الفصل التاسع عشر

210 14 0
                                    

الفصل التاسع عشر

كل ركن يذكره بها لذلك اصبح يقضي اغلب الاوقات في منزل عائلتة او هائم على وجهه يفكر بأيجاد حل لمشكلته واقناع تلك العنيدة بندمه الحقيقي و حبه الصادق لها ... لكن كيف وهي لا تعطيه الفرصة .!!
الى متى سيبقى يراقبها من بعيد !! هاملا عمله واشغاله !! وكأنه مرهق ابله لايجيد التغزل بمحبوبته !!
لقد بحث عن محمد ولم يجده حتى انه ذهب اليه في محل عمله لعدة مرات وايضا لا اثر له ... لقد اصبح محمد غريب الاطوار حقا سيرى ما ورائه ما ان يحل مشكلته مع زوجته القاسية الشرسة !!
فكر كثيرا ولم يجد امامه الا حل واحد فقط كان يؤخره قدر المستطاع عله يحل مشكلته دون الاضطرار للجوء اليها !!! لكن الظاهر لايوجد حل الا بتلك الطريقة!!
...........................
كانت الحاجة وهيبة تستمع لما يقوله ولدها وقد ظهر على وجهها الاستنكار والذهول هتفت بعدم تصديق وهي تضرب صدرها
- افعلت كل ذلك بزوجتك واتهمتها دون حتى ان تكلف نفسك وتتاكد من صحة الذي سمعه !!!
كان سعد يتكا على ركبتيه بمرفقيه وهو متشابك الاصابع ينظر الى الارض بجمود لتكمل والدته
- والله ابتهال ابنه اصول بحق لو كانت فتاة اخرى لهجرتك منذ الاسبوع الاول انت فعلا لا تستحقها سعد !
رفع راسه بسرعه قائلا بندم
- ارجوك امي يكفي تقريعا بي وساعديني لارجعها للمنزل ... لها الان اسبوع على ذهابها وانا تركتها لترتاح قليلا ثم اتصلت بها لكنها لا ترد على اتصالاتي ولا تجيب على رسائلي ... ولا ترغب برؤيتي ... اتوسل اليك امي ساعديني سعادتي معاها !
قلبت شفتها بامتعاض قائله ببرود
- الان فقط تشعر ان سعادتك معها !!! والله هذا البنت لها الجنه لانها احتملت جلافتك وقسوتك
هتف باستنكار كانه طفل صغير
- امييييييييي
اجابته وهي ترفع حاجبيها
- ماذا !!! تلك هي الحقيقة اتنكر انك حتى قبل ان تتزوجها جلف ولا تجيد التعامل مع الجنس اللطيف
زم شفتيه مقطبا ثم قال بجفاء
- والان امي !!! هل ستساعديني ام ستعدين علي مساوئي!!
تنهد بقلة حيله ثم قالت بأستسلام
- سأساعدك فقط من اجلها فابتهال عزيزة جدا على قلبي واعتبرها ابنة لي
تهللت اساريرة وهو يقول بلهفة
- هيا امي اذهبي لتغير ملابسك بسرعه
نظرت له بحنان وهي تهز راسها فمن يصدق ان هذا الماثل امامها هو ولدها الجاد القاسي سعد !!
......................
كان الوقت عصرا عندما جلسو كلهم في غرفه الضيوف ابتسمت امينه بحرج فلقد رفضت ابتهال الخروج لاستقبالهم ولزمت غرفتها بعناد بينما محمد في عالم خاص به حتى افياء هي الاخرى حالها متغير شاردة وحزينة ... هتفت امينه مرحبه بهم للمرة الثالثة او ربما اكثر
- اهلا اهلا لقد انرتما الحي كله
اجابتها وهيبة بابتسامة هادئة
- شكرا لك يا حاجة
سعد كان بعالم اخر يختلس النظرات صوب الباب ينتظر ظهورها علها تاتي ليراها ولو لثانية واحده لقد اشتاق لها كثيرا ولم يعد له طاقه للتحمل ... ادار وجهه ناحية والدته التي اخذت تتحدث في امور جانبية ليتنحنح سعد بخشونه وكانه يذكرها بسبب مجيئهم فعلى ما يبدو والدته نسيت ذلك ... نظرت له وهيبة وهي تدعي البرائه .. اشار لها بعينه برجاء لتبتسم وهي تعاود النظر لامينه قائله بهدوء
- يا حاجة ام محمد هل لي برؤية ابتهال لقد اشتقت لها
هتفت امينه بحرج وتوتر
- بالتاكيد يا ام سعد المنزل منزلك تفضلي معي
ذهبت معها الى غرفه ابتهال وما ان ابتعدا عن سعد حتى همست امينه بخفوت واسف
- والله لا اعرف مالذي دهاها لابنتي كانا على وفاق وسعاد فجاة اتت وهي منهارة تطالب بطلاقها ... بالتاكيد لم نسكت لها وفضلنا ان تستريح قليلا قبل ان نحاول اقناعها من جديد بالعدول عن رائيها
اومات وهيبه بتفهم قائلا
- اعلم يا حاجة لا تقلقي ساتحدث معها بنفسي وليقدم الله الخير لهما
...........................................
طرقت والدتها الباب قائله ابتهال عزيزتي غير ان صوت ابتهال الباكي وصلها بوضوح
- اخبرتك امي لا اريد رؤية احد اتركوني وشائني
فتحت وهيبة الباب وولجت الى الداخل قائله ببشاشه
- حتى لو كنت انا !!!!
وقفت ابتهال بسرعه قائله وهي تمسح دموعها
- سيدة وهيبة !!! اهلا وسهلا بك طبعا
اجابتها وهيبة وهي تتقدم لتجلس على السرير قائله بعتب
- سيدة !!!!!! اين كلمة امي
قالت امينه متدخله وهي تدعوالله بسرها ان يهدي ابنتها
- ساترككما قليلا
خرجت واغلقت الباب لتعاود ابتهال الجلوس وهي منكسه راسها بحرج مدت وهيبه يدها ورفعت وجهها قائله
- دعيني اراك ابتهال لقد اشتقت لك ياابنتي اهكذا تتركين منزلك وتطالين بالطلاق !!!
نظرت لها ابتهال بعينان متورمتان وهي تقول بصوت مرتجف
- انت لاتعرفين شيئا امي الطلاق هو الحل الافضل لكلينا
تنهدت وهيبه ثم قالت
- بل اعرف !
نظرت لها بدهشه لتكمل وهيبة
- اجل سعد اخبرني بكل شيء
همست والدموع تترقرق بعينيها
- وهل انت راضيه بما قام به ؟!!
هزت راسها بالنفي ثم امسكت يدها قائله بهدوء ورزانه
- اسمعي من امرأة مرت بتجارب كثيرة ... تجارب طحنتها وجعلت منها امراه قوية .. صدقيني يا ابتهال لقد تعرضت للكثر من التهم الباطلة ونظرات الازدراء ... لاني كنت فقيرة الحال ... الكل شعربالغيرة والحسد كيف لشاب غني ان يرتبط بفتاة فقيرة !! لكني لم اهتم ابدا !
كانت ابتهال تستمع لها بصمت لتكمل بجدية
- في بادئ الامر لا انكر انزعاجي وتحسسي من هذا الامر حياتنا الزوجية لمتخلو من لمشاكل ابدا ... لكن بعدما رزقت باولادي توجهت كل مشاعري واهتمامي بهم لى ان بدأت المشاكل تتلاشى تدريجيا ...
همست ابتهال بأختناق
- ليت مشكلتي تقتصرعلى الفورق الطبقية .. لكن ولدك اذاني بشكل بشع جدا
ابتسمت وهيبة وهي تكمل بهدوء
- سعد ليس سيئا يا ابتهال ربما متسرع وفاقد الثقة بمن حوله لكن له اسبابه .. اتعلمين كل اولادي كانو مرحين الا سعد كان الاهدء بينهم يتصرف برزانه وعمر اكبر من عمره لم يعش حياته او هكذا ظننت فهو كتوم جدا لا يظهر مشاعره لاحد يتصرف بما يمليه عليه تفكيره كان بشوشا ودودا الى ان تغير حالة بعد التجربة التي مر بها مع صديقة المقرب الذي هو اقرب له حتى من اخوته ...
قصت عليها ما حصل في الماضي بهدوء وروية حارصة على ذكر ادق التفاصيل بينما ابتهال تستمع لها بصمت ومعالم وجهها غامضة وعند انتهائها هتفت ابتهال بالم مضاعف فمهما يكن ما حصل له هذا لا يعطيه الحق بالقاء التهم على الناس جزافا عذره اقبح من ذنبه
- مهما يكن امي هذا لا يمنع من انه ...
قاطعتها قائله بهدوء وهي تربت على يدها
- اذاك واهانك !!! اتريدين الصدق ؟!
هزت راسها بنعم لتكمل وهيبة
- سعد يحبك
همت ابتهال بالاعتراض الا انها اسكتتها قائله
- اجل يحبك صدقيني سعد لو اراد الا نتقام منك كما يدعي لانتقم بطرق اخرى غير الزواج كأن يدبر لك تهمة ويلقي بك في السجن اظن ان ذلك كان سيكون اسهل مئة مرة من ان يربط نفسه مع انسانه لا يحبها ويزدريها !!
نظرت لها ابتهال وهي تحلل ما تقوله اجل بالفعل معها حق كيف لم تفكر بذلك اجابتها بهمس
- ربما معك حق فيما يتعلق بطريقه الانتقام لكنك مخطئة ولدك لا يحبني ابدا
اجابتها وهيبه بحنان
- بلى ابتهال يحبك وبشدة فقط لو تعلمين ما يجري له
هتفت ابتهال دون ان تشعر
- اهو بخير ؟!!
اجابتها بمكر
- يكاد يصاب بالجنون لا بل جن ولدي ... ليس سعد الهادئ الرزين ماذا فعلت به يا فتاة !!
احتقنت وجنتاها قائله هي تتلاعب باصابعها
- هذا لا ينفي اذيته لي طيلة الشهرين الماضيين
اجابتها موافقة
- معك حق حبيبتي عودي اليه وعاقبيه في المنزل
هتفت بألم
- لن اعود له لا استطيع مسامحته بسهولة .. هو لم يتهمني ظلما فقط بل دائم الشك والتسرع وهذا لا يشعرني بالامان والانتماء سأظل دائمة الخوف من تقلباته المزاجية
اجابتها وهيبة بأبتسامة معاتبة
-لا انكر ان كلامك صحيح مئة في المئة لكنه رغم ذلك يستحق فرصة اخيرة ان عاد كما السابق انا من ستقف بوجهه هذه المرة لك وعد مني
صمتت تفكر بكلام حماتها لوهله .. هي تحبه هذا الامر لا غبارعليه لكنها لازالت تخشى منه ...
- لن اعود ان لم ينفذ شروطي كلها !!
اجابتها وهيبة وهي تغمز بمكر
-هذا من حقك !!
نظرت لها ابتهال وقد لاحت ابتسامة على شفتيها لتهتف وهيبة بحب
- اجل هكذا ابتسمي لا حرمني الله من هذا الوجه الصبوح يا كنتي الغاليه
.....................
هتف بشراسة بعد ان القت بوجهه شرطها الاخير وكأنها كانت تدخره لتثير جنونه وغيرته
- لا والف لا لن تواصلي العمل هناك !!
اجابته بأصرار
- وانا لن اعود ان لم توافق عليه ... انت لم تجرب الجلوس لساعات وساعات في المنزل بين اربع جدران وكأنك في سجن اختياري !!
تبا كيف يوافق على ان تواصل العمل مع ذلك الشاب الذي لايبذل جهدا لاخفاء اعجابه بها !! لقد وافق على شرطها المتهور بأن تتعلم قيادة السيارة رغم خوفه عليها لكن هذا الشرط لا يستطيع ان يلبيه لها على جثته
اجابها بأصرار
- قلت لا ابتهال اطلبي اي شيء اخر الا هذا !!!
وقبل ان تجيب تدخلت وهيبة التي كانت تتابع ما يجري بأبتسامة ناعمة
- اسمحا لي لدي اقتراح
همست ابتهال بأدب
- تفضلي امي !
قالت بهدوء وحكمة
- رغم معارضتي لموضوع عملك الا اني اوافق ولدي ما حاجتك لتعملي لدى الغرباء بينما مكتب زوجك مفتوح لك !!
اجابتها بلهجة قاطعة لا تقبل النقاش
- اسفة امي انا لن اعمل مع سعد بمكان واحد !
اجابها سعد بغيض وهو مقطب
- ولماذا لا تريدين العمل معي ؟! هل انا وحش يلتهم الفتيات الصغيرات !!!
رفعت حاجبها ببرود دون ان ترد عليه بكلمة .. قالت وهيبة
- حسنا لدي حل يرضي جميع الاطراف
اجابا معا بنفس الوقت
- ماهو امي !!
قالت بابتسامة ودودة
- ان تعمل في مكتب والدك
ثم التفتت لابتهال التي كانت بموقف محرج لا تستطيع الرفض كما انها لا تحبذ الفكرة
- ما رايك ابتهال ؟! اظن ان لا حجة لك لان !!
اومأت موافقة بتردد وهي تهمس مطرقة الرأس
- حسنا امي كما تشاءين سأوافق لاجل خاطرك فقط
..........................
اوصل والدته الى المنزل وهو يكاد يطير فرحا فها هي ابتهال تجلس في المقعد الخلفي من السيارة لتعود معه وتنير حياته من جديد تنهد براحة وهو يختلس النظرات لها ليقطع الصمت المطبق بينهما بينما عيناه مثبته على الطريق
- اشتقت لك ابتهال
انتفضت عندما وصلها صوته الخشن لتقول وهي تدعي البرود
- لماذا !! اتراك اشتقت لاهاناتك المستمرة
تنهد بعمق قائلا بخشونه
- عندما نصل للمنزل ساخبرك لما انا مشتاق اليك ابتهال
احتقن وجهها بشده وهي تتمتم بخجل
- وقح
اجابها وهو يغمز لها من المراة
- على فكرة لم اقصد ما ظننتِ ... لكن لا بأس لان ما تفكرين به سيحصل عاجلا ام اجلا قطتي
ابتسم بخفه وركز على الطريق المظلم الذي اصبح على ما يبدو اكثر طولا ومللا
...................................
..............................................
ترجلت من السيارة بسرعه وتوجهت الى الداخل بلهفه يا الهي كم اشتاقت لمنزلها الصغير وكانها فارقته منذ زمن طويل وليس مجرد اسبوع واحد !!
صعدت لغرفتها ثم بدات بفك حجابها لتفاجاء بسعد يدلف الى الداخل اغلق الباب واتكأ عليه ينظر لها بعينان جائعتان محبتان همست بحدة وخجل
- كيف تدخل هكذا لغرفتي اجننت !!
تقدم منها قائلا
- منذ الليلة لا يوجد غرف منفصلة !
تعالت ضربات قلبها وشعرت بالسعادة والانتشاء وهي تستمع لما يقوله لكنها ادعت عدم المبالاة لتقول بغضب
- اخرج من غرفتي رجاءا
عاود القول وقد وقف امامها
- الم تفهمي ما قلت ؟!!!
تكتفت قائله بعناد لذيذ الهب حواسه
- والمفترض الان ان ارقص فرحا اليس كذلك؟!!
قال وهو يلتهم وجهها الرقيق بنظراته
- ياليت ان ترقصي لي اااااه عندها ساكون شهريار عصري وزماني
شعرت بالحرج الشديد ثم اشارت الى الباب قائله بصوت مرتعش
- اخرج من.....
كلماتها ضاعت عندما سحبها من خصرها ليلصقها بجسده ثم يطبق شفتيه على شفتيها ليقبلها بعنف وجوع ..مشاعره المكبوته تفجرت فجأة
حملها ليضعها على الفراش قائلا بعذوبه افقدتها القدرة على النطق
- قد لا اجيد الغزل ولا انتقاء الكلمات المعسولة مثل باقي الشباب والازواج وقد لا اظهر عواطفي بشكل واضح الا اني اقسم لك ابتهال اني لم اشعر بالمشاعر التي تجتاحني بمجرد النظر اليك مشاعر مختلفة لم اعشها يوما ولم اجربها بحياتي !!
ليهمس بتوتر وهو ينحني امام شفتيها
- ارجوك ابتهال صدقيني .. انت فقط .. فقط اطلبي ما تشاءين مني وستريني طوع امرك ... انا ... انا ...
وضعت يدها على فمه تعلم كم من الصعب على رجل له من لكبرياء والهيبة مثل سعد بان يعترف بهكذا اعترافات
- لقد فهمت ما تحاول قوله
قبل اصابعها برقة وهمس بخشونة بعثرت دقات قلبها
- لن تندمي على اعطائي هذه الفرصة ثقي بي ابتهال !!
بدأ سعد بوضع اول حجر في اساس بنيانهم الذي تعهد واقسم على ان يكون بناءا راسخا وقويا لا تضلله غيوم الشك ولا تزعزعه رياح الغيرة
.............
تمضي الايام بوتيرة واحده ومحمد يعد العدة وقد جهز كل شيء ووضع الخطة واستعان بصديقه ياسر الذي يعتبر اقرب صديق له ليساعده على اختطاف الضابط رشدان وقد تم الامر فجرا عندما كان عائدا لمنزله ... الشارع كان فارغا مما اتاح له سهولة المهمة ...لقد راقبه جيدا واليوم جاءت الفرصة على طبق من ذهب اذ عاد وحيدا دون حارسه الذي يرافقه باستمرار فقط هو والسائق !!
قطع عليه سيارته الخاصة وقام بتخدير السائق الخاص به ... حملاه هو وصديقه واتجها به الى المنزل المهجور الذي تم تجهيزة ... كانا يرتديان الاقنعه لكيلا يتعرف عليهما السائق .... كبلاه بالحبال واجلساه على كرسي خشبي ... قال ياسر لاهثا
- هل هذا كل شيء ؟!
اوما محمد وعيناه مثبته على رشدان بقوة
- اجل انتهت مهمتك شكرا لك ياسر لن انسى معروفك ابدا
ربت ياسر على كتفه قائلا بجديه
- نحن شقيقان قبل ان نكون اصدقاء ولا شكر بيننا
ثم اكمل وهو يتجه الى الباب
- سأذهب الان وان احتجت لشي هاتفني
اوصله قائلا
- لقد ابلغت امي بانني مسافر لشراء النحاس من تاجر في محافظة اخرى ان اتصلت بك قل لها لا اعرف متى يعود
اوما موافقا ثم قائل
- حسنا لا تقلق الى اللقاء
غمغم مودعا
- الى اللقاء
اغلق الباب باحكام ثم قال بشراسه " اهلا بالضابط رشدان الايام القادمة سنتسلى معا كثيرا جدا "
.............
...................................
التقط رشدان انفاسه بصعوبه هامسا بالم
- ارجوك يكفي انا لدي عائلة ماذا ستستفيد مما تفعله ؟!
اجابه محمد بشراسه
- استفيد ؟؟؟؟ تسألني ماذا سأستفيد ؟؟؟ حسنا سأستفيد الراحة وارجاع كرامتي اريدك ان تذوق العذاب الذي اذقتني اياه لتعلم حجم الالم الذي سببته لي ....
ليوجه له لكمه على فكه قائلا بقهر
- اذن فقد كان تشابه اسماء اليس كذلك ؟!!!
مهما وجه له الضربات غليله لم يشفى ولن يشفى بتاتا ....المزيد ... يريد ان يذيقه المزيد من الضربات والوجع ...... مضى الان ثلاث ايام على اختفاءه لقد وضعت عائلته مكافأة مجزيه لمن يدلهم على مكانه كان يتتبع الاخبار عن كثب .... همس ساخر ولو فتشو البلدة شبرا شبرا لن يخطر ببال احد هذا المكان
سحب نفسا عميقا وهو ينظر لجسد رشدان المسجى على الارض ... ذهب الى الخارج ليجلس امام عتبة المنزل .. الصمت مدقع في المقبرة والظلام منتشر ... الاموات يرقدون بسلام لا يعكر صفو الهدوء الا اصوات الكلاب والقطط الضالة .. لم يخف من منظر القبور المتراصة امامه فوجوده بهذا المكان اهون مئة مرة من وجوده بين بني البشر !!!
اخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بفتحه يكفي لقد قام بأغلاقه قبل عدة ايام .. ربما والدته او احدى شقيقتيه قامت بالاتصال به ... وما ان فتحه حتى وصلته عدد قليل من الرسائل فتحها ليقرئها على مهل .. لتتسع عيناه فجأة وهو يقرء الرسالة التي وصلته من رقم مجهول الهوية وقف بسرعه وتنفسه بدأ بالتسارع ليهمس بشراسة
- مااااذا فعلت افياء !!!!
.................................
- عرفي يا افياء !!! تزوجته عرفي ؟!!
هتفها محمد بغضب اسود وصدره يعلو ويهبط وتلك الاصوات عاودت للتتزاحم برأسه من جديد !!
ما ان قرء الرسالة حتى اتصل بياسر ليطلب منه ان يمكث مع رشدان الى ان ينهي امرا طارئا ويعود !
كانت والدته تقف امامه وهي تضع يديها على صدره تحاول ان تمنعه من التقدم تجاه افياء المنكمشة على نفسها امام باب غرفتها وهي تقول بصوت متقطع .... ومن هول المفاجاءة لم تفكر حتى بالانكار
- والله يا اخي لست انا .. لم اكن اعرف ... لم اكن اعرف
صرخ بوحشية وهو يبعد والدته بحدة ويتقدم تجاهها ليصفعها بشدة ثم لف شعرها الطويل على ساعده
- لم تكوني تعرفين !!! لماذا هل تم تخديرك
هتفت بالم وهي تحاول تخليص شعرها
- اجل اجل والله تم تخديري لم اكن اعرف صدقنييييييييييي
قال بشراسه ووقاحة دون حياء او خجل
- هل اقمت معه علاقه هل مارس معك الرذيلة ... هل بعت شرفك يا ابنه الحاج جلال والحاجة امينه
هتفت بقوة وقهر وهي تضرب وجنتها
- لم يفعل شيئا والله لم يفعل شيئا حتى الورقة قد مزقها ... صدقني اخي!!
غير ان محمد كان كالاعمى والاصم لم يكن يستمع لشيء بينما والدته تتكئ على الجدار وهي تضرب صدرها بقوة .. دفعها الى داخل الغرفة ثم قال بشراسة وعيناه حمراء مخيفة وكأن الشيطان قد تلبسه
- من سيخلصك من يدي افياء من فقط قولي من !!!!!!
تراجعت للوراء وقلبها يخفق بشدة بينما انفاسها بالكاد تخرج من رئتيها هزت رأسها بخوف
- محمد ارجوك انا ... انا .. بريئة .. ارجوك .. محمد
هوى عليها محمد بالصفعات واللكمات والركلات على بطنها وقدميها .. لتقع افياء على الارض وجسدها يرتجف بقوة تركها لاهثا ثم خرج و اقفل الباب قائلا بصوت مرتفع
- الان انا لدي عمل لعين لم انهه بعد ..عندما افرغ منه ثقي يا افياء سأخذك للفحص الطبي وعندما اتأكد مما اشك الموت وحده من يخلصك من يدي انت وذلك البائس القذر عديم الشرف والنخوة والرجولة
اتجه لوالدته التي تربعت الارض وهي تضرب فخذيها بقلة حيلة ... ليأمرها بحدة
- خذي المفتاح امي لايوجد خروج من المنزل ابدا وتحت اي ضرف حتى لو رأيتها تموت امامك ...وانا يومان فقط وسأعود
اعاطها المفتاح وتوقف من جديد قائلا بفحيح مخيف
- تذكرت ... اياك ثم اياك يا امي ان تتفوهي بحرف امام ابتهال اوزوجها انا لم اصدق اخيرا انها انقلعت من البيت .. لا اريد فضائح فهمتي !!!
ثم خرج كالمجنون بينما والدته تنادية
- يا محمد يا ولدي انتظر لنتفاهم
لم يجبها غير صوت الباب وهو يغلق بقوة وقفت بتعب ثم اتجهت الى غرفة ابنتها لتفتحة وتدلف الى الداخل ...شاهدت افياء مشعثة الشعر بينما خيط من الدم ينزل من طرف فمها .. اسرعت لتجلس جانبها قائلة بعتاب حار وهي تحتضنها وتمسح الدماء عنها بطرف وشاحها الاسود
- لماذا فعلت ذلك يا افياء .. اهذه اخر تربيتي لك ؟!
همست بالم
- لم افعل شيئا امي صدقيني انا بريئة بريئة
تنهدت والدتها قائلة ببكاء
- ومن سيصدق ؟!! لو انتشر الخبر سمعتنا ستكون في الوحل!!
بكت افياء بقهر وكل مكان بجسدها يؤلمها بشدة
- انت تصدقيني اليس كذلك امي !!!
اجابتها بحنان وهي تشدد من احتضانها
- اصدقك ... اصدقك طفلتي !!
لتكمل بهمس خافت
- سترك وعفوك يارب
.......................
وقف عند باب منزلهم يراقب خروجه بعينان حادتان وبرأسه تدور الف فكرة وفكرة بينما تلك الاصوات عادت لتسخر من رجولته وكأن الشيطان قد استحل عقله وتربع عليه ... راقبه يخرج من المنزل يصعد لسيارته وبسرعة استقل سيارة اجره وطلب ان يتبعه ...
.................
ركن فارس السيارة في مرأب السيارات وقبل ان يستدير ليدلف لشركة والده وصله صوته البارد ... ذلك الصوت الذي ينتظره كل يوم لا بل كل ساعة .. لم يشعر بالخوف ابدا لم يشعر بالخوف .. لقد احبها وتزوجها وستحمل المسؤولية ... حتى لو قتله فسيرحب بالموت من اجلها
- لو كنت رجلا بما يكفي اعترف انك تزوجتها عرفيا !!!

انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن