الفصل الرابع عشر
تمدد على الفراش يطالع السقف بشرود الان وقد عرف الحقيقة فما عساه ان يفعل ؟!! كلا بل هو يعرف جيدا ما يريد فعله لكن هل ستوافق هي ؟! هل ستوافق على نسيان ما فعله معها ؟! لقد عاملها بمنتهى الدنائة والخسة ... كان يجب عليه التريث .. كان يجب عليه التأكد .. لكن ماذا سيفعل طبيعته المتسرعة وسوء ظنه دائما ما يوقعه بمشاكل وكله بسببه .. بسببه ...
اغمض عينيه بقوة ليمحي صورته من مخيلته لكن رغما عنه تذكره ... بسام صديق العمر... صديق الطفولة ... منذ الابتدائية ثم المتوسطة فالثانويه ليختماها سويا في الجامعة اكلا معا سهرا معا عرفا معنى التغزل بالفتيات معا كل شيء اتماه معا كان تؤمه ربطته علاقه معه اقوى من تلك العلاقه التي ربطته مع اخويه ... كان يأتمنه على ادق اسراره وتفاصيله .. وماذا كانت النتيجة الخيانه ... اجل لقد خانه صديق العمر ... كشف اسرار عمله وصفقاته الى شركة منافسه من اجل المال ... اغمض عينه بألم ... الم ينخر عظامة فتفتتها دون رحمة .... كيف امكنه ان يفعل لك ؟!
هو لم يصدق ابدا عندما وصلت اليه اخباره لكنه تأكد عندما عرف بانه لم يكتفي بذلك القدر من الغدر والخيانه بل وسرقه ايضا ... لم يهمه المال تبا للمال ما همه هوصديقه صديقه ؟!!!!
عاد من شروده وهو ينصت الهدوء المطبق xxxxب الساعة تسير ببطئ ... كل شيء ثقيل على صدره ... كيف سيقول لها وماهي ردة فعلها ؟!!!!
لقد حجر اول طائرة عائدة للوطن صباح الغد اراد وقتا ليجمع شتات نفسه ربااااااااه كيف سيتصرف وماذا سيفعل ؟!!!
..................
" كلميني والا اقسم ان اتي الان لمنزلك واخبر شقيقك بزواجنا وليرني ماذا سيفعل ؟! "
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقرء الرسالة بعينان مهتزاتان خائفتان وقلبها يخفق بعنف همست بيأس وجسدها ينتفض
- يا ويلتاه ماذا فعلت بنفسي يا ربي اليس هناك مخرج من هذه الورطة !!
فجأ اضاء الهاتف بمكالمة منه فتحت الخط بسرعه وقالت بهمس حاد وعينين حمراويتين
- ماذا تريد مني بحق الله ؟!!! الم يكفيك مافعلت الى الان لما لا تتركني وشائني
تنهد براحة وهو يسمع صوتها الذي انساب الى اذنه كانها تعويدة اعادته الى الحياة اذن هي بخير الحمدلله همسها بسره ثم اجلى صوته قائلا بمرحه المعتاد
- مابك يا فتاة اهكذا تكلمين زوجك ؟!
فغرت فاها وجحظت عينيها .. البليد يعتقد نفسه زوجها بالفعل ؟! اجابته بشراسة
- من زوج من ؟! عن ماذا تتكلم استاذ فارس ؟
اجابها بخفه
- انا ياروحي زوجك انت ياعمري
كادت ان تدمي شفتها من ضغطها عليه باسنانها
- اجننت فارس هل ستكذب وتصدق كذبتك ؟! زواجنا باطل
رفع حاجبه وتمدد على سريرة قائلا باريحة
- كلا حبي زواجنا صحيح مئة بالمئة لا تقلقي يا روح الروح لن نفترق ابدا ... بتاتا ...
وضعت يدها على راسها وهي تقول بصوت مسموع
- يا ويلي اين كان مخبئ لي كل هذا ؟!!!
اجابها فارس بكل جديه
- لا تقلقي حبيبتي ولا تحملي هما فارسك سيتكفل بكل شيء ما عليك غير المراقبه
قالت بيأس
- انت مجنون مجنون ولا ينفع معك الكلام ....
ثم اغلقت الهاتف ورمته جانبها بقهر قبل ان تدفن وجهها في الوسادة تبكي حظها العاثر الذي رماها بحب هذا المتهور المدعو فارس الي لايلقي بالا بما فعل لا يعرف ما ان يكتشف محمد زواجهم العرفي ماا يمكن ان يفعل بهما ؟!
اما على الجهه الاخرى فقد كان فارس يتنهد بقوة قائلا بحب
- حتى لو فعلت اكثر من هذا فانا مازلت احبك ومتمسك بك و بقوة وفي القريب العاجل سيجمعنا منزل واحد يا........... حبي
.................................................. .......
دلف الحاج فرج الى منزله المتواضع وهو يحمل بيده كيسا مملوئا بالفواكه لتستقبله ابنته رنا ببشاشه
- اهلا ابي اعانك الله
ابتسم لها بحنو قائلا بهدوء
- سلمك الله بنيتي
توجه الى الصاله ليجلس على الاريكة بتعب
-اين والدتك ؟!!
اجابت وهي تنظر الى محتويات الكيس
- في المطبخ تعد الطعام
اتاهم صوت والدتها وهي تمسح يدها في المنشفه
- اهلا يا حاج الطعام سيكون جاهزا خلال دقائق
نظرت لابنتها قائله
- اذهبي لتعدي المائدة يا ابنتي
هتفت بمرح
- حالا امي
جلست قرب زوجها قائله بنبرة محبه وهي ترى اثار التعب مرسومه على وجه زوجها
- اعانك الله عزيزي لما لا تستريح في المنزل عدة ايام
اجابها وهو يريح ضهره على الاريكة
- راحتي في العمل ثم انا لا استطيع ان ااتمن احدا على بضاعتي يا خيرية انها اموال تجار فانت تعرفين انا ادفع ما علي لهم على شكل اقساط
اومأت بتفهم
- لكنك تحب محمد وتعتبره ولدك لما لا تطلب منه المساعده
اجابها وهو يتذكر ملامح محمد المخيفة والشاحبة
- محمد !!!! لقد تغير محمد كثيرا فمنذ خروجه من الحبس وهومهموم ومتجهم اتريدين الحق انا اخشى عليه
قطبت متسأله
- مما ؟؟؟
اجابها بحكمة
- انه يسعى للانتقام ممن عذبوه في السجن
شهقت بقوة
- يا الهي !!!! هل اخبرك هو بذلك
هزراسه نفيا
- كلا انا لدي شعور قوي بهذا
اجابته بخوف حقيقي فهي تعتبر محمد كولد لها وتتمنى من كل قلبها ان تزوجه من ابنتها فلن تجد من هو خيرا منه
- لا تدعه يفعل هذا يا حاج سيضيع مستقبله
اوما متفهما
- احاول قدر استطاعتي ان اسدي له النصائح دون ان اشعره باني اعلم نيته لكن الظاهر ان الفكرة مسيطره عليه ... فليستر لله من القادم
امنت خلفه قائلة بخفوت
- الحقيقة يا حاج انا كنت اتمنى ان ازوجة ابنتي وانا ارى ميلا وقبولا منها فقد لمحت لها سابقا ووجدتها اكثر من سعيدة ومرحبه !
اجابها وهو يهز رأسه اسفا على ذلك الشاب الذي اضاع طريقه ولا يملك الا ان يدعوه له ليعود لرشده وصوابه
- للاسف يا ام رنا محمد لا يفكر بالزواج بتاتا !
اجابته بانتباه
- وكيف عرفت لك !؟
اجابها وهو يسبح بمسبحته
- لقد فاتحته اليوم بأمر الزواج وان كان يفكر بلك .. وليتك ترين كيف انقلب وجهه فجأة الفتى تغير يا ام رنا ... فقط ادعي له فهويحتاج الى دعواتنا
همست بتخاذل
- فليكن الله بعونه ويرشده ويهديه الى الطريق الصواب من اجل والدته المسكينه واختيه .
اردفت بتسائل
- ماذا ستفعل مع الشاب الذي تقدم لابنتك ؟!
اجابها بهدوء وهو ينظر لها
- سأوافق عليه بالتأكيد لن اقف بطريق سعادة ابنتي هي لم تعد صغيرة ومحمد لم يطلبها بشكل رسمي بل حتى لم يلمح لمرة واحده برغبته من الزواج منها
وافقته صامته بينما داخلها تفكر بذلك الشاب الذي انقلبت حياته بسبب خطأ غير مقصود جعلت منه شابا مليئا بالحقد والنقم ....
.................................................. ................
" دقائق واصل الى منزلكم انتظريني في الخارج "
بتلك الكلمات اعطاها الاوامر منذ الصباح الباكر ... حقا لم تعرف كيف تبرر تصرفة المعيب هذا لوالدتها المسكينة اضطرت للكذب عليها كالعادة ووالدتها صدقتها بطيبتها وسذاجتها !!
تنهدت بصمت وهي تنظر له بطرف عينها كان يمسك المقود بلا مبالاة بينما وجهه متجهم ومظلم عندما صعدت الى السيارة نظر لها بصمت حتى انه رد على تحيتها بصوت اجوف لامبالي ... كان يبدو ان هناك شيء يشغل باله ... توتره ظاهر من خلال عضلات فكه المشدودة التي كان يطبقها بقوة ... وحركة اصابعة التي ينقرها بنفاذ صبر على المقود !!
وما شاءنها هي ان كان متوترا ام لا ... يبدو ان وقت حسم الامور قد حان والانسحاب بات قريبا ... اجل كل شيء سيحل قريبا وقريبا جدا ..
رباااه كم اشتاق اليها في اليومين الماضيين هو يريدها ويريد ان يكمل حياته معها لكن ما يغضبه ويثير في نفسه القرف هو تصرفاته الماضية وطريقة زواجه الماكرة منها .... خطف نظرة لناحيتها وتنهد بصمت ... يتمنى ان يحتضنها بين ذراعيه يقبل كل انش من وجهها لن يمل منها ولا يعتقد بانه سيفعل ذلك ابدا ما ان راى عيناها الجميلة وشعوره بالانقباض يزيد ماذا ان رفضته واصرت على الطلاق !!
اجلى حنجرته قائلا بلطف
- كيف حالك ابتهال !
نظرت له باستغرب فملامحه قبل قليل كانت عابسة ومتجهمة ثم تحول بسرعة الى اخرى لينة ومسترخية !!!
قالت بهدوء
- بخير الحمدلله
حل الصمت مرة اخرى ليقطعه قائلا
- الم تشتاقي الي في فترة غيابي ؟!
اتسعت عيناها بطريقة مضحكة جعلته يشعر بالبلاهة والندم غير انها قالت بلامبالاة ازعجته قليلا
- انت لم تغب سوى يومين فقط
قطب ونظر امامه بصمت بينما ابتهال تفكر بتسرعها فلم يكن عليها قول ذلك .. لكن هل لها الشجاعة لقول الحقيقة !!! قول انها اشتاقت له منذ الساعة الاولى التي تركها وسافر !!
لا لن تنطقها لو كفها حياتها ... لكنها شعرت بالشفقة عليه قليلا لتسأله بصوت منخفض
- ارجو ان تكون قد وفقت برحلتك ووجدت ما تصبو اليه !!
خفق قلبه مرة اخرى ما ان تفوهت بتلك الكلمات العفوية وكانها تذكره بفداحة ما فعله بحقها ... كيف يخمد صوت ضميره وكيف يمهد الطريق اليها ليخبرها الحقيقة !!
اجابها بهدوء وهولايزال يركز امامه
- اجل لقد وفقت بما اريد الوصول اليه يا ابتهال لا تقلقي !
بتلك الكلمات التزما الصمت وكل منهما تعصف به الاف الافكار المشتته
.................................
.....................
- افياء ...... افياء
ادعت انها لا تسمعه وهي تحث خطاها مبتعده عن مكان وقوفه .. شعرت بخطوات تقترب منها ثم باصابعه اقوية وهي تمسك ذراعها فانتفضت تبتعد عنه بسرعة .. همست بحده وهي تلتفت حولها
- اجننت كيف تمسك ذراعي هكذا امام الجميع اتريدهم ان ينسجو الاقاويل عنا ؟!!!
كتف ذراعيه قائلا بعناد
- ماذا افعل اذا كانت زوجتي تتجاهلني !!
همست بغضب وهي تضع يدها على فمها
- اشششششششششش ماذا دهاك هل تريد ان تفضحني ؟!!
ضيق عينيه وانحنى تجاهها قليلا
- اليست هذه هي الحقيقة ؟؟؟ انت زوجتي !!!
هزت راسها بعنف وهي تهمس بقوة
- لست زوجتك اغرب عن وجهي فارس
اجابها بهدوء متجاهلا كلامها
- تعالي لنجلس في الكافتريا لدي ما اقوله لك
ابتعدت عنه بخوف قائله ببهوت
- ليس لدينا ما نتكلم عنه
اجابها بمكر
- بلى لدينا ما نتكلم عنه .. هناك مستقبلنا ومستقبل اطفالنا يا
ثم هز حاجبيه بمكر
- روح الروح
قالت بغيض وهي مقطبه الجبين
- لا تقل روح الروح ... ثم عن اي اطفال تتكلم ؟!
اجابها ببرائه
- اطفالنا الذين سننجبهم ان شاءلله
تنهدت بتعب وهي تفرك جبينها ثم قالت بصوت مبحوح
- فارس!!!
اجابها بلهفه
- عيون فارس طلباتك اوامر يا ست البنات
اشارت براسها ليبتعد
- اذهب من هنا ... هيا اذهب لقد تعبت من الشرح ولا طاقه لي لاعادة الكلام مرة اخرى .....سلام
تركته وسارت مبتعده عنه بينما داخلها يغلي من الغضب والاحباط فهذا الفارس مصر على ملاحقتها ونعتها بزوجتي ... رباه اين كان مخبئ لي كل هذا همستها بيأس .... بينما انظار فارس تشيعها بحب ممزوج بالاصرار قائلا بقوة
- سلام يا زوجتي اعدك قريبا جدا ستكونين بين احضاني
...................................
نقلت نظراتها هنا وهناك تبحث عن تلك الخائنة ريم ... بقيت تبحث عنها الى ان وجدتها تجلس مع وسناء في المكتبة وما ان وقعت عينا ريم عليها حتى شحبت بشدة لتقف فجأة وهي تستاذن من وسناء وتبدأ بحمل كتبها وحقيبتها لتفر هاربة من وجه افياء الغاضب ... لكن افياء لحقت بها وامسكت ذراعها وهي تهتف بصوت مكبوت
- تهربين !!!!!!
التفتت ريم تنظر لها بشحوب وعينان زائغتان وهي تقول برجاء
- افياء ارجوك .... اسمعيني ثم احكمي !
تركتها ببطئ ثم ابتسمت بمرارة وعيناها دامعة من الصدمة
- اسمعك ؟!!! بعدل كل ما فعلتي تريدين مني ان اسمعك ؟!! ثم ماذا ستقولين وكيف ستبررين فعلتك الشنيعة تلك !
لتكمل بقهر جعل شعورا بالذنب يتولد داخلها
- لقد وثقت بك !! انت صديقتي !!
لترفع عيناها ببراءة وهي تهمس بوجع
- اليس كذلك !! الست صديقتي ؟!!
اومأت وقد تجمعت الدموع بعينيها فهي تعلم بما تكنه افياء لفارس لو لم تكن متأكدة من مشاعرهم المتبادلة لما اقدمت على فعلتها ابدا ... قالت برجاء حقيقي
- بالتأكيد انا صديقتك افياء لا تشكي بذلك ابدا
هتفت بألم وهي تتراجع الى الوراء
- اذ كنت صديقتي حقا كما تتدعين لما فعلت ذلك !!! انت لا تعرفي ما الذي يمكن لاخي ان يفعله اذا علم بالامر !
سارعت ريم وامسكتها من معصمها قائلة بالالحاح
- فقط تعالي لنجلس بمكان هادئ وسأشرح لك كل شيء
تبعتها بأستسلام وكانها مجرد دمية لا روح فيها
...............................
انتهت من سرد كل ما جرى وكيف توسلها فارس وبرر موقفه واقنعها بوجهه نظره .. غير ان نظرات افياء المعاتبه كانت تطعنها بشدة وتشعرها بالخزي والخجل
- ارجوك افياء صدقيني انا فعلت ذلك لاني متأكده من حب فارس لك !!
كانت افياء لاتزال على صمتها ونظراتها اللائمة لتكمل بترجي وعيناها تغرق بالدموع
- بالله عليكِ لاتنظري لي بهذه الطريقة ... ثم ... ثم ... هو قال انه ...
قاطعتها افياء بصوت مهتز مرتجف يهدد بالبكاء
- هو يتفوه ويقول ما يريد هي مجرد اوهام برأسه لكن الحقيقة شيء اخر ... الحقيقة هي ان اخي لن يوافق ابدا ووالديه كذلك ...تلك هي الحقيقة يا ريم !!!
همست ريم بخجل بينما نظراتها توحي بمدى ندمها
- اذن مالحل الان !!
مسحت افياء دموع كانت عالقه بين اهدابها وهي تقول بقوة واصرار
- الحل ان يمزق تلك الورقة اللعينه قبل فوات الاوان
اجابتها ريم بتسأل
- وكيف ستقنعيه انه عنيد جدا انت لا تعرفيه
نظرت لها افياء مقطبه وهي تقول
- لا اعرف كيف لكن بالتأكيد هناك طريقة
ثم وقف فجأة وهي تلملم اغراضها من فوق الطاوله
- سأذهب الان المحاضره على وشك البدأ
وقفت ريم بدورها وهي تقول برجاء صادق
- سامحتني اليس كذلك ؟!!
رمقتها بنظرة لائمة ومعاتبه قبل ان تجيبها بهدوء
- لا اعرف ريم دعيني انسى ما فعلتيه لعدة ايام وبعدها قد اسامحك !!
تركتها وغادرت لتهمس ريم بألم
- معها كل الحق ما فعلته لا يغتفر ولا ينسى بسهوله ... تبا لك هاني كل ذلك بسببك !
............................
تجري الايام بوتيرة واحده وافياء لا تكف عن البكاء كلما سنحت لها الفرصة في الجامعة بالانفراد مع فارس .. كانت تبكي بألحاح تطالبه بتمزيق تلك الورقة اللعينه التي قلبت حياتها رأسا على عقب اما فارس فكان يتلقى بكاءها وتوسلها بالبرود الظاهري غير ان قلبه يحترق من الالم لاجلها لكن لا هكذا افضل .. لن تضعفه دموعها سيتماسك الى ان يجد الحل المناسب ...
عندما لاحظت افياء ان كل ما تقوم به لا يجدي نفعا شرعت الى تحويل خطتها للتجاهل فقد عمدت الى تجاهله المستمر وعدم الرد على مكالماته ورسائله لكن اليوم لم تستطع ان ترفض فقد اتصل بها من رقم غير معرف رفعت الهاتف بتوجس ليأتيها صوته الرجولي قائلا بسرعة
- اخرجي الان انا بانتظارك في الشارع الجانبي قرب الجامعة
قالت وهي تتدعي الهدوء حتى لاتثير انتباه صديقاتها
- انا مشغولة الان لدي ...
قاطعها معاندا بصلابة
- سأعد للعشرة ان لم ارك امامي اتيتك انا وامام الكل وانا جاد بكلامي !!
تمتم تلك الكلمات ببرود شديد ثم اغلق الهاتف دون ان يسمع ردها !!
انفاسها كانت مضطربة بينما قلبها يقرع بشدة ليتراخى ويقرع من جديد .. لقد جن تماما ماذا يريد منها وهو يكلمها هكذا بكل ثقة وصلافة ؟!! هي من فعلت هذا بنفسها تستحق كل ما يجري لها ! وقفت بتردد لترمقها وسناء بفضول قائلة
- الى اين افياء لازال هناك محاضرتان قبل الانتهاء
اجابتها بتعلثم وهي تلملم اغراضها من الطاولة
- اشعر بالتوعك وسناء ساذهب للمنزل لارتاح قليلا
رمقتها وسناء بتعجب وهي تقول
- هل اتي معك لاوصلك ؟!
هزت رأسها بسرعة وهي تقول بأنفاس لاهثة
- كلا كلا عزيزتي لا داعي سأتصل بك مساءاً ... الى اللقاء
.........................
كان يجلس في السيارة واصابعه تنقر على المقود بخفة ينتظرها بشوق .. قلبه متعطش فعلا لها منذ الليلة التي تذوق فيها شهد شفتيها وجسده تنهشه نار حارقة .... يقتله لا بل يدمره تجاهلها المستمر له وكأنها تتلذذ وتتمتع بتعذيبة اه منك يا افيائي ماذا فعلت بي يا فتاتي تنهد بعمق وقلبه بدا بالرفرفة وكانه يمتلك جناحين ليراها قادمة تمشي الهوينى ... عض شفته السفلى برغبة جارفة كانت حانقة تزم فمها الجميل بغضب لتفتح السيارة وتجلس بسرعه التفتت له عابسة وغاضبة لكن رائعة وشهية
- ماذا تريد مني فارس الن ينتهي جنونك هذا !!
ادارمحرك السيارة وانطلق بينما يركز بصره على الطريق قائلا
- وهل هناك اجمل من الجنون حبي !!
ليكمل بغيض و عتاب
- ثم انت من تتجاهليني !! لقد ذقت ذرعا افياء اريد ان اتكلم معك ولا سبيل لذلك !!
تنهدت بتململ بينما غز الاحمرار وجهها .. التفتت تنظر الى الشوارع وهي تقول مقطبة
- الى اين تاخذني هذا ليس طريق منزلنا ؟!
اجابها بعبث وصبيانية
- كلا حلوتي سنذهب لمكان حيث نأخذ راحتنا فيه اكثر دون ان يقاطعنا احد
هبط قلبها وخفق حتى ظنت بانه سيتوقف هتفت بخوف
- الى اين تأخذني فارس !!
لم يرد عليها بحرف فقط كان يقود بسرعة وتركيز لتهدر من جديد
- انزلني ... انزلي حالا ... الى اين تأخني .. فارس ... فارس .. اجبني بالله عليك
غرقت عيناها بالدموع وهي تهتف بلوعة
- لماذا تفعل بي هذا ... الا تملك بقلبك ذرة من الرحمة !!
ولما رأته مازال صامتا وكانها تكلم نفسها صرخت بغضب
- لما انت ساكت هكذا !! اجبني .. تبا اجبني فارس .. فارس ...انا سوف ...
قاطعها بصوت اجش وهو لايزال ينظر امامه
- هشششششششش اهدئي افيائي لاتقلقلي لن يحدث شيء انت لاتريديه انا فقط ... فقط
التفت ينظر لوجهها المتوهج ليبتلع ريقه بقوه
- فقط اريد ان اتحدث معك قليلا ثم انت زوجتي انسيت وكل ما افعله معك هو حقي
هتفت بقوة وخذلان
- حقك !!! أمعقول ما تقوله ؟؟؟ حقك يا فارس ان تتزوجني عرفيا اهذا حقك ؟!!
لم يجبها بشيء وصلا الى منطقة هادئة لكن فاخرة تدل على ثراء مرتاديها .. قالت بخوف
- لن انزل من السيارة قل ما تريده هنا !!
وكأنه لم يسمعها ترجل من السيارة بتكاسل مستفز ثم اغلق الباب بقوة ..استدار ليفتح الباب لها ثم امسكها من معصمها قائلا
- هيا افياء تعالي لدي ما اقوله لك
تراجعت الى الوراء وكل حواسها توثبت بينما يديها متشبثه بطرف الباب .. جسدها كان يرتجف وعيناها مليئة بالدموع هتفت بصوت باكِ
- فارس ارجوك ماذا تريد مني
انحنى ناحيتها قليلا وهمس بصوت اجش
- قلت لك اتكلم فقط !!
هتفت بخوف تحاول ان تتماسك وتبث الشجاعه لقلبها
- سأصرخ واجعل كل من في الشارع يأتي ويراك
اخرجها بسهولة وهو يقول بلا مبالاة جعلتها تكرهه فعليا كرهته في تلك اللحظة
- اصرخي قدر ما تشائين هذه المنطقه تعتبر من المناطق الخاصة لايدخلها احد ولا يتدخل احد بشؤون الاخر
كان يسحبها خلفه كالدابه وهي تتبعه بخطوات متعثرة .. دلفا الى البناية وسط ترحيب الحارس الامني الذي رمقها بأستغراب لكنه لم يعلق بشيء ادخلها الى المصعد ثم انطلق الى الاعلى .. انكمشت على نفسها في الزاوية وهي تحتضن حقيبتها بقوة بينما اخذت تهذر بالكلام ...تارة تتوسل وتارة تتوعد
- ارجوك ... اتوسل اليك ... ارجعني فارس دعني اعود بالله عليك لاتفعل بي هذا .. ساصرخ .. فارس .. فارس ...
لكنها كانت كانما تخاطب صنما لا روح فيه كان يتكأ على الحائط بتكاسل وهو يسند قدمه الى الخلف ويضع يديه بجنبي بنطاله بينما عيناه تجولان على مفاتن جسدها ببطئ وجراءة ورغبة وان كانت ملابسها محتشمة
باغتها مرة اخرى وامسك معصمها عندما فتح باب المصعد ليخرج المفاتيح من جيب بنطاله باليد الاخرى دلفا الى الداخل ثم اغلق الباب بقوة تراجعت الى الوراء وهي تشعر بالدوار كل مافيها يرتجف وقفت وسط الصالة الفخمة التي حتى لم تنتبه لها فقط كانت تركز على كل حركة تصدر منه بينما صدرها يعلو ويهبط بتنفس سريع
ترتجف يكاد يلمس ارتجافها ... عيناها تنظر له بذعر حقيقي تبا ماذا تظنه هل هو همجي سيغتصبها ؟! ضربات قلبه تعلن التمرد حاجته اليها تزداد صوت عقله يدفعه ليتقدم اليها بينما قلبه ينهره ويذكره بانها كنزة حبه الذي ظهر واكتشفه فجأة .... لكنها زوجته .. زوجته والورقة التي معه سليمة .. امواج الحيرة تعصف بكل خليه من خلايا عقله ... تقدم منها ببطئ لتبتعد عنها خطوات يتقدم وتتراجع الى ان حاصرها بينه وبين الجدار ذعر حقيقي هو ما اطل من عينيها رباااااه اتخشى منه اتخافه لتلك الدرجة !!!! مد يده ليلمس وجنتها لتبعده بسرعه وهي تهتف بصوت متهدج
- ابعد يدك عني فارس .. قل .. قل ما تريد بسرعه واعدني للمنزل
اجابها بنعومة و هدوء ينافي صراخ عقله لينقض على شفتيها يقبلها كما يحلم يوميا
- ماذا بك افيائي انا زوجك .. زوجك .. حلالك .. كم مرة علي ان اعيدها !!
هتفت والدموع تجد طريقها لوجنتيها الشاحبتين
- اي زواج !!! اي زواج !!! عرفي ؟! هل هذا هو الحلال بنظرك ؟!
لم يهتم بل لم يسمع كان يركز على شفتيها المرتجفتين لم يعد يحتمل وبحركة سريعة سحب حجابها ورماه ارضا ليظهر امامه شعرها العسلي الذي تشعث اثر حركته المباغته لها لتشهق بعنف وهي تلتصق بالجدار بينما تمد يديها للامام لتتحاشى تقدمه واصطدامه منها ورأسها يهتز يمينا ويسارا وهي تقول بهمس متوسل
- فارس ... فارس .. ابتعد عني ... ابتعد ابتعد
قبلة واحدة فقط وابتعد ..... همسها داخله وهو يتقدم ليصطدم بها عصرها بجسده الضخم الرجولي ليشعر بمفاتنها الانثوية ليونه صدرها قصر قامتها صغر حجمها مقارنة بضخامته يديها الصغيرتان وهي تدفعه عنها بأستماته ... يده وجدت طريقها لكتفها لتهبط وهي تمسد ذراعها ومنها الى خصرها وردفها ... اغمض عينه واحساسه بالنشوى يتفجر صمت اذناه عن السمع غاب صوت العقل لايسمع غير صوت الشهوه التي استيقظت داخله كان احساسه الوحيده هو انه يلمس بين يديه حبيبته صغيرته دفن وجهه بعنقها يستنشق رائحة الزهور الربيعية المختلطة برائحتها الانثويه لتتخم انفاسه وتخدر حواسه ... قبلاته كانت تتناثر على طول عنقها ... تارة برقة وتارة اخرى بعمق ... عمق شديد ليترك علامة واضحة هناك ..
تجمد شلل صدمة هو ما كانت تشعر به افياء .. يديها تخشبت وقدميها تصلبت وهي تشعر بقبلاته الضاغطة على عنقها لينتقل الى شفتيها يلتقطها برغبة شديدة ويداه لم تهدء عن لمس مفاتنها ..بوحشية وعنف .. ليهبط مرة اخرى لجانب فكها ورقبتها... ونيران الرغبة تتصاعد داخله ...رغبته بها صمت حواسه خدرتها !!
لاتعرف كيف خرج صوتها اخيرا ... هادئا ومتماسكا ... كان صوتها غريبا حتى عليها هي
- لا تجعلني اكرهك مدى الحياة فارس .. لاتجعلني اندم على حبي لك
عندها فقط توقفت شفتاه وكأنه عاد لرشده وكأن صاعقه من السماء قد ضربته على رأسه ليبتعد عنها ببطئ وهو يبتلع ريقه بصعوبه ... نظر لها بندم و ما ان رأها حتى اتسعت عيناه .. شعرها كان مشعثا وفوضوياا الزر الاول من قميصها مقطوع والاتعس من كل ذلك هي تلك العلامة التي تركها دون ان يشعر على رقبتها المرمرية والدماء التي تجمعت اسفل شفتها المجروحة من قوة قبلته الهمجية ... رباااااااه اغمض عينه وفتحها ينظر لها مرة اخرى هل فعل بها هذا ؟! كيف .. كيف ..ليقول لها بهمس
- افياء حبيبتي انا ... انا ..
قاطعته بجمود وعينان فارغتان تنظران لياقة قميصه وكانها لا تطيق النظر لوجهه
- ارجعني للمنزل
اجابها بهدوء وهو يضع يديه على خصريه بينما يتنفس بعمق
- افياءاسمعيني ارجوك انا ... اقصد ما حصل
قاطعته مرة اخرى وهي ترفع عيناها الباردة
- لو تمتلك ذرة من الانسانية داخلك ارجعني للمنزل !!
انحنى ببطئ ليلتقط حجابها وحقيبتها ثم قال بصوت منخفض وهو يعتدل ويعطيه لها
- ارتدي حجابك افياءانتهى الفصل
أنت تقرأ
احلام موؤدة لكاتبة رقية سعيد القيسى
Romansaبين التهور والعقل خطوة واحدة خطأ بسيط يحول حياة الانسان ويتحكم بمصيره بلحظة خاطفة يصبح الملاك شيطان فيتلبسه وحش الانتقام وتعصف بقلبه رياح الظلمات وعندما ينتهى كل شئ لايبقى غير بقايا