها الدافئ
- ماما غدا عيد ميلاد وسناء هل يمكنني الذهاب اشعر بالاختناق حزنا على اخي واريد ان انسى قليلا
غرقت عيناه والدتها بالموع وهي تقول بعتب حزين
- تريدين نسيان اخيكِ يا افياء
سارعت بالاعتدال تهز راسها بقوة وقلبها ينبض ندما على ما تفوهت به
- كلا امي لم اقصد هذا انا فقط .. فقط
تنهدت والدتها بتعب وهي تسحبها لترجعها الى احضانها من جديد بينما تمسد شعرها بيد واليد الاخرى مستمرة بالتسبيح
- اعرف ما قصدتي يا ابنتي وانا موافقه اذهبي .. لكن لاتبقي الى ساعة متاخرة
هتفت افياء بفرحة وهي تلتقط يد والدتها لتقبلها بقوة
- لا حرمني الله منك امي
طبعت والدتها قبلة صغيرة على شعرها وهي تتمتم
- ولا حرمني الله منكم جميعا يا اولادي
قفزت بسرعة لتذهب الى غرفتها ... قالت والدتها بتعجب
- الى اين قفزتي كالأرنب المذعور
هتفت افياء بسرعة
- لقد نسيت شيئا مهما امي
خرجت من غرفة والدتها لتتجه لغرفتها وهي تفكر بحيره ياربي ماذا سأحضر له من هديه ... هو غني جدا بالتاكيد سينتظر شيئا مميزا ثم ماذا ستشتري له فكل الهدايا باهضة الثمن بقيت تسير بغرفتها ذهابا وايابا الى ان هتفت فجأة بفرحة وجدتهاااااااااااااااا
...........
.........................
تنهد سعد براحة ها هي قد عادت من جديد عندما عاد من العمل ولم يجدها وغزه شيء في قلبه .. لم تكن موجودة .. لم تكن باستقباله ككل يوم حتى وان كان يتجاهلها لكنه تعود على وجودها على ابتسامتها ...
اراد الذهاب اليها الا انه لم يستطع كرامته لم تسمح له خاصه وانه هددها بانها ان ذهبت لن يرجعها ابدا ... عندما اتصلت والدتها لتعتذر منه وتطالبه بان ياتي لاخذها تنهد براحة وكان روحه قد ردت اليه ... لم ينتظر طويلا ما ان انتهت المكالمه حتى خرج مسرعا اليها .... الهي لقد اشتاق لها منذ الثانية الاولى لمغادرتها !!
ماذا لو كانت تقول الصدق ؟!! ماذا لو كانت بالفعل لم تتفق معه ؟! لما لا يعطي زواجهم فرصة ؟!!!
تبا ... تبا .. اية فرصة لقد سمعها باذنيه !!! قطب بشك هناك حلقه ناقصة ولن تكتمل الا بالعثور على ذلك البائس عامر عندها لكل حادث حديث !!
.................................
استيقضت صباحا وهي تشعر بالم في رأسها ... ربما لانها بكت طوال الليل .. ابعدت الغطاء واتجهت الى المرآة تنظر لوجهها المحتقن وعيناها الحمراء ...همست بيأس
- لقد اصبحت مثيرة للشفقة
تنهدت ثم ذهبت للحمام غسلت وجهها واسنانها ثم انطلقت الى المطبخ تعد لنفسها فنجان من القهوة عل صداعها يهدأ قليلا ...
اتكأت على حافة النافذة تنظر للحديقة بشرود الهواء المنعش كان يداعب وجهها بينما المساحة الخضراء بعثت داخلها بالاسترخاء ... شربت القهوة على مهل غافله عن عيونه التي كانت تراقبها بأعجاب .. وجهها الحزين اعطاها سحرا خاصا بها بينما خصلات شعرها البندقية كانت تتراقص مع هبات النسيم جعل منها لوحة رائعة الجمال ...
احست بوجود احدهم في الصالة ادارت وجهها لتشاهده يقف عند الباب ينظر لها بغموض .. قطبت وقد تجهم وجهها الجميل قالت بجفاف
- انت هنا ؟!
اجابها بهدوء
- فكرت ان ااخذ اليوم اجازة من العمل
غمغمت بحده
- وما شأني انا .. انت صاحب العمل بامكانك ان تفعل ما تشاء
ثم اكملت ببرود وهي تنظر له بقهر
- لاتظن انني كنت راغبه برجوعي معك لكني فقط لا اريد لامي ان تتعب يكفيها مصابها باخي ... لكن ثق يا سعد ماان يعود محمد وتحل هذه المشكله ... سأغادر ولن يقف شي في طريقي .. هي مسألة ايام فحسب !
تركته وابتعدت بخطوات غاضبة بينما ظل سعد واقفا يتابع اختفاءها بعينان جامدتان و ابتسامة هازئة ظهرت على شفتيه وهو يهمس بغموض
- سنرى يا ابتهال ... سنرى

انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن