الفصل الثانى عشر

233 13 0
                                    

الفصل الثاني عشر

بعد ان استقر في الفندق اخذ حماما باردا ليهدء من اعصابه المتوترة ضربات قلبه تخفق بشدة ... اخيرا وجد عامر وحصل على ضالته بعد طول انتظار .. الا انه اكتشف فجأة بخوفه من المواجه .. اسند يديه على الحائط بينما رذاذ الماء يهطل على رأسه وجسده بنعومة لكنها لم تنجح بتهدئته ابدا ...
اجل هو خائف من المواجهه .. ماذا أن أكد ما سمعه ؟! ماذا ان كانت ابتهال فعلا خائنه ومستغلة ؟! ماذا سيفعل حينها .. هل سيتغاضى عن موقفه ! هل سينسى هناء ! هل سيبني حياة جديدة ويسامحها !
ترائى امامه وجه هناء الرقيق وهي تبتسم له بطفولية كان يعتبرها شقيقته الصغرى للان لايستطيع نسيان منظرها وهي غارقة بدمائها في الحمام ... دماء تحيط بها من كل جانب وكأنهم قامو بذبح كبش في الحمام ... اغمض عينه بتعب ... دوامات ودوامات من الحيرة تلفه دون رحمة .. لقد تعود عليها .. تعود على وجودها في المنزل تعود على ضحكتها الرقيقة طيبتها وتسامحها .. راقبها وانتبه على كل حركة تصدرمنها كما انه اختبرها لاكثر من مرة لايزال يذكر للان كلماتها التي قالتها له بمنتهى البساطة عندما ذهبت مع والدته وزهراء الى السوق .. رغم انه اعطاها الكثير من المال لشراء ما تحتاجة الا انها ارجعته كاملا لم ينقص منه الا القليل وعندما سألها عن السبب اجابت بهدوء ورزانه جعلت اعجابه وميله نحوها يزداد
- انا لدي العديد من الملابس والعطور ومواد التجميل ولست بحاجة للمزيد !
عندها شعر بتخبط حقيقي كأنه غريق يجاهد ليلتقط انفاسه في بحر هائج ليس له قرار ... ايعقل ان يتقن الانسان التمثيل في دور البرائة لهذه الدرجة ؟! ايعقل ان تمتلك شابه فقيرة الحال كل هذا الآباء والكبرياء والنفس الطيبة !! مايدور بخلده الان شيئان لاثالث لهما ... اما انها ممثلة بارعة جدا او انه اخطاء وتسرع بحكمه وهذا هو الامر الاسوء والاكثر تعقيدا !! فكيف سيطلب الصفح منها وبأيه طريقة يمكن ان يقنعها بأن تبقى زوجته وتنسى كل ما جرى وما بدر منه ؟!
بعد مرور عده دقائق سمع صوت طرقات على باب الغرفة ارتدى ملابس مريحة واتجه الى ليفتحه ..
- اهلا امير
قالها وافسح له المجال ليدلف الى الداخل وهو يتفحص وجه سعد بدقة ... راقبه وهو يتجه الى الشرفه بخطوات متوترة اغلق الباب ولحق به ... استندا على السور الرخامي بصمت طويل نظر له امير بطرف عينه قائلا بهدوء
- مالذي يجري معك سعد ؟!
اجابه سعد وهو يضغط على حافة السور الحديدي
- ماذا ؟! لا افهمك ؟!
تنهد امير وهو يستدير نحوه نصف استداره بينما يتكأ بمرفقه على السور يفكر بصديق عمره سعد الذي يعتبره اكثر من شقيق له وكان شاهد على زواجه من ابتهال ويعرف عنه كل شيء ... حتى قضية انتقامه من ابتهال الذي لا مبرر له يعرف به وكم نصحه بمحاولة نسيان الماضي وبناء حياة جديدة مع زوجته لانها بالفعل فتاة طيبة ومن المستحيل ان تفعل امرا شنيعا كما قال له واخبره بملابسات القضية الا انه مصر ومقتنع برائية ...
- كلا انت تفهم تماما ما اقصد لا تدعي الغباء
سحب نفسا عميقا وهو ينظر الى الامام بشرود ثم قال بصوت خافت
- مالذي تريد قوله بالضبط افصح يا امير ؟!
اجابه امير بتسائل
- لماذا لم تذهب اليه ؟!
صمت سعد وهو لايزال يركز على نقطة وهمية امامه ليستطرق امير
- الم تكن متلهفا لرؤيته ؟! لقد ظننتك ستهرع اليه ما ان تصل !! ماذا يجري معك ؟!
قال سعد بصوت متحشرج وهو يتجنب النظر ناحيته
- لا اعرف يا امير ... انا ... انا .. لاول مرة حائر ... لا اعرف ما علي فعله ؟!!
باغته امير بأبتسامة جانبية
- أأحببتها ؟!!!
التفت لينظر له بسرعة وكأنه تلقى ضربة على رأسه يحبها ؟!! يحبها ؟!! اتراه فعلا يحبها ؟!! هل لهفته عليها ومراقبته المستمرة لها وضربات قلبه الهادرة التي تعلن العصيان ما ان يراها هي مؤشر لحبه لها ؟!!!
اغمض عينه بتعب واتكأ على السور بيديه ثم اطرق راسه قائلا بأنهاك نابع عن عمق مشاعره المتخبطة
- لا اعرف كيف سأتصرف ان أكد عامر كل ما سمعته ؟!
عقد امير ذراعيه على صدره قائلا بغيض
- ومالذي سمعته سعد ؟!!
التفت سعد ينظر له بحده ليكمل امير دون ان يهتم
- انا سأقول لك انت لم تسمع الا بضع كلمات مبهمة حتى لا اعرف كيف استنتجت وحللت الامور وربطتها ببعض .. وكونت فكرة تعشعشت برأسك وهي ان ابتهال طامعة وخائنة !! انت فعلا غبي !!
غمغم سعد يحذره بخشونه
- امير !!!!
اجابه امير دون ان يهتم
- لا امير ولا سمير !!! انت غبي وابله وبغباءك هذا ستضيع السعادة من يدك !!
لم يقل شيئاً لكن بقرارة نفسه يدرك ان امير محق اجل ربما لا بل بالتأكيد سعادته مع ابتهال ... ابتهال انثى بكل ما للكلمة من معنى برقتها عفويتها ودلالها .. مشاعره متخبطة متعثرة حائرة هل تستحق فرصة ثانية هل تستحق ثقته .. هل لو بدأ معها حياة جديدة على الرغم من ادانتها سيعتبر خائنا لذكرى هناء ؟! هل ميلان قلبه نحوها وتوقه الشديد اليها يعتبر ضعفاً !! لم يشعر بخروج امير بل لم يشعر بالوقت كل ما كان يدور برأسه هو كيف وماذا سيفعل اذا صح اعتقاده!
................
.............................
تجلس مع والدتها واخيها وابتهال في غرفة الجلوس يشاهدون برنامجا تلفزيونيا غير ان كلاً منهم منشغل بأمر مختلف .. عالم خاص به .. لقد تفرقو كلا منهم بنى حوله سور عالي يعزله عن الاخر .... فأبتهال كانت تنظر للشاشة بشرود وحزن معها حق من تمر بظروف شقيقتها من المؤكد ان تنهار غير ان ابتهال دائما قوية وصبورة تجيد كتم مشاعرها بسهولة عكسها تماما وهذا ما يطمئنها لكنها تعترف بخزي بأنها انانية انشغلت بمشاكلها ونسيت شقيقتها تنهدت بحسرة ثم نقلت نظراتها لأخيها كان مقطباً ومتجهماً وجهه المبتسم لم يعد كما كان .. كم تغير اين محمد المرح المتفائل لقد اصبح دائم العصبية والصراخ على اتفه الاسباب .. للان لازالت تتذكر كيف هاجمها بسيل من الاسئلة والاستجوابات كأنه محقق في الشرطة ما ان غادر فارس منزلهم جاهدت في حينها لتطرد دموعها وتحافظ على تماسكها امامه .. لولا وجود ابتهال معهم لانهارت بكل تأكيد لكن منذ ان كلمتها وهي تشعر بأن حملا ثقيلا انزاح عن صدرها ... اخرجها من بحر ذكرياتها صوت الهاتف وقد كانت ريم .. اجابت وهي تسبل اهدابها بينما راحت اصابعها تمسد جسر انفها بتوتر
- اهلا ريم كيف حالك
كان محمد يراقبها بامعان كانه يريد سماع ما تقول .. سكتت قليلا لتجيب بتعلثم
- حسنا انا .. انا .. لا استطيع ....ماذا ؟
نظرت لاخيها وهي لاتزال تستمع لما تقوله ريم لتكمل
- لالا صدقيني لااستطيع ..
قطبت وهي تقضم شفتها بتوتر وحيرة
- اممممم ..امم .. حسنا سأرى لكني لن اعدك
لتردف وهي تبادل اخيها وابتهال النظرات
- اجل اجل لاتقلقي سافعل ان شاءلله
اغلقت الهاتف وهي تقول بمرح
- انها ريم تطلب مني ان اذهب لمنزلهم لان والديها مسافران وهي تخشى البقاء وحدها
قطب محمد قائلا بجمود
- ولما لا تاتي الى منزلنا هي !
ابتلعت ريقها ثم قالت بخفوت
- انها تخجل من وجودك اخي !
اجابها بدهشه وحاجباه يرتفعان لا اراديا
-تخجل من وجودي ؟!! حسنا ممكن ان اغادر المنزل او ابيت عند احد اصدقائي !!
قالت بتوتر وهي تعبث بطرف جديلتها
- كلا هي لا تريد ان تسبب الازعاج لنا ..وقد قالت ان
تافاف بضجر وهو ينهض من مكانه ليقاطعها بنفاذ صبر
- كفى كفى فهمت اذهبي لكن لاتتاخري الى المساء
نظر لساعة معصمة ثم قال
- الان الساعة الخامسة عصر في تمام السابعة انت في المنزل مفهوم !!
اجابت بسعادة
- اجل .. اجل اخي لاتقلق سأعود مبكرا اعدك
قطب بتسأل وكأنه تذكر شيئا
- كيف ستذهبين لمنزلهم ؟!
اجابته بسرعة شارحة له
- ستأتي لتأخذني بسيارتها هي قالت لك
.....................................
............................................
عندما حضرت ريم لاخذها كانت الاخيرة مرتبكة طوال الطريق تتكلم معها بتعلثم وشرود مما اثار استغراب افياء لكنها لم تعلق ظنا منها ان سبب توترها هو سفر والديها وعندما وصلا للمنزل لم يمضي على وصولها سوى عدة ثوان لتقول لها ريم بتوتر
- ساعد لك العصير الجو شديد الحرارة
اجابتها افياء بتلقائية شديد
- هل اتي معك لاساعدك
سارعت بالقول
- لالالا انت لاتاتي ... اقصد انه معد وجاهز فقط اضعه في الكؤوس واحضره
اومأت بتفهم لتتركها ريم بسرعة وما ان دلفت المطبخ حتى لعنت هاني بسرها على فكرته المجنونة تلك ... اخرجت الدورق الذي يحتوي على العصير و قامت بسكبه في الكأس ثم اخرجت زجاجة صغيرة تحتوي على حبوب بيضاء اعطاه لها هاني وهو يشدد عليها قائلا " حبتان فقط فهمتي "
وضعت منها حبتين ثم قامت بخلطة بالملعقه جيدا الى ان تأكدت من ذوبانه .. وضعته في صينية صغيرة .. سحبت نفسا عميقا قبل ان تحمله وترسم ابتسامة مرتجفة على شفتيها ..
قدمت العصير لافياء قائلة بترحاب
- تفضلي حبيبتي لقد اعددته بنفسي خصيصا لك
امست افياء الكأس ببراءة واخذت تتجرع العصير وهي تقول بنبرة مهتمة
- مابك ريم هل انت مريضة ؟!
هزت راسها بسرعة وهي تراقبها بأهتمام شعرت افياء بشعور غريب الغرفة كانت تدور بها وكانها بلعبه في مدينه الملاهي ... واصبح كل شيء يتراقص امام عينيها كانها تحلق على غيمة كبيرة في السماء ارادت ان توقع الكاس من يدها غير ان ريم سارعت لالتقاطة قائلة بتعلثم
- بما تشعرين عزيزتي ؟!
وضعت افياء يدها على رأسها ولم تنطق بشيء .. بعدها اختلطت الاصوات حولها سمعت صوت فارس وهاني مع شخص اخر لكنها لم تنتبه لما يقولون فقد كانت سعيدة تطلق الضحكات المبحوحة وهي تنظر لهم بتشوش كانهم ضلال عملاقه
قال فارس وهو يقترب من افياء يساعدها على النهوض
- هيا حبيبتي انهضي سنتزوج اليوم
ابعدت يده عنها وهي تقف بترنح ودوار
- ابتعد ...فارس.. اخي.. لم يوافق
قال وهو يقترب منها ليحتضن وجهها ويرفعه ناحيته يركز بعينيها الزائغة
- كلا لقد وافق هو اخبرني بذلك قبل قليل
عبست بطفولية وهي تمسكه من عضديه تريد ان ترتكز بوقفتها .. ثم قالت بلسان ثقيل ومتعلثم
- حقا.... ما ...تقول
اجاب بابتسامة عريضة
- اجل حبيبتي هيا
سارت معه وهي تستند على ذراعه القوية ساعدها بالجلوس في السيارة وانطلق الى فيلتهم التي تقع في الجهه الشرقية من البلده يلحقه هاني وقريب له جاء ليكون شاهدا على العقد ... بينما ريم تقضم اضافرها بتوتر وهي تغلق الباب وتهمس بخوف
- سامحيني افياء ليتني لم اسمع كلامهم !
......................
تم كتابه العقد وتم وضع بصمة ابهامها على الورقة قال هاني ببشاشة
- مبارك فارس ها انتما اصبحتما زوجا و زوجة
اوما بشرود وهو ينظر لافياء الغارقة بنشوتها غافله عن كل ماجرى ليهمس بحرارة
- لن يبعدني عنها الا الموت
قال هاني بسماجة وهو يحث قريبه الذي كان يتابع ما يجري بصمت على الوقوف ليستعدا للمغادره
- نحن سنغادر الان لا نريد ان نتطفل عليكما ... مبارك مرة اخرى يا عريس
سار معهم فارس الى الخارج وهو يودعهم بسعاده حقيقة ثم قال لهاني بصدق وحرارة
- العقبى لك هاني ولن انسى لك هذا الموقف ابدا
اجابه هاني مداعبا
- قم بعد خدماتي التي اقدمها لك مجانا فقط كي تعرف مقدار معزتك لدي !
بعد ان غادر هاني وصديقه عاد الى المنزل لكنه لم يجدها في الصالة هبط قلبه الى قدميه .. هتف بصوت مرتفع
- افياء ... افياء ... حبيبتي اين انت
لم تجيبة سار قليلا الى ان وصل الى الشرفة الجانبية ليصله صوت ضحكاتها المبحوحة خرج لينظر الى مشهد حبس انفاسه .. كانت افياء تسير حافية القدمين على اطراف النافورة الرخامية كانت قد تخلصت من حجابها ونزل شعرها العسلي الذي يراه لاول مرة على اكتافها وصولا الى نهاية ضهرها بتموجات غاية في الروعة تمسك طرفي تنورتها الفضفاضة .. بينما الضوء الفضي للقمر ينعكس على وجهها الابيض فبدت كأنها حورية تناجي القمر بتراتيل مغويه تسحر بها كل من ينظر لها .. التفتت تنظر له بابتسامة عريضة اظهرت غمازتها .. هتفت بسعادة وهي تفتح ذراعيها كانها طائر يطير بجناحية
- انظر فارس انا اطير في الهواء
ثم اخذت تتقافز على اطراف النافوره وهي تغني تيرارررر تيرارااااااااااااا
ضحك بخفوت وهو يسير ببطئ ينظر لا بل يلتهم كل ماتفعله بحب ولهفة ياإلهي انها زوجته ..... اخيرا اصبحت زوجته
فقدت توازنها وترنحت كادت ان تسقط بالماء اطلقت صرخة رقيقة لكنه احتضن خصرها بقوة قالت بضحكات متقطعه
- ارأيت كدت ان اسقط في الماء
اجابها بحب وصوت متحشرج
- ابد لاتخافي وانا الى جانبك افياء ستبقى ذراعاي مسكنك وامانك ويبقى فارس هو فارسك وحاميك الى الابد
نظرت له بعيناها التي كانت تتلالئ بشقاوة بينما يداها الصغيرتان تستريح على كتفيه العريضتان
- احبك فارس .. لا بل اعشقك ومنذ زمن بعيد اتعلم منذ متى ؟
اجابها بصوت مبحوح وهو يرفع رأسه ليبادلها النظرات بينما ضربات قلبه قرعت جنباته بشدة
- منذ متى حبي ؟
قالت بضحكة خافته
- منذ ان اتيت اول مرة الى الجامعة !
قلبت شفتيها بحزن لتقول له بعتاب
- كنت اراقبك من بعيد وانت كل يوم مع فتاة مختلفة لما كنت تسير مع الفتيات فارس ؟
اجاب بحب وهو يكاد يطير من شدة سعادته لاعترافاتها المتتالية
- كنت غبي واعمى حبيبتي لكنني اعدك لن انظر الى اي فتاة اخرى
ليستطرد بهمس صادق
- وما حاجتي للنجوم وانا معي القمر
صفقت بطفوليه
- حقا فارس انت تراني قمر ؟!
هتف بحب وهو يشدد من احتضان خصرها الدقيق
- بل اجمل من القمر يا نور عين فارس هيا تعالي الى الداخل
اعترضت بتذمر وهي تتراجع الى الوراء بمحاولة منها للتخلص من ذراعية
- لااااااااااااااا اريد اللعب اكثر
انزلها من فوق الرخام وهو لايزال يحيطها بذراعيه قائلا بعاطفة متفجرة
- انت اليوم عروس هل يوجد عروس في الدنيا تلعب في الحديقة بليلة زفافها
هزت راسها بلا
همهم برضى وهو يرفع راسها بأصابعه ليقترب من شفتيها قائلا بهمس
- احسنت فتاة مطيعة
اقترب منها اكثر استنشق عطر انفاسها المتسارعة .. لاول مرة يقترب منها لهذه الدرجة كان قريبا لدرجة انه لمح انعكاس وجهه بعينيها العسليتان وهي تنظر له ببراءة .. همس بنعومة وكأنه يستأنها
- افياء حبيبتي انا سأقبلك قبله صغيرة فقط !!
لم تنطق بحرف كان يظهر عليها الترنح لازالت متأثرة ومشوشة بفعل الشراب .. هبط بحذر ليلمس شفتيها الكرزيتين بقبلة بسيطة ظنا منه انها قد تعترض لكنه ما ان تذوقهما واحس بهدوءها حتى تعمقت قبلته رغما عنه ... شفتيها كانتا طريتين ناعمتين ولذيذتين كانت افياء تمسك ذراعيه القويتين اللتي احاطت بها كطوق حديدي وهي هادئة كأنها عصفورة صغيرة اصدت تأوها خافتاً عندما اطال تقبيلها دون ان يشعر .. تركها ليلتقط انفاسه وهو يهمس بحب
- تعالي الى الداخل حبيبتي ستصابين بالبرد
قالت بتعلثم وهي مقطبه
- اي ...برد.... ونحن ...في الصيف
حملها بخفة على كتفه الايسر وكأنها لا تزن شيئاً قائلا بتسلية
- اسمعي كلام زوجك افيائي فما اقوله دائما هو الصواب مفهوم
قهقهت بصوت متقطع ومبحبوح قائله بانفاس متسارعه
- مفهوم زوجي حبيبي
تمتم وهو يسرع الخطى الى الداخل
- يا اللهي ساصاب بالجنون وبسببك
ادخلها الى المنزل وسط ضحكاتها الرنانه وهي تهز قدميها في الهواء لاتعلم بما يدور حولها !!!
.............................................
دلف الى غرفة النوم مددها على السرير .. كانت محمرة الوجه لاهثة الانفاس عيناها تبرقان وقد برز اللون العسلي بهما وشعرها الهمجي منتشر ومبعثر على الوسادة داعب وجنتها وشفتيها الورديتان خط فكها و عنقها المرمري وهو يلتهم تقاطيع وجهها الرقيق .. تخلص من قميصة ثم رماه بأهمال .. اقترب منها ببطئ ليقبلها من جديد وهي تنظر له ببراءة افقدته صوابه .. كان يقبل وجنتيها ورقبتها بشراهه وهو يقول بانفاس لاهثة احبك افياء ... احبك حبيبتي ... اخيرا انت زوجتي ...لا اصدق انك بين يدي الان ... اطبق على شفتيها يقبلها بعمق ...بينما شبك اصابعه القوية مع اصابعها الرقيقة يعتصرها بقوة .. تركها طلبا للهواء .. صدره كان يعلو ويهبط من الاثارة
امتدت يده لتحل ازرار قميصها وهو متلهف ليقطف ما اصبح الان باعتقاده هو انه ملكه الذي انتظره طويلا
............
.....................
قال بغضب وهو يوجه كلامه لوالدته بينما ابتهال متجمدة في مكانها من الخوف فقد كان اخيها غاضبا بصورة لم تراها ابدا طوال حياتها
-اريت هذه هي ابنتك ؟ لقد اخبرتها الا تتاخر وانظري الان انها الساعة التاسعة والنصف
اجابت بهدوء بينما يدها مستمرة بالتسبيح
- الغائب له اعذار انتظر ستتصل بنا او ربما تكون الان في طريق العودة
فال بغضب وهو يجلس قربها
- يا امي افهمي ان وضع البلد ليس امناً في الليل للرجال فكيف هو الحال للفتيات !!
قلبها كان يتاكله الخوف على ابنتها لكنها لم تبين ذلك لكي لاتزيد من غضبه عليها
- سننتظر وبالتاكيد ستتصل
قالت ابتهال متدخله بصوت مرتجف
- لاتقلق اخي افياء تستطيع الاعتناء بنفسها جيدا
رمقها بنظره الجمت لسانها وجعلتها تنكمش على نفسها اكثر... رن الهاتف فسارع محمد لالتقاطة قائلا بغضب
- افياء ؟؟
اتاه صوت رقيق متعلثم
- كلا انا صديقتها ريم ... من فضلك هل من الممكن لافياء ان تبيت معي الليلة
قست عيناه بينما اتسعت فتحتي انفه وهو يزفر الهواء بحدة
- اين هي اعطني اياها لاتحدث معها
قالت بتعلثم
- ارجوك سيدي انها خائفة من الحديث معك اعدك غدا صباحا ستكون في المنزل
لوى شفتيه بغضب واغلق الهاتف بوقاحة بينما نظر لوالدته بشراسة وهو يصب جماح غضبه عليها بلا شعور
- انظري اخر تربيتك ودلالك الزائد عن حده لها !! تفضلي ستبيت هناك دون حتى ان تكلف نفسها لتطلب الاذن مني وكأني قدم طاولة في المنزل .. جعلت صديقتها تتصل لتلوي ذراعي وتضعني امام الامر الواقع .... حسنا افياء لن اكون محمد ان لم اعيد تربيتك من جديد فقط فلياتي الصباح وسترين
ترك الصالة واتجه بغضب الى غرفته هتفت والدته بحزن
- المهم اننا اطمئنينا عليها .. الن تاكل ؟!!
اجابها بقوة ووقاحة اعتادت عليه امينه مؤخرا
- لا اريد ان اطفح السم
اطلقت ابتهال زفيرا كانت تحبسه بصدرها ثم قالت بهمس
- امي تصرفات محمد ليست طبيعية ابدا .. انا خائفه منه وعليه
هزت امينه راسها وهي تتمتم بألم
- يارب اهدي ولدي وارجعه مثلما كان .. حسبي لله فيمن كان السبب !



انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن