الفصل الاول

5K 134 8
                                    


عام ١٨٧٦

ما أن بدأت مجموعة من السيدات الأشراف بالثرثرة والنظر إلى بعضهن البعض ، حتى علم ان الليدي مارسیا وود قد دخلت إلى القاعة ، فتقول احدى السيدات بهمس : « هل سمعتن آخر الاخبار ؟ يقال ان الليدي قد تحدت اللورد آیشبستر منفردة في مباراة للفروسية في ريجنتس بارك . »

فعلقت الأخرى بتعجب : « وهزمته ! لا بد وان تلك ضربة قاسية للورد ، الذي يعتقد ان ما له من منافس ! »

« ليس هذا ما يهم . الموضوع هو انها بدأت تتصرف بطريقة لا تليق بها واظنني سأكلم والدها في هذا الشأن . »

« لا اعتقد انه سيصغي لكلمة ستقولينها . فهو شديد الولع بابنته الوحيدة ، كذلك له الحق في ان يحبها إلى هذا الحد فهي جميلة جدا ! »

لكن يبدو ان ذلك لم يعجب بعض السيدات ، اذ بدأ التذمر جليا على وجوههن .

مع أن ذلك لا يعني أنهن لا توافقن على حقيقة كونها فاتنة.

وفيما هي تقف أمام باب القاعة مترددة قلقة وكأنها تبحث عن احد ما ، كانت أضواء الشموع في الثريات الفخمة تتلألأ في عينيها لتجعل منهما نجمتان تضيئان المكان ذلك لأن جمالها يختلف عن جمال من هـن فـي مثل عمرها .

إذ أن الفتيات خلال ربيعهن الأول تفتقدن الكياسة ولا تحسنن الكلام ، اضافة إلى خجلهن الشديد .

اما بالنسبة لمارسيا ، الأمر مختلف .

فقد ترعرعت مع والدها ، أيرل غريتسوود ، الذي علمها كيف تثبت وجودها وتعبر عن نفسها .

فهي بالنسبة له الإبن والابنه ، لانه بعد ولادتها ، أصبح يستحيل على والدتها انجاب المزيد من الأطفال ، وهذا ما جعل الايرل يبذل كل ما بوسعه ، رغم أن الأمر كان بالنسبة له في غاية السوء ،  ذلك إلى ان المعاملة التي كانت تتلقاها مارسيا منذ ان بدأت بالمشي هي معاملة تناسب فتى وليس فتاة .

فلقد أشركها والدها في كل أعماله ونشاطاته ، علمها الفروسية والرماية ، الأمر الذي جعلها تصبح حديث الناس الأوحد في لندن ، وتحديداً بعد ما قامت به في قصر باكينغهام ، حيث كانت تقوم بأداء جولات على احدى خيول والدها المميزة جعلت جموع من الرجال يتمنون منافستها .

رغم كونهم يقومون بمرافقتها باستمرار ، وعندما تشعر مارسيا برغبة في التملص منهم ، كانت تنطلق على حصانها بسرعة جنونية .

وتتوجه إلى شمال الفسحة ، الأمر الذي لم يكن جد مقبول ، اذ ان الآنسات الاشراف ، مثلها ، يتجولن على خيولهن بهدوء ، ولم تعدو احداهن ابدأ ، ومما لا شك فيه ان الليدي مارسيا كانت تعدو في أي اتجاه شاءت .

مما أثار الظن بأنه ما من أحد يمكنه السيطرة عليها .

وما أن مرت لحظات قليلة على دخولها إلى القاعة ، حتى تقدم ما يزيد على ست نبلاء يطلبن الجلوس معها , لكنها راوغتهم قليلاً ، لتختار في نهاية الأمر دوق باكسيتد مرا افقاً لها .

[مكتملة✓]سجين الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن