الفصل التاسع

1.2K 85 2
                                    


- مارسيا أجادت الكلام باللغة الفرنسية بطلاقة مع مديرة المنزل والخادمة .

إنها الشيء الوحيد الذي كان والداها مصرين على أن تتعلمه.

وأتت على ذكر ما قد قالته والدتها في إحدى المرات .

« إني لأظنه أمراً رهيباً اننا منفصلين عن العالم في انكلترا , لذلك يجدر بنا تعلم لغات أخرى ، وأنا ممتنة وسعيدة لأنني تعلمت الفرنسية حين كنت لا أزال طفلة صغيرة وعلى مارسيا أن تفعل ذلك أيضاً . وأظن أنه من الحكمة لو أنها تتعلم اللغتين الأسبانية والايطالية أيضاً ، بما أنهما من البلدان التي ستزورها وتستمتع بوقتها هناك يوماً ما .. "

وبما أنها كانت تتلقى تربية صبيانية فقد تعلمت اللغتين اليونانية واللاتينية ، لتجد بعد ذلك كل اللغات سهلة التعلم وكم كانت فخورة بنفسها لتمكنها من قراءة جميع الكتب التي قام أسلافها بجمعها من تذكرات مختلفة من العالم خلال سفرهم .

وبعد أن خلعت مارسيا قبعتها التي كانت تضعها أثناء السفر ، أرشدتها الكونتيسة إلى غرفة الملابس التي يمكن الدخول إليها عبر غرفة النوم خاصتها والتي تحتوي على بعض اللوحات الجميلة .

فأيقنت مارسيا أن كل ما يحيط بها كان مصمماً ليجلب جوا من الهدوء وأسفت لكون الخطة التي رسمتها الكونتيسة ستفشل رغم أن منفذي هذه الخطة  موجودين في مكان التنفيذ .

وبعد ذلك أرتها الكونتيسة غرف القصر الرئيسية الأخرى ، وأخيراً اصطحبتها إلى جناح الدوق الذي من البديهي أن يكون المكان الأهـم فـي القصر برمته .

فقد كان يشغل القسم الآخر من المبنى مع نوافذ تطل على الشمال ، الجنوب ، والشرق ، لذلك فإن بـإمـكـانـه أن يـجـول الـمـكـان بـنـظـرة عن عينيه على المنخفض الذي  أعد أمامه .

ويتوسط هذا المنخفض نهر تحيط به مرتفعات خضراء لتجعل من ذلك مشهداً طبيعياً متكاملاً .

قد يقول من يشاهده انه رائع وخلاب لكنه وفي وقت نفسه كان مشهدا مهابا .

فأدركت مارسيا شعور الدوق بالرضى لامتلاكه مكاناً بهذه الروعة ، لدرجة أنها لم تتمكن من وصف ما رأت بكلمات مهما تحمل من معنى .

وقررت في نفسها أن ما تراه هو مشهد لا ينسى حال إن غرف جناح الدوق هي فخمة تماماً كما هو قصره كله .

ففي غرفة نومه سرير عال تظلله ستائر مخملية قرمزية معلقة من السقف ، ومحفور على صدر مقدمة السرير شعار نبالة عائلة روس ، وتقف قوائم لسرير بشكل شجرة منحوتة بشكل مذهل .

فتمتمت مارسيا : « لا عجب إذا في أنه يرى نفسه مهماً لهذه الدرجة .."

وكم خالجها شعور بالمهابة حين أخذت الكونتيسة تخبرها عن العصور التي مرت بها قطع الأثاث الموجودة في القصر ، وعن طريقة جمعها ، وأكدت لمارسيا أن هذه الموجودات يمكن اعتبارها مصانة لكونها في حوزة دوق روس ولدى خروجهما من جناح الدوق وعبورهما في ممر طويل ، لاحظت مارسيا أن شاباً وسيماً يتقدم نحوهما ، وعندما اقترب قالت الكونتيسة بتعجب : "ساردوس ، أين كنت ؟ لقد انتقدناك فيما كنا نتناول الشاي . »

[مكتملة✓]سجين الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن