الفصل الخامس عشر

249 16 0
                                    

الفصل الخامس عشر

دلف الى المنزل بهدوء كان الصمت مخيم على المكان تنهد بتعب وهو يرمي السترة على الاريكة في الصالة لكنه تجمد عندما رأها كانت نائمة امام شاشة التلفاز ترتدي غلالة نوم طفولية لاتليق بشابة خطت اعتاب الخامس والعشرين تقدم ببطئ وهو يبتلع ريقة بصعوبه جلس على المقعد المقابل لها ينقل نظراته من وجهها الى صدرها العارم المكتنز ثم الى خصرها الدقيق نهايته لساقيها الرشيقتان البيضاويتان الظاهرتان من البيجاما القصيرة التي تصل لركبتيها
سحب نفسا عميقا كان يجب ان يتاكد من شكوكه قبل ان يتهمها لكنه حينها كان مخدر الحواس لايسيطر على عقله سوى ايجاد وسيلة للانتقام ولم يجد ما يشفي غليله الا الزواج منها وتعذيبها ببطئ لم يعلم بانه هو بالنهايه من سيتعذب .. كيف اصبح يفكر بها وينظر لها كانثى رقيقة وجميلة .. منذ ان عرف الحقيقة لا فليكن صادقا منذ ليلة الزفاف وهو يحلم بامتلاكها واحتوائها بين ذراعية .. تذكر لقاءه مع ذلك البائس عامر الذي اتضح انه يعمل في احدى الشركات في لندن .. كان يقف امامه كأرنب مذعور عندما اقتحم شقته
- الان ستخبرني عن الخطة الدنيئة التي ابرمتها مع ابتهال !!
اجابه بحذر وهومقطب
- ابتهال ؟!!!!
قال سعد بفحيح وهو يتقدم ببطئ ليتراجع الاخير الى الوراء
- اجل ابتهال التي اتفقت معها على الزواج وبسببكما انتحرت هناء !
تسأل بذهول
- هل ماتت هناء ؟!!!
قال من بين اسنانه المطبقة
- لا تجب على سؤالي بسؤال ... تكلم واعترف بسرعه ؟!
هتف عامر بجزع واستنكار
- اعترف بماذا ؟!
اجابه بفحيح
- اعترف بالخطة الدنيئة التي اتفقت عليها مع ابتهال !
قال عامر بسرعة وهو يتجه للهاتف ليطلب الشرطة
- انت مجنون ولا وقت لدي لاضيعه معك
غير ان سعد كان اسرعه منه اذ جذبه من ياقه قميصه لينهال عليه باللكمات حاول عامر تفادي ضرباته الا انه لم يستطيع قال بلهاث
- كفى كفى ساخبرك بكل شيء
انقبض قلب سعد وتحفزت حواسه وكل خليه بجسده وهو ينتظر ما سينطق به
جلس عامر على الاريكة بتعب ثم بدأ كلامه بانفاس متقطعه
- لقد التقيت بهناء عندما كانت تاتي الى الشركه لا انكر اعجابي بها و بثقتها كانت جريئة جدا .. جريئة لدرجة انها هي من بدأت بالحديث معي .. كانت تخترع الحجج لتاتي الي .. لم اكن اشجعها صدقني ... هي من كانت تطاردني من مكان لمكان لقد حاولت صدها بأدب ودون تجريح
هتف سعد غاضبا
- كاذب هناء لم تكن كذلك !!
اجابه بهدوء بينما يمسح الدماء من طرف فمه
- ولما اكذب عليك !! ثم انا لا اخافك لكي اضطر للمراوغة والكذب!
صمت قليلا وكأنه يفكر بشيء ما ثم وقف قائلا
- حسنا انتظر قليلا وانا سأثبت لك صحة كلامي
تحرك باتجاه الغرفة غير انه سارع للامساك به قائلا ببرود
- الى اين تظن نفسك ذاهبا ؟!!
اجابه بهدوء تام
- تعال معي لدي ما اريه لك
قطب وتبعه الى غرفة صغيرة تحتوي على طاولة وبعض الكتب التي صفت على الرفوف ... اتجه الى الطاولة ثم فتح الدرج واخرج صندوق صغير يحتوي على عدة اوراق ورسائل مهملة فتش بينها بتركيز ليهتف فجأة
- اهاااااااا .. هاي هي تفضل
قطب ينظر الى عدة اوراق بيده ليتناولها منه بينما قلبه يخفق بشدة شعر ان هناك امر غير مطمئن
قراء الرسالة الاولى بعينان زائغتان ثم الثانية والثالثة لتتسع شيئا فشيئا بينما تصبب جبينه عرقا .. فهذا خط هناء لا يمكن ان يخطئه ابدا شعر بالخزي من محتوى الرسائل كانت كلها كلمات وقحة متوسلة وبعضها لايمكنه ان يفكر مجرد تفكير بأن صغيرته هناء ممكن ان تكتب اوتفكر بتلك الطريقة !!!
احتاج سعد لعدة دقائق ليهدء من ثورته الداخليه ويستوعب كم هذه الاحداث والوقائع التي باتت حقيقة ملموسة لا تقبل الشك ... هل هذا كله يصدر من هناء التي رباها على يديه !! الهذه الدرجة كان غبيا ومخدوعا ببرائتها المزيفة !!! كيف استطاعت ان تخدعه كل تلك الفترة كيف !!! اذن كان كل ما في رأسه مجرد اوهام !!! هل حول حياته لسلسة من الاحقاد والضغينة وضيع اجمل ايام كان من الممكن ان يعيشها مع الانسانة التي انجذب لها منذ البداية بسبب سراب !!! شعر وكانه غبي ومغفل لا بل هوفعلا غبي ومغفل ...
ليقول اخيرا بهدوء مخيف
- وابتهال !!
نظر له ببراءة وهو يقول
- مابها ابتهال ؟!!
ليجيبه بهدوء
- لقد سمعتكما تتفقان على الزواج
قال بتعجب وعيناه متسعتان
-اي زواج ؟! لم تربطني بابتهال ايه علاقه ابدا حتى لو على سبيل الصداقه !!
اجابه بتوجس وقلبه يقرع بقوة
- ... لكنني سمعتك لا بل رأيتكما في المكتب تخبرها بحبك وقد قالت لك بالحرف الواحد انها موافقة على ما تقول !!
صمت عامر قليلا بدا كانه يفكر ليجيبه بهدوء
- ابتهال لا علاقة لها بالموضوع بتاتا !!!! لقد صارحتها باعجابي ورغبتي بان اتزوجها الا انها رفضت وبشدة ... بل حاولت ان تقنعني بخطبة هناء او على الاقل المحاولة لأتقرب منها خاصه وانها كانت تعرف بحب هناء لي لكنني لم استطع صدقا لم استطع ان احبها ... اخبرتها بأني لو تزوجت هناء سأكون كمن يخدعها ويعيشها بوهم عندها فقط وافقتني على السفر لكنها ابدا لم توافق على فكرة الزواج مني !!
عاد من شروده وهو يفكر انها زوجته لما لايبدا من جديد هي رقيقة وناعمة كما انها طيب القلب لقد التمس حنانها الفطري وحسن تربيتها ... عندما عملت لديه في الشركة شعر بالانجاذب نحوها منذ للوهله الاولى ... هو نفسه لم يصدق كيف لملاك مثلها ان ترتكب هذه الخطة البشعه لكنه عاند حدسه وسار كالاعمى بطريق انتقامة لتقع هي الضحيه بين يديه ...
ترى هل ستقبل ببداية جديدة ان عرض عليها ذلك ؟؟؟؟
تململت وفتحت عينيها ببطء لتشاهده يحدق بها والرغبه تعصف بعينيه اعتدلت بسرعه وهي تقول بخفوت
- منذ متى وانت هنا
اجاب بهدوء وهو يلتهمها بنظراته
- ليس بالوقت الطويل
وقفت بسرعه تتجنب النظر له
- هل اعد لك العشاء
اوما بنعم هو لاشهية له لكنه يريد ان يكسر هذا الحاجز السميك الذي تبنيه بينهما
اجابت بفتور
- حسنا دقائق وسيكون جاهزا
تركته وغادرت .. تنهد بعمق وارجع ظهره الى الوراء فيما شبك اصابعه ووضعها خلف راسه ينظر امامه بشرود
......................
قلبها كان يخفق بعنف ابدا لم يظهر هذا اللطف من قبل ولم ينظر لها بتلك الطريقة التي تشعرها وكانها انثى رائعه الجمال ومرغوبه فما الذي تغير الان !!
خلال الشهران الماضيان لم يتناول العشاء في المنزل ابدا انها المرة الاولى
لكن منذ رجوعه من سفره وهو متغير يتصرف بغرابه وكانه ليس سعد الجلف البارد !!
اعدت العشاء بذهن شارد .. والاف الافكار تدور برأسها .. حملت الاطباق الى الطاولة ورصتها بعناية قالت له وهي تقف باحترام
- العشاء جاهز
وقف بسرعه وامسك يدها ما ان لمحها تريد المغادرة
- ابقي معي .. اقصد تناولي العشاء معي
قالت بهمس بينما وجهها يتلون بلون الخجل
- لقد تناولت الطعام منذ وقت طويل
اجاب برجاء جعل امعائها تتلوى
- ارجوك ابتهال لا احب ان اتناول العشاء وحيدا
هل تستطيع ان تقول لا بعد ان نطق اسمها بهذه الحميمية !! اومأت بصمت وتبعته لتجلس جوارة تشاركه الطعام بخجل كانا ياكلان بصمت مدقع
لاول مرة ياكل بشهية مفتوحة لابل لاول مرة يشعر بهذه الحميمية وكانه انسان حقيقي لايلوثه انتقام ولا يثقل كاهله الحقد .. اختلس لها النظرات بلهفة كانت تاكل برقة
مطرقة الرأس اجلى حنجرته ثم قال بلطف
- كيف هو محمد ؟!
نظرت له بتعجب فهذه هي المرة الاولى التي يسال بها عن عائلتها فبعد زيارتهم هناك لم يتطرق لذكرهم ابدا ... اجابت بتعلثم
- الحمد... لله ... بخير !
اوما بصمت ليقول مرة اخرى
- ربما نقوم بزيارتهم في الايام المقبلة عندما اتفرغ من لعمل قليلا
هزت كتفيها بلامبالاة بعثت اليأس داخله واشعرته بالاحباط
- كما تشاء
بعد عدة دقائق انهو وجبة العشاء وبدات بتنظيف المائدة و رفع الاطباق ونقلها الى المطبخ ..وقفت متجمدة وقد الجم لسانها وهي تراه يساعدها بنقل الاطباق خفق قلبها بعنف يا الهي اليوم هو يوم المفاجات همستها بسخرية وهي تحث خطاها على التوجه للمجلى لكي تغسل الاطباق متجاهله قربه الشديد !!
اراد ان يتقرب منها يشعرها باهتمامه بتغيره فلم يجد طريقة الا مساعدتها بهذه الطريقة استطاع ان يرى دهشتها وتعجبها الظاهرين بعينيها البنية لكنه لم يبالي اكمل نقلها وخرج من المطبخ .. تبا مالذي دهاه ليفعل ذلك قد تظنه معتوة او اصيب بالجنون وهو كذلك فعلا لقد اصيب بالجنون وبسببها .. اصبح يفتعل اي شي ليتقرب منها كالابله ... ابتسم بحنان وهو يفكر حسنا اذا كان الجنون هي وسيلة للتقرب منها فليكن المهم ان يعوضها عن قسوته في الايام الماضية ..
..........................
................................................
ممدد على سريره يطالع شاشه الهاتف التي وضع صورتها خلفيه له كان قد باغتها بالتقاطه لها .. نظر لعينيها العسلية اللامعة ابتسامتها الواسعه ويدها التي تحاول حجب الشاشه عنها ... تنهد بتعب وهو يفكر انها لن تسامحه ... يعلم جيدا انها لن تسامحه بسهوله ومعها حق .. ماذا كان يتوقع لقد سحبها كالدابه الى شقته وهجم عليها بشراسه .. هجم على افياء صغيرته التي كانت بين يديه بلا حول ولا قوة !! كيف فعلها .. كيف استطاع جرحها بهذا الشكل !! كيف قلل من قدرها بنظرها قبل نظره ... أهذا وعده الذي قطعه على نفسه بأن يحميها حتى من نفسه ؟!!
اصابعه يده ضغطت بتلقائية على رقمها ... حرب هوجاء جرت داخله .. انتظر وانتظر ... لم تفتح الخط ... اعاد الاتصال بيد مرتجفه وقلب عاشق متضرع ... وايضا بلا فائده ... امواج الندم تلاطمت ببحر افكاره .. لكن حتى لو ندم هل الندم سيعيد ثقتها له من جديد ؟!
وضع الهاتف على جبيته يتمتم بيأس معها حق معها كل الحق
........................
تبا له ماذا يظن ؟! ايظن انها ستهرع لتجيبه كالبلهاء .. لقد فقدت الثقه به حتى وان كانت لاتزال تحبه لكن الثقة باتت معدومة بينهما ... يكفي ان تنظر لرقبتها لتتذكر بشاعة فعلته يا الهي كيف لمس كل انش بجسدها وبحميمة تقشعر لها الابدان ... ارتعاشه سرت على طول عمودها الفقري وهي تتذكره .. حتى لو لمسها من فوق الملابس الا انه لمسها اكتشف تضاريس انوثتها بوقاحة ... هو يقول انه يحبها ... يحبها !!! الحب .. ماهو الحب اليس الحب هو الثقة هو الاحتواء هو الامان هو العطاء دون انتظار الأخذ هو التعاطف و الحنان
اليس كذلك ؟! هذا ما تعلمته وتفتحت بصيرتها عليه عندما كانت تنظر للعلاقة التي ربطت والديها ! بالرغم من ان والدها كان رجل بسيط بدراسته عفوي بتصرفاته فقير الحال لم يكن يجيد الكلمات المعسولة ولا القاء الشعر والتغزل بجمال والدتها المميز الا ان كلمه واحده منه كانت كافيه لجعل وجه والدتها يتوهج احمرارا وحياءا ... رغم مرور سنوات عديدة على زواجهم الا ان والدها كان يغار عليها بشدة ويحافظ عليها يبحث عن راحتها يهتم بها دون ان تطلب منه او تشعره بأحتياجها له .. كل ذلك كان يجري امامها تشبعت عيناها وحواسها من هذا الحب والاهتمام رغم انها كانت لاتزال في طور المراهقة .. اذن لماذا فارس قام بعكس كل ذلك ...عقلها يبحث عن الاجابة بأستماته .. لتتجمد نظراتها ويتوقف قلبها عن الخفقان لوهله قبل ان يعاود النبض بألم .. ربما لم يكن يحبها .. ربما تسرع باتخاذ قراره .. ربما توهم الحب !!
اجل ... اما انه تسرع بحبها او انه توهم الحب !!
كل شيء جاء بسرعة جنونية اهتم بها بسرعة جذبها ناحيته بسرعة واعترف بحبه بسرعة ! الشيء الابشع والافضع من كل ذلك هو ان هناك احتمالية عدم حبه لها من الاساس ! اجل ربما وجد بها فتاة صعبة المنال لم تجارية بغزلة الصريح ولا بطرق اغواءه لها لذلك تعمد للكذب عليها وايهامها بالحب !
قست عيناها وهي تنظر لأسمه الذي يضيء شاشة الهاتف بينما تدحرجت دمعاتها ببطي وهي تهمس
- انت لم تعرف من هي افياء ابنه الحاجة امينة بعد !
........................................
اليوم اخبرها بنبرة مهتمة بأنه سيتأخر في المؤسسة الى المساء فهذه عادته مؤخراً بات يخبرها بمواعيد خروجه وعودته وكانهما زوجان طبيعيان !!
بل وكأنها ستهتم وتشكره ؟!! حتى انه اصبح يحرص على تناول الوجبات في المنزل !! تبا هناك امرا ما لكنها لا تعرف ماهو !!
بتململ وضجر اتجهت الى غرفة المكتب الذي يحتوي على مكتبة كبيرة عامرة بشتى انواع الكتب .. ستختار كتابا ما علها تخرج من حالة الملل قليلا !
اخذت تنظر الى الكتب المرصوصة بعناية ...... سعد يهتم بالكتب كثيرا فقد حرص على نقل كل كتبه من منزل عائلته ورصها بنفسه بصورة مرتبة ... فقد خصص ركناً للكتب الدينية وركنا اخر للكتب السياسية واخر للتاريخية وهكذا ..نظرت الى محتوياتها لترفع رأسها الى الرف الأعلى كان هناك كتابا علميا .. رفعت جسدها لتحضره لكنها لم تستطع التفتت يمينا ويسارا تبحث عن طاولة لتقف عليها لتقع نظراتها على الطاولة الخشبية وبحرص شديد وضعتها امام المكتبة وصعدت عليها مادة يدها لتحضر الكتاب الذي تريده غافلة عن العيون الجائعة التي كانت تراقبها بنهم !!
................
دلف بهدوء الى غرفه المكتب لينظر لها بدهشه واعجاب وهي تفرد جسدها الرشيق لتحضر كتابا ما من الرف العلوي .. شعر بترنحها وهي تطلق صرخة خافته من بين شفتيها الورديتين ليسرع اليها ويلتقطها بين ذراعيه بلهفة وحرص !!
تبادلا النظرات الصامته .. قلبها خفق بجنون بقيا عدة ثوان ينظران لبعض وكأنهما يعيشان حلما رائعا .. قطعته وهي تتململ تحاول ان تنزلق من بين ذراعيه لكنه لم يدعه كان متشبثا بها بقوة !! انفرج فمها بعفوية واستغراب وكانها تدعوه لتقبيلها ليهبط براسه بكل سرور يقبلها بشغف ... شغف شعر به منذ اليوم الاول لزواجهما ...
اتجه الى المكتب وهو مستمر بتقبيلها ... اجلسها على سطح المكتب ليمسك وجهها بين يديه يستمر بتقبيلها مرة بعد مرة ... استسلمت للوهله الاولى .. وجرفتها مشاعرها الهوجاء ..... تلك المشاعر التي تحركت لاول مرة ... له فقط ...من اجله هو... سعد زوجها وحبيبها ... تجرأت يده لتتسلل اسفل قميصها ليداعب جسدها بحميميه بالغة ارتجفت وشهقت وكانها عادت لرشدها ... ابعدت يده بحده بينما وجهها متورد بقوة لتقول بسرعه وهي تحاول النزول
- يكفي ارجوك ابتعد عني
اجابها بلهاث وصدره يعلو ويهبط بشده
- انت زوجتي ابتهال وانا اريد اتمام زواجنا
نظرت له بدهشه وكانه قال شيئا منكرا
- اتمام زواجنا ؟!!!!
ابتعدت عنه قليلا لتواجهه بشجاعه عاقده يديها على صدرها
- اتمام زواجنا !! لماذا مالذي تغير ؟! هل تشعر بالشفقه والعطف !!
سيخبرها الان وليذهب تعقله الى الجحيم كان قد قرر سابقا ان يخبرها في الوقت المناسب لكنه لم يعد يطيق ابتعادها عنه !! تبا هو يريدها بصورة بائسة ولم يعد يحتمل هذا الجفاء والصد !! اجابها وهو يستعيد رباطة جاشة
- لقد ... لقد عرفت الحقيقة
اتسعت عيناها بصمت وكانها لم تسمع جيدا بل وكان صوته كان اتيا من تحت الماء .. هل قال حقيقة ؟!! اي حقيقة يقصد ؟!! حقيقة اتهامة ؟!! ام حقيقة برائتها ؟!! ام حقيقة عامر ؟!! ام حقيقة هناء نفسها ؟!! لكن ايوجد فرق ؟!! الاجابة لا ... لايوجد فرق حتى لو عرف الحقيقة الطلاق هو ما يجب ان يحدث
ليكمل باسف
- التقيت بعامر اثناء سفري واعترف لي بكل شيء ... ابتهال انا ...
قاطعته بعنف وقهر .. قهر ناجم عن عمق الجرح الذي سببه لها ..قهر ناتج عن ليالي البكاء والحسرة التي عانتها بسبب غروره وشكه وتسرعه
- بعد ان تأكدت من براءة زوجتك المصون وانها تستحق ان تحمل ابناءك فكرت باتمام زواجك فلما تتعب نفسك بالبحث عن اخرى طالما توجد خادمة تنتظر اشارة منك في منزلك ... اليس كذلك سيد سعد ؟!
نظر لها بغموض بينما اكملت بانفعال
- اليس كذلك تبا لك اجبني ؟!
الجم لسانه هونفسه لا يعرف ماذا كان ليفعل لو لم يكتشف الحقيقه لكن الشيء الاكيد هو انه يريدها زوجه وشريكة له مدى الحياة.... يريدها ام لاولاده
همس بصوت اجش
- ابتهال انا اريدك ان تعرفي بأ....
هتفت بقوة
- لا اريد ان اعرف شيئا لقد عرفت الكثير شكرا لك .. لقد سخرت مني ... اتهمتني ظلما حتى قبل ان تتأكد !!!
همست بألم وهي تنظر اليه بنظرات زائغه
- كن صادقا معي واخبرني هل هناك احد اخر يعرف هذه المعلومات ؟!
هتف وهو يقترب منها
- ابدا صدقيني لم اخبر احداً ... !!
ابتعدت عنه مرة اخرى ثم قالت بصوت جريح جعل قلبه ينزف الما وندماً
- كثر الله خيرك ... شكرا لأنك لم تفضحني وتشهر بي امامهم وانا بريئة !
اراد ان يحتضنها ويثبت لها حبه وصدقة ... اراد ان يفهمها ولو بالقوة انه نادم اشد الندم .. وانه محتاج اليها لا يتخيل حياته دون وجودها ... لكنها قالت فجأة وبأصرار وهي تنظر له بقسوة
- ساعود الى عائلتي وساحصل على الطلاق
انقبضت عضلة قلبه ودب اليأس داخله ثم تقدم مرة اخرى ليمسك ذراعها بقسوة
- نجوم السماء اقرب لك من الطلاق لا تحلمي بهذا !!
نفضت يدها وابتعدت عنه من جديد
- ساغادر وسأحصل على الطلاق .. انا لن اعيش مع رجل يشك بمن حوله يبني اتهاماته جزافا دون ان يتأكد !!! يتسرع بقراراته الهوجاء التي لايعرف كم يدمر بتسرعه هذا اشخاص ابرياء لا ذنب لهم !!
لتكمل بقوة وتعمد تريد ان تجرحة بأي طريقة
- انا اريد ان انجب الاطفال واعيش بأمان !!
هتف بقسوة وشراسة وهويتقدم منها يهزة دون ان يشعر بينما كل عضلة بجسدة كانت متشنجة
- سأقطع يد اي رجل تسوله نفسه بأن يضع اصبعا عليكِ !!
هتفت بعناد واستفزاز وهي تتحرر من اسر ذراعيه وتبتعد مرة اخرى
- سأحصل على الطلاق باي طريقه ممكنه حتى لو اضطررت لرفع قضيه للخلع لن اتواني عن فعلها صدقني ... وسترى !!
خرجت بخطوات غاضبه وسريعه ليتنفس بعمق عده مرات وهو يفكر بأستحاله اعطاءها حريتها ولو على جثته
..................................
دلفت لغرفتها واغلقت الباب بعنف اتجهت للفراش لترتمي عليه وهي تبكي بقوة .. المغرور المتعجرف ماذا يضنها لقمه سائغه بفمه متى يشاء ينبذها من حياته ومتى يشاء يتعطف عليها ويتقبلها كزوجه ووعاء لحمل ابناءه !!
الهذه الدرجه هي صغيرة بعينه وسهله ... كلا سعد حتى لو كنت ومازلت احبك كرامتي فوق كل شي ستذهب الى منزل عائلتها ووالدتها لن تستطيع اجبارها على العودة اليه كما في المرة السابقة ... ستقول لها ان بينهما مشاكل كثيرة وانهما على خلاف دائم بالتاكيد والدتها ستتفهم طلبها وتوافقها..
فتح الباب فجأة لتنتفض جالسة تنظر له بعينان حمراويتان كان سعد يبادلها النظرات بشراسة وعينان قاتمتان ازارا قميصة محلولة للمنتصف بينما صدره يعلو ويهبط كمن كان يجري لمسافات طويلة قالت من بين اسنانها
- ماذا تفعل بغرفتي اخرج في الحال
كانه لم يسمعها اخذ يقترب منها رويدا رويدا الى ان وقف امامها مشرفا عليها من عليائة
- اذن تريدين الطلاق والزواج اليس كذلك ؟!!
نظراته كانت غير طبيعية وجهه قاتم وعيناه عاصفتان ازدردت لعابها بخوف وقالت بثبات
- اجل وسأحصل عليه ...
امتدت يداه لتحل ما تبقى من الازرار ثم تخلص من قميصه ببطئ شديد ليظهر صدرا صلبا بعضلات مشدودة ثم شرع بفتح حزام بنطاله وهو يقترب منها قائلا بهدوء خطير
- لن تحصلي على شيء ابتهال ولن تتخلصي مني بسهولة اقسم لك على ذلك !!
نظرت له برعب حقيقي هذا المجنون ماذا ينوي ان يفعل ؟!! تراجعت للخلف ليصطدم ظهرها بالسرير ثم قالت بصوت مرتجف
- ماذا هناك سعد ارجوك اخرج من هنا
لكن كلماتها ضاعت ادراج الريح عندما هوى على شفتيها يقبلها بشغف بعمق ويأس قاومته بأستماته لكنها لم تستطع ليس وهو اقوى منها بمراحل كان مصمما على اخذ ما يريده ... فما كان منها الا الاستسلام لحبيبها وزوجها حتى ولو ليلة واحده فغدا سترحل والى الابد ... تحولت يداه القاسيتان الى اخرى حنونتان ... كانت تبادله شغفة بلهفة مخجلة... وياللعجب وكأنهما زوجان طبيعيان علاقتهما طبيعية خاليه من الانتقام والشك والقسوة ... تحولت على يدية لامرأة حقيقة .. اصبحت زوجته قولا وفعلا ... استجابتها له جعلت حبه ورغبته تزداد اضعافا مضاعفة !!
دفن رأسه بندم في تجويف عنقها يستنشق عطرها الانثوي الرائع كان يهمس لها بحبه وشجنه وندمة جاهدت وبذلت مجهودا جبارا لكي لا تبادله همسة وتعترف بحبها السجين له منذ ان وقعت عيناها عليه !
شفتيه كانت ترتوي من عذب شفتيها بينما جسدها يذوب تحت وطئة لمساته الدافئة .
...........................
مع اول خيط لشاع الشمس تسللت من جانبه لتقف وتنظر له بعينان متألمتان ... لماذا سلمت نفسها اليه لاتعرف ؟!! لماذا لم تقاوم الى اخر رمق لا تعرف ؟!!
كل ما تعرفه هو انها تحبه وبجنون لكنها لا تستطيع ان تسامحه لا تستطيع ان تنسى ظلمة وقسوته معها !
تسللت الدموع لتحفر وجنتيها وهي تنظر له بصمت نظرة اخيرة قبل ان تدير وجهها وترحل من حياته ومنزلة الى الابد !!
..........................
استيقظ صباح ليجد مكانها فارغا جلس بسرعة وقد فقد اي اثر للنوم التفت يميا ويسار ثم وقف واتجه الى الحمام كان فارغا ايضا .. وقعت عيناه على ورقه مطويه وضعت على الطاولة ليسارع بفتحها وقراءة ما كتب فيها ليهتف بوجع
- اااابتهااااااااال
.........
قاد سيارته بيدين مرتجفتين وقلبه يخفق بشدة .. وهو يتذكر ما كتبته بخط مرتجف
" سعد انا راحلة ارجوك لا تحاول ان تأتي لمنزل عائلتي لانني لن اغير رأئي وحضورك من عدمه لن يقدم ولن يؤخر شيء محتوم ... سانتظر ورقة طلاقي لتصلني بهدوء ودون مشاكل .... الوداع "
يطلقها ؟!!!
لا والف لا .. ابتهال له ولن تكون لغيره ابدا ... ابدا.. قد يقتلها قبل ان تفكر بالزواج من رجل اخر!!!!
اغمض عينيه وكز على اسنانه بقوة ... رجل اخر يرى جسدها بالطريقة التي رأها بها !! رجل اخر يلمس تضاريسها الانثوية التي اكتشفها بنفسه ليلة امس !!! رجل اخر يستنشق عطرها الخاص !! عطر يضاهي الالاف العطور
الشهيرة .. لا ... لا ... لا يا ابتهال اذن انت لم تعرفي سعد ماذا يفعل عندما يريد شيئا ما .. وآن الاوان لتعرفيه جيدا !!!


انتهى الفصل

احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن